ليبيا – أكد باكير أتاجان المحلل السياسي التركي على ضرورة النظر للتطورات الأخيرة في العالم وبالأخص النظام العالمي الجديد مع الأخذ بالاعتبار الفترة الأخيرة والتغيرات الجذرية خاصة في القارة الأفريقية وليبيا التي تعتبر من أهم الدول الموجودة في القارة الإفريقية بحكم موقعها الاستراتيجي ووجود البترول والمعادن المهمة وبأنها بوابة أوروبا والدول الأفريقية.

أتاجان قال خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج “حوارية الليلة” الذي يذاع على قناة “ليبيا الأحرار” التي تبث من تركيا وتابعته صحيفة المرصد إن معظم الدول التي تريد أن تكون في البلاد وعلى رأسها تركيا فرنسا مصر والولايات المتحدة وروسيا كانت موجودة وبزيارات متكررة خلال الأشهر الماضية.

وأشار إلى أن التغيرات الإقليمية تتطلب من روسيا النظر في مصالحها بالتنسيق مع دول عدة، لافتاً إلى أن الزيارة التي جاءت لمصر من قبل الرئيس التركي كلها دلالة على وجود تغيرات.

أما بشأن العلاقة بين روسيا وتركيا، أوضح أنه لا يوجد تنسيق بينهما لا حالياً أو في المستقبل لكن دائماً كان هناك تنافس وهذا التنافس في الفترة القادمة لابد أن يتحول لتنسيق لأن المصالح التي تسعى لها روسيا كانت في الشرق الأوسط وأفريقيا لا تتعارض مع المصالح التركية والمصالح الاميركية لأنه وراء التنسيق ستكون الولايات المتحدة لذلك تحتاج لتنسيق وليس تنافس وخاصة بعد الزيارة التي جاءت لمصر.

وبيّن أن تركيا الآن لها انفتاح على مصر وإن كانت تريد حل وعلاقات جيدة مع مصر وليبيا لابد أن تنسق مع روسيا لكن هو 50% تنسيق و50% تنافس، مشيراً إلى أنه إن كانت تركيا بالفعل تريد أن تكون مركز للغاز لابد عليها التنسيق في بعض الملفات التي هي بحاجة لها وإن كانت ليبيا ومصر والعراق وحوض البحر المتوسط مع روسيا ويكون لها انفتاح على أوروبا وإن لم توافق روسيا على أن تكون تركيا البوابة الرئيسية للغاز والنفط السنوات القادمة وخاصة من أجل التصدير لأوروبا غير ممكن أن تفعلها تركيا لأنها ليست دولة نفط أو غاز.

وأفاد في الختام أن تركيا واضح من البداية لها شروط بناء على الاتفاقيات المعقودة بينها وبين الشرعية وهي وحدة الأرض الليبية والشعب الليبي وإن كان هناك أي تدخل من أي طرف وخاصة ضد مصالح الحكومة الشرعية ستتدخل وبسرعة لأنه غير ممكن أن تسمح بإنهاء الحكومة الشرعية بهذا الشكل.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

أكبرها الهجوم الإسرائيلي.. أطواق نجاة تسعى ذراع إيران للحصول عليها بأي ثمن

لا حدود لأقدار الله ولا يمكن التنبؤ بها، لكن تبجّح المليشيا الحوثية بما تسميه "التمكين الإلهي" يذكّر اليمنيين أيضا بالقول المأثور "يمهل ولا يهمل". وفي حين تجرأت المليشيا الحوثية على تفسير النصوص القرآنية وكل ما له علاقة بالإسلام لخدمة مخططها في الانقلاب على السلطة الشرعية ثم الترويج لأحقيتها في حكم اليمن، فإنها ما زالت غافلة عن الكثير من نقاط قوة الشعب اليمني وحكومته الشرعية، ومن تلك النقاط أن الله والدين ليس حكرا على جماعة أو طرف.

كانت المليشيا الحوثية تحتضر سياسيا وشعبيا قبل هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، لتجد الجماعة في "مناصرة" غزة والقضية الفلسطينية طوق نجاة ركضت نحوه بكل ما لديها من قوة رغم الظروف الإنسانية الشاقة التي يعيشها اليمنيون في مناطق سيطرتها. ولأن القضية الفلسطينية تجري في دماء الشعب اليمني، نسي قسوة حياته في ظل حكم المليشيا الحوثية وجورها، وهتف لأجل غزة وفلسطين. ولم تكتف المليشيا بذلك، بل فرضت على المواطنين جبايات مضاعفة وتبرعات إجبارية لتمويل صناعتها الحربية المدمرة للبلاد قبل إسرائيل وأمريكا.

9 أشهر مرت لا يستطيع فيها اليمنيون في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية أن يتفوهوا بكلمة عن الوضع المتدهور يوما بعد يوم بسبب استمرار هجماتها على السفن التجارية ورهنها لمصير الشعب اليمني للإرادة الإيرانية وأجندتها في صراعها مع إسرائيل، متجاوزة بذلك الموقف العربي الساعي إلى التهدئة وإحلال السلام بالطرق الدبلوماسية. خلال هذه الشهور ال9 لم تتوقف مليشيا الحوثي عن ابتزاز اليمنيين في مناطق سيطرتها باسم مناصرة المقاومة الفلسطينية ومحاربة أمريكا وإسرائيل، وابتزاز السعودية والحكومة الشرعية باالعودة إلى الحرب، وكذا شنّ هجمات غادرة على مواقع الجيش الوطني ومواقع القوات المنضوية تحت مظلة مجلس القيادة الرئاسي، لم تكتف المليشيا الحوثية بذلك، بل تمادت في قصف الأحياء السكنية في تعز والضالع والحديدة ومأرب. كما زجت في سجونها المظلمة بكل من يعارض انخراطها في الحرب ضد إسرائيل وفق الأجندة الإيرانية، واتهمتهم بالعمالة والخيانة والتجسس لصالح أمريكا وإسرائيل. 

كل هذه الإجراءات التعسفية والجرائم بحق معارضيها قامت بها مليشيا الحوثي لكي تقمع الشعب اليمني وتلهيه في نفس الوقت عن المطالبة بحقوقه منها كسلطة فرضت حكمها عليه بالانقلاب على نظام الدولة وبقوة السلاح. 

وعندما أقدمت الحكومة الشرعية على اتخاذ قرارات سيادية لإنقاذ الاقتصاد الوطني ومؤسسات الدولة من تمادي العبث الحوثي، تدخلت الأمم المتحدة كالعادة بدعم من المجتمع الإقليمي والدولي لإنقاذ المليشيا الانقلابية بدلا من دعم قرارات إنقاذ الشعب. 

مرة أخرى ضيقت الحكومة الخناق على المليشيا الحوثية ومرة أخرى جاء تحرك المجتمع الدولي والأمم المتحدة ليقدم طوق نجاة آخر لمليشيا لا عهد لها ولا ذمة. 

كانت قرارات الحكومة قاب قوسين أو أدنى من إخضاع المليشيا الحوثية لمنطق العقل الذي ظلت دول الإقليم والعالم يطالبها بالاحتكام إليه دون جدوى، وبعد أن خرج زعيم المليشيا ليهدد بتصعيد الوضع عسكريا ومهاجمة السعودية، تدخل المبعوث الأممي في مخاطبة مجلس القيادة الرئاسي للتراجع عن قراراته الخاصة بالقطاع المصرفي وقطاع النقل، ثم جاء تراجع المجلس الرئاسي عن هذه القرارات، فظهر الوضع كأن هذا التراجع تم بسبب التهديد الحوثي بإشعال الحرب مرة أخرى ومهاجمة دول الجوار. 

يرى مراقبون كثر أنه في ظل وضع كهذا لسير معركة السلطة الشرعية لاستعادة مؤسسات الدولة والحفاظ على المركز القانوني للدولة، لا غرابة أن تتمادى مليشيا الحوثي أكثر في مطالبة الحكومة الشرعية بتنازلات لا تزيد فقط من خلخلة المركز القانوني للدولة، بل وتمنح المليشيا وضعا قانونيا يتنافى مع القوانين والأعراف الدولية.

من جبهات القتال إلى جولات المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة ووسطاء إقليميون ودوليون، وصولا إلى حرب غزة وإسطوانة المواجهة العسكرية مع أمريكا وإسرائيل، كل هذه مراحل حفلت بمواقف وأحداث شكلت أطواق نجاة لمليشيا الحوثي التي تعرف أن الحكومة الشرعية والأطراف الوطنية المنضوية تحت رايتها ليست عاجزة عن كسر شوكتها وإجبارها على الاحتكام لصوت العقل. ولأنها تعرف فاعلية أطواق النجاة هذه، وتعرف أن الشعب اليمني سوف ينهشها بمجرد حلول السلام، تستمر المليشيا في البحث عن المزيد من أطواق النجاة مع استمرارها في تفسير ذلك بما تسميه "التمكين الإلهي" بهدف التغرير بالبسطاء من الشعب اليمني. 

تعرف مليشيا الحوثي أيضا أن الشعب بدأ يلمس نتائج إقحامه في حرب إيرانية ضد أمريكا وإسرائيل، لذلك أقدمت على مهاجمة تل أبيب بطائرة مسيّرة أظهرت التحليلات أن مراكز تحكم إيرانية في المنطقة اشتركت في تسييرها إلى تل أبيب. وقد أقدمت المليشيا الحوثية على هذا التصعيد لكي تحصل على طوق النجاة الأكبر، وهي الحرب مع إسرائيل مباشرة، والتي لم يتمالك زعيم المليشيا نفسه من التعبير عن سعادته الغامرة بالعدوان الإسرائيلي على الحديدة في ال20 من يوليو الجاري.


مقالات مشابهة

  • علي زين: «يد مصر» تنافس في الصحراء!
  • روسيا تمدد حظر تصدير البنزين
  • ماردين.. شاهد: أكبر مدينة تحت الأرض تتكشف تباعا في تركيا
  • ضربة أطاحت بعنتريات الحوثي.. الحكومة الشرعية تعلن رسميًا الأهداف التي حققتها قرارات البنك المركزي رغم إلغاءها
  • أول رد من الحكومة الشرعية على تفجير منزل ‘‘الشريف’’
  • الشرعية تكشف ما سكت عنه الحوثيين بشأن العدوان الغاشم على ميناء الحديدة وكيف كانت ردة فعل عبدالملك الحوثي
  • خبير: ستنخفض قيمة الريال اليمني بمقدار غير متوقع بعد هذه الأمر
  • نائب الرئيس الدكتور عبدالله العليمي من حضرموت: تحالف الحكومة الشرعية اليوم في أفضل حالاته
  • الحوثيين يكشفون بشأن صرف مرتبات الموظفين وإعادة تصدير النفط
  • أكبرها الهجوم الإسرائيلي.. أطواق نجاة تسعى ذراع إيران للحصول عليها بأي ثمن