إستمر التصعيد الميداني سيد الموقف في الجنوب. وعلى وقع الأنباء المتفائلة بإمكان توصل محادثات باريس إلى توافق على هدنة في غزة توالت التهديدات الإسرائيلية للبنان تواكبها غارات كثيفة على مناطق جنوبية.   وفي جولة له على الجبهة الشمالية، على الحدود مع لبنان قال الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس إن "الحرب الدائرة في الجبهة الشمالية لن تنتهي حتى عودة السكان الإسرائيليين قرب الحدود اللبنانية إلى بيوتهم".

ولفت إلى "أننا نعمل عسكرياً وسياسياً، لقد تم بالفعل طرد حزب الله من الحدود، ونحن نستعد لليوم الذي سنصدر فيه الأمر عندما نحتاج إلى توسيع أنشطتنا".    وكشفت مصادر مطلعة لـ "الديار"، أمس، ان اتصالات واجتماعات بعيدة عن الاضواء جرت في الثماني والاربعين ساعة الماضية في اطار التحضير للرد اللبناني الرسمي على الورقة الفرنسية المتعلقة بوقف الحرب في الجنوب وتطبيق القرار 1701، الذي ستسلمه وزارة الخارجية للجانب الفرنسي.   واضافت المصادر ان مشاورات جرت بين السراي وعين التينة والخارجية لهذه الغاية، وانها ستتابع في اليومين المقبلين.   وقال مصدر سياسي مطلع لـ "الديار" انه بغض النظر عن الملاحظات والتحفظات العديدة عما جاء في الورقة الفرنسية، فان الواقعية تقول ان الفصل بين ما يجري في الجنوب والحرب في غزة غير ممكن، وان وقف هذه الحرب هو السبيل لاعادة الهدوء على جبهة الجنوب اللبناني.   وعما اذا كان هناك خلاف بين باريس وواشنطن في هذا الموضوع، قال المصدر: "وفقاً للمعلومات المتوافرة فان ليس هناك خلاف حول فحوى الورقة ويكاد يكون الطرح الاميركي مطابقا للطرح الفرنسي، لكن يبدو ان هناك تباينا بين الجانبين في طريقة مقاربة الوضع وهذا الموضوع في الوقت الراهن".   ونفى المصدر أن يكون الموفد الاميركي اموس هوكشتاين جمد مهمته، لافتاً الى ان الموفد الاميركي يفضل التريث في الخوض في تسوية الوضع في الجنوب بانتظار انتهاء المفاوضات الجارية في باريس حول وقف النار المؤقت في غزة وتبادل الاسرى.   وفي شأن الرد اللبناني المحتمل على الورقة الفرنسية، علمت "الديار" ان الرد اللبناني يرتكز على المواقف الرسمية المعلنة، بدءا من تنفيذ العدو الاسرائيلي للقرار 1701 ووقف كل الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية، مرورا بتثبيت حق لبنان في النقاط الحدودية الـ13، وانتهاء بالانسحاب الاسرائيلي واستعادة لبنان لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر. وان تجاهل هذه الاراضي اللبنانية المحتلة يعني تجاوز الحق اللبناني، ولا يؤدي الى الهدوء والاستقرار.   وبشأن مطلب انتشار 15 الف جندي لبناني في المنطقة الحدودية كما جاء في الورقة الفرنسية، يقول المصدر ان الجيش موجود على الحدود مباشرة وان زيادة عديده مرتبطة بتعزيزه عدة وعدداً.   والمعلوم ان الورقة الفرنسية تنص على وقف العمليات العسكرية، وتراجع مقاتلي حزب الله ومعداته الصاروخية والمدفعية 10 كيلومترات عن الخط الازرق الحدودي، وتفكيك مواقعه الحدودية، وتنشيط عمل اليونيفيل واللجنة الثلاثية اللبنانية - الاسرائيلية، واليونيفيل.   كذلك، تنص على وقف تحليق الطيران الحربي الاسرائيلي فوق لبنان، وسحب قوات الاحتياط وتخفيض القوات الاسرائيلية التي نقلت الى الحدود مع لبنان بعد 8 تشرين الاول.  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الورقة الفرنسیة فی الجنوب

إقرأ أيضاً:

وزير الاقتصاد اللبناني: الحرب أعادتنا 10 سنوات للوراء وتكلفتها ستتجاوز 20 مليار دولار

قال وزير الاقتصاد اللبناني، أمين سلام، إن تكلفة الأضرار المادية والخسائر الاقتصادية للحرب على لبنان "ستتخطّى بكثير 20 مليار دولار"، مضيفا "هذه الحرب أعادتنا 10 سنوات إلى الوراء".

واعتبر الوزير، أثناء استضافته في برنامج "المشهد اللبناني على قناة "الحرة" الاثنين، إن لبنان "يحتاج بين 3 إلى 5 سنوات صعبة ليتعافى فقط من مشكلة النزوح وإعادة الإعمار".

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

وبشأن تأثيرات الحرب مع إسرائيل على الالتزامات الاقتصادية للبنان، صرح سلام "أعلمنا البنك الدولي وصندوق النقد الدولي أن كل ما تمّ الاتفاق عليه سابقاً مع لبنان، تغيّر بسبب الحرب والدمار والنزوح".

وحول التبعات التي يمكن أن تنجم عن أي حصار كامل قد تخضع له لبنان، قال المتحدث إن البلد "يمكنه الصمود بما يمتلكه من مقوّمات لفترة بين 4 إلى 5 أشهر"، لكنه يستبعد فرض حصار "إلاّ إذا حصل لفترة وجيزة كوسيلة ضغطٍ في آخر مراحل المفاوضات".

وزير الاقتصاد اللبناني لـ"الحرة": نتانياهو لن يطلق أي رصاصة بعد اتصال ترامب قال وزير الاقتصاد اللبناني، أمين سلام، لـ"الحرة"، إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يريد توقيع اتفاق سلام بين لبنان وإسرائيل "وسيعمل عليه"، مضيفا "كل رئيس أميركي جديد يجب أن يُنجز نجاحاً كبيراً داخليّاً وخارجيّاً في أول 100 يوم في سدّة الرئاسة، وإحدى نجاحات ترامب ستكون أنه فور دخوله البيت الأبيض سيقوم بالاتصال ببنيامين نتانياهو ليقول له: بعد هذا الاتصال لن تُطلق ولا رصاصة".

وعلّق وزير الاقتصاد أيضا على قرار إدراج لبنان في اللائحة الرمادية لغسل الأموال ومكافحة الإرهاب قائلا إن ذلك "ليست مزحة"، وأضاف أن احتمال تصنيف البلد في اللائحة السوداء سيكون "كارثة الكوارث"، مردفا "بهذا ننتهي كبلد ونذهب الى شريعة الغاب، وقد اقتربنا منها كثيراً".

وأدرجت مجموعة العمل المالي الدولية (FATF) لبنان، في أكتوبر الماضي، باللائحة الرمادية لغسل الأموال.

عقاب أم فرصة تغيير.. ماذا يعني وضع لبنان باللائحة الرمادية لغسل الأموال؟ بعد سنوات من التحذيرات والتوصيات الدولية، تحول هاجس دخول "اللائحة الرمادية لغسل الأموال" إلى واقع في لبنان. فقد أدرجت مجموعة العمل المالي الدولية (FATF) لبنان رسمياً على قائمتها الرمادية في ختام اجتماعاتها الأخيرة في باريس.

وتقود مجموعة العمل المالي التحركات الدولية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار الأسلحة، إذ تُقيّم تحركات الدول لمواجهة استعمال الأموال في أنشطة غير مشروعة وجرائم بينها الإرهاب.

مقالات مشابهة

  • وزير الاقتصاد اللبناني: الحرب أعادتنا 10 سنوات للوراء وتكلفتها ستتخطى 20 مليار دولار
  • وزير الاقتصاد اللبناني: الحرب أعادتنا 10 سنوات للوراء وتكلفتها ستتجاوز 20 مليار دولار
  • «يونيفيل»: الهجمات الإسرائيلية على الجيش اللبناني تشكل انتهاكا صارخا للقرار 1701
  • نائب رئيس مجلس النواب لـ«رويترز»: الهدنة تقوم على انسحاب الاحتلال من الجنوب وانتشار الجيش اللبناني خلال 60 يوماً
  • بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في لبنان؟
  • خبير عسكري: الاحتلال الإسرائيلي يواصل التصعيد في الجنوب اللبناني
  • غزة والعلوم الاجتماعية.. سبر أغوار المسألة الاجتماعية زمن الحرب
  • وزير الخارجية اللبناني يطالب بسرعة تعزيز الأمن المستدام على الحدود مع إسرائيل
  • “الكرملين”: روسيا مضطرة للرد على التصعيد الأمريكي غير المسبوق
  • وزير الداخلية اللبناني السابق: نأمل أن تنتهي الحرب ويعود لبنان إلى سابق عهده