تلفزيون لبنان يمنع ظهور إعلامية بعد ارتدائها الحجاب.. وعلماء المسلمين تعلق
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
أعلنت الإعلامية اللبنانية ندى الحوت، العاملة في تلفزيون لبنان الرسمي لمدة أكثر من عشرين عاما، أنها منعت من الظهور على الشاشة التلفزيونية بسبب ارتدائها للحجاب.
أكدت الحوت يوم السبت أنها كانت تقدم برنامج "اقتصادنا مع ندى الحوت"، الذي يستضيف محللين اقتصاديين ويجري تحقيقات حول مواضيع اقتصادي، وذلك في مقابلة خاصة مع "وكالة أنباء تركيا".
وأوضحت قائلة: "بعد أن ارتديت الحجاب، طلبت إدارة تلفزيون لبنان مني إجراء المقابلات مع الضيوف خارج الاستديو بدلا من داخله، بحجة أن هذا يعرف بمنع ظهور المذيعة بالشعائر الدينية" .
وشددت الحوت على أنها لم تجد أي قانون يمنع ظهور المحجبات على شاشة التلفزيون، مشيرة إلى أنها تعرضت لحملة من التهميش بعد ارتدائها الحجاب.
وأبلغت الوكالة أنها تعتزم الالتزام بساعات العمل فقط حاليا.
وأظهرت الحوت استياءها من التغييرات التي تم إجراؤها على برنامجها، مشيرة إلى أنها تم استبدالها بشخص آخر يقوم بتقديم التقارير خارج الاستديو لتحقيق شرط عدم ظهورها محجبة.
وتم تغيير عنوان البرنامج ووضع تعديلات أخرى، مما أدى إلى تحول دورها من إعلامية إلى معدة برامج.
وتساءلت الحوت في ختام حديثها عن مصيرها المهني، مشيرة إلى أنها تواجه تحديات بسبب ارتدائها الحجاب، وقالت: "هل أصبح حجابي عائقًا أمام ممارستي لمهنتي الصحفية والإعلامية؟".
القضية أثارت ردود فعل واسعة في الأوساط اللبنانية، حيث أعرب الحقوقيون ورجال الدين عن سخطهم من هذا القرار الذي يمنع ظهور المحجبات على شاشات التلفزيون.
#لبنان
منع المذيعة #ندى_الحوت من تقديم برنامجها التلفزيوني بسبب حجابها ، ندى مذيعة تعمل في تلفزيون لبنان الرسمي منذ ٢٥ سنة . ندى تحجبت منذ شهر فمنعت من تقديم برنامجها التلفزيوني الأسبوعي ، هذا التصرف غير القانوني اتجاه مذيعة بسبب حجابها يدل على مستوى الاستهتار بالشعائر الدينية… pic.twitter.com/3UskkewP5A — د.المحامي طارق شندبTarek Chindeb (@tarekchindeb) February 23, 2024
وطالب الحقوقي اللبناني طارق شندب بتدخل المراجع الدينية لمتابعة قضية الحوت، مشددًا على أن هذا التصرف يدل على استهتار بالشعائر الدينية المكفولة في الدستور اللبناني.
وفي إطار التفاعل مع القضية، أشار الشيخ أحمد القصص في خطبة الجمعة إلى أن منع الإعلامية ندى الحوت من تقديم برنامجها بسبب حجابها يعكس مستوى الاستهتار والتعصب في التلفزيون الرسمي.
الشيخ أحمد القصص @ahmad_kasas يتحدث عن منع المذيعة اللبنانية ندى الحوت من الظهور على شاشة تلفزيون لبنان بسبب ارتدائها الحجاب !!#لبنان #الشام #الحجاب #الحرب_على_الثوابت_الإسلامية pic.twitter.com/mwN5pcra9m — أخبار العالم الإسلامي (@muslim2day) February 24, 2024
وقال إن الحجاب أصبح تهمة لكل من يرتديه، وسخر من الرؤية التي تعتبر الحجاب عائقا.
تساءل الكثيرون في لبنان عن مدى استنداد قنوات التلفزيون إلى خبرة الصحافيين مقابل مظهرهم الشخصي ودينهم.
الحجاب في لبنان "خط أحمر"
من جهتها، استنكرت هيئة علماء المسلمين في لبنان، حملة حماية الأسرة والمجتمع (حسم)، منع الإعلامية ندى الحوت من الظهور على شاشة تلفزيون لبنان، مشددة على أن "التعرض للحجاب خط أحمر في لبنان".
وقال البيان: "فوجئنا بخبر صادم من تلفزيون لبنان بمنع الإعلامية الأستاذة ندى الحوت من الظهور على شاشة التلفزيون والاستمرار في برنامجها الاقتصادي الذي اعتاد الناس على مشاهدته لأنها قررت الالتزام بفريضة الحجاب طاعة لله عز وجل".
وتابع: "إن هذا الإجراء التعسفي يتناقض مع أبسط قواعد احترام الحريات العامة وخاصة حرية التدين وممارسة الشعائر الدينية". إننا في حملة حماية الأسرة والمجتمع نؤكد على ما يلي:
1- ندين بأقسى عبارات الإدانة هذا التصرف المشين القائم على التمييز بين اللبنانيين والذي يشكل إهانة مباشرة لكل المسلمين في لبنان.
2- إن هذا الإجراء التعسفي يتناقض مع الدستور اللبناني الذي هو أسمى القوانين الواجب تطبيقها والذي ينص في مقدمته على ما يلي:
(ج- لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية، تقوم على احترام الحريات العامة، وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد، وعلى العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز أو تفضيل)، والذي يؤكد على ذلك في المادة ٧ والمادة ٩ والمادة ١٢ التي تنص على ما يلي: (لكل لبناني الحق في تولي الوظائف العامة لا ميزة لأحد على الآخر إلا من حيث الاستحقاق والجدارة حسب الشروط التي ينص عليها القانون).
3- إن تلفزيون لبنان مؤسسة رسمية تابعة للدولة اللبنانية وبالتالي لا يحق لإدارته أن تمنع أي موظف من موظفيه من الظهور الإعلامي بسبب انتمائه الديني أو التزامه بتعاليم دينه.
4- نطالب دولة رئيس الحكومة الأستاذ نجيب ميقاتي وسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان ومعالي وزير الإعلام الأستاذ زياد المكاري بالتدخل المباشر لإيقاف هذا التمييز الفاضح، وإعادة الصحافية الإعلامية ندى الحوت معززة مكرمة الى برنامجها.
5- نتوجه إلى السادة العلماء في كل لبنان والى كل الهيئات والجمعيات الإسلامية وإلى كل الهيئات والمؤسسات الحقوقية في لبنان بضرورة التحرك ورفض هذه الممارسة البغيضة التي تمس شعيرة من شعائر ديننا الحنيف.
الهيئة شددت على أن "التعرض للحجاب خط أحمر في لبنان وهو يعزز ويحفظ الآداب العامة التي يحميها الدستور وليس العكس".
وأكدت متابعة هذه القضية "قانونياً وإعلامياً حتى تتوقف مثل هذه التصرفات المسيئة التي تكررت مراراً في مؤسسات الدولة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية اللبنانية الحجاب لبنان الحجاب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ارتدائها الحجاب تلفزیون لبنان من الظهور على فی لبنان على شاشة إلى أن على أن
إقرأ أيضاً:
"الإسلام وعصمة الدماء".. الجامع الأزهر يحذر الطغاة من مواصلة استباحة دماء المسلمين
عقد الجامع الأزهر الشريف، حلقة جديدة من ملتقى "الأزهر للقضايا المعاصرة" تحت عنوان: " الإسلام وعصمة الدماء"، وذلك بحضور، الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، والدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، والمشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر.
قال الدكتور عبد الفتاح العواري، إن من يستقرئ آيات القرآن الكريم ويُيمم وجهته شطر سنة النبي ﷺ، سيجد الكثير من التحذيرات الشديدة والوعيد لمن تسول له نفسه أو يزين له الشيطان سوء عمله، ويقدم على مجرد التفكير في قتل النفس المعصومة.
وتابع الدكتور العواري: فحينما نبحث في أصول الإسلام والشريعة الغراء، لا يمكن أن نجد قاعدة واحدة أو حديثًا واحدًا يأمر بالقتل أو القتال، وينتهك عصمة الدماء، بغض النظر عن معتقد الإنسان أو ملته أو دينه أو عرقه، لأن النفس كرمها الله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}.
واسترسل: هذا يدل دلالة صريحة على أن القاعدة الكلية في شريعتنا هي السلام، والسلام يعني الأمان الذي يُمنح للنفوس لتتحقق لها الحياة الآمنة دون ترويع، فقد نهى الإسلام عن الترويع وتهديد الآمنين، مما يؤكد على أهمية قيمة النفس البشرية، وقد وضع النبي ﷺ الميثاق الأول لحقوق الإسلام قبل مجيء المواثيق الأخرى ودعا إلى عصمة النفس وعصمة الدماء، فقال ﷺ "من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا"، وقوله ﷺ: "أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا".
واسترسل العميد الأسبق لكلية أصول الدين قائلًا: إن الإسلام دين الأمن والسلام، الذي يفرق بين الحق والباطل، ويحترم العهود والمواثيق، ويُعلي من قيمة عصمة الدماء، والسلام هو القاعدة الأساسية لدى الإسلام والمسلمين، والحرب استثناء، ولكنها موجهة لمن اعتدى على المسلمين أو أراد إخراجهم من ديارهم، قال تعالى{ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، وفي آية أخرى قال تعالى{فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ} فالإسلام يحرم الاعتداء على النفس، ويدعو إلى عصمة الدماء، ولم يقف عند المسلمين فقط، بل حرم دم كل إنسان، لأن المولى عز وجل كرم النفس البشرية.