قال مسؤولون أمريكيون، لشبكة CNN، إن إدارة جو بايدن تكافح لوقف الهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون المدعومين من إيران ضد السفن في البحر الأحمر.

 

وتواصل جماعة الجوثي تحصين مخزونها من الأسلحة داخل اليمن، على الرغم من أن الولايات المتحدة نفذت ضربات كبيرة على الجماعة في الأسابيع الأخيرة.

 

وقالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، سابرينا سينغ، الخميس، بعد ساعات من ضرب الحوثيين سفينة شحن في خليج عدن بصواريخ باليستية: "نعلم أن الحوثيين يحتفظون بترسانة كبيرة، ولديهم أسلحة متطورة، وذلك لأنهم مستمرون في الحصول عليها من إيران".

 

ويواجه المسؤولون الأمريكيون صعوبة في كيفية زيادة الضغط على الحوثيين، حيث يرى البعض داخل الإدارة الأمريكية أن استخدام القوة وحده غير فعال.

 

 ويشير بعض المسؤولين إلى أنه من المكلف للغاية وغير العملي الاستمرار في إطلاق صواريخ بملايين الدولارات على الطائرات بدون طيار والصواريخ الحوثية الرخيصة.

 

وخارج الإدارة الأمريكية، يقول بعض المسؤولين السابقين إن الإدارة اتخذت نهجا محافظا للغاية وتحتاج إلى التركيز على استهداف قادة الحوثيين بدلا من مخزون أسلحتهم.

 

وتغيرت استراتيجية الولايات المتحدة في مواجهة الحوثيين منذ بدء الهجمات في أكتوبر/تشرين الأول، حيث بدأت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في ضرب أسلحة الحوثيين داخل اليمن بشكل استباقي، عندما ترى أن أنظمة الصواريخ لديهم جاهزة للإطلاق.

 

لكن العديد من المسؤولين قالوا، لـCNN ، إن الولايات المتحدة لا يزال ليس لديها مقياس يسمح لها بتقييم النسبة المئوية لمعدات الحوثيين التي دمرواها بالفعل، وليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستغير نهجها العسكري بشكل أكبر.

 

وقال أحد كبار مسؤولي الدفاع، في إشارة إلى الحوثيين: "إنهم يواصلون مفاجأتنا، وليس لدينا فكرة جيدة عما لا يزال لديهم".

 

وفي حين أن الولايات المتحدة ضربت العشرات من أهداف الحوثيين داخل اليمن منذ يناير/كانون الثاني - بما في ذلك مراكز القيادة والسيطرة ومرافق تخزين الأسلحة - فإن الحوثيين بدورهم يقومون ببناء أنفاق بالقرب من الساحل الغربي لليمن ويبقون تحت الأرض، كما ذكر المسؤولون.

 

ويقول البعض داخل الإدارة الأمريكية إن قضاء الحوثيين المزيد من الوقت تحت الأرض بين الهجمات يعد علامة إيجابية، حيث يضطرون إلى الاختباء، مما يشير إلى أن الضربات العسكرية لها تأثير نفسي على الأقل.

 

وذكر مسؤولان أن الحوثيين يشعرون بقلق بالغ أيضا بشأن استهداف قيادتهم العليا في ضربة جوية، وأصبحوا مذعورين بشكل متزايد.

 

وبالنسبة لبعض المسؤولين الأمريكيين السابقين الذين تحدثوا إلى CNN بشرط عدم الكشف عن هويتهم، فإن حقيقة أن الولايات المتحدة لم تضرب قيادة الحوثيين بعد وركزت بدلا من ذلك على تدمير الأسلحة والمعدات هي جزء كبير من سبب فشل الولايات المتحدة في ردع الجماعة بشكل فعال.

 

وقال مسؤول عسكري أمريكي سابق: "يبدو أن الحملة الأمريكية ضد الحوثيين تحمل السمات المميزة للعديد من هذه الحملات المقيدة بشدة، حيث نسعى لتجنب التسبب في ضرر فعلي لهم".

 

ويشير المسؤولون السابقون إلى النجاح الواضح الذي حققته الإدارة في ردع الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا من خلال ضرب قادتها.

 

 وبعد أن قتل هؤلاء المسلحون 3 جنود أمريكيين في الأردن في يناير/كانون الثاني، نفذت الولايات المتحدة غارة داخل بغداد في 7 فبراير/شباط أسفرت عن مقتل اثنين من قادة الميليشيات الرئيسيين، وقالت البنتاغون إن الهجمات توقفت تماما منذ ذلك الحين.

 

ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أيضا أن إيران أصدرت تعليمات للجماعات بالتراجع عن الهجمات بعد الضربات الأمريكية.

 

وقد أصبحت القضية أكثر حدة، خاصة في ظل الزيادة الملحوظة في هجمات الحوثيين خلال اليومين الماضيين، كما أثار نشر الحوثيين لأول مرة الأسبوع الماضي طائرة بدون طيار تحت الماء قلق المسؤولين الأمريكيين.

 

 ودمرت القوات الأمريكية تلك الطائرة بدون طيار في نهاية المطاف لكنها تشكل "تهديدا غير معروف ويمكن أن تكون فتاكة للغاية"، حسبما قال الأدميرال مارك ميجيز، قائد "كاريير سترايك 2" المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات "دوايت دى أيزنهاور"، لشبكة CNN الأسبوع الماضي.

 

وأضاف أن الولايات المتحدة "ليس لديها سوى القليل من المعلومات الدقيقة فيما يتعلق بما يمتلكه الحوثيون من هذه الأسلحة".

 

ويعتقد بعض المسؤولين أن هجمات الحوثيين قد تتوقف إذا انتهت الحرب في غزة، فيما يرى البعض أن الولايات المتحدة بحاجة الآن إلى التحول إلى حملة ضغط دولية أقوى والتأكيد بشكل أفضل على الكيفية التي تعيق بها الهجمات شحنات المساعدات الإنسانية إلى الفقراء بما في ذلك الشعب اليمني.

 

وقال مسؤولون إن الحوثيين قلقون للغاية بشأن صورتهم العامة داخل اليمن، وحاولوا تصوير أنفسهم على أنهم يقاتلون من أجل تحسين حياة الفلسطينيين وإنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة.

 

 وأشار المسؤولون إلى أنه في حين أن الحوثيين لا يتمتعون بشعبية كبيرة في المناطق اليمنية التي يسيطرون عليها، فإن القضية الفلسطينية نفسها تحظى بشعبية كبيرة بين اليمنيين.

 

وفي الوقت نفسه، قال المسؤولون إن الحوثيين يتوقون أيضاً إلى الشرعية الدولية، ويريدون الاعتراف بهم كحكومة رسمية وقاتلوا من أجل ذلك لسنوات كجزء من حرب أهلية ضد التحالف السعودي الذي يدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

 

ولذلك، يعتقد بعض كبار المسؤولين داخل الإدارة الأمريكية أن الحوثيين سيحافظون على كلمتهم ويوقفون هجماتهم إذا أنهت إسرائيل حربها في غزة، وهو أمر يقول بعض المسؤولين السابقين سرا إنه مجرد تفكير بالتمني.

 

وقللت الإدارة الأمريكية بشكل متكرر علانية من مزاعم الحوثيين بأنهم يهاجمون السفن كوسيلة للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن معظم الأهداف ليس لها أي علاقات على الإطلاق مع إسرائيل أو حلفائها.

 

ومع ذلك، يعترف بعض كبار المسؤولين سرا بأنه من الممكن تماما أن يتوقف الحوثيون إذا توقفت إسرائيل عن ذلك - ويشيرون إلى حقيقة أن هجمات الحوثيين تراجعت إلى حد كبير في تشرين الثاني/نوفمبر خلال توقف القتال لمدة 7 أيام بين إسرائيل وحركة "حماس".

 

ومع ذلك، يقول المسؤولون إنهم لا يستطيعون الانتظار لمعرفة ما إذا كان وقف إطلاق النار سيتحقق للرد على عدوان الحوثيين.

 

 ولذلك، تعمل وزارة الخارجية والبنتاغون على تأليب اليمنيين العاديين والمجتمع الدولي ضدهم بشكل أكبر، وبدأوا في تحدي رواية الحوثيين بقوة أكبر هذا الأسبوع.

 

وسلط المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميريكية ماثيو ميلر وسينغ من البنتاغون الضوء على هجوم الحوثيين على سفينة كانت تنقل الذرة وغيرها من الإمدادات الغذائية إلى الشعب اليمني في عدن، وأشارت سينغ إلى أن سفينة أخرى أصيبت بصاروخ وتغرق حاليا في البحر الأحمر تحمل الأسمدة وتشكل الآن خطراً بيئيا كبيرا على المنطقة.

 

وقالت سينغ، الخميس، إن "الحوثيين يشكلون خطرا بيئيا، إنهم يقولون إنهم ينفذون هذه الهجمات ضد السفن المرتبطة بإسرائيل، وهذه السفن تحمل البضائع والخدمات والمساعدات لشعوبها، وهم يخلقون مشكلة دولية خاصة بها".

 

وأحد الجوانب الرئيسية لحملة الضغط الدولية هذه هو الدعم من حلفاء الولايات المتحدة العرب، حيث تمكنت الولايات المتحدة من إشراك بعض الشركاء الإقليميين الرئيسيين في عملية الدفاع عن الشحن التجاري في البحر الأحمر، المعروفة باسم عملية "حارس الازدهار"، بما في ذلك البحرين لكن المسؤولين يقولون إن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لإبلاغ الحوثيين بأنهم أصبحوا منبوذين على الساحة العالمية.

 

وحتى إيران، التي دعمت الحوثيين منذ فترة طويلة ولكن ليس لديها قيادة وسيطرة مثالية عليهم، أصبحت تشعر بقلق متزايد بشأن تكتيكات المتمردين، حسبما ذكرت شبكة CNN سابقا.

 

ومع ذلك، قال المسؤولون الأمريكيون إنه لا توجد دلائل حتى الآن على أن إيران تحجب الدعم عن الحوثيين.

 

 وواصلت الولايات المتحدة اعتراض شحنات الأسلحة الإيرانية إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، بما في ذلك في وقت سابق من هذا الشهر.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا الحوثي البحر الأحمر هجمات أن الولایات المتحدة الإدارة الأمریکیة هجمات الحوثیین بعض المسؤولین أن الحوثیین داخل الیمن بما فی ذلک إلى أن

إقرأ أيضاً:

خطة ترامب العسكرية لليمن: هل تنجح في إنهاء تهديد الحوثيين؟.. صحيفة أمريكية تجيب

ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”

المصدر: نيويورك تايمز

كشف نشر محادثة جماعية تضم مسؤولين من إدارة ترامب يناقشون خطط المعركة الأميركية، بطريقة فجّة غير معتادة، عما تأمل إدارة ترامب تحقيقه من خلال الغارات الجوية هذا الشهر ضد جماعة الحوثي في ​​اليمن.

وقال بعض المشاركين في الدردشة إن الهجمات كانت تهدف إلى ردع الحوثيين عن مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر وإعادة فتح ممرات الشحن إلى قناة السويس.

وقال أحد المشاركين، الذي تم التعريف به على أنه مايكل والتز، مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب: “سواء كان ذلك الآن أو بعد عدة أسابيع من الآن، فسوف يتعين على الولايات المتحدة أن تعيد فتح ممرات الشحن هذه”.

لكن الآمال الرفيعة المستوى التي تم التعبير عنها في محادثة سيجنال، والتي أصبحت علنية بعد إضافة رئيس تحرير مجلة ذا أتلانتيك إليها عن غير قصد، قد تصطدم بالواقع.

وقال خبراء في شؤون الشرق الأوسط إن الحوثيين المدعومين من إيران لن يُهزموا بسهولة. نادرًا ما تُربح الحروب بالقوة الجوية وحدها، ويقول بعض الخبراء العسكريين إن الأمر لن يختلف مع الحوثيين. كذلك، لا ترغب كبرى شركات الشحن في العودة إلى البحر الأحمر. وقد وجدت حلاً بديلاً، وإن كان غير مريح ومكلف، يسمح لها بتجنب تلك الممرات وتسليم البضائع في الوقت المحدد.

طائرة أمريكية يتم تذخيرها للقصف في مناطق الحوثيين- X قوة احتلال

يقول جيمس ر. هولمز، رئيس جيه سي وايلي للاستراتيجية البحرية في كلية الحرب البحرية في رود آيلاند، إنه حتى خلال الحرب الأميركية لإخراج العراق من الكويت في عام 1991، عندما كانت القوة الجوية في ذروتها، كان الغزو البري ضروريا – وهزيمة الحوثيين قد تتطلب احتلالا.

قال السيد هولمز: “يجب السيطرة على المنطقة لتحقيق النصر. لا يمكن للطائرات احتلال الأراضي، مهما كانت قدرتها المساندة قيّمة للجيوش ومشاة البحرية”.

إدارة ترامب.. فشل العقوبات على الحوثيين يحرك القوات الأمريكية سياسة ترامب.. استخدام المطرقة ضد الحوثيين لضرب إيران بالهراوات

ويقول المحللون إن الحوثيين قد يستغلون الضربات العسكرية الأميركية لتعزيز موقفهم في اليمن وخارجه، حيث عانى وكلاء إيران الآخرون، مثل حزب الله اللبناني، من خسائر فادحة على أيدي إسرائيل.

قال فارع المسلمي، الباحث اليمني في معهد تشاتام هاوس للأبحاث بلندن، إن الضربات الأمريكية الأخيرة “استجابة مباشرة لدعوات الحوثيين لشن حرب على الولايات المتحدة”. وأضاف أن الجماعة “تريد جر الولايات المتحدة إلى تصعيد إقليمي أوسع”.

وصفت إدارة ترامب الحوثيين بأنهم تهديد لسلامة الأمريكيين وحلفائهم واستقرار التجارة البحرية العالمية. بالإضافة إلى الضربات العسكرية، أعادت الإدارة تصنيف الحوثيين رسميًا كـ”منظمة إرهابية أجنبية”.

مظاهرة دعا إليها الحوثيون في صنعاء باليمن في 17 مارس/آذار، بعد بدء الولايات المتحدة شن غارات جوية.ائتمان…محمد حويس/وكالة فرانس برس – صور جيتي “القضاء تماماً على الحوثيين”

وتعهد ترامب هذا الشهر بـ”القضاء تماما” على الجماعة وحذر إيران بالتوقف “فورا” عن تزويدها بالمعدات العسكرية وتقديم الدعم العام لها.

تقول إدارة ترامب إن ضرباتها أكثر فعالية من تلك التي تنفذها إدارة بايدن. وقال مشارك آخر في الدردشة على سيجنال، عُرف بأنه وزير الدفاع بيت هيجسيث، إن “بايدن دمر” الردع الأمريكي.

مع تكثيف القصف، وتوجيه ضربات مُستهدفة لقادة الحوثيين، ونجاح جهود قطع التمويل عن الميليشيا، قد تنجح الولايات المتحدة. لكن التاريخ ليس في صالحها.

بين عامي ٢٠١٥ و٢٠٢٢، واجه الحوثيون تحالفًا بقيادة السعودية، شنّ حربًا لاستعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا ومواجهة نفوذ إيران في المنطقة. وحتى لو نجحت الولايات المتحدة في الضغط على إيران للحد من دعمها للحوثيين، فقد أثبت الحوثيون مراراً قدرتهم على التصرف باستقلالية، وفقًا لمحللين.

وقال لوكا نيفولا، المحلل البارز في شؤون اليمن والخليج في مجموعة مراقبة الأزمات في مواقع “الصراع المسلح وبيانات الأحداث”، إن “الجماعة صمدت في وجه سبع سنوات من الغارات الجوية التي تقودها السعودية وعام من الضربات الأمريكية في عهد إدارة بايدن، والتي لم تسفر عن تأثير يذكر”.

وقال جيمس هيويت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، في بيان يوم الأربعاء: “بينما لا تزال هذه العملية مستمرة، فقد تلقينا مؤشرات إيجابية كبيرة من جهودنا، بما في ذلك القضاء على قيادة الحوثيين الرئيسية، ونفذنا ضربات على أكثر من 100 هدف حوثي، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي والمقر والقيادة والسيطرة ومرافق تصنيع الأسلحة وتخزينها”.

أظهرت صورة نشرتها هيئة قناة السويس سفينةً مسجلةً في اليونان تعرضت لهجومٍ شنّه مسلحون حوثيون العام الماضي في البحر الأحمر. وقد سُحبت عبر قناة السويس في مصر في مارس/آذار 2025- هيئة قناة السويس شركات الشحن “لن تعود” حتى هزيمة الحوثيين

يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر منذ أواخر عام 2023، مستهدفين السفن التي تعتقد الجماعة أنها مرتبطة بإسرائيل، تضامنًا مع حماس في غزة. وساد هدوء نسبي بعد وقف إطلاق نار مؤقت بين إسرائيل وحماس في يناير/كانون الثاني. لكن الحوثيين أصدروا تحذيرًا في 12 مارس/آذار، قائلين إنهم سيستأنفون هجماتهم على السفن الإسرائيلية ردًا على إغلاق إسرائيل لمعابر غزة وحصارها للمساعدات الإنسانية.

منذ بدء الضربات الأمريكية هذا الشهر، أطلق الحوثيون ما لا يقل عن ثمانية صواريخ باليستية على إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين، كان آخرها يوم الخميس، على الرغم من اعتراض معظمها. وردّت الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف موانئ ومحطة كهرباء في الأراضي اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون.

تحليل معمق- زعيم الحوثيين يقود “محور المقاومة”.. أكثر مركزية في استراتيجية إيران؟! ترامب: إيران “ستتحمل مسؤولية” أي هجوم يشنه الحوثيون

تاريخيًا، سعت القوى العظمى إلى حماية الشحن البحري، لأن انقطاع تدفقات التجارة العالمية قد يؤدي إلى نقص في الإمدادات وارتفاع في التضخم، مما يُسبب دمارًا اقتصاديًا. وقد ركزت معظم المحادثات الجماعية بين مسؤولي إدارة ترامب على فتح ممرات الشحن البحري. وقال السيد هيجسيث: “إن استعادة حرية الملاحة مصلحة وطنية جوهرية”.

على الرغم من أن الجيش الأمريكي يُنفذ ضربات يومية ضد أهداف حوثية، إلا أن البنتاغون لم يُقدم تفاصيل عن الهجمات منذ 17 مارس/آذار، حين أعلن عن استهداف أكثر من 30 هدفًا حوثيًا في اليوم الأول. ويقول مسؤولون يمنيون إن الضربات أصابت أيضًا مناطق سكنية ومبانٍ في العاصمة صنعاء، مما أسفر عن سقوط عدد غير معروف من الضحايا المدنيين.

وقد نجح الحوثيون إلى حد كبير في إبعاد السفن الغربية عن البحر الأحمر. ومنذ أن بدأوا استهداف السفن في عام ٢٠٢٣، نفذوا حوالي ١٣٠ هجومًا على سفن تجارية، وفقًا لبيانات مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة، وهو مجموعة رصد الأزمات.

دفع هذا سفن الشحن المتجهة من آسيا إلى أوروبا إلى التوقف عن السفر عبر البحر الأحمر وقناة السويس، والالتفاف حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، وهي رحلة تمتد لحوالي 3500 ميل بحري، وتستغرق 10 أيام أطول. ارتفعت تكلفة الشحن بشكل حاد مع سعي الشركات لإعادة تنظيم مساراتها وإضافة المزيد من السفن. لكن في غضون أشهر، تكيفت مع الرحلات الأطول، وانخفضت أسعار الشحن هذا العام بشكل حاد.

ويقول مسؤولون في مجال الشحن إنهم لن يعودوا إلى البحر الأحمر حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط يشمل الحوثيين أو هزيمة الميليشيات.

قال فينسنت كليرك، الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك، وهي شركة شحن بحري مقرها الدنمارك، في فبراير/شباط: “إما أن يكون هناك تدهور كامل في قدراتهم أو وجود نوع من الاتفاق”. ويوم الأربعاء، قال متحدث باسم ميرسك في بيان: “لا تزال أولويتنا هي سلامة بحارتنا وسفننا وشحنات عملائنا”.

الحوثيون وإيران وأمريكا.. هل يتجه صدام البحر الأحمر نحو المجهول؟! صنعاء بعد القنابل الأميركية.. خوف السكان وتحدي الحوثيين “استعادة الملاحة مصلحة أمريكية”

في الدردشة الجماعية، ثار جدل حول ما إذا كانت إعادة فتح ممرات الشحن في البحر الأحمر تُعد مصلحة وطنية حاسمة. وزعم أحد المشاركين، الذي عُرف بأنه نائب الرئيس جيه دي فانس، أن الممرات أكثر أهمية لأوروبا منها للولايات المتحدة.

لا تعتمد الولايات المتحدة على قناة السويس لأن تجارتها البحرية مع آسيا تمر عبر المحيط الهادئ، ومع أوروبا تمر عبر المحيط الأطلسي. لكن محللي الشحن البحري يرون أن قناة السويس لا تزال ممرًا مائيًا بالغ الأهمية للولايات المتحدة.

أصبحت أهمية القناة واضحة في السنوات الأخيرة، عندما تم تقييد أو إغلاق طرق الشحن الأخرى – قناة بنما التي يطمح إليها ترامب، على سبيل المثال، كما يقول ريكو لومان، كبير الاقتصاديين في مجال النقل والخدمات اللوجستية والسيارات في شركة آي إن جي للأبحاث.

وقال إن “الشحن البحري هو سوق عالمي وكل شيء فيه مترابط”.

انتقد بعض المشاركين أوروبا لعدم بذلها جهودًا عسكرية كافية لإعادة فتح البحر الأحمر أمام حركة الشحن. وقال السيد فانس: “أكره إنقاذ أوروبا مجددًا”.

لكن الاتحاد الأوروبي نشر قوة بحرية صغيرة في البحر الأحمر منذ أوائل العام الماضي للدفاع ضد الهجمات، وتم تمديد المهمة إلى فبراير/شباط المقبل.

قالت جينيفر كافانا، مديرة التحليل العسكري في معهد أولويات الدفاع، وهو معهد أبحاث يُفضّل ضبط النفس في السياسة الخارجية، إن أوروبا استفادت بالفعل من القوة العسكرية الأمريكية. لكنها أضافت أن الأوروبيين قرروا أنهم قادرون على تحمل تكاليف الشحن الإضافية، وأن بذل جهد عسكري كبير ضد الحوثيين ربما لا يستحق العناء.

وأضافت أن “الولايات المتحدة لا ينبغي أن تقوم بعمل عسكري في البحر الأحمر، حتى لو استمرت أوروبا في الامتناع عن القيام بذلك”.

المصدر الرئيس

Signal Leak Bared U.S. Aims in Yemen. But Defeating Houthis Won’t Be Easy.

تحليل- ما بعد الهجمات على الحوثيين.. الولايات المتحدة بحاجة إلى سياسة شاملة تجاه اليمن إرباك التُجار في صنعاء.. كيف تؤثر العقوبات الأمريكية على القطاع الخاص؟! تحقيق حصري- تمردات وصراع نفوذ.. فشل الهيكلة يشلّ مؤسسات صنعاء

مقالات مشابهة

  • تعليق جديد من الولايات المتحدة على اعتقال إمام أوغلو
  • ماذا كشفت تسريبات سيغنال عن الهجمات الأمريكية على الحوثيين في اليمن؟
  • ماذا كشفت تسريبات سيغنال عن الهجمات الأمريكية على الحوثيين باليمن؟
  • خطة ترامب العسكرية لليمن: هل تنجح في إنهاء تهديد الحوثيين؟.. صحيفة أمريكية تجيب
  • دون تردد..زعيم الحوثيين يعلن التشبث بالهجمات على إسرائيل وعلى القوات الأمريكية في البحر الأحمر
  • خبير أمريكي: واشنطن تبدأ العد التنازلي لإنهاء الحوثيين في اليمن!
  • مع اقتراب مونديال 2026.. سفارة واشنطن بالرباط تحذر المغاربة من دخول الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية
  • واشنطن: هجمات الفصائل العراقية تجر المنطقة إلى مواجهة مفتوحة
  • الولايات المتحدة تعرب عن قلقها إزاء قمع الاحتجاجات في تركيا
  • الاستخبارات الأمريكية: الصين أكبر خطر عسكري على الولايات المتحدة