يمانيون – متابعات
تتعمّد البحريتان الأميركية والبريطانية إخفاء الكثير من الحقائق حول العمليات شبه اليومية التي تنفّذها القوات البحرية اليمنية ضد السفن التابعة لهما في البحر الأحمر وخليج عدن. وعلى رغم أن الأسطول الأميركي الخامس الذي يتخذ من البحرين مقراً له، اعترف أخيراً بصعوبة المواجهة مع الجانب اليمني، إلا أنه لم يتطرق إلى الضربات التي طاولت البوارج والمدمّرات الأميركية.

في المقابل، يؤكد الخبير العسكري في قوات صنعاء، العميد عزيز راشد أن هناك عمليات عسكرية متصاعدة ضد السفن والبوارج العسكرية الأميركية والبريطانية. ويُرجِع ذلك إلى «حسن إدارة غرفة العمليات العسكرية للمناورات العسكرية التي تجري بين البحرية اليمنية، وتلك القوات الأجنبية، وإدارة الاشتباك الفني باقتدار كبير أدى إلى إرباك قوات العدو وأفقدها فاعليتها».

ويشير إلى أن «قوات صنعاء تمكّنت خلال الفترة الماضية من تحييد الدفاعات الجوية للبوارج والمدمّرات، وهدّدت حاملات الطائرات الأميركية في البحر الأحمر»، متحدثاً بالخصوص عن محاولات لسحب حاملة الطائرات الأميركية «آيزنهاور»، تجرى منذ أسابيع. لكنه يؤكد أن حاملة الطائرات البريطانية البديلة تعثّر تحريكها حتى لا تقع في نفس موقف «آيرنهاور»، لافتاً إلى أن «القوات البحرية اليمنية تمتلك خيارات ردع بحرية وجوية يساندها العامل الجغرافي».

وتقدّر مصادر عسكرية في صنعاء، مجمل العمليات التي طاولت السفن التجارية والعسكرية وأُعلن عنها، بأكثر من 49 عملية حتى الأربعاء الماضي، تضاف إليها نحو 14 عملية جوية طاولت أهدافاً تقول «أنصار الله» إنها حيوية في منطقة أم الرشراش (إيلات) جنوب فلسطين المحتلة، إلا أن العمليات العسكرية غير المعلنة التي استهدفت سفناً وبوارج عسكرية أميركية وبريطانية كان لها النصيب الأكبر.

ويقدّر خبراء عسكريون يمنيون الهجمات التي تطاول السفن العسكرية الأميركية والبريطانية، بضعف تلك التي نُفّذت ضد سفن الكيان الإسرائيلي والسفن التجارية الأميركية والبريطانية.

وتكتفي القيادة المركزية الأميركية بالحديث عن حالات الاعتراض التي تقوم بها تلك البوارج. وفي هذا السياق، ذكرت، في بيان، أنها دمّرت يوم أمس وقبله «أربع طائرات مسيّرة وصاروخَي كروز مضادين للسفن تابعين لجماعة الحوثي في كل من اليمن والبحر الأحمر، بعدما تبين لها أنها تمثل تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية».

وقالت إن «الضربات أسقطت أيضاً ثلاث طائرات مسيّرة هجومية بالقرب من سفن تجارية في البحر نفسه». ويأتي التصعيد الجوي الأميركي والبريطاني ضد عدد من المناطق الساحلية اليمنية خلال اليومين الماضيين، في إطار رد الفعل على الضربات التي استهدفت السفن العسكرية الأميركية والبريطانية.

ووفقاً لمصادر محلية في محافظة الحديدة، فإن طائرات الولايات المتحدة وبريطانيا شنت، أمس، سلسلة هجمات متفرّقة على منطقة رأس عيسى الساحلية، علماً أن المنطقة نفسها تعرّضت لعشرات الغارات الجوية خلال الأيام الماضية.

وفي الوقت الذي اعترفت فيه وزارة الدفاع البريطانية، مطلع الشهر الجاري، بتعرّض البارجة البريطانية «دايموند» لأكثر من هجوم يمني أدى إلى إخراجها عن الجاهزية، ودفع بالبحرية الملكية البريطانية إلى سحبها واستبدالها بأخرى، فإن الجانب الأميركي بدوره اعترف بجزء من الحقيقة على استحياء، حين كشف عن تعرّض المدمرة «يو إس إس لابون دي دي جي 58»، قبل أيام، لهجوم يمني بصاروخ «كروز» مضاد للسفن. وعندها قالت القيادة المركزية إن الصاروخ كان متجهاً نحو المدمّرة واستطاعت إسقاطه في اللحظات الأخيرة.

ومن خلال البيانات اليومية للقيادة المركزية الأميركية بخصوص التطورات العسكرية في البحر الأحمر، يتبيّن أن ثمة بوارج عسكرية خرجت من الخدمة نتيجة هجمات مصدرها قوات صنعاء.
فعلى سبيل المثال، لم تعلن تلك القيادة عن أي دور للبارجة الأميركية «يو إس إس ميسون»، الموجودة في البحر الأحمر منذ منتصف تشرين الثاني، علماً أن البحرية الأميركية سبق أن أعلنت عن فاعلية ما تقوم به هذه البارجة من اعتراض للطائرات المسيّرة والصواريخ المضادة للسفن.

وقالت مصادر ملاحية، لـ«الأخبار» إن «يو إس إس ميسون» لم تُسحَب من مكانها بالقرب من السواحل الإثيوبية، لكنها كما يبدو تخضع لصيانة منذ أسابيع، فيما لم تعلن البحرية اليمنية أيضاً عن استهداف البارجة لأنها تتعمّد إيصال رسائلها إلى الخصم، وتنتظر إعلان تفاصيل الأحداث منه.

– الاخبار اللبنانية/ رشيد الحداد

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الأمیرکیة والبریطانیة البحریة الیمنیة فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

مجموعة تجارية أمريكية تدعو الرئيس بايدن لحماية الممرات الملاحية الدولية في البحر الأحمر من هجمات الإرهابيين الحوثيين

دعت الجمعية الأمريكية للملابس والأحذية (AAFA) الرئيس "جو بايدن" إلى بذل المزيد من الجهود لحماية السفن التي تمر عبر طريق التجارة في الشرق الأوسط.

وحثت الجمعية، وهي مجموعة تجارية، في رسالة إلى بايدن، الحكومة على توسيع الجهود بشكل كبير لحماية الممرات الملاحية الدولية في البحر الأحمر من الإرهابيين الحوثيين المتمركزين في اليمن.

ورغم أن الرحلات الأطول التي تتحول حول البحر الأحمر وارتفاع أسعار الشحن الناتجة عن ذلك أدت إلى زيادة أرباح شركات الحاويات، إلا أن الجمعية أكدت أن الوضع أصبح لا يطاق.

وقال ستيف لامار، رئيس مجلس إدارة الجمعية والرئيس التنفيذي لها: "إن تصاعد هجمات الحوثيين يستهدف الحياة والحرية ويستمر في إجبار السفن على تغيير مسارها حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا".

أوضح أن هذا المسار الأطول تكاليف كبيرة وتأخيرات وأضرارًا بيئية، مما يؤدي إلى تفاقم التضخم وزيادة نفقات الشحن وتقويض أهداف الاستدامة.

وفي حين أشادت الجمعية الأمريكية بالجيش الأمريكي على جهوده في حماية ممرات الشحن، بما في ذلك مرافقة السفن وفرض العقوبات، قال لامار إن هجمات الحوثيين أصبحت أكثر تواترا ووقاحة.

مشيراً إلى أن الحوثيين يستفيدون من هذه الهجمات، التي تستمر في تعريض السفن وطاقمها للخطر. كما تتحمل الشركات والعمال والمستهلكون الأمريكيون العبء الأكبر من العواقب.

وأضاف لامار: "التكاليف المتزايدة الناجمة عن إعادة توجيه السفن غير مستدامة، والتأثير على الصناعات الأمريكية شديد. ولا يستطيع المستهلكون والشركات الأمريكية تحمل المزيد من التأخير أو الاضطرابات. إن المخاطر عالية للغاية، وهناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية صناعاتنا وعمالنا والاقتصاد العالمي".

مقالات مشابهة

  • نتائج زيارة هوكشتاين لإسرائيل: تقدم والوساطة الأميركية مستمرة
  • كارنيغي: الغرب فشل في تأمين البحر الأحمر.. والتجارة البحرية فيه ستظل رهينة لجماعة الحوثي وإيران (ترجمة خاصة)
  • النقد الدولي: مصر تفقد 70 بالمئة من إيرادات قناة السويس بسبب هجمات الحوثيين
  • مجموعة تجارية أمريكية تدعو الرئيس بايدن لحماية الممرات الملاحية الدولية في البحر الأحمر من هجمات الإرهابيين الحوثيين
  • “لينكولن” تفشل في ترميم قوة الردع الأمريكي واستعادة ثقة الفرقاطات الغربية
  • واشنطن تحمل الحوثيين مسؤولية فشل مفاوضات السلام في اليمن
  • مصدر مطلع يكشف عن مقترح إماراتي لتأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر
  • تقرير بريطاني: لا يمكن تجاهلَ تأثير عمليات البحر الأحمر على حركة الشحن البريطانية
  • الصواريخ الفرط صوتية للقوات المسلحة اليمنية.. ما تأثيرُها على العدوّ الصهيوني؟
  • معلومات السفينة التي هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر