موقع النيلين:
2024-10-03@04:10:08 GMT

???? مصر.. سلة غذاء العالم

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT


نعم.. نحن ضمن كتائب حرس حدود الوطن؛ وحماة أرضه وتاريخه؛ ونحسب أنفسنا ــ كأكاديميين ــ في صفوف القوى الناعمة المصرية؛ وحملة مشعل التنوير في أركان المجتمع؛ وأحرَصْ الناس على تعضيد القيادة الوطنية المخلصة لتراب الوطن!

ولكن.. و(خللي بالك من لكن هذه!)؛ علينا الإضاءة في التوقيت المناسب؛ على بعض مشكلات المجتمع التي تعكر صفو المسيرة الوطنية المنطلقة نحو تحقيق الأمنيات التي يرجوها المجتمع المصري ــ برغم التحديات التي تحيط به من كل جانب ــ للوصول بالتنمية إلى أقصى معدلاتها؛ من أجل تأمين مصادر القوت الضروري؛ وتوفير الاحتياجات الحياتية الضرورية الضاغطة؛ فنجد في مقدمة تلك المشكلات: مشكلة “رغيف العيش” وما وصل إليه في الحجم والوزن والجًوْدَة؛ وخمسون جرامًا من الدقيق والماء والنار.

. بمائة قرش.. فكيف هذا؟ وكنا في يوم من الأيام “سلة غذاء العالم”؟!

وصحيح أنه “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان”؛ ولكن ــ للأمانة ــ فإن الحد الأدنى منه يكفي لتتردد أنفاس الحياة بين ضلوعه؛ وحتى يمكن استيعابه لظروف الحياة من حوله؛ فكيف يهضم جائع مانبثه في عروقه من أساسيات الثقافة المعرفية المكلفين بها تجاهه؟

إذن.. ما الحل؟

ولكنني ـ وقبل أن أدلي بدلوي في بئر هذه المشكلة؛ ودون ادعاء معرفتي بالحلول الاقتصادية ــ أشير ـ بتصرف ـ إلى تجربة “مهاتير محمد” في ماليزيا (هو طبيب جراح قبل أن يكون سياسيًا بارعًا حاذقًا في المراوغة السياسية ضد خصومه المناوئين له.. مواليد 20 يونيو 1925؛ وحفر اسمه في تاريخ ماليزيا بعد أن حولها خلال عقدين من الزمن من دولة زراعية إلى دولة صناعية صاعدة)؛ فقد قدم هذا الرجل كرئيس لوزراء ماليزيا الأسبق؛ نموذجًا يُحتذى به للقائد الذي جمع بين العلم والحكمة والفطنة السياسية؛ وكان الرُّبَّان الماهر الذي قاد سفينة بلاده وسط أمواج بحر متلاطم؛ برغم أن تلك المسيرة لم تخل من بعض الإخفاقات في أحيانٍ كثيرة؛ ولكنه اكتشف بعقليته الواعية؛ أن “التعليم” هو الأساس المتين لكل انطلاق في أي اتجاه؛ وفي كتابه الذي حمل عنوان: “طبيب في رئاسة الوزراء.. يقول: سأكون مقصرًا لأني لم أنسب إلى من سبقوني فضل التقدم الاستثنائي؛ وأنا بنيت عليه فحسب؛ ولولا حكمتهم البالغة وبصيرتهم الواعية؛ لكانت مهمتي أصعب بكثير”!! ولكنه بعد تركه رئاسة الوزراء ــ التي امتدت من العام 1981 حتى 2003ــ وهو في السابعة والتسعين من العمر؛ يتقدم مرة أخرى للترشح من جديد لتولي رئاسة الوزراء.. ليؤكد أن الهمَّة والنشاط في عقل الإنسان.. وليس في قوة الأبدان!!

فلماذا لا تقوم الوزارات السيادية كالتعليم والزراعة والتموين والمالية؛ بالاطلاع على تلك التجربة الفريدة؟ فليس من العيب الاستفادة من تلك التجارب التي وصلت بشعوبها إلى تأمين مصادر الاحتياجات الحياتية الضاغطة؛ والخروج من “شرنقة” اجترار التجارب السابقة التي أوصلت “رغيف العيش” في مصر ـ أبوخمسة مليمات ــ إلى 1000 مليم!!

ولعلي ـ من وجهة نظري المتواضعة ـ أشير إلى ضرورة دراسة بيع الرغيف بالوزن؛ فليس من المعقول أن تحدد وزارة التموين وزن الرغيف بتسعين جرامًا.. والمعروض بالأسواق لايتجاوز ـ بأي حالٍ من الأحوال ـ سبعين جرامًا! والبيع بالميزان.. سيكون هو الحكم العدل والفيصل في الأسواق؛ لإرضاء البائع.. والمستهلك!!

إن حقول “الحنطة” في المحروسة؛ التي يسقيها نهر النيل العظيم؛ كانت تكفي أهل البلاد طوال العام؛ ولنا في محنة “سيدنا يوسف” ــ بعد الاستدعاء من السجن ــ خير دليل وبرهان على أهمية النصيحة باتخاذ الحيطة والحذر والحرص على منتجات الأرض المعطاء وقت بُخلها بالمحصول الوافر والغزير؛ والقرآن الكريم ـ في هذا الصدد يقول :

﴿ وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ إِنِّيٓ أَرَىٰ سَبۡعَ بَقَرَٰتٖ سِمَانٖ يَأۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافٞ وَسَبۡعَ سُنۢبُلَٰاتٍ خُضۡرٖ وَأُخَرَ يَابِسَٰاتٖۖ يَٰٓأَأيُّهَا ٱلۡمَلَأُ أَفۡتُونِي فِي رُؤياَٰيَ إِن كُنتُمۡ لِلرُّؤيَا تَعۡبُرُونَ ﴾ ( يوسف: 43)

وكان رد الصديق يوسف :

(قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتُم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون (47) ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهُن إلا قليلا مما تحصنون (48) ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون (49)!!

ونحن لا نريد أن نترك “الحنطة” في سنابلها؛ ولكن نريد دراسة التوسع في زراعتها على كل مساحة خضراء في وادينا الجميل؛ وليكن ذلك على حساب بعض المحاصيل التي تُعد من الكماليات في حياة الإنسان المصري؛ مثل بعض الفواكه التي تم استيراد شتلاتها من الخارج؛ وقد لا تتناسب مع جو الزراعة في مصر؛ ولا حرج في هذا التصرف الحكيم؛ حتى تشعر أجهزة الدولة السيادية بأنها قامت بالعمل الجليل الذي يخدم مصلحة الشعب العامل الكادح في المصانع والحقول؛ وحتى تعود مصرنا المحروسة سلة لغذاء العالم من حولنا.

أسرعوا.. حتى لا يأكلنا “رغيف العيش”.. بدلاً من أن نأكله!!

* أستاذ العلوم اللغوية والتأليف والكتابة الإبداعية بأكاديمية الفنون
ورئيس قسم الإنتاج الإبداعي الأسبق وعضو اتحاد كتاب

د. إلهام سيف الدولة حمدان – بوابة الأهرام

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: التی ت

إقرأ أيضاً:

أغلى أنواع الأرز في العالم.. أسراره وفوائده التي ستدهشك!

الأرز الياباني “كويوشيهيكارا”
يعتبر الأرز الياباني “كويوشيهيكارا” واحدًا من أغلى أنواع الأرز في العالم. يتميز هذا النوع بنكهته الفريدة وقوامه المميز الذي يجعله المفضل لدى الكثير من عاشقي الأرز. يُزرع هذا النوع من الأرز في مناطق محددة من اليابان ويخضع لعمليات زراعة وجني دقيقة تساهم في رفع سعره.

عملية الزراعة والحصاد
تتطلب زراعة الأرز “كويوشيهيكارا” مهارات خاصة وعناية فائقة. يبدأ الموسم في الربيع عندما تكون التربة جاهزة لزراعة البذور. يمر الأرز بمراحل نمو تتطلب توجيهًا دقيقًا لضمان نموه بالشكل المثالي. يتم حصاده في الخريف حين تكون الحبوب ممتلئة وبراقة.

الأرز الهندي “بسمتي”
يشتهر الأرز البسمتي برائحته العطرية وطعمه اللذيذ، وهو أحد أغلى أنواع الأرز العالمي. يُزرع هذا النوع خصوصًا في الهند وباكستان ويتميز بحباته الطويلة والرفيعة التي تضفي جمالية وأناقة على الأطباق.

فوائد الأرز البسمتي
يعتبر الأرز البسمتي من الأطعمة الصحية والمفضلة للعديد من الأشخاص نظرًا لفوائده العديدة، منها:

غني بالفيتامينات والمعادن.
يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون.
مصدر جيد للألياف الغذائية.
يساعد في السيطرة على مستويات السكر في الدم.
الأرز الإيطالي “كارنارولي”
هذا النوع من الأرز مشهور باستخدامه في الأطباق الإيطالية التقليدية مثل الريزوتو. يتميز الأرز “كارنارولي” بقدرته على امتصاص الكمية المناسبة من السوائل مع الحفاظ على بنيته القوية، ما يجعله الخيار المثالي للعديد من الشيفات حول العالم.

خصائص “كارنارولي”
يمتاز الأرز “كارنارولي” بالعديد من الخصائص التي تجعله يستحق مكانته العالية في قائمة الأرز الأغلى:

حباته المتينة والقوية.
قدرته العالية على امتصاص النكهات.
ملمسه الناعم الذي يضفي نكهة غنية على الأطباق.
بهذا نكون قد تناولنا بعضًا من أغلى أنواع الأرز في العالم والفوائد التي تجعلها مميزة. تذكر أن الاستثمار في نوعية جيدة من الأرز ليس فقط للذوق والمذاق، بل أيضًا للصحة والفوائد الغذائية.

الإمارات نيوز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تفاصيل قرار الحكومة بشأن إجازة 6 أكتوبر 2024.. الموعد الرسمي الذي ينتظره الجميع
  • السوداني يوجه بفتح حسابات مصرفية للتبرع إلى حزب الله اللبناني من قبل المواطنين ومؤسسات الدولة
  • حسان يعطي صلاحيات لوزراء (أسماء)
  • السفير حسام زكي: غزة واجهت كارثة ستظل وصمة عار على جبين العالم الذي وقف عاجزاً أمامها
  • أغلى أنواع الأرز في العالم.. أسراره وفوائده التي ستدهشك!
  • اجتماع هيئة رئاسة مجلس الوزراء يؤكد على دعم القضية الفلسطينية ومواجهة العدوان الإسرائيلي
  • هيئة رئاسة مجلس الوزراء تناقش مستوى الأداء الحكومي خلال الأسابيع الماضية
  • رئيس “COP28”: أدعو قادة العالم إلى تنفيذ "اتفاق الإمارات" التاريخي والاستفادة من الفرص الاقتصادية للعمل المناخي
  • رئاسة الوزراء تناقش مستوى الأداء الحكومي خلال الأسابيع الماضية
  • هيئة رئاسة مجلس الوزراء تناقش مستوى الأداء الحكومي