عربي21:
2025-04-17@08:35:44 GMT

ما احتمالية اتساع التصعيد في البحر الأحمر نحو الحرب؟

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

ما احتمالية اتساع التصعيد في البحر الأحمر نحو الحرب؟

يزداد المشهد في البحر الأحمر وخليج عدن، تعقيدا وعسكرة بشكل غير معهود، جراء استمرار هجمات جماعة "أنصار الله" الحوثيين، المدعومة من إيران، وسط مخاوف من احتمالية اتساع التصعيد نحو حرب واسعة في المنطقة.

وفي الأيام الأخيرة، أعلن الحوثيون أنهم نفذوا هجمات عدة على سفن بريطانية وأمريكية، كان من أبرزها الهجوم الذي استهدف سفينة محملة بشحنة من المبيدات شديدة الخطورة، والذي تسبب في وقوع أضرار كبيرة فيها، إضافة إلى إسقاط طائرة بدون طيار من نوع " إم كيو 9".



وما بات ملاحظا، وفق مراقبين، أن البحر الأحمر يشهد عسكرة بالأساطيل الغربية والأمريكية، وسط غياب أي تأثير على القدرات الحوثية رغم استمرار الضربات في البر اليمني، وهو ما يفتح الباب واسعا أمام أسئلة عدة عن مآلات هذه المعطيات، لاسيما مع إعلان الاتحاد الأوروبي عن مهمة عسكرية جديدة في باب المندب والبحر الأحمر وبحر العرب لحماية حركة التجارة الدولية.

"مضاعفة الهجمات"

وفي السياق، يرى الخبير الاستراتيجي في الشؤون العسكرية والأمنية، علي الذهب أن الأمريكيين والبريطانيين إضافة إلى الهولنديين الذين يشاركون بشكل مباشر في عملية "حارس الازدهار" الهجمات وتكثيف الضربات على مصادر التهديد التابعة للحوثيين. 

وقال الذهب في حديث خاص لـ"عربي21" أن هذا التوجه قد تدعمه دول أخرى مشاركة في تحالف "الازدهار" ومنها فرنسا واليونان. 

وتوقع أن يكون هناك تعاون بين تحالف الازدهار الذي تقوده الولايات لمتحدة والتشكيل الجديد للاتحاد الأوروبي بحيث يكون المظهر العام للوجود الأجنبي العسكري في البحر الأحمر هو مواجهة التهديدات وليس التصعيد في البر.


وأضاف أنه من المتوقع أيضا، أن يتم مضاعفة الهجمات ضد الحوثيين، وبالتالي تنسيق مشترك مع "أسبيدس"  و"حارس الازدهار"، وقد يتطور الأمر إلى خلق شراكة وتعاون أخر مع تحالف بحري قديم موجود في خليج عدن وبحر العرب وهو عملية أتلانتا التي تخضع للاتحاد الأوروبي والتي كانت مهمتها مكافحة القراصنة الصوماليين وحماية شحنات الغذاء العالمية التي تصل إلى الصومال.

وتابع: "الاتحاد الأوروبي قد يجمع بين عملية "اتلانتا" والعملية الجديدة "أسبيدس" أضف إليهما التعاون بشكل مركز مع الولايات المتحدة في عملياتها البحرية لمواجهة هذه التهديدات".

الخبير الاستراتيجي اليمني أشار إلى عملية السلام الجارية في اليمن وقال إن هناك عملية سلام جارية وهناك استجابة أو رغبة إقليمية للانخراط فيها، مؤكدا أنها "استراتيجية ربما للتعامل مع الحوثيين بشكل مثمر أفضل مما ذهب إليه التحالف العربي وأثبت إخفاقه في تطويع الحوثيين وهزيمتهم".

ولم يستبعد الذهب أن تتطور الأوضاع حد العنف، وتتجه الولايات المتحدة في شن عملية برية وحرب مباشرة مع جماعة الحوثيين المدعومة إيرانيا.

وقال إنها مسألة ليست مستبعدة ولكنها سيناريو أقل ترجيحا.

وأردف قائلا: "قد يتم اللجوء إليها إذا فشلت عملية السلام وزادت مخاطر الحوثيين وطالت الأزمة في غزة كونه مرتبط بها ارتباط وثيق".

ولفت الخبير اليمني إلى أنه لولا المشكلة الحالية في غزة، ربما دعمت الولايات المتحدة الحكومة اليمنية في تحريك قواتها عبر الساحل لطرد الحوثيين من محافظة الحديدة على البحر الأحمر.


وقال إن دول الغرب لا تريد توسيع الأزمة في المنطقة والبحر الأحمر قبل أن تحل أو يجري تنفيذ الخطوات الأولى لأي اتفاقية في غزة.

وبحسب المتحدث ذاته فإن المشهد مرهون بتطورات قد تقتضي " التدخل البري تحت غطاء القوات اليمنية الحكومية الموجودة في منطقة الساحل الغربي اليمني"، باعتبار ذلك هو الخيار الأوحد ولو على المدى القريب.

"عملية عسكرية"

من جانبه، قال رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث في اليمن، عبدالسلام محمد إن المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتجه نحو التصعيد وتوجيه ضربة ضد الحوثيين بهدف إضعافها عسكريا حتى لا تعود لمهاجمة السفن التجارية في الممرات البحرية وكذلك السفن العسكرية التي باتت تواجه خطر طالما ظل الحوثيون قريبون من الساحل.

وتابع محمد حديثه لـ"عربي21"، أنه "حتى وإن حدثت عملية سلام بين الحكومة الشرعية والحوثيين فإن التصعيد الغربي يبقى قائما".

وأشار إلى أن "كل المؤشرات تشير إلى أن المعطيات الحالية في البحر الأحمر وخليج عدن من تحشيد عسكري غربي ذاهبة نحو "ضرب الحوثيين" واستعادة ممرات التجارة الدولية تحت السيطرة الأمريكية.

وأكد رئيس مركز أبعاد اليمني على أن "الحوثيين قدموا خدمة كبيرة للولايات المتحدة للسيطرة على الممرات البحرية، ومنحوها الفرصة للتواجد العسكري الكبير من أجل تقليل فرص حضور الصين وروسيا في هذه المنطقة".

ورجح الباحث اليمني أن الأمور ستنتهي إلى عملية عسكرية ضد الحوثيين، لكن يبقى الغموض قائما بشأن متى وأين وكيف؟، وقال إن ذلك، متروك للمستقبل القريب.


وفيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، قال الباحث اليمني أنه رغم أنه دفع بقوات حماية، لكنه متردد في مواجهة الحوثيين، ودول أوروبا هي النقطة الأضعف في هذه الحرب، لأنه الأكثر تأثرا من الانقطاع الجاري لعبور السفن عبر البحر الأحمر والمتوسط.

وأضاف أن الدول الأوروبية تحاول الموازنة بين دغدغة الحوثيين من خلال الأموال للسماح بمرور السفن وعدم الإعلان عن الحرب ضدهم وبين التحشيد إلى جانب الولايات المتحدة للمعركة النهائية، حسب قوله

أما جماعة الحوثي، فقد حذرت على لسان أكثر قياديه فيها من توسيع الحرب في المنطقة، مؤكدين أنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة، وإن هجماتهم لن تتوقف "إلا بوقف العدوان على غزة".

والأسبوع الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي بدء مهمة عسكرية في المنطقة التي تشهد هجمات على السفن الدولية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.


وعمليات المهمة تشمل مضيقي باب المندب وهرمز والمياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج العربي.

ووفقا لبيان الاتحاد الأوروبي، فإن مهمته العسكرية ستوفر المعلومات الخاصة بالوضع البحري، وترافق السفن، وتحميها من الهجمات المحتملة.

ومنذ مطلع العام الجاري، تشن الولايات المتحدة وبريطانيا غارات يقول إنها "تستهدف مواقع للحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجمات الجماعة في البحر الأحمر"، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.

 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الحوثيين اليمني حارس الازدهار بريطانيا امريكا اليمن الحوثي حارس الازدهار المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد الأوروبی الولایات المتحدة فی البحر الأحمر فی المنطقة وقال إن

إقرأ أيضاً:

واشنطن ترسل رسالة لروسيا والصين وإيران في البحر الأحمر.. هل هي قوية بما فيه الكفاية؟ (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة "ذا ديفنس بوست"، إنه لتحقيق نتائج دائمة، يجب على الولايات المتحدة أن تبني على انطلاقتها الأولى بتكثيف الجهود لوقف إمدادات الحوثيين في البحر الأحمر وتوجيه ضربات مباشرة ضد الأصول الإيرانية، إذا استمر عدوانهم.

 

وأضافت الصحيفة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" أنه وبدون حملة مستدامة، فإن هجوم البحر الأحمر قد يصبح خطاً أحمر آخر غير مطبق.

 

وذكرت " أخيراً، بدأت أمريكا تتخلص من الحوثيين.. هذه أخبار سارة، ليس فقط لاستعادة حرية الملاحة عبر البحر الأحمر، بل أيضاً لإرسال رسالة إلى منافسي الولايات المتحدة - الصين وإيران وروسيا - الذين كانوا، قبل أيام قليلة من الضربات الأمريكية، يستعرضون قوتهم من خلال مناوراتهم البحرية السنوية الرابعة في المياه القريبة.

 

لعبة القوة الإقليمية

 

وقالت "كما في السنوات السابقة، أُجريت المناورة الصينية الإيرانية الروسية - الحزام الأمني ​​البحري 2025 - في خليج عمان، وهي منطقة تُطل على نقطتي اختناق حيويتين: مضيق هرمز ومضيق باب المندب.

 

"في حين أن المناورة تضمنت عروضاً عسكرية متواضعة، إلا أن أهميتها الأكبر كانت رمزية: إذ أشارت إلى قدرة الشراكة الصينية الإيرانية الروسية على تعويض غياب الولايات المتحدة كجهة ضامنة للأمن الإقليمي، وفق التقرير.

 

وتابعت "بالنسبة لإيران، كانت المناورات بمثابة بيان مفاده أنه على الرغم من تغيّر نفوذها في لبنان وسوريا، إلا أنها لا تزال لاعبًا إقليميًا مهمًا بحلفاء أقوياء. كما استعرضت موسكو وبكين نفوذهما العالمي، بنشر قواتهما في الشرق الأوسط".

 

ولتأكيد هذه الرسالة، نشرت الصين سفنًا حربية من قاعدتها البحرية الخارجية في جيبوتي - عبر المضيق من اليمن - وهي قادرة على جمع المعلومات الاستخبارية وتوفير الإمدادات اللوجستية للسفن البحرية الإيرانية والروسية.

 

بثّ التلفزيون الرسمي الإيراني لقطات من المناورات، بينما أشار أحد المعلقين إلى منطقة مستقبلية "بدون أي وجود أمريكي" - وهي رسالة قد تلقى صدى لدى بعض الشركاء العرب، الذين يتزايد قلقهم بشأن ثبات الموقف الأمريكي في المنطقة.

 

وأشارت إلى أن ثلاث من دول مجلس التعاون الخليجي الست شاركت بصفة مراقب في المناورات، وهو ما يمثل زيادة كبيرة عن السنوات السابقة. وقد انسحبت دولة الإمارات العربية المتحدة، إحدى الدول المراقبة، رسميًا من التحالف الأمني ​​البحري متعدد الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة بعد أن شعرت بالإحباط من التقاعس الأمريكي تجاه إيران.

 

وقال "لحسن الحظ، دحض الهجوم الأمريكي الأخير على الحوثيين المدعومين من إيران هذه الرواية".

 

"مع أكثر من 85 غارة جوية في ثلاثة أيام فقط، ونشر مجموعة حاملة طائرات هجومية ثانية في المنطقة، تُعزز الولايات المتحدة التزامها بأمن الشرق الأوسط، وتُظهر قدرتها المستمرة على إبراز قوتها" تقول الصحيفة.

 

للحفاظ على هذا الزخم، وفيق التقرير يجب على واشنطن مواصلة نهجها. إن وقف عدوان الحوثيين أمرٌ بالغ الأهمية، ليس فقط لضمان تدفق الشحن التجاري عبر البحر الأحمر، ولكن أيضًا لتعزيز مصداقية الولايات المتحدة والثقة الإقليمية.

 

وزادت "إن عدم متابعة هذه الجهود قد يُثير الشكوك حول عزم الولايات المتحدة، وقد يُشجع جهات فاعلة أخرى على تحدي المصالح الأمريكية في أجزاء أخرى من العالم".

 

استمرار الضغط

 

وحثت الصحيفة بالقول "يجب أن تركز الحملة الأمريكية على استهداف المجالات الرئيسية لعمليات الحوثيين، بما في ذلك القيادة والسيطرة، وشبكات الاتصالات، والخدمات اللوجستية، والقيادة".

 

وقالت "ينبغي على القادة الأمريكيين أيضًا توضيح أن الحملة ليست محددة بفترة زمنية، وستستمر ما دام ذلك ضروريًا، متجنبين التراخي حتى لو أوقف الحوثيون هجماتهم مؤقتًا".

 

"علاوة على ذلك، ينبغي على واشنطن تشجيع الشركاء الأوروبيين على تكثيف مساهماتهم، لا سيما في جهود الاعتراض البحري وتبادل المعلومات الاستخباراتية، للحد من إعادة تسليح الحوثيين وحماية الاستقرار الإقليمي" كما ورد في التقرير.

 

وشددت الصحيفة على أنه من الضروري أيضًا أن تُحاسب الولايات المتحدة إيران على دعمها لأعمال الحوثيين. فعلى الرغم من نفي طهران الأخير، هناك أدلة كافية تربط إيران بأنشطة الحوثيين.

 

وقالت "يجب على واشنطن ضمان استمرار هذا الدعم. ينبغي أن يؤدي استمرار هجمات الحوثيين على إسرائيل أو السفن البحرية إلى توجيه ضربات أمريكية مباشرة لأصول النظام الإيراني المرتبطة مباشرة بدعم الحوثيين. لا شيء أشد فتكًا بالمصداقية من عدم تطبيق خط أحمر".

 

وخلصت صحيفة "ذا ديفنس بوست"، بالقول إن إرسال إشارة إلى الخصوم والشركاء باستعدادها لاستخدام القوة للحفاظ على مصالحها الحيوية في الشرق الأوسط وما وراءه يتطلب من الولايات المتحدة الوفاء بوعدها بوقف عدوان الحوثيين. إن عدم القيام بذلك سيرسل إشارات خطيرة حول عزم الولايات المتحدة - أو افتقارها إليه - في جميع أنحاء العالم.


مقالات مشابهة

  • رئيس هيئة قناة السويس: نعمل على إضافة خدمات جديدة مثل التموين بالوقود والإنقاذ البحري
  • رئيس قناة السويس: أزمة البحر الأحمر تسببت في انخفاض الإيرادات 61% خلال 2024
  • رئيس هيئة قناة السويس: أزمة البحر الأحمر أثرت علينا خلال سنة 2024
  • باكستان والاتحاد الأوروبي يطلقان عملية "روح البحر" لتعزيز الأمن البحري ومكافحة القرصنة في خليج عدن
  • عملية سطو سينمائية تستهدف متجر مجوهرات في الولايات المتحدة.. اخترقوا الجدار
  • مدبولي: الأشهر الماضية شهدت تحسن أمن الملاحة في البحر الأحمر وتوقف الهجمات على السفن
  • ترامب يناقش مع سلطان عمان العملية العسكرية ضد الحوثيين في البحر الأحمر
  • واشنطن ترسل رسالة لروسيا والصين وإيران في البحر الأحمر.. هل هي قوية بما فيه الكفاية؟ (ترجمة خاصة)
  • الولايات المتحدة تضرب مواقع الحوثيين في جزيرة كمران
  • ينافي المزاعم الامريكية.. ارتفاع حركة سفن الشحن التجاري في البحر الأحمر