الأهرام: مصر تنسق مع قوى إقليمية ودولية للتوصل لقرار بوقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
شددت صحيفة "الأهرام" على أن مصر تعمل بالتنسيق مع القوى الإقليمية والدولية المعنية بالاستقرار في الشرق الأوسط على التوصل لقرار بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، خلال المرحلة المقبلة.
وفي افتتاحية عددها الصادر اليوم /الأحد/ وتحت عنوان "مطالبات دولية بوقف إطلاق النار"، ذكرت "الأهرام" أن المساعي المصرية تأتي بالتوازي مع جهود القاهرة لكشف ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة من ممارسات وانتهاكات واضحة للقانون الدولي.
وأوضحت الصحيفة أن مصر شنّت خلال مرافعتها أمام محكمة العدل الدولية، الأربعاء الماضي، هجومًا على السياسات الإسرائيلية التي تتعمد جعل الحياة مستحيلة بقطاع غزة عبر فرض المجاعة والحصار، ومنع وصول المساعدات بشكل مستمر، وقد تزيد العراقيل بهذا الهجوم الذي تخطط له على رفح، التي التجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني، كما أنها مستمرة في الانتهاكات، وترغب في طرد السكان الفلسطينيين من أراضيهم، ومواصلة نزيف الدم الفلسطيني.
وأشارت إلى أن مرافعة مصر تأتي في إطار الجلسات التي تعقدها محكمة العدل الدولية بشأن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المقدم إلى محكمة العدل الدولية لطلب منح الرأي الاستشاري للمحكمة بشأن الآثار القانونية المترتبة على الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، والتي تشارك فيها 52 دولة، في حين تقاطعها إسرائيل.
وقالت "الأهرام" في افتتاحيتها إن مصر استندت إلى مجموعة من الأسانيد القانونية التي تدعم تلك المرافعة، وأبرزها اقتحامات وهدم منازل الفلسطينيين وإخلاؤها بالقوة، ودعم عنف المستوطنين، وزيادة وتيرة بناء المستوطنات، والفصل بين الأراضي الفلسطينية، بل وصفت مصر حرمان الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الأراضي المحتلة، والعمل على ضمها لإسرائيل بأنه «جريمة حرب».
واختتمت الصحيفة: "تلك المرافعة تؤكد عدم شرعية ممارسات الاحتلال الإسرائيلي المُمنهجة ضد حقوق الفلسطينيين، ومن ثم، تمثل المرافعة دعما مصريا للحقوق الفلسطينية في أكبر محفل قضائي دولي. ويتوازى مع ذلك دعم مصر لاجتماعات باريس للتوصل إلى صفقة لوقف حتى ولو مؤقت لإطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين والمعتقلين والمسجونين الفلسطينيين، على مراحل زمنية، وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل كاف ومستدام لقاطني القطاع. ومن ثم، فإن هدف مصر نقل حالة الحرب بين إسرائيل وحماس إلى حالة التهدئة، وبما يؤدي إلى تخفيف الحالة الإنسانية الحادة التي يتعرض لها سكان القطاع على مدى يقترب من خمسة أشهر".
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الوجه الآخر لقرار الجنائية الدولية فخ جديد لنا!
نوفمبر 26, 2024آخر تحديث: نوفمبر 26, 2024
د. علي عزيزأمين
يبدو أن كل ما شاهدناه وسمعناه من امتعاض أمريكي وسخط إسرائيلي حول قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق شخصَي المجرمان نتنياهو وغالانت بعد طول تسويف وانتظار، ما هو إلّا مجرّد ضوضاء وفعاليات هوجاء مدروسة ومحبوكة بمنتهى الدقة والعناية، جرى هندستها والاتفاق عليها مسبقاً بين الإدارتين الصهيونيتين في واشنطن وتل أبيب، حيث أن كلتاهما لا تباليان أصلاً بتلك المحكمة، ولا تعتبرانها سوى أداة من أدوات الغرب الاستعماري المتنوّعة، يستخدمها هذا الغرب كما ومتى يشاء وفقاً لمصالحه الخاصة، والتي تقتضي الآن إظهار معاداته لها، وهذا شيء بديهي كون القرار الصادر ضدهم ويمس ساميّتهم المسمومة. لكن ما خفي ليس أعظم، بل أقذر وأحقر!
جميعنا شهدنا قرار تلك المحكمة في شهر آذار من العام الماضي 2023 بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكيف تلقّى الخبر حينها عالمنا العربي، وبالتحديد فئتنا وبيئتنا القومية المقاوِمة، فنحن وهو ما كانت الإدارة الأمريكية متيقّنة منه، مؤمنين بأنه لا خلاص ولا مناص للعيش بسلام وأمان سوى بانتقال العالم إلى عالم التعددية القطبية، وهذا الأمر لم يعد خافياً على أحد بأن من يقود زمامه ويسير به هو الرئيس فلاديمير بوتين وإدارته التي تتحلى وتمارس أقصى درجات ضبط النفس، وهو ما جعله وإدارته عُرضة للانتقاد في العديد من المرات حتى مني شخصياً أحياناً ومن الأصدقاء الأكثر إخلاصاً وتفانياً أيضاً، ليس للانتقاد السلبي المراد منه الطعن والتشكيك والتشويه بل لأننا فعلاً وحقيقةً يجب أن يدركها الجميع بقارب واحد، ولكن هذا نابع من ما يحدث كل يوم من أهوال مُشاهدة مناظر القتل والإجرام التي تمارسها بحقنا جيوش الغرب الاستعماري وعلى رأسهم أمريكا بشكل مباشر تارة، وعبر ذراعها الإسرائيلي تارات أخرى. خصوصاً وأن هؤلاء هم أنفسهم الذين يحاصرون الشعب الروسي، ويرسلون أسلحتهم الفتاكة لقتلهم عبر ذراعهم الأوكراني المتمثل بالمجرم المنحرف زيلينسكي وزمرته الصهيونية النازية.
ولعل هذا القرار الذي اتخذته تلك المحكمة والتي أصفها من وجهة نظري بأنها سيئة الصيت، يحاول الغرب من خلاله أن يساوي بين الرئيس بوتين ودراكولا العصر نتنياهو وعصابته، وبين روسيا الاتحادية و”الكيان” النازي صنيعة الغرب الاستعماري كما نظام كييف العميل له. مُوجهاً تلك الصورة البليدة ـ أي المقارنة المشوّهة ـ إلى شعوبنا، ليُحفزّها للإشادة بالقرار محاولاً إقناع السُذّج منهم: بأنكم يجب أن تعلموا أن بوتين الذي تحبونه وتعتبرونه الداعم الدولي القوي لما تعتبرونها قضيتكم المركزية فلسطين، وتأملون به خيراً، لا يختلف عن نتنياهو، فكلاهما مجرميْ حرب.
وفي الختام، فإن على عقلاء العرب والمسلمين وأحرار وشرفاء العالم أن يمتنعوا عن التطبيل والتهليل بما يصدر عن هياكل الغرب الاستعماري، وأن ينظروا لكل ما يصدر عنها بعين الشك والريبة، خاصة وأن هذه الهياكل جميعها لم تنصف الشعوب المظلومة في العالم، ولم تتمكّن من تنفيذ ما أقرته وكررته مراراً وتكراراً من قرارات تمس “الكيان” المجرم أو قيادات ودول الغرب الاستعماري التي فتكت بعشرات الملايين من الأبرياء، ولا تزال تسير على ذات المنوال. وليكن قرارنا الوحيد الأوحد أن نقاتلهم حتى آخر رمق، سواء في فلسطين أو لبنان وكلٌّ حسب موقعه حتى تحرير كل أراضي لبنان والجولان وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، أما دراكولا العصر، فوعداً سنسفك دمه الفاسد، ونرشه على قبره ونكتب: قبر دراكولا العصر، وفي ذلك حقّ وعدل.