شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، أمس بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، افتتاح منتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية في نسخته العاشرة، والذي يُعد المنتدى الأكبر من نوعه في المنطقة.
شارك بالمنتدى هذا العام ما يزيد على 2500 متخصص في الرعاية الصحية من دولة قطر والمنطقة بالحضور الشخصي وعبر الإنترنت.

 
وقد ألقت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري،  وزيرة الصحة العامة، كلمة في افتتاح المنتدى، الذي يُعقد في إطار تعاون بين مؤسسة حمد الطبية ومعهد تطوير الرعاية الصحية من الولايات المتحدة الامريكية، ويُعد هذا المنتدى أكبر حدث مخصص لتحسين جودة الرعاية الصحية في المنطقة.
وقد شهد حفل افتتاح المنتدى حضور الدكتور هانز هنري كلوغ، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، والدكتورة حنان بلخي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، وبحضور عدد من وزراء الصحة من عدة دول.
وأشادت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، بمدى التأثير الإيجابي والتحول الكبير الذي أحدثه منتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية على نطاق الرعاية الصحية في دولة قطر.
وقالت سعادتها في كلمتها: «نحتفل اليوم بمرور عقد من التعاون الملهم للابتكار والتطوير بين مؤسسة حمد الطبية ومعهد تطوير الرعاية الصحية ببوسطن والذي شمل مجالات وأنظمة عديدة ونجح في الجمع بين الآلاف من قادة وكوادر الرعاية الصحية من جميع أنحاء العالم بهدف تحسين الجودة والسلامة لمرضانا والعاملين في مجال الرعاية الصحية لدينا».
وأضافت: «نحتفل اليوم بالتزامنا بالتميّز ورحلتنا الرائعة التي ساهمت في تعزيز مكانة دولة قطر كمعيار عالمي للتميز والابتكار. والأهم من ذلك هو أننا نعيد اليوم تأكيد طموحنا الدائم لتقديم أفضل رعاية ممكنة في كل وقت لكل مريض من مرضانا».
وقالت سعادتها: « إننا نتصور اليوم معاً عالماً مستقبلياً حيث توضع جودة الرعاية وسلامة المرضى في المقام الأول دائماً، وحيث يتحقق التوازن فيما يتعلق بالهدف الثلاثي المتمثل في رعاية أفضل وصحة أفضل وتكلفة أفضل، مما يؤدي إلى مجتمعات أكثر صحة وقوى عاملة في مجال الرعاية الصحية أكثر سعادة».
وقالت سعادتها: «إن شراكتنا تأسست مع معهد تطوير الرعاية الصحية في عام 2013، وهي نتاج لتطلعات رؤية قطر الوطنية 2030 واستراتيجية التنمية الوطنية الأولى (2011-2016) التي وضعها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، والمبادئ التوجيهية لاستراتيجية قطر الوطنية الأولى للصحة (2011-2016) التي وضعتها وأطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، بصفتها رئيس اللجنة التنفيذية للمجلس الأعلى للصحة ونائب رئيس اللجنة العليا للصحة في ذلك الوقت».
وأعربت سعادتها بالنيابة عن القطاع الصحي بأكمله عن عميق الامتنان والتقدير لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر على رؤيتها ودورها القيادي في تشكيل مجالات الصحة والتعليم والبحث العلمي بدولة قطر.
وبينت سعادتها أنه خلال السنوات العشر لمنتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية، شهد نظام الرعاية الصحية في قطر تطوراً كبيراً، وقالت: «عادةً ما تشهد معظم البلدان نمواً بمعدلات ثابتة، إلا أننا شهدنا توسعاً هائلاً في القطاع الصحي ليتناسب مع احتياجات سكاننا وطموحات بلادنا وخططها. لقد تضاعفت تقريباً أعداد الأسرّة في القطاعين العام والخاص لدينا، كما شهدنا إضافة سدرة للطب في عام 2016 ومستشفى المدينة الطبية العسكرية في عام 2024، وافتتحت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية 13 مركزاً جديداً للصحة والمعافاة ساهمت بشكل كبير في تحسين توفير الرعاية الأولية لمجتمعنا».
وأضافت سعادتها أن في عام 2023، كان لدولة قطر 5 مستشفيات مصنفة ضمن أفضل 250 مركزاً طبياً أكاديمياً على مستوى العالم من بينها اثنان ضمن المراكز المائة الأعلى تصنيفاً، وهو ما يسلط الضوء على التزامنا بالجمع بين رعاية المرضى والبحوث الطبية والتعليم الصحي لتحقيق أفضل النتائج وتوفير أفضل التجارب لمرضانا.

جائحة كورونا 
وفي معرض تعليقها على جهود القطاع الصحي للتصدي لجائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) قالت سعادتها: «خلال جائحة كوفيد-19، ساهم النهج الذي اتبعته الحكومة بأكملها بالإضافة إلى قوة ومرونة أنظمتنا الصحية وفرق الرعاية الصحية الرائعة لدينا في ضمان تسجيل واحد من أدنى معدلات الوفيات في العالم، كما كانت معدلات التقاط المرضى وكوادر الرعاية الصحية للعدوى بفيروس كوفيد-19 داخل المستشفيات تقترب من الصفر، حيث تمت الإشادة بهذه الجهود عالمياً إذ صُنفت استجابة دولة قطر لجائحة فيروس كورونا من بين الأفضل في العالم».
كما نوّهت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري بالدعم الذي قدمه قطاع الرعاية الصحية لبطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، وقالت:»خلال بطولة كأس العالم 2022، أسهمت خدماتنا الصحية المتطورة ومبادراتنا في مجال الصحة العامة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومدننا التي حصلت على اعتماد المدن الصحية في أن تكون بطولة كأس العالم 2022 في قطر واحدة من أنجح بطولات كأس العالم وأفضلها على المستوى الصحي في تاريخ بطولات كأس العالم، وذلك على الرغم من تنظيمها بُعيد نهاية جائحة كوفيد-19».
وقالت سعادتها: «مع قرب اختتام استراتيجيتنا الوطنية الثانية للصحة (2018-2024) والتي أحدثت تغييرات إيجابية لمرضانا، نتطلع إلى إطلاق استراتيجيتنا الوطنية الثالثة للصحة في وقت لاحق من هذا العام والتي ستتناول بالتفصيل الأهداف الصحية التي حددتها استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر (2024-2030) للمضي قُدماً نحو تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030».

مركز للريادة 
وأضافت سعادة وزيرة الصحة العامة : «لقد كان هدفنا عندما أطلقنا هذا المنتدى ومعهد حمد لجودة الرعاية الصحية بالتعاون مع معهد تطوير الرعاية الصحية قبل 10 أعوام أن نصبح بمثابة مركز إقليمي للريادة في مجال تحسين الرعاية الصحية. والآن باتت برامجنا في مجال التدريب والتحسين تغطي القطاع الصحي بأكمله في قطر، كما تشارك أكثر من 9 مستشفيات من القطاع الخاص في برامج التدريب والتحسين العملية. لقد قمنا بتطوير دورات تدريبية عبر الإنترنت لتقديمها باللغة العربية لجعلها في متناول جميع المشاركين من الدول العربية. ونعمل حالياً على تطوير فرص تدريبية وشراكات لمقدمي الخدمات الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».
واختتمت سعادتها كلمتها بالقول: «من المؤكد أنكم تتفقون معي على أن الشيء الثابت الوحيد في الرعاية الصحية هو التغيير. ولذلك فإننا إذا وقفنا ثابتين في مكاننا فإننا نكون في الواقع نعود إلى الوراء. لننطلق معاً نحو المستقبل مسلحين برغبة قوية في تزويد مرضانا ومجتمعاتنا بأفضل رعاية دائماً. لنتعاون معاً عبر الحدود لتعلّم وتعليم مهارات تحسين الصحة وضمان أن لا يتخلف أحد عن الركب. أهنئكم مرةً أخرى على عقد من الالتزام بالتميّز والتعلّم والتعاون».

د. الخال: تحسين كفاءة خدمات الرعاية

ألقى الدكتور عبد اللطيف الخال، نائب رئيس الإدارة الطبية للتعليم الطبي بمؤسسة حمد الطبية والرئيس المشارك للمنتدى، ود. كيدر ماتي، الرئيس التنفيذي لمعهد تطوير الرعاية الصحية، ود. دون بيرويك زميل أول والرئيس الفخري لمعهد تطوير الرعاية الصحية، كلمات سلطوا الضوء خلالها على أهمية الالتزام المستمر بالجودة والسلامة في الرعاية الصحية لتحقيق أفضل النتائج للمرضى.
وقال د. الخال في تصريحات صحفية على هامش المنتدى: منتدى الشرق الأوسط لتحسين جودة الرعاية الصحية، يعقد للمرة العاشرة ويعد أكبر منتدى في منطقة الشرق الأوسط الذي يتعلق بمناقشة وطرح موضوع جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى، لافتا إلى أن المنتدى يهدف إلى تطوير مهارات العاملين الصحيين بمن فيهم الأطباء والصيادلة والممرضون وكل من يعمل في القطاع الصحي لتطوير معلوماتهم ومهاراتهم في كيفية تحسين الخدمات الطبية والصحية بصورة مستمرة، مشدداً على أهمية التطور دوما، وتحسين كفاءة الخدمات وتحسين قدرة المرضى للحصول والوصول للرعاية الطبية وخفض المخاطر التي تصيب المرضى خلال حصولهم على الرعاية الطبية.
وأضاف: هذه المحاور سوف تترجم من خلال المحاضرات وورش العمل يقدمها خبراء محليون ودوليون، كما أن الحضور لا يقتصر على كوادر مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية بل أيضا الشركاء في القطاع الخاص، والمستشفى العسكري وسدرة للطب، إلى جانب جامعة قطر.
وفيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي والقطاع الطبي، أوضح د. الخال، أن هناك عددا من المحاضرات التي تناقش الذكاء الاصطناعي ودوره في رفع جودة الرعاية الصحية من خلال خبراء محليين، وهذا يلقى إقبالا كبيرا من قبل المشاركين.

بروفيسور أبو سمرة: استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بقراءة أشعة السرطان

أكَّدَ البروفيسور عبد البديع أبو سمرة، مُدير معهد قطر للسكري وعلاج السمنة، رئيس قسم الجودة بمؤسسة حمد الطبية أن منتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية في نسخته العاشرة، وقد بدأ في عام 2013، وركز على الجودة وسلامة المرضى، وهي معايير حديثة ضمن التعليم الطبي. 
وقال البروفيسور أبو سمرة: في السنوات الأخيرة، اكتشف إمكانية انتقال العدوى للمريض داخل المستشفى، أو أن يصاب نتيجة للسقوط، أو غيرها من الأمور التي تطلبت تركيزا على أهمية جودة المستشفى والخدمة الطبية المقدمة، وهذا يقتضي التعاون بين الأطباء والتمريض وغيرهم من الكوادر لتكون الخدمة متكاملة، وكل عام نكتشف ونتعلم أمورا جديدة سواء من خبرات الدول الأخرى أو خبراتنا، وهذا يجعل القطاع الصحي في قطر ينمو بصورة جيدة.
وأضاف أن جودة تقديم الخدمة الطبية تتطلب تعاونا كبيرا بين كافة مقدميها، وهذا لا يتم ضبطه إلا بالكثير من التدريب وورش العمل.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي هو علم جديد سيساعد في تقديم الرعاية الصحية، وكشف عن بدء استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مؤسسة حمد الطبية بقراءة صور أشعة سرطان الثدي للكشف المبكر عنه، وأن الذكاء الاصطناعي يقارن صورة الأشعة بآلاف الصور المخزنة لديه، ومن ثم يتأكد الطبيب من النتائج التي خلص لها الذكاء الاصطناعي، ليكون الذكاء الاصطناعي داعما في تقديم الخدمات وفي توفير مستويات جودة عالية.

د. كيدار ماتي: النظام الصحي في قطر نموذج يُحتذى

أشاد الدكتور كيدار ماتي- الرئيس والمدير التنفيذي لمعهد تطوير الرعاية الصحية IHI، بالشراكة التي تجمع معهد تطوير الرعاية الصحية ومؤسسة حمد الطبية على مدار 10 سنوات، واصفا السنوات بالمثمرة، لما نتج عنها من صياغة مسار مهم في الرعاية الصحية لجعلها أفضل لإنقاذ حيوات المرضى.
وقال د. ماتي: السنوات العشر الماضية شهدت على ساعات عمل طوال ليس فقط لخلق بيئة آمنة للمرضى بل أيضا لذويهم، من خلال توفير كوادر مسلَّحة بالمعرفة والعلم المستمر والأدوات التي تجعلهم نسخة أفضل من أنفسهم، في ظل التحديات التي تواجه الصحة ويهدد المجتمعات في ظل ما نعيشه من تحولات كبيرة تتطلب الوصول إلى مستوى معرفي وآخر رقمي بصرف النظر عن التحول الذي يسود المرحلة من تغييرات غير مسبوقة.
واختتم الدكتور ماتي حديثه مشيدا بالنظام الصحي في دولة قطر مؤكدا أنه يحتذى به، متطلعا لمزيد من التعاون في مجال جودة وأمان الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.

444 ألف ساعة تعليم مهني لمتخصصي الرعاية الصحية

واصل المنتدى هذا العام تقاليده في استضافة أبرز الخبراء العالميين، إذ تضمنت قائمة المتحدثين بالمنتدى الدكتورة أميليا لاتو أفوهامانغو تويبولوتو، رئيسة شؤون التمريض في منظمة الصحة العالمية، والمدرب العالمي وحامل الرقم القياسي في رياضة التجديف السيد جيسون كالدويل.
يُركز منتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية هذا العام على خمسة محاور تعليمية متاحة للمشاركين، وهي: الجودة والسلامة، صحة السكان، القيادة والابتكار في مجال الرعاية الصحية، تطبيق التحسين والرعاية المرتكزة على الفرد.
ومع وصوله الآن لعامه العاشر، فقد ساهم منتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية في تحسين الجودة والارتقاء بالرعاية الصحية، حيث شهد المنتدى ما يلي:
• 26,000 مشارك على مدار عقد من تنظيم المنتدى.
• 444,000 ساعة تعليم مهني لمتخصصي الرعاية الصحية.
• 800 متحدث من أبرز الخبراء من دولة قطر ودول المنطقة والعالم.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر مؤسسة قطر الجودة في الرعاية الصحية جودة الرعایة الصحیة الرعایة الصحیة من الرعایة الصحیة فی الذکاء الاصطناعی مؤسسة حمد الطبیة الصحة العالمیة الدکتورة حنان القطاع الصحی کأس العالم فی القطاع هذا العام دولة قطر الصحی فی فی مجال کوفید 19 فی عام فی قطر الذی ی

إقرأ أيضاً:

قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا

 

 

بدر بن علي الهادي

 

الحديث عن استقلال الدول العربية وقيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن النفوذ الأمريكي يشكل نقطة محورية في إعادة التفكير في دور المنطقة في العالم؛ حيث بدأنا نُلاحظ تحركات سعودية جريئة في الآونة الأخيرة تعكس رغبة حقيقية في التوجه نحو استقلال سياسي واقتصادي يتماشى مع مصلحة الدول العربية والإسلامية في المستقبل.

لاحظنا سعي المملكة العربية السعودية، باعتبارها واحدة من أبرز القوى في المنطقة، إلى التحرر من الهيمنة الأمريكية، وبدء مشروع نهضة يُركز على الاقتصاد والصناعة بدلًا من الحروب والاعتماد على النفط.

منذ عقود، كانت السياسة الأمريكية تشكل عاملًا رئيسيًا في تحديد مصير العديد من دول المنطقة، من خلال التدخلات العسكرية أو النفوذ السياسي، فضلًا عن الوجود العسكري الذي أدى إلى استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط، إلّا أن السعودية، رغم أنها كانت في كثير من الأحيان حليفًا وثيقًا لأمريكا، بدأت مؤخرًا في التوجه نحو تنويع تحالفاتها، مستفيدة من الفرص الجديدة مع قوى مثل الصين وروسيا. وهذا التحول جاء نتيجة لما وصفه البعض بأنه ضرورة استراتيجية لتجنب الاعتماد الكامل على واشنطن.

تسعى السعودية إلى اتخاذ قرارات سيادية بعيدًا عن الضغوط الأمريكية، خاصة في مجالات التجارة والأمن، فالمملكة قد بدأت بالتحرك في عدة محاور:

 1. تنويع التحالفات: عبر تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين، وهو ما يعد تحولا استراتيجيا يعكس استقلالية في السياسة الخارجية.

 2. الاستقلال الاقتصادي: بدأ يظهر التركيز على تطوير الصناعات المحلية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي من خلال مشروعات "رؤية 2030"، بالإضافة إلى تعزيز مشاريع الطاقة المتجددة.

 3. إصلاح الصناعات الدفاعية: في خطوة نحو تقليل الاعتماد على السلاح الأمريكي، بدأت السعودية بتطوير الصناعات العسكرية المحلية وتعزيز قدراتها الدفاعية، وهو ما يُعد حجر الزاوية في تعزيز الاستقلال العسكري.

 4. تطوير القوة العسكرية: يمكن أن تشكل القيادة العسكرية العربية المشتركة بديلًا حقيقيًا للوجود الأمريكي في المنطقة، وتحقيق الاستقلال الأمني الذي يوفر حماية حقيقية للدول العربية بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.

إلا أن هناك تحديات وملفات تضغط عليها الولايات المتحدة في التعاطي من التطور السعودي حيث تعد المملكة العربية السعودية مثلها مثل العديد من الدول الأخرى، تواجه تحديات كبيرة في طريق الاستقلال عن أمريكا.

وأبرز هذه التحديات هو التهديد الأمريكي في استخدام الملفات القديمة، مثل قضية 11 سبتمبر وحقوق الإنسان، كورقة ضغط على الرياض.

ومن أجل تجاوز المملكة هذه العقبات، يجب على السعودية أن تتحرك بحذر وأن تعمل على تعزيز الجبهة الداخلية من خلال التعليم، والإعلام، والاقتصاد. كما إن توحيد الصف العربي والإسلامي يمكن أن يكون قوة داعمة لهذا الاتجاه؛ حيث إن وجود إيمان حقيقي بالقدرة على التغيير، يدعم السعودية في قيادة مشروع وحدوي يركز على النهضة الاقتصادية بعيدة عن الحروب، وتحقيق الوحدة الثقافية بين العرب والمسلمين من خلال إصلاح التعليم وتنمية اقتصادات دول المنطقة.

وإذا تمكنت السعودية من الإيمان بقدرتها على التغلب على التحديات السياسية والاقتصادية، يمكنها أن تصبح القيادة الفعلية للشرق الأوسط الجديد، وتعيد رسم خارطة القوى في المنطقة.

الطريق نحو الاستقلال العربي وقيادة الشرق الأوسط ليس سهلًا، لكنه ممكن، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والشعبية. فالسعودية ومن خلال قوتها الاقتصادية والسياسية، قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، لكن التحديات، خاصة تلك التي قد تفرضها الولايات المتحدة، ستظل حاضرة، وستحتاج المملكة إلى اتخاذ قرارات جريئة تضمن مستقبلًا مشرقًا للدول العربية والإسلامية بعيدًا عن التبعية للقوى الغربية.

لذا يجب على المحيط الخليجي دعم المملكة العربية السعودية في رؤيتها لقيادة الشرق الأوسط وبناء شرق أوسط جديد مهتم برفاه الإنسان من خلال النشاط الاقتصادي والتجاري ومشاركة العالم في البناء بعيدا عن الحروب التي أهلكت الشرق الأوسط لأكثر من قرن مصلحة عامة لجميع دول العالم وأولى اتباعها ودعمها لتنتفع به بقية الدول.

الإنسان العربي يحتاج ليعيش كشعوب العالم الأخرى بعيدا عن الحروب وإراقة الدماء. فهل من مستمع وهل من مجيب؟!

مقالات مشابهة

  • تتوقع تقارير تراجع إنتاج الغاز الطبيعي في أوروبا بحلول عام 2050، فيما تتأهب تركيا لتكون أحد اللاعبين الصاعدين في القطاع بالمنطقة، بفضل الحقول المحلية المكتشفة وخططها الطموحة للإنتاج. ووفقًا لتقرير صادر عن منتدى الدول المصدرة للغاز تحت عنوان “منظور 2
  • الرعاية الصحية: مشروعات التعاون مع جايكا ترتكز على تطوير الرعاية الأولية
  • وفد جايكا يزور عددًا من منشآت الرعاية الصحية في الأقصر وأسوان
  • «الإمارات الصحية» لـ«الاتحاد»: إطلاق مبادرة لتسريع دمج الذكاء الاصطناعي بـ«الرعاية الصحية»
  • شركات ومقاولين يحرمون عمال البناء من عقود عمل والتغطية الصحية
  • منتدى الاستثمار الرياضي 2025: الحدث الأكبر لتعزيز نمو القطاع الرياضي في المملكة
  • قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
  • «الرعاية الصحية» تطلق الدورة الرياضية الرمضانية بمشاركة العاملين بالمحافظات|صور
  • الرعاية الصحية: التوسع في الشراكات مع القطاع الخاص لدعم الخدمات الطبية
  • الرعاية الصحية تطلق عيادات متنقلة ضمن حملة رمضان بصحة لكل العيلة