مؤلف جديد يستعرض مخطوطتين للشيخ عبد العزيز بن عبد الغني الأموي
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
مسقط-أثير
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
نجح الباحث سالم بن صالح بن علي السيابي في تحقيق مخطوطتين للشيخ عبد العزيز بن عبد الغني الأموي، وصدرتا في كتاب واحد عن دار الفرقد للنشر، ويتوفر الكتاب في معرض مسقط الدولي للكتاب 2024 في نسخته 28.
المخطوطتان عبارة عن مذكرات للشيخ القاضي أبو برهان عبدالعزيز بن عبدالغني بن طاهر بن نور بن أحمد الأموي القرشي، كان يلقب نفسه بـ” شمس السَّواحل”، ولقبه غيره بـ”قطب السَّواحل” ولد في براوا الصومالية عام 1248هـ/ 1833م، وتعلم هناك على يد الشيخ أبو بكر بن مندو، والحاج علي بن عبدالرحمن، ثم سافر إلى زنجبار ودرس على يد الشيخ محيي الدين القحطاني، وقد طلب الشيخ محي الدين من السلطان سعيد أن يعينه قاضيًا، فوافق على ذلك، وعينه قاضياً في كلوة عام 1266هـ / 1850م، وكان حينها عمره ثمانية عشر عامًا فقط، ثم انتقل إلى زنجبار، وظل حتى عهد السيد علي بن سعيد.
المخطوطة الأولى:
● تاريخ رُڨوْمَه: كشف الطريق الثانية من منجيني إلى مْكَانْڇَيْ
المخطوطة عبارة عن مذكرات دوّن المؤلف بها رحلته إلى برور التنج؛ لكشف طريق الفحم، بتكليف من السلطان برغش بن سعيد، حيث انتدبه لهذه المهمة لكفاءته وخبرته بالتعامل مع سكان وسلاطين برور بلاد التنج، وقد تطرق المؤلف إلى ذكر المشاهد والأحداث التي مر بها في رحلته بأدق التفاصيل، ورسم خرائط وصورا لبعضها وإن كانت أغلب هذه الرسوم والصور سقطت من المخطوطة الأصل ولم نجد للمخطوطة نسخا أخرى لاستكمال ما سقط من صور وخرائط رسمها المؤلف بيده كما ذكر في أكثر من موضع بالمخطوط، ويتضح من خلال الأسلوب الشائق الذي انتهجه المؤلف في سرد مذكرات رحلاته حرصه الشديد على توثيق كل شيء، وتدوينه، وحرسه الشديد في التعامل مع الأهالي، ووصف أوضاعهم، واستنتاج ولائهم للدولة، والتعامل معهم على قدر ما يستحقون، وإكرامهم لكسب ولائهم.
المخطوطة الثانية:
* تاريخ الرحلة إلى بر التنج للدولة العلية العربية السعيدية
تتحدث هذه المخطوطة عن وقوع انفلات أمني في طرق الفحم بتنجانيقا (تنزانيا حاليًا)، وخروج برور الزنج – الواقعة تحت سلطة الدولة العربية السعيدية، في عهد السيد برغش بن سعيد – عن سيطرة الدولة، حيث طلب الوالي حمود بن عبدالله الحوسني والي السلطان برغش بن سعيد في مليندي، إرسال المال، والرجال، والسّلاح، وواحدًا من أكابر الدولة؛ لمحاربة المخالفين، غير أنَّ الحنكة السياسية التي يتمتع بها السيد برغش، والذي بدوره عرض الأمر على مستشاره السيد حمد بن سليمان، الذي أيد إعلان الحرب، ثم عرض السيد برغش الأمر على الشيخ عبدالعزيز بن عبدالغني الأموي؛ وذلك لخبرته السابقة في التعامل مع الزنوج، والذي رأى عدم الحاجة لإرسال الجيوش، قبل التأكد من الأسباب التي دفعت الزنوج لإعلان التمرد، وإزالتها إن أمكن ذلك بالطرق السلمية.
فانتدب السيد برغش الشيخ عبد العزيز الأموي لهذه المهمة، ومنحه الصلاحية التامة؛ ليفعل ما يراه – فالحاضر يرى ما لا يراه الغائب – دون الرجوع إليه، فكتب له مخطوط من له علاقة بالأمر. كما كلفه بإجراء إصلاح كل ما أشكل على الدولة، من رسم الحدود مع الدولة البرتكسية (البرتغال حاليًا)، والخلافات بين زعماء التنج، والولاة.
بدأت الرحلة بإبهام سبب مسيره إلى تلك البرور؛ حتى لا يعرف أحد سبب سفره، ويتسنى له معرفة أسباب التمرد، وتعطيل طرق الفحم؛ ليتمكن من معرفة المتسبب في تلك الأحداث، وإعادة الأمور إلى نصابها، وتمكن من معرفة المتسبب ومعاقبته وفق الصلاحيات الممنوحة له، واستخدم أسلوب اللين أحيانًا وبالتهديد أحيانًا أخرى فقدر الله له ما أراد فأزال الأسباب وأصلح كل ما أفسده الغير، وأعاد الأمور إلى مجراها، ولم يحرك جنديًا واحدًا للقتال وإرجاف البرور، ووثق كل ذلك بعهود ومواثيق، ثم دون كل تلك الأحداث بأدق تفاصيلها في مخطوطته التي خطها بخط يده.
التحقيق:
قام المحقق بإخراج نص المخطوطتين في صورة صحيحة، ووضع تراجم للأعلام والأماكن، وصحح بعض الأخطاء، وفقا للأصول المتبَعة في التحقيق.
وكتب الكلمات الزنجية بحروف عربية، ووحد كتابة الأعلام، والمواقع التي كتبها المؤلف بحروف فارسية ونطقها بالزنجية. كما ذكر المؤلف ذلك في هامش الفهرس بالصفحة الرابعة حيث كتب “كل كلمة زنجية ذكرتها في هذا التاريخ ما أعربتها، بل حكيتها على حالها ونطقها بالزنجية بحروف الفارسية، فلو أعربتها لما عرفت”.
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
سعيد الأسمر: قدرات حزب الله الميدانية ولّت الى غير رجعة
إعتبر عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب سعيد الأسمر في حديث الى إذاعة "لبنان الحر" أنّ "ما شهدته مناطق فرن الشباك وعين الرمانة والجميزة والأشرفية ليل أمس من قِبل جماعات "حزب الله" أمرٌ مؤسف ومعيب"، وقال: "هم مخطئون إذا إعتقدوا أنّ مناطقنا الآمنة هي مناطق حولا وعيترون ومارون الراس وغيرها"، محذراً من "عدم إستفزاز الناس في عقر دارهم".
وأشار الى أنّ "حزب الله يحاول من خلال هذه الإستفزازات في بيروت أمس أو بـ"دفش" الأهالي الى البلدات الجنوبية التي يوجد فيها الجيش الإسرائيلي، أن يوحي للرأي العام أنّه لا يزال يتمتع بقوّته العسكرية، في حين أنّ قدراته الميدانية في الحقيقة ولّت الى غير رجعة، والجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية وحدهما يحميان الأرض والشعب والحدود".
على صعيد آخر، أبدى الأسمر تفاؤله بالعهد الجديد، واعتبر أنّ "النهج الذي أطلقه رئيس الجمهورية في خطاب القسم والرئيس نواف سلام بعد تكليفه رسمياً سيُستكمل رغم العراقيل والألغام التي توضع في طريقهما"، مبدياً إعتقاده أنّ "هناك حلحلة في الملفّ الحكومي قبل نهاية الأسبوع الجاري"، وشدّد على أنّ "تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار والقرار 1701 ونزع السلاح غير الشرعي وحصره بيد الدولة اللبنانية أهمّ الآن من حقيبة وزارية من هنا أو حصّة من هناك".
ودعا في حال أصرّ ثنائي "أمل وحزب الله" على التمسّك بحقيبة المال، الى أن "يذهب الى المعارضة الديموقراطية وعدم التحجّج بالميثاقية التي أصبحت اليوم ميثاقية حزبية لا طائفية أو مذهبية"، داعياً "حزب الله للتخلي عن مفهوم الدويلة والعودة الى لبنانيته، لأنّ لا أحد يريد إقصاءه أو إستبعاده عن لبنان الجديد الذي نريد أن نبنيه معاً".
وأكد أنّ "حزب القوات اللبنانية هو العمود الفقري السياسي في قيام الدولة الفعلية، وهو القوة القادرة على الوقوف بوجه الفساد وكلّ من يريد ان يقوّض أساسات هذه الدولة"، مذكراً أنّ وجود وزرائها في كل الحكومات السابقة كان فاعلاً ومشرّفاً بشهادة الجميع".
من جهة أخرى، شدد على أنّ "القوات لن تعطي الثقة للحكومة الجديدة في حال تضمّن بيانها الوزاري ثلاثية "جيش - شعب ومقاومة" أو ما يشبهها، إذ إنّ الدولة وحدها من ترفع شعار المقاومة وتضع إستراتيجية الحرب والسلم".