إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

يعيش عشرات آلاف الفلسطينيين في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة أوضاعا كارثية وصعبة، بعد تفشي الجوع الذي دفع أبو جبريل إلى ذبح حصانَيه الإثنين لإطعام أطفاله وجيرانه.

يقول أبو جبريل (60 عاما): "لا خيار أمامنا إلا ذبح الحصان لإطعام الأطفال، الجوع يقتلنا، لا توجد أية أنواع من الخضروات، ولا طحين ولا مياه شرب".

يضيف: "لدي حصانان كنت أشتغل عليهما في أرضي الزراعية في بيت حانون، دمّروا بيتي وجرفوا أرضي. قرّرت ذبح الحصانين لمساعدة عائلتي وعائلات أقاربي وجيراني في الحصول على الطعام".

طفل يبلغ من العمر شهرين مات جوعا

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الجمعة، أن طفلا يبلغ من العمر شهرين يدعى محمود فتوح توفي جراء سوء التغذية في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، على بعد سبعة كيلومترات من جباليا. وكان المخيم الذي أُنشئ في 1948 ويغطي مساحة 1,4 كيلومتر فقط، الأكبر في القطاع الفلسطيني قبل الحرب.

وفرّ أبو جبريل من بيت حانون القريبة عندما اندلع النزاع. وبات منزله مع عائلته عبارة عن خيمة قرب مدرسة الفالوجا التابعة للأنروا والتي تؤوي نازحين.

خلال يومي 20-21 شباط، دخل إلى قطاع #غزة 69 شاحنة، أي بمعدل أقل من 35 شاحنة في اليوم.
كيف يمكن لـ 35 شاحنة ان تكفي احتياجات 2,3 مليون شخص يعتمدون في كل شيء على ما يدخل إلى غزة من مواد الإغاثة!
قبل الحرب كان يدخل القطاع بالمعدل 500 شاحنة يوميا#الأونروا شريان حياة للملايين في غزة pic.twitter.com/8Gc9QtQIlv

— الأونروا (@UNRWAarabic) February 24, 2024

قبل الحرب، كانت المياه الملوثة وانقطاع التيار الكهربائي مشكلة في المخيم المكتظ بالسكان. وكان الفقر الناجم عن ارتفاع معدلات البطالة مشكلة أخرى بين سكانه الذين يزيد عددهم عن 100 ألف نسمة.

واليوم، بدأ الطعام ينفد في ظل عدم قدرة وكالات الإغاثة على الوصول إلى المنطقة، جراء القصف وسرقة الشاحنات القليلة التي تحاول العبور.

2,2 مليون شخص على شفا المجاعة!

وأفاد برنامج الأغذية العالمي هذا الأسبوع بأن فرقه أبلغت عن "مستويات غير مسبوقة من اليأس"، بينما حذرت الأمم المتحدة من أن 2,2 مليون شخص باتوا على شفا المجاعة.

وفي المخيم، ينتظر أطفال بترقب بينما يحملون علبا بلاستيكية وأواني طهي مكسرة للحصول على الطعام القليل المتاح.

ومع تضاؤل الإمدادات بالغذاء وارتفاع الأسعار، يشكو شاب من أن سعر كيلو الأرز ارتفع من سبعة شيكل (1,90 دولار) إلى 55 شيكلا. ويقول بغضب، مشيرا إلى طفل بجانبه: "نحن الكبار لا يهمنا... أما الصغار الذين تبلغ أعمارهم أربع وخمس سنوات، فما الذي ارتكبوه من ذنب كي يناموا جائعين ويستيقظوا جائعين؟". 

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن النقص المقلق في الغذاء وتزايد سوء التغذية والأمراض، قد يؤديان إلى "انفجار" في وفيات الأطفال في غزة.

على منصات التواصل، يتم تداول مقطع فيديو لطفل يقدّم على أنه محمود فتوح، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، نتيجة سوء التغذية، وفق ما قالت وزارة الصحة في القطاع المحاصر. ولم يكن بالإمكان التحقق من هوية الطفل أو صحة التشخيص من مصادر مستقلة.

ويعاني واحد من كل ستة أطفال دون الثانية من العمر في غزة من سوء التغذية الحاد، وفق تقديرات لمنظمة اليونيسف نُشرت في 19 فبراير/شباط.

بقايا الذرة الفاسدة والأعلاف الحيوانية وأوراق الشجر

وفي محاولة لسدّ جوعهم، اعتاد سكان قطاع غزة على تناول بقايا الذرة الفاسدة والأعلاف الحيوانية غير الصالحة للاستهلاك البشري وحتى أوراق الشجر.

تقول امرأة موجودة في المخيم" "لا أكل ولا شرب... ولا طحين"، مضيفة "بدأنا نتسول من الجيران، ولا شيكل في الدار. ندق الأبواب في الحارة ولا أحد يعطينا مالا".

كم مرة أخرى يجب علينا أن نذكر أن:
لا يوجد مكان آمن في #غزة_الآن .
الأمراض متفشية.
المجاعة تلوح في الأفق.
المياه شحيحة.
توقف إنتاج الغذاء.
المستشفيات تحولت إلى ساحات قتال.
مليون طفل يواجهون صدمات يومية. pic.twitter.com/xBaCl1qP0E

— الأونروا (@UNRWAarabic) February 23, 2024

تتصاعد حدة التوتر في جباليا بسبب نقص الغذاء وتداعياته، فيما نُظّمت الجمعة وقفة احتجاجية شارك فيها عشرات الأشخاص.

وحمل طفل في المظاهرة لافتة كتب عليها: "لم نمت من القصف ولكننا نموت من الجوع".

ورفع آخر عاليا لافتة كُتب عليها: "المجاعة تنهش لحومنا وأجسادنا"، بينما هتف المتظاهرون: "لا لا للجوع، لا لا للإبادة الجماعية، لا لا للحصار". 

وعلى مدى الأسابيع والأشهر الماضية، أدى القصف الإسرائيلي المتواصل إلى تحويل غزة إلى دمار.

لم يخبر جبريل أحدا بقراره ذبح الحصانين. طبخ اللحم مع الأرز، وقدمه لعائلته وجيرانه. ورغم الحاجة، يقول إنه لا يزال قلقا بشأن ردات فعلهم. ويردف قائلا: "لا أحد يعرف أنه يأكل لحم حصان".

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب في أوكرانيا الحرب بين حماس وإسرائيل المعرض الدولي للزراعة ريبورتاج مجاعة غزة حصار غزة الحرب بين حماس وإسرائيل تغذية غذاء فقراء برنامج الأغذية العالمي فرنسا الحرب بين حماس وإسرائيل غزة حصار غزة كرة القدم الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا سوء التغذیة

إقرأ أيضاً:

وسط حالات سوء التغذية.. وفاة رجل مسن بسبب الجفاف الحاد شمال غزة

أعلن مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة على لسان مديره، حسام أبو صفية، الأربعاء، عن وفاة رجل مسن بسبب الجفاف الحاد، كما ذكر أن حالات سوء التغذية بدأت تتوافد منذ الثلاثاء إلى المستشفى حيث حضر 17 طفلا إلى الطوارئ بعلامات سوء تغذية وجفاف إثر أزمة غذاء جديدة في شمال القطاع.

ويذكر أن ما يزيد عن أربعين شخصا توفوا خلال الحرب بسبب سوء التغذية والجفاف معظمهم من الأطفال، وفقا لمراسلة "الحرة".

وقال أبو صفية إن الوضع أصبح كارثيا أكثر ولا حراك ولا حتى دعوات من أي جهة دولية بفتح ممر إنساني يدخل من خلاله المستلزمات الطبية والوفود الطبية الجراحية وطعام وحليب الأطفال لمعالجة حالات سوء التغذية.

الوضع الصحي كارثي للغاية

وقالت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، إن عمل المستشفيات بشكل جزئي في شمال قطاع غزة "مقلق للغاية"، بينما حذر مدير مستشفى كمال عدوان من أن الوضع الصحي "كارثي للغاية".

وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، في كلمة لها أمام صحفيين في جنيف" "نحن قلقون للغاية، تتزايد صعوبة تقديم المساعدات في حين تتزايد الاحتياجات، أشعر بقلق خصوصا على مستشفى كمال عدوان".

وتابعت "في الفترة ما بين 8 و16 نوفمبر، تم رفض أربع بعثات لمنظمة الصحة العالمية كنا نحاول إيصالها"، مشددة على أن المستشفى لديه لوازم طبية "بالكاد تكفي لأسبوعين في أفضل السيناريوهات".

من جانبه، أكد أبو صفية أن "الوضع في شمال قطاع غزة كارثي للغاية والجميع معرض للموت الوشيك. المنظومة الصحية تعمل بظروف قاسية للغاية".

وتابع في تصريح لوكالة فرانس برس "قام الاحتلال بقصف المستشفى أكثر من مرة آخرها بالأمس (الاثنين) بشكل مفاجئ بينما كنا نحاول إنقاذ جريح".

وأضاف "الاحتلال يمنع إدخال الطعام والماء والكوادر والمستلزمات الطبية للشمال، بدأنا نفقد أعدادا من المصابين لعدم وجود مستلزمات وكوادر طبية في المشفى".

لكن وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية "كوغات" قالت في بيان إنها "قامت الاثنين بتسليم 1000 وحدة دم" إلى مستشفى الصحابة في مدينة غزة، وقالت إن "الجهود الإنسانية في المجال الطبي مستمرة" في شمال قطاع غزة.

وفي آخر تحديث له عن الوضع في قطاع غزة نشر مساء الثلاثاء، قال مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا) إن "الوصول إلى مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة والمستشفى الإندونيسي مقيد للغاية"، مشددا على أن هذه المستشفيات تواجه "نقصا خطيرا في المعدات والوقود ووحدات الدم".

وأطلقت القوات الإسرائيلية عملية برية واسعة النطاق في شمال قطاع غزة تقول إن هدفها منع حركة حماس من إعادة تجميع صفوفها.

وبدأت العملية بمحاصرة جباليا، وامتدت شمالا إلى بيت لاهيا في محيط مستشفى كمال عدوان الذي تعرض لعمليات قصف واقتحام نفذها الجيش، بحسب مسؤولين فلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • محافظ إب يدشّن المخيم الطبي الجراحي والعلاجي المجاني بمستشفى يريم لأسر وأبناء الشهداء
  • إحباط تسويق أكثر من 8 قناطير من اللحوم البيضاء الفاسدة بوهران
  • الخارجية الفلسطينبة: تسييس إدخال المساعدات إلى قطاع غزة يعمق المجاعة فيه
  • توقف التغذية الكهربائية عن الحسكة نتيجة عطل فني ‏
  • الخارجية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة وامتداد لحرب الاحتلال
  • خبيرة طاقة المكان: الحيوانات الأليفة تجلب الطاقة الإيجابية ولا تمنع الحظ
  • الأمم المتحدة: المحاصرون في شمال غزة بدون مساعدات منذ 40 يومًا
  • وسط حالات سوء التغذية.. وفاة رجل مسن بسبب الجفاف الحاد شمال غزة
  • «الأونروا» تدعو لتدخل سياسي لوقف المجاعة بغزة
  • شهيد جراء قصف مدفعي للاحتلال على المخيم الجديد وسط قطاع غزة