يمانيون:
2024-10-05@14:45:33 GMT

بعد فشلها في البحر… واشنطن تحرك الورقة الأخيرة

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

بعد فشلها في البحر… واشنطن تحرك الورقة الأخيرة

يمانيون – متابعات
على نحو متسارع تمضي الأحداث والتطورات في مستويات المواجهة المباشرة بين اليمن من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها وجيوشها الموازية من جهة أخرى، فلا نكاد نتوقف عند حدث بالقراءة والتحليل حتى يدهمنا آخر ليطوي علينا ما شرعنا بالكتابة عنه، من عجز الولايات المتحدة وبريطانيا عن الحد من تصاعد العمليات اليمنية في البحر، إلى قرار التصنيف الأميركي لأنصار الله منظمة “إرهابية” من نوع خاص، وصولاً إلى تحريك ورقة الإرهاب عبر جيشها الموازي (القاعدة وداعش) ولفيف المرتزقة لتشتيت جهود القوات المسلحة عن معركة البحر المساندة لغزة.

تصنيف أنصار الله منظمة “إرهابية”
بعد فشل واشنطن ولندن في تجييش العالم ضد صنعاء بتشكيل تحالف بحري، توهمتا أن بمقدورهما ردع القوات المسلحة اليمنية والحد من قدراتها من خلال عسكرة البحر الأحمر أولاً، وتالياً باستعراض القوة وشن عدوان ثنائي أميركي بريطاني لامس حتى كتابة هذا المقال 400 ضربة جوية وبحرية.

وقد لجأت واشنطن إلى ورقة تصنيف أنصار الله منظمة “إرهابية”، ليتضح لها أن ذلك التصنيف سخيف وعديم الجدوى، فلا أنصار الله تملك أرصدة، ولا هي تملك تبادلات مالية في واشنطن أو غيرها من عواصم الأطلسي، كما أن صنعاء ليست في وارد التراجع عن عمليات الإسناد أبداً، مهما فعلت واشنطن ولندن.

يتبين ذلك من خلال نقل قوات صنعاء المواجهة إلى مستويات أعلى في قواعد الاشتباك، لناحية الانتقال من العمليات الإجرائية الجراحية إن جاز التعبير ضد السفن الأميركية والبريطانية والإسرائيلية إلى مستوى الإغراق. ومن ناحية أخرى، تصاعدت وتيرة العمليات على نحو غير مسبوق، وبما يؤكد عجزهما وفشلهما في حماية سفن العدو الإسرائيلي وسفنهما التجارية والعسكرية.

وحتى تبينت هذه الحقيقة للولايات المتحدة، اعترفت بأنها تواجه أكبر تحدٍ منذ الحرب العالمية الثانية، وأن 7000 ألف جندي أميركي في البحر يعيشون حالة من الإرهاق والإعياء بعد مرور أكثر من 4 أشهر على المواجهة من دون أخذ قصد كافٍ من الراحة، فضلاً عن الإجازات، إذ إنهم تفاجأوا بقدرات صنعاء العسكرية وامتلاكها مخزوناً كبيراً من الصواريخ والمسيرات بخصائص متطورة قادرة على تجاوز المنظومات الدفاعية الأكبر وصولاً إلى أقرب مستوى في المنظومة الدفاعية، كما نقلت صحيفة الفايننشال عن ليزا فرانشتي قائدة البحرية الأميركية.

ومؤخراً، اعترف الأدميرال براد كوبر نائب قائد البحرية الأميركية في “الشرق الأوسط” في مقابلة مع برنامج ستون دقيقة في قناة CBS، بعدد من الحقائق الصادمة، أولها أن القوات الأميركية الموجودة في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، تعمل “بوتيرة قتالية غير معهودة منذ الحرب العالمية الثانية”، وأن سفنهم العسكرية “تتعرض لهجوم” لا يملكون أمامه سوى 9 إلى 15 ثانية لاتخاذ قرار الاعتراض لصواريخ قد تصل إلى نحو 3 آلاف ميل في الساعة، وهذا اعتراف بتفوق القدرات العسكرية اليمنية.

أما الحقيقة الثانية التي تؤكّد ورطة حقيقة غير مسبوقة للولايات المتحدة الأميركية وحرب استنزاف مكلفة جداً، فهي اعتراف كوبر بـ”إطلاق البحرية الأميركية نحو 100 صاروخ من صواريخها القياسية أرض – جو، والتي يمكن أن تصل كلفة الصاروخ منها على 4 ملايين دولار” أمام صاروخ أو مسيرة يمنية لا تتجاوز قيمتها آلالاف من الدولارات، ما يعني أنّ الولايات المتحدة أنفقت قرابة نصف مليار دولار كلفة الصواريخ الاعتراضية فقط، فضلاً عن تكلفة الطلعات الجوية وصواريخ التوماهوك التي أطلقت نحو البر اليمني، والنفقات التشغيلية لنحو 7000 مقاتل أميركي، ونفقات الرصد والاستطلاع والأقمار الاصطناعية، والمحصلة صفرية، والنتائج “استهداف سيارة مزارع تحمل أنابيب مياه”، كما أكد السيد عبد الملك بدر الدين في كلمته الأسبوع الماضي، في مقابل استمرار العمليات اليمنية الاستراتيجية، وعلى نحو متصاعد ملموس ومؤثر وفعال قصم ظهر الاقتصاد الإسرائيلي، وامتدت تداعياته إلى واشنطن ولندن، وسجل لليمن باعتراف كوبر نفسه أنه الدولة الأولى في تاريخ العالم التي “استخدمت الصواريخ الباليستية وأطلقتها ضد السفن”.

تحريك ورقة “الإرهاب” لتشتيت قوات صنعاء
بات معروفاً، وباعتراف الأميركيين أنفسهم، من الرئيس السابق دونالد ترامب إلى وزير الخارجية السابقة هيلاري كيلنتون وغيرهما، أنّ “القاعدة” و”داعش” هما صنيعة المخابرات الأميركية، فيما يدرك المراقبون أن هذه التنظيمات الإرهابية بمنزلة الجيش الموازي للجيش الأميركي، وأن واشنطن تحركها متى أرادت، وأنها تختفي متى أرادت، وأنها رهن الطلب الأميركي، من اليمن إلى سوريا، إلى العراق، إلى إيران، وصولاً إلى دول أفريقيا.

في اليمن، اعترفت قيادات القاعدة بمشاركتها ضمن تحالف العدوان الأميركي البريطاني السعودي الأميركي في أكثر من 11 جبهة ضد الجيش اليمني وأنصار الله، وأنتجت كبريات وسائل الإعلام سلسلة من التقارير الميدانية التي تؤكد تلك الحقائق، وأن الولايات المتحدة الأميركية والإمارات والسعودية مكنت هذه التنظيمات من أحدث الأسلحة الأميركية، بما فيها دبابات الإبرامز وعربات البرادلي، فيما كشفت معركة الجيش اليمني عام 2021 ضد القاعدة في البيضاء أن وكالة التنمية الأميركية، “الذراع الاستخباراتية الأميركية”، كانت تمد هذه التنظيمات بصواريخ وقذائف تحت لافطة أنها مساعدات إنسانية، وتنشر ذلك عبر مشاهد في وسائل الإعلام اليمنية الوطنية.

مؤخراً، كشفت الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية اليمنية وجهاز الأمن المخابرات عن إحباط مخطط خبيث برعاية أميركية بريطانية لتحريك التنظيمات الإرهابية انطلاقاً من البيضاء لتنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات في صنعاء وعدد من المحافظات كجزء من استراتيجية التشتيت الأميركية لقوات صنعاء، وكنوع من تخفيف ضغط العمليات البحرية اليمنية في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية سبأ عن الأجهزة الأمنية جانباً من تفاصيل العملية الأمنية الاستباقية التي نفذتها فجر الثلاثاء 20 شباط/فبراير 2023 في منطقة الخشعة الواقعة في حنكة آل مسعود في مديرية القريشية في محافظة البيضاء.

العملية أسفرت عن “تطهير المنطقة ومصرع عدد من أخطر العناصر التابعة لما يسمى بـ”تنظيم داعش”، بينهم قيادات، أثناء مقاومتهم للحملة الأمنية”. وبهذا، تمكنت الأجهزة الأمنية من إفشال “عمليات انتحارية” كان الإرهابيون يخططون لها في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات”، من دون كشف مزيد من التفاصيل، على أن تكشف خلال الفترة المقبلة.

الخلاصة من هذه العملية أن الولايات الأميركية التي صنفت أنصار الله منظمة “إرهابية”، هي نفسها جذر الإرهاب ومصنعه وجذوره، وهي أم الإرهاب، فخلال طوفان الأقصى، نفذت عبر أذرعها الاستخباراتية “داعش والقاعدة” عملية مزدوجة في كرمان شاه بإيران راح ضحيتها أكثر من 80 شهيداً، ونفذت عمليات في سوريا، وكانت على وشك أن تنفذ عمليات في اليمن، كجزء من عمليات الإسناد الأمنية والعسكرية لكيان العدو الإسرائيلي ونوع من توفير الغطاء الأمني والعسكري لاستمرار جرائم الإبادة والتجويع في غزة.

في الخلاصة، وبناء على ما سبق، ندرك أن القوات المسلحة وأجهزة الأمن اليمنية نجحت نجاحاً مذهلاً في إحراق الأوراق الأميركية العسكرية والأمنية والسياسية، من التجييش واستعراض القوة إلى استخدام القوة، وصولاً إلى التصنيف وتحريك الإرهاب، واستطاعت نقل عمليات الإسناد إلى غزة على في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وبامتداد بحري يفوق 2000 كيلومتر إلى مستويات أعلى من المواجهة حد الإغراق، وسجلت خلال عمليات طوفان الأقصى أكثر من 47 عملية، برية وبحرية وجوية، على أن الحساب لم يغلق بعد، ولن يغلق ودماء الفلسطينيين تنزف، ودموع الأطفال والنساء تذرف، وهذا التزام أكدته القيادة اليمنية ولا تزال تتمسك به، حتى وقف العدوان وإدخال الماء والغذاء والدواء إلى غزة.

علي ظافـــر

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة أنصار الله منظمة البحر الأحمر فی البحر أکثر من

إقرأ أيضاً:

عمليات الإسناد والموقف اليمني التاريخي في معركة طوفان الأقصى

يمانيون/ تقارير

على مدار تاريخ اليمن الحديث، كانت فلسطين تحتل مكانة خاصة في قلوب اليمنيين. تميز الشعب اليمني بالاعتزاز بعروبته ونصرة القضايا القومية والإسلامية. ولم تكن الحرب الراهنة على غزة استثناءً، إذ خرج اليمنيون إلى الساحات بمختلف أطيافهم وولاءاتهم -وبرغم انقساماتهم في الشأن السياسي الداخلي- احتجاجاً على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش العدو الإسرائيلي في غزة، مؤكدين وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني.

بعد أيام قلائل من طوفان الأقصى في أكتوبر 2023م أعلن اليمن رسمياً مشاركته في عملية “طوفان الأقصى” تضامناً مع الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة. جاءت هذه المشاركة ترجمة حقيقية لما يؤمن به اليمنيون.

وفي 14 نوفمبر أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن بدء مرحلة جديدة من استهداف كيان العدو الإسرائيلي، متوعدة بضرب أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، حتى يتوقف العدوان على غزة. ولم يقتصر الأمر على التهديدات، بل نفذت القوات اليمنية حينها عمليتين عسكريتين استهدفتا أهدافاً حساسة في مدينة “إيلات” بالأراضي المحتلة.

تصاعد عمليات الإسناد

تواصلت العمليات اليمنية وظلت تتصاعد بتصاعد العدوان الصهيوني وتجاوزه الخطوط الحمراء، وصولاً إلى بلوغ المرحلة الخامسة من التصعيد اليمني، بقصف يافا المحتلة ” تل أبيب” بصاروخ باليستي فرط صوتي محلي الصنع ” فلسطين 2″.

لقد نجح اليمن في توظيف موقعه الاستراتيجي جنوب البحر الأحمر وعلى مدخل المحيط الهندي، محققاً تحولاً نوعياً في التوازنات الإقليمية والدولية المفيدة للمقاومة، حيث بات جزءً مهماً في معادلة المواجهة، معبراً عن أحد أشجع صور الدعم للشعب الفلسطيني.

استطاع اليمن بفضل  العمليات البحرية المتواصلة في البحر الأحمر والبحر العربي والأبيض المتوسط والمحيط الهندي ضد السفن المتجه للكيان والشركات التي خالفت قرار القوات المسلحة اليمنية بحظر التعامل مع الكيان الصهيوني، بفضل هذه العمليات استطاع أن يُشكل ضغطاً كبيراً على “إسرائيل” وحلفائها، ويستنزفهم عسكريا واقتصاديا، مما جعلهم يدركون أن المواجهة مع الشعب الفلسطيني تتجاوز الأراضي المحتلة لتصل إلى مياه البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي، وهوما لم يكن في حسبان الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا اللتان شكلتا تحالف “حماية  الازدهار” لمنع العمليات اليمنية فهزم وخرجت  حاملات الطائرات والبوارج الأمريكية من البحر الأحمر.

إشادة فلسطينية

أشادت مختلف الفصائل الفلسطينية بدور اليمن الاستراتيجي في دعم المقاومة، فقد أدخل اليمن معركة “طوفان الأقصى” في مرحلة جديدة، وجدت فيها المقاومة الفلسطينية منصة ثورية جيوسياسية هامة لمقاومة العدو، جعلت الجيش الصهيوني يشعر بأنه محاصرا ومطاردا حتى خارج حدود فلسطين المحتلة ودول الطوق.  وهو تحول استراتيجي يشمل المنطقة بأسرها، ويخدم شعوب المنطقة العربية والإسلامية في مواجهة النفوذ الأمريكي والإسرائيلي، وهذا المتغير بات مكتسباً راهنا ومستقبلياً حتى في فترة ما بعد توقف الحرب على غزة.

تبعات إقليمية

يرى المراقبون أن العمليات العسكرية التي نفذها اليمن ضد أهداف إسرائيلية، تُعد مؤشراً مهماً لما يمكن أن يحدث في حال عاد العدوان على اليمن مجدداً، حيث يمكن أن تؤثر العمليات اليمنية مستقبلاً على إمدادات الطاقة العالمية، خاصة تلك التي تمر عبر البحر الأحمر، في ظل الأزمات الدولية الراهنة مثل حرب أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا.

ولعل الصواريخ الباليستية الفرط صوتية التي أطلقتها القوات المسلحة اليمنية نحو يافا المحتلة “تل أبيب” تحمل دلالات عميقة تعكس فشل “إسرائيل” في تحقيق الردع الاستراتيجي، فالكيان الذي طالما ادعى القوة بات هشاً ومعرضاً للهزيمة. ومع كل صاروخ يطلق من اليمن، يتجدد التأكيد أن معركة “طوفان الأقصى” لا تقتصر على قطاع غزة، بل تمتد لتشكل تهديداً حقيقياً على “إسرائيل” في الداخل والخارج، وتتظافر العمليات اليمنية على عمليات المقاومة العراقية واللبنانية  في آن.

في الوقت الذي يعاني فيه جيش العدو الإسرائيلي من الإنهاك بسبب حربه المستمرة على غزة، تبرز صنعاء كعامل ضغط إضافي، خاصة بعدما أصبحت ممرات الملاحة في باب المندب والمحيط الهندي جزءً من المواجهة. وتعمق صنعاء اليوم المأزق الأمريكي والإسرائيلي بتوسيع نطاق العمليات العسكرية، مما يُصعِّب الخيارات أمام واشنطن و” تل أبيب”، ويضعهما أمام معضلة كبيرة: إما الدخول في حرب شاملة مدمرة لا يتكهنون بنهايتها، أو القبول بحرب استنزاف تضعف صورتهما أمام العالم.

ختاماً

تثبت القوات المسلحة اليمنية، في الأحداث الجارية أن الأمة العربية تمتلك من أوراق القوة ما يجعل “إسرائيل” وحلفاءها يعيدون حساباتهم. اليمن اليوم، بفضل مواقفه الثابتة وشجاعته، يُثبت أن المقاومة ممكنة في هذا الزمن، ويمكن للأمة أن تفرض معادلات جديدة تتجاوز لغة الإدانات والتصريحات المكررة، وتؤدي إلى إنهاء العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وتحرير الأرض في نهاية المطاف. وأن يكون لها مستقبل في النظام العالمي لما بعد الأحادية القطبية.

مقالات مشابهة

  • جغرافيا متفجرة وأضغان كامنة.. كيف توظف واشنطن تحالف كواد لمواجهة الصين؟
  • دبلوماسي روسي: موسكو سترد بالمثل حال تحرك أمريكا لاستئناف التجارب النووية
  • بالفيديو.. انفجار كبير يهز العاصمة اليمنية صنعاء اليوم الجمعة
  • عمليات الإسناد والموقف اليمني التاريخي في معركة طوفان الأقصى
  • أربعة انفجارات عنيفة تهز العاصمة اليمنية صنعاء
  • “طوفان بشري” يمني وسط العاصمة اليمنية صنعاء نصرة لغزة والمقاومة / فيديو
  • أين تتمركز القوات الأميركية في الشرق الأوسط؟ .. 19 موقعا بـ12 دولة
  • مجلة هندية: القوات المسلحة اليمنية تشكل مساراً مرعباً للشحن في البحر الأحمر
  • كيف أحرقت الولايات المتحدة أكثر من 3.3 مليار دولار في مواجهة صنعاء؟
  • 19 موقعا بـ12 دولة.. أين تتمركز القوات الأميركية في الشرق الأوسط؟