الدراما السودانية في رمضان.. هل تنتفض من رماد الحرب؟
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
المتابع لمجريات الأحداث بالسودان يجد جدباً قاحلاً أشبه بالموات في أوساط الدراما الرمضانية بالسودان، خاصّة بعد أن شهدت طفرة غير مسبوقة، كماً وكيفاً بشهر رمضان المعظم العام الماضي، ذلك الجدب والموات طرح تساؤلات عدة إلى أي مدى امتد تأثير الحرب الطاحنة بالسودان التي قاربت دخول عامها الأول؟! وماذا عن إمكانية العودة لالتقاط زمام المبادرة، وهل يمكن أن تزدهر مرةً أخرى إذا ما طال أمد الحرب مثلما حدث مع الدراما السورية على سبيل المثال؟!
الناقد المرموق مصعب الصاوي قال لـ”العربية.
يضيف الناقد الصاوي: “هذا على مستوى البنية التحتية، أما على مستوى العاملين في حقل الدرامي، فنجد أنّ الغالبية العُظمى تأثروا بعوامل الهجرة والنزوح، بالتالي تعذّر من ناحية عملية وجودهم في منظومات عمل متماسكة، فالدراما عمل جماعي يقتضي إنتاجها وجود العنصر البشري والأدوات المساعدة في مكان واحد وضمن خطة عمل محددة بالجداول الزمنية وخرائط مواقع التصوير، كل ذلك لم يعد متاحاً وممكناً في ظروف الحرب الآن”.
تأثير مباشر
في سياقٍ متصلٍ، أكد الممثل السوداني القدير صلاح أحمد لـ”العربية.نت”، أن الدراما السودانية تأثرت بالحرب مثلما حدث لكل مناحي الحياة بالبلاد، فقد أثّرت بشكل مباشر في إنتاج الأعمال الدرامية، هذا بالإضافة إلى الغالبية العُظمى من الدراميين، بنسبة قد تصل إلى 95%، مشتتون في أرجاء مختلفة داخل السودان وخارجه، بالتالي من الصعب جداً إنتاج دراما رمضانية سودانية خاصّة، إلا بعض الاجتهادات الشخصية مثل مسلسل تمّ إنتاجه في مصر قبل رمضان، ومسلسل ثان أنتج في الإمارات، إلا أنها تظل استثناء، وليس كما يحدث من إنتاج درامي في موسم رمضان خاصة العام الماضي والأسباب معروفة.
النجم أحمد ذكر أن الإنتاج الدرامي كان وفيراً للغاية وأقدم على مناقشة قضايا كبرى مسكوت عنها وأثار جدلاً قوياً.
وقد كان الطموح هذا العام بإنتاج دراما على ذات النسق أو أكبر وأكثر تطوراً ووضوحاً وإيجابية في التعاطي مع القضايا السودانية بشكل عام.
ويضيف أحمد: “في اعتقادي لو كانت الظروف مـواتية، كان بالإمكان إنتاج أعمال درامية عن العوامل التي أدّت لاندلاع الحرب وكيف أثّـرت على الناس. فالظروف الحالية – من وجهة نظري – خصبة للغاية لإنتاج دراما حقيقية إذا ما توفرت الشروط المطلوبة”.
يذكر أن النجم صلاح أحمد جسّد شخصية رجل دين فاسد في المسلسل الرمضاني الشهير (ود المك)، الذي أثار جدلاً قوياً، ومنعت بقية حلقاته من البث قبيل اندلاع الحرب بالسودان العام الماضي.
هل تعود؟!
ورداً على سؤال لـ”العربية.نت”، عن إمكانية استعادة الدراما السودانية لزمام المبادرة، وهل يمكن أن تزدهر مرة أخرى إذا طال أمد الحرب مثلما حدث مع الدراما السورية على سبيل المثال؟
قال الناقد الصاوي، صاحب أشهر برنامج تلفزيوني رمضاني بالسودان: “بالنسبة لتجربة الدراما السورية في أزمنة الحرب، في أعتقادي أن الوضع مختلفٌ، فمعظم أهل الفن في سوريا انتقلوا بأطقم شركات الإنتاج الدرامي إلى بلاد ممولة كالخليج مثلاً والسعودية، ولأنّ الأسماء الصانعة للدراما السورية، كانت أسماءً معروفة ولامعة، سواء كانوا ممثلين أو مخرجين، فكان من السهل إيجاد ممولين ومنتجين مقابل بث أعمال حصرية (الإعلان نظير البث)، وبذلك استطاعت الدراما السورية تخطي عقبة الإنتاج ومعينات العمل، وحتى في الدراما المصرية نفسها التي تُعتبر المنافس الرئيسي للدراما السورية تمّت الاستعانة بمخرجين وممثلين من الشام ودمجهم في الوسط الفني المصري، وهي ذات التجربة التي خاضتها مؤسسات إنتاج السينما المصرية مع فنانين من الشام أمثال فريد الأطرش وأسمهان والفنانة اللبنانية الأصل صباح وغيرهم”.
العربية نت
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدراما السوریة العربیة نت
إقرأ أيضاً:
حريق دمشق العظيم.. لماذا حول تيمورلنك المدينة إلى رماد؟
حرق تيمورلنك لدمشق كان واحدًا من أكثر الفصول دموية في تاريخ المدينة، وحدث خلال اجتياحه لبلاد الشام عام 1400م، تيمورلنك (أو تيمور الأعور) كان قائدًا مغوليًا-تركمانيًا أسس الدولة التيمورية، واشتهر بقسوته وبطشه في حروبه.
أحداث اجتياح دمشقفي عام 1400م، وبعد أن اجتاح تيمورلنك حلب وارتكب فيها مجازر مروعة، توجه نحو دمشق، التي كانت آنذاك تحت حكم المماليك بقيادة السلطان فرج بن برقوق، كان سكان المدينة مرعوبين من أخبار المذابح التي ارتكبها جيش تيمور، فأرسل السلطان جيشًا بقيادة الأمير ناصر الدين محمد، لكنه لم يتمكن من التصدي للجيش التيموري.
استسلام المدينة والخدعة التيموريةعندما أدرك أهل دمشق أنهم لا يستطيعون مقاومة تيمورلنك، قرر قادتها، ومن بينهم القاضي ابن مفلح، التفاوض معه.
وافق تيمور على دخول المدينة بسلام وأظهر حسن النية، فاستقبله العلماء والوجهاء، وأغدقوا عليه الهدايا، لكن في الحقيقة، كان تيمور يخطط لنهب المدينة وتدميرها.
المجزرة وحرق دمشقبعد أيام من دخول تيمورلنك، سمح لجنوده بنهب الأسواق والمنازل، ثم أمر بإحراق المدينة بالكامل، شبت النيران في معظم أحيائها، خاصة الأسواق الشهيرة مثل سوق الحرير، وسوق الخياطين، ويقال إن الحريق استمر أيامًا طويلة، والتهم أجزاء واسعة من المدينة، كما أمر تيمور بقتل آلاف السكان، وأخذ عددًا كبيرًا من الحرفيين والعمال كأسرى، ونقلهم إلى سمرقند للاستفادة من مهاراتهم في بناء عاصمته.
النتائج والتأثيركانت كارثة حرق دمشق بمثابة ضربة قاصمة للمدينة، إذ فقدت عددًا هائلًا من سكانها، ودمرت الكثير من معالمها، وبعد انسحاب جيش تيمور، احتاجت دمشق لسنوات طويلة كي تتعافى من الدمار.
لماذا أحرق تيمور دمشق؟يعتقد المؤرخون أن تيمورلنك كان يسعى لترويع خصومه وإظهار قوته المدمرة، خاصة أنه كان في صراع مع المماليك.
كما أن نهجه الحربي كان يقوم على المذابح والتدمير، كوسيلة لضمان سيطرته دون مقاومة مستقبلية