بعد فشلها في البحر… واشنطن تحرك الورقة الأخيرة
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
يمانيون – متابعات
على نحو متسارع تمضي الأحداث والتطورات في مستويات المواجهة المباشرة بين اليمن من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها وجيوشها الموازية من جهة أخرى، فلا نكاد نتوقف عند حدث بالقراءة والتحليل حتى يدهمنا آخر ليطوي علينا ما شرعنا بالكتابة عنه، من عجز الولايات المتحدة وبريطانيا عن الحد من تصاعد العمليات اليمنية في البحر، إلى قرار التصنيف الأميركي لأنصار الله منظمة “إرهابية” من نوع خاص، وصولاً إلى تحريك ورقة الإرهاب عبر جيشها الموازي (القاعدة وداعش) ولفيف المرتزقة لتشتيت جهود القوات المسلحة عن معركة البحر المساندة لغزة.
تصنيف أنصار الله منظمة “إرهابية”
بعد فشل واشنطن ولندن في تجييش العالم ضد صنعاء بتشكيل تحالف بحري، توهمتا أن بمقدورهما ردع القوات المسلحة اليمنية والحد من قدراتها من خلال عسكرة البحر الأحمر أولاً، وتالياً باستعراض القوة وشن عدوان ثنائي أميركي بريطاني لامس حتى كتابة هذا المقال 400 ضربة جوية وبحرية.
وقد لجأت واشنطن إلى ورقة تصنيف أنصار الله منظمة “إرهابية”، ليتضح لها أن ذلك التصنيف سخيف وعديم الجدوى، فلا أنصار الله تملك أرصدة، ولا هي تملك تبادلات مالية في واشنطن أو غيرها من عواصم الأطلسي، كما أن صنعاء ليست في وارد التراجع عن عمليات الإسناد أبداً، مهما فعلت واشنطن ولندن.
يتبين ذلك من خلال نقل قوات صنعاء المواجهة إلى مستويات أعلى في قواعد الاشتباك، لناحية الانتقال من العمليات الإجرائية الجراحية إن جاز التعبير ضد السفن الأميركية والبريطانية والإسرائيلية إلى مستوى الإغراق. ومن ناحية أخرى، تصاعدت وتيرة العمليات على نحو غير مسبوق، وبما يؤكد عجزهما وفشلهما في حماية سفن العدو الإسرائيلي وسفنهما التجارية والعسكرية.
وحتى تبينت هذه الحقيقة للولايات المتحدة، اعترفت بأنها تواجه أكبر تحدٍ منذ الحرب العالمية الثانية، وأن 7000 ألف جندي أميركي في البحر يعيشون حالة من الإرهاق والإعياء بعد مرور أكثر من 4 أشهر على المواجهة من دون أخذ قصد كافٍ من الراحة، فضلاً عن الإجازات، إذ إنهم تفاجأوا بقدرات صنعاء العسكرية وامتلاكها مخزوناً كبيراً من الصواريخ والمسيرات بخصائص متطورة قادرة على تجاوز المنظومات الدفاعية الأكبر وصولاً إلى أقرب مستوى في المنظومة الدفاعية، كما نقلت صحيفة الفايننشال عن ليزا فرانشتي قائدة البحرية الأميركية.
ومؤخراً، اعترف الأدميرال براد كوبر نائب قائد البحرية الأميركية في “الشرق الأوسط” في مقابلة مع برنامج ستون دقيقة في قناة CBS، بعدد من الحقائق الصادمة، أولها أن القوات الأميركية الموجودة في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، تعمل “بوتيرة قتالية غير معهودة منذ الحرب العالمية الثانية”، وأن سفنهم العسكرية “تتعرض لهجوم” لا يملكون أمامه سوى 9 إلى 15 ثانية لاتخاذ قرار الاعتراض لصواريخ قد تصل إلى نحو 3 آلاف ميل في الساعة، وهذا اعتراف بتفوق القدرات العسكرية اليمنية.
أما الحقيقة الثانية التي تؤكّد ورطة حقيقة غير مسبوقة للولايات المتحدة الأميركية وحرب استنزاف مكلفة جداً، فهي اعتراف كوبر بـ”إطلاق البحرية الأميركية نحو 100 صاروخ من صواريخها القياسية أرض – جو، والتي يمكن أن تصل كلفة الصاروخ منها على 4 ملايين دولار” أمام صاروخ أو مسيرة يمنية لا تتجاوز قيمتها آلالاف من الدولارات، ما يعني أنّ الولايات المتحدة أنفقت قرابة نصف مليار دولار كلفة الصواريخ الاعتراضية فقط، فضلاً عن تكلفة الطلعات الجوية وصواريخ التوماهوك التي أطلقت نحو البر اليمني، والنفقات التشغيلية لنحو 7000 مقاتل أميركي، ونفقات الرصد والاستطلاع والأقمار الاصطناعية، والمحصلة صفرية، والنتائج “استهداف سيارة مزارع تحمل أنابيب مياه”، كما أكد السيد عبد الملك بدر الدين في كلمته الأسبوع الماضي، في مقابل استمرار العمليات اليمنية الاستراتيجية، وعلى نحو متصاعد ملموس ومؤثر وفعال قصم ظهر الاقتصاد الإسرائيلي، وامتدت تداعياته إلى واشنطن ولندن، وسجل لليمن باعتراف كوبر نفسه أنه الدولة الأولى في تاريخ العالم التي “استخدمت الصواريخ الباليستية وأطلقتها ضد السفن”.
تحريك ورقة “الإرهاب” لتشتيت قوات صنعاء
بات معروفاً، وباعتراف الأميركيين أنفسهم، من الرئيس السابق دونالد ترامب إلى وزير الخارجية السابقة هيلاري كيلنتون وغيرهما، أنّ “القاعدة” و”داعش” هما صنيعة المخابرات الأميركية، فيما يدرك المراقبون أن هذه التنظيمات الإرهابية بمنزلة الجيش الموازي للجيش الأميركي، وأن واشنطن تحركها متى أرادت، وأنها تختفي متى أرادت، وأنها رهن الطلب الأميركي، من اليمن إلى سوريا، إلى العراق، إلى إيران، وصولاً إلى دول أفريقيا.
في اليمن، اعترفت قيادات القاعدة بمشاركتها ضمن تحالف العدوان الأميركي البريطاني السعودي الأميركي في أكثر من 11 جبهة ضد الجيش اليمني وأنصار الله، وأنتجت كبريات وسائل الإعلام سلسلة من التقارير الميدانية التي تؤكد تلك الحقائق، وأن الولايات المتحدة الأميركية والإمارات والسعودية مكنت هذه التنظيمات من أحدث الأسلحة الأميركية، بما فيها دبابات الإبرامز وعربات البرادلي، فيما كشفت معركة الجيش اليمني عام 2021 ضد القاعدة في البيضاء أن وكالة التنمية الأميركية، “الذراع الاستخباراتية الأميركية”، كانت تمد هذه التنظيمات بصواريخ وقذائف تحت لافطة أنها مساعدات إنسانية، وتنشر ذلك عبر مشاهد في وسائل الإعلام اليمنية الوطنية.
مؤخراً، كشفت الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية اليمنية وجهاز الأمن المخابرات عن إحباط مخطط خبيث برعاية أميركية بريطانية لتحريك التنظيمات الإرهابية انطلاقاً من البيضاء لتنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات في صنعاء وعدد من المحافظات كجزء من استراتيجية التشتيت الأميركية لقوات صنعاء، وكنوع من تخفيف ضغط العمليات البحرية اليمنية في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية سبأ عن الأجهزة الأمنية جانباً من تفاصيل العملية الأمنية الاستباقية التي نفذتها فجر الثلاثاء 20 شباط/فبراير 2023 في منطقة الخشعة الواقعة في حنكة آل مسعود في مديرية القريشية في محافظة البيضاء.
العملية أسفرت عن “تطهير المنطقة ومصرع عدد من أخطر العناصر التابعة لما يسمى بـ”تنظيم داعش”، بينهم قيادات، أثناء مقاومتهم للحملة الأمنية”. وبهذا، تمكنت الأجهزة الأمنية من إفشال “عمليات انتحارية” كان الإرهابيون يخططون لها في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات”، من دون كشف مزيد من التفاصيل، على أن تكشف خلال الفترة المقبلة.
الخلاصة من هذه العملية أن الولايات الأميركية التي صنفت أنصار الله منظمة “إرهابية”، هي نفسها جذر الإرهاب ومصنعه وجذوره، وهي أم الإرهاب، فخلال طوفان الأقصى، نفذت عبر أذرعها الاستخباراتية “داعش والقاعدة” عملية مزدوجة في كرمان شاه بإيران راح ضحيتها أكثر من 80 شهيداً، ونفذت عمليات في سوريا، وكانت على وشك أن تنفذ عمليات في اليمن، كجزء من عمليات الإسناد الأمنية والعسكرية لكيان العدو الإسرائيلي ونوع من توفير الغطاء الأمني والعسكري لاستمرار جرائم الإبادة والتجويع في غزة.
في الخلاصة، وبناء على ما سبق، ندرك أن القوات المسلحة وأجهزة الأمن اليمنية نجحت نجاحاً مذهلاً في إحراق الأوراق الأميركية العسكرية والأمنية والسياسية، من التجييش واستعراض القوة إلى استخدام القوة، وصولاً إلى التصنيف وتحريك الإرهاب، واستطاعت نقل عمليات الإسناد إلى غزة على في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وبامتداد بحري يفوق 2000 كيلومتر إلى مستويات أعلى من المواجهة حد الإغراق، وسجلت خلال عمليات طوفان الأقصى أكثر من 47 عملية، برية وبحرية وجوية، على أن الحساب لم يغلق بعد، ولن يغلق ودماء الفلسطينيين تنزف، ودموع الأطفال والنساء تذرف، وهذا التزام أكدته القيادة اليمنية ولا تزال تتمسك به، حتى وقف العدوان وإدخال الماء والغذاء والدواء إلى غزة.
علي ظافـــر
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الولایات المتحدة أنصار الله منظمة البحر الأحمر فی البحر أکثر من
إقرأ أيضاً:
طلاب سقطرى اليمنية يواجهون مخاطر البحر بسبب أزمة النقل الجوي
يمن مونيتور/ سقطرى/ خاص
كشف الأكاديمي السقطري والناشط المجتمعي، أحمد الرميلي السقطري، عن معاناة عشرات الطلاب السقطريين الذين يدرسون خارج جزيرتهم في مناطق مثل “حضرموت، عدن، صنعاء، والمهره”.
وقال الرميلي، إن “هؤلاء الطلاب، الذين عادوا إلى منازلهم لقضاء شهر رمضان مع ذويهم، يواجهون أزمة حقيقية في العودة إلى جامعاتهم بعد انتهاء الإجازة.
وأضاف الرميلي في منشور له على فيسبوك: “الطيران يطلب من الطلاب 200 دولار للرحلة الواحدة، وعلاوة على ذلك، لا توجد حجوزات قريبة، ما يجعلهم مضطرين للبقاء فترات طويلة في منازلهم رغم بدء الدراسة”.
وتابع: “ليس أمامهم خيار سوى السفر عبر البحر، حيث يضطرون إلى ركوب قوارب الصيد والبضائع، التي تفتقر إلى أبسط مقومات السلامة، مما يعرضهم لخطر كبير”.
وأردف قائلاً: “يستغرق الطلاب ما لا يقل عن 40 ساعة في البحر، يتعرضون خلالها للرعب والغثيان والجوع والعطش. وفي أسوأ الحالات، قد يكونوا معرضين للموت بسبب الأمواج العاتية والاضطرابات البحرية”.
ولفت إلى أن هذه الرحلات البحرية ليست جديدة، فقد شهدت السنوات الماضية حالات وفاة بسبب حوادث غرق أثناء السفر.
كما تساءل الرميلي عن السبب في عدم توفير طائرات لنقل هؤلاء الطلاب، رغم توافر الطيران للسياح، قائلاً: “لم تشفع لهم السعودية ولا الإمارات ولا السلطة المحلية في توفير طائرة واحدة لنقلهم”.
واختتم الرميلي منشوره بالدعاء قائلاً: “نسأل الله أن لا يرينا مكروهاً في طلابنا الغالين على قلوبنا”.
وخلال السنوات الماضية شهدت العديد من الحوادث المأساوية حيث فقد بعض الطلاب حياتهم أثناء رحلاتهم البحرية.
ووسط هذا الوضع، تساءل الطلاب عن سبب عدم توفير طائرات لنقلهم، مطالبين السلطات المحلية والتحالف العربي بتوفير حلول للنقل الجوي، في وقت تتوافر فيه الطائرات للسياح.