رأي: ما الذي يخاف منه بوتين؟
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
هذا المقال بقلم فريدا غيتس، منتجة ومراسلة سابقة في شبكة CNN، وكاتبة في الشؤون العالمية في صحيفة واشنطن بوست ومجلة وورلد بوليتيكس ريفيو، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي كاتبتها ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
(CNN)-- الصور عبارة عن رسالة سينمائية ومرعبة للعالم، لكنها ليست بالضبط ما قصده الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، امرأة شابة ترتدي سترة بيضاء، وهي سجينة أخرى في روسيا، شوهدت يقودها ضابط أمن مقنع.
السجينة هي كسينيا كاريلينا، البالغة من العمر 33 عامًا، وهي مواطنة تحمل الجنسيتين الأمريكية والروسية، ويبدو أنها معصوبة العينين وترتدي قبعتها المحبوكة بينما يقوم الرجل الذي يرتدي الزي الرسمي بتقييد معصميها بالأصفاد ويقودها إلى أسفل درج مظلم. ظهرت في النهاية في زنزانة احتجاز بقاعة محكمة روسية.
إنها أحدث جهود الكرملين للترهيب. ولكن في محاولته ممارسة وإظهار قوته، يُظهِر بوتين خوفه. لماذا يجد الحاكم المطلق لقوة مسلحة نووياً أنه من الضروري سجن كاريلينا؟
ظهرت أخبار اعتقال روسيا للمواطنة مزدوجة الجنسية، التي تعمل كأخصائية تجميل في لوس أنجلوس بينما تسعى وراء شغفها كراقصة باليه، في نفس الوقت تقريبًا مع وفاة زعيم المعارضة أليكسي نافالني في مستعمرة جزائية في القطب الشمالي. وكان نافالني ملتزماً علناً بإحلال الديمقراطية في روسيا، وفضح فساد بوتين ووحشيته.
لكن كارلينا؟ كيف تشكل تهديدا لبوتين؟
يبدو أن بوتين لا يتسامح مع أدنى علامة معارضة، حتى لو كانت وهمية.
فقد أُلقي القبض على العديد من الروس بسبب حملهم قطعاً فارغة من الورق في الأيام الأولى لغزو بوتين الشامل لأوكرانيا، بعد أن سُجن آلاف آخرون بسبب احتجاجهم العلني على العدوان الروسي.
يقول صاحب عمل كارينا إنها اعتقلت بتهمة الخيانة. جريمتها: يُزعم أنها تبرعت بمبلغ 51.80 دولارًا لـRazom، وهي مؤسسة خيرية أمريكية تدعم أوكرانيا.
يبدو أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، خليفة جهاز "كيه جي بي" سيئ السمعة، يؤكد ذلك، قائلًا إن جريمتها كانت "تقديم مساعدة مالية لدولة أجنبية في أنشطة موجهة ضد أمن بلدنا".
وإذا أدينت بالخيانة، فمن الممكن أن تقضي عقودا في أحد السجون الروسية.
أصبحت كاريلينا مواطنة أمريكية في عام 2021. وقال صديقها، كريس فان هيردين، لشبكة CNN إنها كانت غير مهتمة بالسياسة، ولم تشاهد الأخبار وليس لها علاقة بالحرب. اشترى لها تذكرة للذهاب إلى روسيا كهدية عيد ميلاد حتى تتمكن من رؤية جدتها البالغة من العمر 90 عامًا ووالديها وشقيقتها الصغرى.
ربما يشعر بوتين بمزيد من عدم الأمان ويصبح أكثر استبدادًا تجاه الشعب الروسي، وتجاه الزوار، وحتى تجاه أولئك الذين غادروا البلاد.
إن من بدأ كزعيم استبدادي كان يعمل على تآكل المعايير الديمقراطية يبدو أنه يتحول إلى دكتاتور شمولي من النوع الأكثر خطورة - النوع الخائف.
فقد ألقت قوات الأمن القبض على روس شككوا بالحرب في أوكرانيا، ناهيك عن الذين طرحوا أسئلة على بوتين. واعتقلوا المئات الذين كانوا يسعون إلى تكريم نافالني، حتى الأشخاص الذين حاولوا وضع الزهور على ذكراه.
كان نافالني في أيدي النظام القضائي في إطار محاولة لإسكاته وإحباط نفوذه. لكنه لم يكن ليسكت طالما بقي على قيد الحياة.
لقد مات بعض من أشهر منتقدي بوتين واحدًا تلو الآخر. وبطبيعة الحال، لا يلوم المحققون الروس الحكومة أبداً. وكان هناك زعيم المعارضة بوريس نيمتسوف، الذي قُتل بالرصاص بالقرب من الكرملين. لقد قُتلت الصحفية والمدافعة عن حقوق الإنسان آنا بوليتكوفسكايا في مصعد المبنى الذي تسكن فيه. وهناك نافالني، الذي لا يزال سبب وفاته غير واضح. وهناك عدد لا يحصى من الآخرين. (نفى الكرملين مزاعم تورطه في كل ذلك).
بالنسبة للمواطنين الأمريكيين، بمن في ذلك أولئك الذين يحملون الجنسية الروسية أيضًا، أصبحت زيارة البلاد خطيرة بشكل متزايد. تم سجن العديد من المواطنين الأمريكيين، بما في ذلك نجمة WNBA بريتني غرينر، التي تم إطلاق سراحها في صفقة مقابل تاجر أسلحة سيئ السمعة؛ وعنصر مشاة البحرية الأمريكية السابق بول ويلان، الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 16 عامًا بتهمة التجسس، وهو ما ينفيه بشدة، ومراسل صحيفة وول ستريت جورنال إيفان غيرشكوفيتش، الذي اعتقل منذ عام تقريبًا في يكاترينبورغ - المدينة نفسها التي اعتقلت فيها كاريلينا - متهم بالتجسس دون أن تكشف السلطات الروسية عن أي دليل.
ويبدو أن بوتين مهتم بمقايضة غيرشكوفيتش بفاديم كراسيكوف، وهو قاتل مُدان يقضي عقوبة في ألمانيا لقتله شيشانيًا جورجيًا منفيًا في عام 2019؛ ما أسمته المحكمة الألمانية "جريمة قتل بأمر من الدولة". بمعنى آخر، عملية اغتيال بأمر من الكرملين. (الكرملين ينفي ذلك).
ولتوضيح ما يعرفه الجميع، يجب على الأميركيين الابتعاد عن روسيا.
لكن البقاء خارج روسيا لا يشكل ضمانة للسلامة.
وفقا لمنظمة "فريدوم هاوس" الحقوقية، أصبحت روسيا واحدة من أكبر مرتكبي القمع العابر للحدود الوطنية في العالم. وفي حين يبدو أن العديد من منتقدي بوتين يموتون في جميع أنواع الظروف الغامضة داخل روسيا، فإن منتقديه يلقون نهايتهم أيضًا في الخارج.
وفي أواخر فبراير/شباط، عثرت الشرطة الإسبانية على جثة مكسيم كوزمينوف بالقرب من مدينة أليكانتي. وهرب كوزمينوف، وهو منشق روسي، إلى أوكرانيا على متن مروحيته العسكرية. وقال للصحفيين إنه يعارض الحرب.
وقالت المخابرات الإسبانية لوسائل الإعلام المحلية إنه ليس لديها أدنى شك في أن الكرملين كان وراء مقتله. رسميا، تقول الحكومة إنها تنتظر نتائج التحقيق. وتقول الشرطة إنه تعرض لإطلاق النار ست مرات ثم دهسته سيارة، بحسب وسائل إعلام إسبانية.
تقول روسيا إنها ليس لديها علم بالقضية. ولكن بعد انشقاق كوزمينوف، وصفه رئيس المخابرات الخارجية بأنه "جثة أخلاقية". وتقول منظمة "فريدوم هاوس" إن روسيا "تقوم بأنشطة قمع شديدة العدوانية وعابرة للحدود في الخارج"، وتعتمد بشكل كبير على "الاغتيال كأداة".
خلصت حكومة المملكة المتحدة إلى أن عملاء روس قتلوا ضابط المخابرات المنفي ألكسندر ليتفينينكو في لندن باستخدام البولونيوم المشع. وفي عام 2018، في سالزبوري بإنجلترا، اتُهم ضابطان روسيان آخران بقتل المنشق سيرغي سكريبال وابنته باستخدام غاز الأعصاب.
وتشير منظمة "فريدوم هاوس" إلى أن ذلك يأتي على خلفية العديد من الوفيات غير المبررة لروس بارزين في المنفى. في كثير من الأحيان، قد لا تؤدي هذه القضايا إلى إدانات، لكن منظمة "فريدوم هاوس" تضيف أن استخدام النظائر المشعة وغاز الأعصاب يشير بوضوح إلى الكرملين، حتى عندما تتظاهر موسكو بالجهل.
مهما كان ما تفكر به روسيا في اعتقالها خبيرة التجميل وراقصة الباليه شبه المحترفة، فمن الواضح أن نظام بوتين القمعي يخفض عتبة ما يتسامح معه ويرفع سقف الكيفية التي قد يستجيب بها. إن التبرع لجمعية خيرية مؤيدة لأوكرانيا يرقى الآن إلى مرتبة الخيانة، التي يعاقب عليها بالسجن لمدة 20 عاما. إن انتقاد الحرب أو انتقاد بوتين يمكن أن يؤدي إلى الموت في معسكرات الاعتقال الروسية.
فالكرملين يجعل من روسيا دولة محظورة على الزوار الأجانب، ويهدد مواطنيها في الخارج، وفي الوقت نفسه لا يزال يواصل حربه الإمبريالية الجديدة لغزو أوكرانيا.
روسياالكرملينفلاديمير بوتيننشر الأحد، 25 فبراير / شباط 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الكرملين فلاديمير بوتين العدید من یبدو أن
إقرأ أيضاً:
هآرتس تكشف عدد الأسرى الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ، اليوم السبت 8 مارس 2025 ، عدد الأسرى الإسرائيليين ، الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي خلال العمليات العسكرية التي نفذها في قطاع غزة .
وقالت هآرتس إن41 أسيرا إسرائيليا من بين 251 أسرتهم حماس في غزة، قُتلوا في الأسر، بعضهم قُتل بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية التي شنتها على غزة".
وأضافت أن "الخرائط العسكرية تؤكد أن موقع مقتل 6 من الأسرى على يد الجيش الإسرائيلي في أغسطس/ آب الماضي، كان ضمن مناطق العمليات المحدودة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الجيش الإسرائيلي عندما نشر تحقيقه حول مقتل الأسرى الستة، قال إنه لم يكن يعلم بوجودهم في المنطقة".
وأكدت أن الجيش "كان على علم بالخطر الذي يحدق بالأسرى عندما عمل في المنطقة التي قُتل فيها الرهائن الستة".
ويشار إلى أن الأسرى الإسرائيليين الستة الذين تم قتلهم هم: هيرش جولدبرج بولين، أوري دانينو، إيدن يروشالمي، أليكس لوبانوف، كارميل جات، وألموج ساروسي.
ولفتت هآرتس إلى أنه "رغم قرار وقف نشاط الجيش الإسرائيلي في مدينة خانيونس (جنوب) بقطاع غزة، بسبب المخاوف على حياة الأسرى، إلا أنه بعد توقف ليوم واحد فقط، قرر الجيش مواصلة عملياته هناك بهدف تحديد مكان زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار".
وأشارت إلى أنه "بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، تقرر أن العثور على السنوار كان أكثر أهمية من إنقاذ أرواح الأسرى الإسرائيليين (لم يتم تحديد مكانه في حينه)".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2024 أي بعد نحو عام على بدء عملية "طوفان الأقصى" وما تبعها من حرب إسرائيلية مدمرة ضد قطاع غزة، اغتيل السنوار بمدينة رفح جنوب القطاع برصاص الجيش الإسرائيلي وهو يقاتل.
ورغم تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة من المسؤولية عن مقتل أسرى إسرائيليين في قطاع غزة وتحميل حركة حماس مسؤولية ذلك، إلا أن المعارضة الإسرائيلية تحمله مسؤولية مقتل عدد كبير من الأسرى جراء عرقلته لأشهر طويلة التوصل إلى صفقة لإعادتهم خوفا من انهيار ائتلافه الحكومي، الذي كان وزراء من اليمين المتطرف به يضغطون لمواصلة حرب الإبادة على غزة.
ومطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء الحرب.
ويريد نتنياهو، مدعوما بضوء أخضر أمريكي، تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.
مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلقت إسرائيل مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع كأداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها، كما تهدد إسرائيل بإجراءات تصعيدية أخرى وصولا إلى استئناف حرب الإبادة الجماعية.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية جنوب لبنان: الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف عنصر في حزب الله محدث: صحيفة أميركية: إسرائيل رسمت مسارا إلى حد غزو آخر لقطاع غزة القيادة بإسرائيل توجه الجيش للاستعداد لاستئناف الحرب على غزة الأكثر قراءة عائلة أسير إسرائيلي في غزة توجه مناشدة لحكومة نتنياهو قراران رئاسيان بتعيين قائدين للأمن الوطني والدفاع المدني بالصور: 70 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى تظاهرة في إسرائيل للمطالبة بإتمام صفقة تبادل الأسرى مع حماس عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025