قالت دار الإفتاء إن المسلمين مكلَّفون بما في وسعهم وطاقتهم، ولم يحمِّلهم الشرع إلَّا على قدر ما آتاهم الله من الوسائل لتحقيق المقاصد؛ حيث قال الله تعالى: «لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا» [البقرة: 286]، وقال سبحانه: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا﴾ [الطلاق: 7]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذا أَمرتكُم بِأَمْر فائتوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم» رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا.. حكم حفظ القرآن 

وتابعت الإفتاء عبر موقعها الرسمي على الإنترنت تعليقا على تساؤل حول وجوب حفظ القرآن الكريم أن حفظ القرآن واجبٌ كفائيٌّ على أهل كل بلدة ليظل القرآن الكريم محفوظًا بينهم، وهو واجب عيني على كل فرد فيما يتأدي به فرض الصلاة، ومن المقرر أن «الوسائل لها أحكام المقاصد»؛ فإذا تعينت وسيلةٌ ما لأداءِ واجبٍ ما فهي واجبةٌ؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وإذا ضاق الأمر اتسع.

ومن مقاصد الشرع تيسير حفظ القرآن الكريم؛ فقد قال تعالى: «وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ» [القمر: 17].

فضل حفظ القرآن 

وحول فضل حفظ  القرآن أوضحت أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن متعلمَ القرآن ومعلِّمَه خيرُ الأمة؛ فقال: «خَيْرُكُمْ -وفي رواية: إِنَّ أَفْضَلَكُمْ- مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» رواه البخاري من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه.

وأضافت حافظ القرآن لا تمسه النار؛ فروى الإمام أحمد في «مسنده» والدارمي في «سننه» عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ جُعِلَ فِي إِهَابٍ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ»، قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: [«في إهابٍ» يعني: في قلب رجل، هذا يُرْجَى لمَن القرآنُ في قلبه أن لا تمسه النار] اهـ. نقلًا عن «الآداب الشرعية» للعلامة ابن مفلح (2/ 33، ط. عالم الكتب). وممَّا سبق يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: لا يكلف الله نفسا الا وسعها القرآن الكريم حفظ القرآن الكريم القرآن الکریم رضی الله عنه حفظ القرآن

إقرأ أيضاً:

مغربي يظفر بالمركز الأول في أكبر مسابقة للقرآن الكريم في قطر

فاز المتسابق المغربي نبيل الخرازي بالمركز الأول في المسابقة الدولية للقرآن الكريم التي أقيمت في دولة قطر، بعد منافسات قوية جمعت مشاركين من مختلف أنحاء العالم.

وتعد هذه المسابقة، التي نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، واحدة من أبرز الفعاليات القرآنية في العالم الإسلامي، حيث يتنافس المشاركون في حفظ وتلاوة القرآن الكريم وفقًا لأعلى المعايير.

وقد نال الخرازي إشادة كبيرة من لجنة التحكيم والجمهور بفضل قدراته الاستثنائية في تلاوة القرآن والتجويد، وهو ما جعله يتفوق على منافسيه من العديد من الدول العربية والإسلامية.

يُذكر أن هذا الفوز يُعتبر إنجازًا مهمًا في مسيرة الخرازي، الذي يُعرف بإلمامه العميق بعلوم القرآن واهتمامه بتطوير مهاراته في هذا المجال.

مقالات مشابهة

  • ندوة لمناقشة كتاب "الحيوان في القرآن الكريم".. الثلاثاء
  • 3 آلاف طالب يتنافسون في مسابقة حفظ القرآن الكريم بنى سويف
  • 3 آلاف طالب يتنافسون في مسابقة حفظ القرآن الكريم ببني سويف
  • المفتي: القرآن الكريم شدد على أهمية الأسرة وترابطها
  • المفتي: القرآن الكريم شدد على ضرورة الإحسان إلى الوالدين
  • المفتي عن بر الوالدين: القرآن الكريم شدد على هذا الأمر في أكثر من موضع
  • اليمن.. دمٌ يروي أرض القدس وقيادةٌ تُعيد للأُمَّـة كرامتها
  • صلاة التراويح.. وزير الأوقاف يُعلن إقامة الصلاة بـ20 ركعة بالمساجد الكبرى
  • مغربي يظفر بالمركز الأول في أكبر مسابقة للقرآن الكريم في قطر
  • أصلي جميع الفروض بالفاتحة وسورة الإخلاص.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي