المجاعة تنهش لحومنا وأجسادنا.. سكان غزة يقتاتون البقايا الفاسدة وأعلاف الحيوانات وورق الشجر
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
يعيش عشرات آلاف الفلسطينيين في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة أوضاعا كارثية وصعبة، بعد تفشي الجوع الذي دفع أبو جبريل إلى ذبح حصانَيه الإثنين لإطعام أطفاله وجيرانه.
يقول أبو جبريل (60 عاما): "لا خيار أمامنا إلا ذبح الحصان لإطعام الأطفال، الجوع يقتلنا، لا توجد أية أنواع من الخضروات، ولا طحين ولا مياه شرب".
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الجمعة، أن طفلا يبلغ من العمر شهرين يدعى محمود فتوح توفي جراء سوء التغذية في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، على بعد سبعة كيلومترات من جباليا. وكان المخيم الذي أُنشئ في 1948 ويغطي مساحة 1,4 كيلومتر فقط، الأكبر في القطاع الفلسطيني قبل الحرب.
وفرّ أبو جبريل من بيت حانون القريبة عندما اندلع النزاع. وبات منزله مع عائلته عبارة عن خيمة قرب مدرسة الفالوجا التابعة للأنروا والتي تؤوي نازحين.
خلال يومي 20-21 شباط، دخل إلى قطاع #غزة 69 شاحنة، أي بمعدل أقل من 35 شاحنة في اليوم.
كيف يمكن لـ 35 شاحنة ان تكفي احتياجات 2,3 مليون شخص يعتمدون في كل شيء على ما يدخل إلى غزة من مواد الإغاثة!
قبل الحرب كان يدخل القطاع بالمعدل 500 شاحنة يوميا#الأونروا شريان حياة للملايين في غزة pic.twitter.com/8Gc9QtQIlv
قبل الحرب، كانت المياه الملوثة وانقطاع التيار الكهربائي مشكلة في المخيم المكتظ بالسكان. وكان الفقر الناجم عن ارتفاع معدلات البطالة مشكلة أخرى بين سكانه الذين يزيد عددهم عن 100 ألف نسمة.
واليوم، بدأ الطعام ينفد في ظل عدم قدرة وكالات الإغاثة على الوصول إلى المنطقة، جراء القصف وسرقة الشاحنات القليلة التي تحاول العبور.
2,2 مليون شخص على شفا المجاعة!وأفاد برنامج الأغذية العالمي هذا الأسبوع بأن فرقه أبلغت عن "مستويات غير مسبوقة من اليأس"، بينما حذرت الأمم المتحدة من أن 2,2 مليون شخص باتوا على شفا المجاعة.
وفي المخيم، ينتظر أطفال بترقب بينما يحملون علبا بلاستيكية وأواني طهي مكسرة للحصول على الطعام القليل المتاح.
ومع تضاؤل الإمدادات بالغذاء وارتفاع الأسعار، يشكو شاب من أن سعر كيلو الأرز ارتفع من سبعة شيكل (1,90 دولار) إلى 55 شيكلا. ويقول بغضب، مشيرا إلى طفل بجانبه: "نحن الكبار لا يهمنا... أما الصغار الذين تبلغ أعمارهم أربع وخمس سنوات، فما الذي ارتكبوه من ذنب كي يناموا جائعين ويستيقظوا جائعين؟".
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن النقص المقلق في الغذاء وتزايد سوء التغذية والأمراض، قد يؤديان إلى "انفجار" في وفيات الأطفال في غزة.
على منصات التواصل، يتم تداول مقطع فيديو لطفل يقدّم على أنه محمود فتوح، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، نتيجة سوء التغذية، وفق ما قالت وزارة الصحة في القطاع المحاصر. ولم يكن بالإمكان التحقق من هوية الطفل أو صحة التشخيص من مصادر مستقلة.
ويعاني واحد من كل ستة أطفال دون الثانية من العمر في غزة من سوء التغذية الحاد، وفق تقديرات لمنظمة اليونيسف نُشرت في 19 فبراير/شباط.
بقايا الذرة الفاسدة والأعلاف الحيوانية وأوراق الشجروفي محاولة لسدّ جوعهم، اعتاد سكان قطاع غزة على تناول بقايا الذرة الفاسدة والأعلاف الحيوانية غير الصالحة للاستهلاك البشري وحتى أوراق الشجر.
تقول امرأة موجودة في المخيم" "لا أكل ولا شرب... ولا طحين"، مضيفة "بدأنا نتسول من الجيران، ولا شيكل في الدار. ندق الأبواب في الحارة ولا أحد يعطينا مالا".
كم مرة أخرى يجب علينا أن نذكر أن:
لا يوجد مكان آمن في #غزة_الآن .
الأمراض متفشية.
المجاعة تلوح في الأفق.
المياه شحيحة.
توقف إنتاج الغذاء.
المستشفيات تحولت إلى ساحات قتال.
مليون طفل يواجهون صدمات يومية. pic.twitter.com/xBaCl1qP0E
تتصاعد حدة التوتر في جباليا بسبب نقص الغذاء وتداعياته، فيما نُظّمت الجمعة وقفة احتجاجية شارك فيها عشرات الأشخاص.
وحمل طفل في المظاهرة لافتة كتب عليها: "لم نمت من القصف ولكننا نموت من الجوع".
ورفع آخر عاليا لافتة كُتب عليها: "المجاعة تنهش لحومنا وأجسادنا"، بينما هتف المتظاهرون: "لا لا للجوع، لا لا للإبادة الجماعية، لا لا للحصار".
وعلى مدى الأسابيع والأشهر الماضية، أدى القصف الإسرائيلي المتواصل إلى تحويل غزة إلى دمار.
لم يخبر جبريل أحدا بقراره ذبح الحصانين. طبخ اللحم مع الأرز، وقدمه لعائلته وجيرانه. ورغم الحاجة، يقول إنه لا يزال قلقا بشأن ردات فعلهم. ويردف قائلا: "لا أحد يعرف أنه يأكل لحم حصان".
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب في أوكرانيا الحرب بين حماس وإسرائيل المعرض الدولي للزراعة ريبورتاج مجاعة غزة حصار غزة الحرب بين حماس وإسرائيل تغذية غذاء فقراء برنامج الأغذية العالمي فرنسا الحرب بين حماس وإسرائيل غزة حصار غزة كرة القدم الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا سوء التغذیة
إقرأ أيضاً:
بيان من وزارة الزراعة إلى مربي المواشي والدواجن وأصحاب الحيوانات الأليفة
أصدرت وزارة الزراعة بيانا دعت فيه "المزارعين ومربي المواشي والدواجن وأصحاب الحيوانات الأليفة إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحمايتها من البرد القارس مع توقع انخفاض درجات الحرارة".
وجاء في البيان التوصيات التالية:
1- أصحاب المزارع ومربي المواشي والدواجن: تأمين التدفئة المناسبة داخل الحظائر مع ضمان تهوئة جيدة. توفير كميات كافية من الأعلاف والمياه الدافئة لتلبية احتياجات الحيوانات أثناء بقائها في الداخل، وتجهيز الأدوية الأساسية مثل مخفضات الحرارة وعلاجات الإسهال تحسبا لأي طارئ صحي.
2- للمزارعين والمربين الصغار: إبقاء الحيوانات في أماكن مغلقة وآمنة تحميها من المطر والصقيع. التأكد من أن المكان واسع ومهوي بشكل جيد لتجنب الأمراض التنفسية والاختناق.
3- لحماية الحيوانات الأليفة (الكلاب والقطط): إبقاؤها في أماكن دافئة ومنع تعرضها للطقس البارد والمطر. عدم إخراجها إلا عند الضرورة القصوى لحمايتها من الأمراض والعدوى.
وأكدت الوزارة "أهمية هذه الإجراءات لضمان صحة وسلامة الحيوانات خلال فصل الشتاء".