انضمت شركة الشحن Diana Shipping لبعض أكبر الشركات العاملة في القطاع على مستوى العالم، وأعلنت تجنب الإبحار في قناة السويس بسبب الهجمات التي تتعرض لها السفن في البحر الأحمر.

وقال رئيس الشركة أناستاسيوس مارجارونيس في مكالمة مع المستثمرين: العبور في قناة السويس انخفض بنحو 40% مقارنة بالمستويات التي شوهدت خلال النصف الأول من ديسمبر كانون الأول العام الماضي.

وجاء ذلك نتيجة تجنب العديد من المشغلين بما في ذلك نحن هذه المنطقة.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صرح هذا الأسبوع بأن إيرادات قناة السويس تراجعت بين 40% إلى 50% بسبب التوترات في البحر الأحمر.

وتعد قناة السويس خط تجاري رئيسي بين أوروبا وآسيا، فهي مسؤولة عن نقل حوالي 12% من الشحنات العالمية. وتجبر الأزمة الحالية شركات الشحن لاستخدام طرق أطول على الرغم من تسبب ذلك في زيادة مدة الرحلة.

كما أشار مارجارونيس إلى أن انخفاض منسوب المياه في قناة بنما يهدد ممراً ملاحياً مزدحماً آخر.

وتشير توقعات حديثة إلى أن الانبعاثات من حاويات الشحن وناقلات السيارات وسفن البضائع السائبة التي تحول مسارها من البحر الأحمر سترتفع بنسبة 70%، إذ يزيد مشغلوا السفن سرعتهم لتعويض المسافة الأطول التي تقطعها الحاويات حول طريق رأس الرجاء الصالح.

في الوقت نفسه، ترى وكالة موديز أن الهجمات التي تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر لن يكون لها تأثير كبير على التضخم نتيجة ضعف الطلب ووفرة السفن.

ونفّذت القوات الأمريكية والبريطانية ضربات على 18 هدفا للحوثيين في اليمن، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مساء السبت بعد أسابيع من الهجمات التي تشنها المليشيا المدعومة من ايران على سفن في البحر الأحمر.

وقال البنتاغون إن "الضربات الضرورية والمتناسبة استهدفت على وجه التحديد 18 هدفا للحوثيين في 8 مواقع في اليمن"، من بينها منشآت تخزين أسلحة ومسيّرات وأنظمة دفاع جوي ورادارات ومروحيات، نقلا عن فرانس برس.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر قناة السویس

إقرأ أيضاً:

فدية البحر الأحمر: كيف تمول رسائل البريد الإلكتروني عمليات القرصنة التي يشنها الحوثيون بقيمة 2 مليار دولار (ترجمة خاصة)

لقد أصبح البحر الأحمر، الشريان الحيوي للتجارة العالمية، ساحة معركة للقرصنة الحديثة التي تمزج بين التكنولوجيا والجغرافيا السياسية والتجارة. وقد تبنت جماعة الحوثي في ​​اليمن نهجا جديدا للاستفادة من موقعها الاستراتيجي، حيث طالبت بدفعات من شركات الشحن مقابل المرور الآمن.

 

ويعيد هذا المخطط، الذي تم تنسيقه من خلال رسائل البريد الإلكتروني وقنوات الدفع في السوق السوداء، تشكيل التجارة البحرية ويفرض تحديات عالمية كبيرة، كما ذكرت مجلة الإيكونوميست.

 

في مزيج من التشدد والبيروقراطية، قام الحوثيون بإضفاء الطابع المؤسسي على ممارسات الابتزاز من خلال تزويد أصحاب السفن بعنوان بريد إلكتروني "علاقات العملاء" للتفاوض على المدفوعات. وبالنسبة لأولئك الذين يبحرون في المياه الخطرة في البحر الأحمر، فإن الخيارات قاتمة: الدفع، أو المخاطرة بالهجمات، أو اتخاذ طريق أطول وأكثر تكلفة.

 

وبفضل الصواريخ والطائرات بدون طيار المتقدمة، يمكن للحوثيين استهداف السفن بدقة، مما يخلق جوًا من الحتمية حول هذه المدفوعات. وتقدر مجلة الإيكونوميست أن المجموعة تجمع ما يصل إلى 2 مليار دولار سنويًا من خلال نموذج الابتزاز هذا.

 

في حين تقاوم العديد من الشركات الغربية دفع هذه الرسوم، وتختار إعادة توجيه السفن حول أفريقيا، فإن التحويلات تأتي بتكاليف باهظة. تزيد الرحلات الأطول من أوقات العبور واستهلاك الوقود، مما يدفع النفقات للشركات والمستهلكين على حد سواء. في المقابل، اتخذت دول مثل الصين موقفًا عمليًا، حيث ورد أنها زادت حصتها من الشحن في البحر الأحمر من خلال الموافقة على دفع الحوثيين مقابل المرور الآمن.

 

التأثير على التجارة العالمية

 

إن تداعيات هذا الابتزاز البحري هائلة. فقد انخفضت أحجام الشحن في البحر الأحمر، حيث تشير بعض التقديرات إلى انخفاض بنسبة 70 في المائة. أدى إحجام شركات الشحن الغربية عن الامتثال إلى زيادة في الملاحة عبر رأس الرجاء الصالح، مما أضاف الوقت والتكاليف للشحنات. وأشار التقرير إلى أن هذا التحول أدى إلى تعطيل سلاسل التوريد وخلق فرص للمشغلين تحت أعلام أقل تقييدًا للهيمنة على حركة المرور في البحر الأحمر.

 

إن التكاليف غير المباشرة لأنشطة الحوثيين أكثر وضوحا. ويقدر التقرير أن النفقات الإضافية الناجمة عن إعادة التوجيه والتأخير واستهلاك الوقود تبلغ 175 مليار دولار سنويا، وهو عبء مالي ينتقل في نهاية المطاف إلى المستهلكين النهائيين.

 

ما هي أزمة البحر الأحمر؟

 

منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، نفذت ميليشيات الحوثي اليمنية هجمات متعددة على سفن الشحن في البحر الأحمر. أصبح هذا الممر البحري الحيوي، وهو أسرع رابط بين آسيا وأوروبا عبر قناة السويس، محفوفا بالمخاطر بشكل متزايد. تختار العديد من السفن الآن الطريق الأطول حول رأس الرجاء الصالح، مما يزيد من تكاليف الشحن وأوقات التسليم.

 

تأتي هذه الأزمة في ظل تحديات اقتصادية مستمرة، بما في ذلك عواقب الوباء، والصراع الروسي الأوكراني المستمر، والتباطؤ العالمي.

 

يواجه البحر الأحمر، الذي يتعامل مع ما يقرب من 30 في المائة من حركة الحاويات العالمية، اضطرابا غير مسبوق. وبحلول مارس/آذار 2024، انخفضت حركة المرور عبر قناة السويس ومضيق باب المندب بنسبة 50%، في حين تضاعفت حركة الملاحة عبر رأس الرجاء الصالح.

 

الابتزاز كنموذج أعمال مستدام

 

إن نموذج الابتزاز الذي يتبعه الحوثيون مثير للقلق بشكل خاص بسبب استدامته. إن قدرة المجموعة على توليد الإيرادات من خلال العمليات البحرية تمول قدراتها العسكرية ونفوذها الأوسع في اليمن والمنطقة.

 

وبينما أثارت أفعالهم انتقادات واسعة النطاق، لا يمكن تجاهل الأسباب الجذرية. لقد وفر الصراع المستمر في اليمن - المدفوع بالفقر والتنافسات الجيوسياسية وسنوات من التدخل الأجنبي - أرضًا خصبة لمثل هذه الأنشطة. وقد أدى الافتقار إلى استجابة عالمية منسقة إلى تفاقم الأزمة.

 

إن نجاح الحوثيين في استغلال انعدام الأمن البحري يشكل سابقة خطيرة. فمن خلال استغلال نقاط الضعف في التجارة العالمية، ابتكروا نموذجًا يمكن أن يلهم الجماعات المسلحة الأخرى. وحذر التقرير من أن هذا الاتجاه المزعج قد يمتد إلى ما هو أبعد من الشحن إلى صناعات أخرى مثل السفر الجوي، خاصة مع استمرار ارتفاع المخاطر الجيوسياسية.

 

*يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا


مقالات مشابهة

  • الفريق أسامة ربيع: بدء التشغيل الفعلي لمشروع ازدواج قناة السويس بنطاق مشروع القطاع الجنوبي
  • هيئة قناة السويس تبحث استقرار الأوضاع في البحر الأحمر مع غرفة الملاحة الدولية
  • مسؤول مصري: خطة ترامب في غزة أثرت على الملاحة في قناة السويس
  • FT: خطة ترامب في غزة تبدد آمال حركة الشحن في البحر الأحمر
  • فدية البحر الأحمر: كيف تمول رسائل البريد الإلكتروني عمليات القرصنة التي يشنها الحوثيون بقيمة 2 مليار دولار (ترجمة خاصة)
  • قطاع الشحن الدولي ينسفُ التضليل الأمريكي: البيت الأبيض يهدّدُ أمنَ الملاحة في البحر الأحمر
  • قناة السويس: نتوقع التعافي تدريجيا نهاية مارس وحتى منتصف 2025
  • فاينشينال تايمز: اقتراح ترامب بشأن غزة يبدد آمال صناعة الشحن في البحر الأحمر
  • حديث ترامب عن غزة يبدد آمال عودة الشحن للبحر الأحمر
  • مسؤولو الشحن: اقتراح ترامب بشأن غزة يبدد آمال صناعة الشحن في البحر الأحمر