لم تظهر أي مؤشرات جدية على تحريك الملف الرئاسي باتجاه الحسم قريبا، على الرغم من الحركة الاخيرة الناشطة للجنة الخماسية على مستوى السفراء، او على صعيد بعض التحركات والمحاولات الداخلية لفتح ثغرة في جدار الازمة من باب تغليب لغة التواصل والتشاور، كما تسعى اليه كتلة الاعتدال الوطني.   وقال مصدر سياسي مطلع لـ"الديار" امس انه يمكن اختصار ما تقوم به اللجنة الخماسية على مستوى السفراء وهو "تجديد دعمها للاطراف اللبنانية المبادرة لانتخاب رئيس الجمهورية".

وان ما يقوم به السفراء لا" يعني تحريك هذا الملف او احراز تقدم جدي او خرق في جدار الازمة يمكن البناء عليه لانتخاب الرئيس قريبا".   وفي المعلومات المتوافرة ان اللقاءات التي اجرتها اللجنة عكست موقفها الذي يتلخص بنقاط عديدة هي:   1 - ان اللجنة ليست بصدد طرح اي أسم للرئاسة، وهذا الامر متروك للبنانيين انفسهم.   2 - لم تتطرق اللجنة في حركتها واجتماعاتها على مستوى السفراء الى ما يسمى الخيار الثالث، ولم تضع فيتو على اي اسم مطروح.   3 - تجنبت اللجنة عرض مواصفات محددة للرئيس لكيلا يصار الى تفسير هذه المواصفات على انها اشارة او توجيه لاسم مرشح محدد او لخيار رئاسي معين.   4 - اكدت اللجنة على اهمية اتفاق الاطراف اللبنانية على الاسراع في انتخاب رئيس الجمهورية، ولم تعط رأيها بشكل الحوار.   5 - حرصت اللجنة على فصل الاستحقاق الرئاسي عن حرب عزة وتداعياتها.   وقالت مصادر سياسية مواكبة لحراك "الخماسية" لـ"الجمهورية": "الحراك الأخير للسفراء الخمسة تمحور حول نقطة وحيدة، وهي الدفع نحو حوار رئاسي، وليسوا مع أي مرشّح وليسوا ضد أي مرشّح. على هذا الاساس اجتمعوا وتواصلوا مع الاطراف، بصورة علنية وربما غير علنية. ولكن في خلاصة الأمر يبدو جلياً انّ الفشل هو النتيجة الحتمية المتوقعة لهذا الحراك، لأنّ رافضي الحوار ثابتون في هذا الرفض، وليس في ذلك فقط اشارة اكيدة الى إحباط مسعى "الخماسية"، بل هو تأكيد بأنّ هؤلاء لا يريدون لا رئيس جمهورية ولا حكومة جديدة ولا بلد".   وبحسب "النهار"، فقد بدا من المبكر، وبالأحرى من التسرع، الحكم مسبقاً على ما اعتبر مبادرة داخلية تهدف إلى انتشال أزمة انتخاب رئيس الجمهورية من شللها عبر التحرك التي باشرته وتستكمله "كتلة الاعتدال الوطني" والذي ستنجزه بلقاء كلّ الكتل النيابية والنواب المستقلّين في وقت قريب.   ومع ذلك، فإنّ هذا التحرك، أو المبادرة، حظيت باهتمام واسع لجهة أنه الأول الداخلي منذ مدة طويلة وتلاقي في الوقت نفسه مناخ وأجواء تحرك المجموعة الخماسية الدولية - العربية المعنية بالأزمة الرئاسية.   وتترقب مختلف الأوساط النيابية والسياسية النتائج النهائية التي ستخلص إليها "كتلة الاعتدال الوطني" بعد أن تكمل جولتها على الكتل والنواب الباقين في قابل الأيام وما سيرسمه السيناريو التالي لآلية المبادرة التي تقوم في جوهرها على توافق نيابي شامل على مبدأ "التشاور" ثم التوافق على جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية، علماً أن غموضاً لا يزال يكتنف الآلية المطروحة ويحتاج إلى توضيحات نظراً إلى حال انعدام الثقة بين القوى والكتل من جهة وفي ظل التساؤلات بل والشكوك ربما التي يقابل بها بعض الأفرقاء هذه المبادرة الأمر الذي يوجب الكثير من الجهد في المرحلة التالية لفتح الطريق أمام إقلاعها فعلاً نحو آلية قابلة للتنفيذ هذا في حال وافقت عليها مجمل الكتل والقوى ولم تعترضها مواقف رافضة أو متحفظة من شأنها أن تحكم عليها مسبقاً بالإخفاق.

وتبيّن أنّ التحرك التي تقوم به "كتلة الاعتدال الوطني" يستند إلى مبادرة من بندين، وهما عقد جلسة تشاور في المجلس النيابي يتداعى إليها ممثلون عن الكتل والنواب المستقلين من دون أن يترأسّها أحد، وتكون على هيئة تشاور نيابي، يخرج بعدها النواب بإسم واحد أو اكثر وبعدها تتم الدعوة لعقد جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس والتعهد بعدم فرط نصابها. هذا التحرّك حرّك الملف الرئاسي من جديد، بعد موافقة رئيس حزب "القوات اللبنانية "سمير جعجع عليها، ووعد من الكتائب وبعض نواب المعارضة بالتعاطي الايجابي معه بعد دراسة بعض التفاصيل والضمانات.   وفي المعلومات أيضاً، يتعهد نواب "الاعتدال" مع حلفائهم (نحو 10 نواب) بعدم التصويت الرمادي في أيّ جلسة بل باتخاذ موقف وصريح.    وفي هذا السياق برزت معطيات تشير إلى أن التحرك الذين تقوم به "كتلة الاعتدال" يحظى برضى سعودي وهو ما يروج له أكثر من عضو في الكتلة، بالإضافة إلى موافقة من الخماسية على طرح كهذا.   وأفادت مصادر مطلعة على أجواء لقاءات "كتلة الاعتدال" بأن أهمية الطرح أنه داخلي أولاً يحاول كسر الجمود من جانب كتلة خارج التموضع السياسي الحاد، التي تقترح التداعي من جانب الكتل النيابية، إثر انتهاء جولة الكتلة بعد اجتماعها مع "كتلة الوفاء للمقاومة"، أي أن لا دعوة من جهة معينة للنزول إلى البرلمان مطالبين بجلسة رئاسية مفتوحة بدورات متتالية إلى حين انتخاب رئيس. جلسة واحدة كل من يشارك فيها يلتزم المشاركة في الجلسة الرئاسية المفتوحة، ومن يقاطع يكشف مسؤوليته في تعطيل الانتخابات.
 
وأكد عضو الكتلة النائب عطية أن "الهدف هو التشاور واعادة فتح جلسات انتخاب رئاسية"، مشيراً إلى أن "طموحنا الالتزام بالبقاء داخل البرلمان إلى حين انتخاب الشخضية الافضل لرئاسة الجمهورية".   واشار إلى أن "هدف مبادرة كتلة الاعتدال الوطني الأساسي الإجماع بين الكتل النيابية عبر عقد نقاش والوصول إلى نقاط مشتركة للاتفاق على اسم أو أكثر، وكما تأمين الـ86 صوتاً"، مشدّداً "على أنّ هذه المبادرة ترتكز الى ملاقاة اللجنة الخماسية وهي بالتنسيق والتعاون معها لتذليل العقبات أمام انتخاب رئيس"، نافياً أن يكون لمبادرتهم أي غطاء خارجي.   وكتبت "الشرق الاوسط": بالتوازي مع حركة "الاعتدال الوطني" كان رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل أعلن، الأسبوع الماضي، عن "حركة تواصل مع معظم الأفرقاء للوصول إلى قواسم مشتركة"، متحدثاً عن "حركة بدأت حديثاً وهي غير معلنة حتى الآن، ولكن سنتكلّم بها، سلباً أو إيجاباً، حسب النتائج"، وعن أنه لن يفرّط بأي فرصة إيجابية وسيبدي كل تعاون وانفتاح.   وقال النائب في تكتل "لبنان القوي" جيمي جبور، إن "التيار الوطني الحر يدعم كل حراك يؤدي في نهايته إلى انتخاب رئيس جمهورية، ومن هذا المنطلق تأتي الإيجابية في التفاعل مع رسائل الرئيس بري، والترحيب بمبادرة كتلة الاعتدال طالما أنها تفاعلات تحرّك ركود المسار الرئاسي"، لافتاً في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى أنه "بين الرئيس بري والوزير باسيل أكثر من صلة وصل، وكلها تعمل على نقل أجواء إيجابية عن الرئيس بري قابلناها كتيار وطني حر بالترحيب بالدعوة للتحاور وبالانفتاح على كل بحث ذي صلة بالملف الرئاسي".   وأشار جبور إلى أن "مبادرة الاعتدال لا نرى أنها تتعارض مع الحراك الخماسي، ومن الممكن أن تتناغم مع حركة السفراء، ونحن نؤمن بلبنانية الملف الرئاسي وتفوق العامل الداخلي، والاستفادة من الأجواء الخارجية طالما هي إيجابية، وتصب في مصلحة لبنان؛ لذلك نحن إيجابيون في التعامل مع هكذا مبادرة".   من جهتها، شددت مصادر "الثنائي الشيعي" لـ"الشرق الأوسط" على وجوب أن "تنطلق أي مشاورات من روحية جديدة في التعاطي مع الملف، أي ألا يُفرض على أي طرف التخلي عن مرشحه للبدء بأي نقاش".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: انتخاب رئیس الجمهوریة الملف الرئاسی إلى أن

إقرأ أيضاً:

انتخاب الجزائر نائب رئيس الدورة الـ 29 لمؤتمر الدول الأعضاء في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية

انتخبت الجزائر عن منطقة إفريقيا لتولي منصب نائب رئيس الدورة الـ29 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي باشرت أشغالها أمس الإثنين ولغاية 28 نوفمبرـ كما تم انتخابها في ذات الجلسة لعضوية “اللجنة السرية” لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

و تشارك الجزائر في هذه الدورة بوفد رفيع المستوى يضم رئيس السلطة الوطنية لتنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية. على المستوى الوطني، وممثلين عن الوزارة الأولى و وزارة الطاقة والمعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني. والممثلية الدائمة للجزائر لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية برئاسة الممثلة الدائمة للجزائر. السفيرة سليمة عبد الحق، التي ستلقي خطابا حول أهم القضايا التي تعني الجزائر، خلال النقاش العام للدورة. التي سيتم خلالها مناقشة مجموعة من المسائل المتعلقة بتنفيذ الاتفاقية سالفة الذكر وعلى رأسها. القضاء على الأسلحة الكيميائية وضمان عدم عودة ظهورها في ظل تنامي النزاعات المسلحة.

تتويج المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني

و تم تشريف المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني بتسليمه. خلال حفل رسمي جائزة “منظمة حظر الأسلحة الكيميائية - مدينة لاهاي” لسنة 2024. عرفانا له على إسهامه المتميز في تحقيق هدف المنظمة من أجل عالم خال من الأسلحة الكيميائية. ولقد تسلم المعهد الجزائري هذه الجائزة مناصفة مع مجلس المواد الكيميائية لجمهورية الهند.

جرت مراسم حفل التسليم بحضور مندوبي وممثلي الدول الأعضاء لدى المنظمة. وترأس هذا الحفل كل من رئيس الدورة سالفة الذكر، المدير العام لذات المنظمة وسليمة عبد الحق. رئيس مجلسها التنفيذي بالنيابة و عمدة مدينة لاهاي.

وقال المدير العام للمنظمة بأن هذه الجائزة “تترجم الأهمية القصوى للتعاون بين مختلف الأطراف المعنية. في سبيل تحقيق هدف عالم بدون سلاح كيميائي” و أن حيازة المعهدين عليها. “يعكس الحجم الهائل للجهود المبذولة من قبلهم. فالمعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني يجسد المساهمة التي لا يمكن الاستغناء عنها للمختبرات. المعينة من طرف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تعزيز القدرات العالمية للاكتشاف المسبق. والوقاية من الاستعمال التعسفي للمواد الكيميائية”، مضيفا بأن “المعهد الجزائري يسعى إلى الامتياز في القيام بالمهمة المنوطة به”. ويلعب دورا أساسيا في جهود بناء القدرات، مثلما كان عليه الحال مع تمرين كيماكس- إفريقيا 2023 الذي احتضنته الجزائر.

من جهته، أشار عمدة مدينة لاهاي إلى أن “التكريم يعكس الجهود القيمة المبذولة على مستوى العالم من أجل عالم خال من الأسلحة الكيميائية” وبأن “تفاني المعهدين ومقاربتهما الإبداعية يشكلان أمثلة ملهمة للطريقة التي يمكننا العمل بها سويا من أجل عالم أكثر أمنا وسلما”.

الجزائر تجدد دعمها لاتفاقية حظر الأسلحة

وفي تصريح أدلى به ممثل المعهد الجزائري الذي استلم الجائزة، عبر عن امتنانه لرؤية الجهود التي بذلها المعهد. قد كللت بعرفان منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومدينة لاهاي وبتكريمه بهذا الوسام المرموق الذي يدعو على الفخر والاعتزاز. مضيفا بأن هذا التشريف، يحمل معه ثقل مسؤولية كبيرة لأنه سيلهم المعهد ويحفزه لبذل المزيد من الجهود. للاستمرار في كسب التقدير وتبرير الثقة المرتبطة بمنح هذه الجائزة المتميزة. كما اغتنم ممثل المعهد الوطني هذه الفرصة لتجديد دعم الجزائر لاتفاقية حظر الأسلحة والتزامها بالتنفيذ الكامل. لأحكامها بواسطة حزمة من التدابير، لا سيما عبر التطوير المستمر لقدراتها ومؤسساتها لضمان المطابقة وتبادل الخبرات داخل المنطقة.

يعد هذا الانتخاب وهذه الجائزة اعترافا من المجتمع الدولي بالدور الفعال والمتميز الذي تلعبه الجزائر داخل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وتجديدا للثقة في مساعيها الرامية إلى القضاء على السلاح الكيميائي والتزامها. بتحقيق أهداف اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، خدمة للأمن والسلم الدوليين.

ويأتي هذا التكريم بضع أشهر فقط بعد حصول المعهد خلال شهر يوليو 2024 على الشهادة. التي تمنحه صفة المعهد المعين من طرف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

للعلم فإن المنظمة قد تحصلت سنة 2013 على جائزة نوبل للسلام، نظير جهودها المبذولة في سبيل القضاء على الأسلحة الكيميائية. وللحفاظ على بريق هذا التكريم، ارتأت في السنة الموالية أن تحدث بالتعاون مع مدينة لاهاي الجائزة السنوية المشتركة “منظمة حظر الأسلحة الكيميائية – لاهاي”.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • هاليفي: عناصر "حزب الله" الذين سيقتربون إلى قواتنا وإلى الحدود والمنطقة التي حددناها سيستهدفون
  • الاعتدال الوطني: مرحلة ما بعد الحرب تتطلب الوحدة والعمل تحت مظلة الدولة
  • بعد إعلان وقف النار .. بري يدعو إلى انتخاب رئيس للجمهورية
  • مخزومي: المطلوب إعادة تنظيم الدولة عبر انتخاب رئيس
  • «بري» يطالب بالإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية
  • اتفاق وقف النار بين لبنان واسرائيل من 13 بندا .. اللجنة الخماسية ستشرف على الانسحاب من الجنوب
  • بعد اتفاق وقف اطلاق النار.. ماكرون يدعو لبنان إلى انتخاب رئيس دون تأخير
  • رئيس جامعة قناة السويس يهنئ "العناني" لفوزه برئاسة الاتحاد المصري للكرة الخماسية
  • انتخاب الجزائر نائب رئيس الدورة الـ 29 لمؤتمر الدول الأعضاء في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية
  • الليموري يترأس “طنجة تطوان الحسيمة للتوزيع” التي ستخلف أمانديس