أوقاف الفيوم تحتفل بليلة النصف من شعبان وذكرى تحويل القبلة بمسجد ناصر الكبير
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
عقدت أوقاف الفيوم اليوم، إحتفاء بليلة النصف من شعبان وذكرى تحويل القبلة، جاء ذلك بتوجيهات من وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وبرعاية كريمة من الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم.
جاء ذلك بحضور كل من: الشيخ يحيى محمد مدير الدعوة، والشيخ علاء محمود مدير شؤون الإدارات، والشيخ عمر محمد عويس مدير إدارة بندر أول الفيوم، والشيخ جمعة عبد الفتاح إمام مسجد ناصر الكبير بالفيوم متحدثا، والشيخ فتحي جاد الرب مسؤول الإرشاد الديني بالمديرية مقدما، والشيخ محمد منجود الشرقاوي قارئا، والشيخ سيد علي حسن مبتهلا،وعدد من الأئمة والقيادات التنفيذية والشعبية.
وخلال الاحتفال هنأ الشيخ جمعة عبد الفتاح إمام مسجد ناصر الكبير بالفيوم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة والشعب المصري، والأمتين العربية والإسلامية، بليلة النصف من شعبان وذكرى تحويل القبلة، أن يعيد هذه الأيام المباركة على وعلى الشعب المصري كله وعلى الأمتين العربية والإسلامية وعلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وعلى البشرية جمعاء بالخير واليمن والبركات.
كما أشار إلى أن من الأحداث المُهِمَّة التي وقعت في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام، وقد كانت القبلة في بداية فرض الصلاة تجاه بيت المقدس، حيث صلى نبينا (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه تجاهه نحو ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا.
وكان (صلوات ربي وسلامه عليه) يدعو ويتمنى أن تكون وجهته في صلاته إلى بيت الله الحرام، فقلبه معلق بمكة، يمتلئ شوقا وحنينا إليها، إذ هي أحب البلاد إليه، وبعد أن استقر (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة المنورة، ظل متعلقا بمكة المكرمة مقلّباً وجهه فى السماء، يترقب الوحى الربانى، حتى أقرَّ الله عينه وأعطاه مُناه وحقق مطلوبه، فأرضاه الله (عز وجل) بأن جعل القبلة إلى البيت الحرام، فكانت الإقامة بالمدينة والتوجه إلى مكة في كل صلاة، ليرتبط عميق الإيمان بحب الأوطان، ونزل قول الله تعالى: "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ"، فلم يقل الله: فلنولينك قبلةً نرضاها، وهذا بيان لمكانة النبي (صلى الله عليه وسلم) عند ربه، وهو مصداق قوله تعالى: "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى"، وهو (صلى الله عليه وسلم) لا يرضـى إلاّ بما يرضى به الله.
مؤكدًا أن التحول الى المسجد الحرام يعود بالانسان إلى أصل القبلة، فقد قال المولى (عز وجل): "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ"، فهي دائرة بدأت بآدم مرورا بإبراهيم حتى عيسى (عليهم السلام) ولكنها لم تتم أو تكتمل إلا بالرسول الخاتم (صلى الله عليه وسلم)، فهو وإن تأخر في الزمان فقد تحقق على يديه الكمال، وقد عزز هذا الحدث الجليل تأييد الرابطة الوثيقة بين المسجدين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، فإذا كانت رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قطع فيها مسافة زمانية قصر فيها الزمن أو طال.
فقد كان تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام رحلة تعبدية، الغرض منها التوجه إلى الله تعالى دون قطع مسافات، إذ لا مسافة بين الخالق والمخلوق، يقول سبحانه: "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ".
ولذا فإن القبلة الحقيقية حيث نتوجه بحركاتنا وسكناتنا إلى الحق، القبلة الحقيقية حيث نحقق الاستجابة للأمر والامتثال له - سبحانه- متى أمرنا، وحيث أمرنا، وكيف أمرنا، وليس في ذات الشرق أو الغرب، فجميع الجهات مِلْكٌ له سبحانه، لا فضل لجهة على جهة إلا بتفضيل الله، ونحن عبيد الله ، فحيث وجه سبحانه وتعالى نبيه وأصحابه إلى بيت المقدس توجهوا، وحيث وجههم إلى بيته الحرام توجهوا، ونحن على هديهم نسير في السمع والطاعة لله (عز وجل) ، "قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"، فوراء الوجهة الحسية التي نحن مأمورون بها هناك وجهة أخرى هي الوجهة المعنوية التي تتمثل في حسن القصد وحسن التوجه إلى الله (عز وجل)، إذ الله يقول: "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ".
ذلك أن ميزان الاستقامة الحقيقي، وهو الاستشعار الحقيقي لمعنى الخشية، وهو التحقيق العملي لقوله تعالى: "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ"، وكان من دعاء نبينا (صلى الله عليه وسلم) في مفتتح صلاته: "وَجَّهْتُ وَجْهي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا، وَما أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وَبِذلكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ".
سائلا الله عز وجل أن يفيض علينا واسع رحمته في هذه الأيام الطيبة المباركة، وأن يرفع الكرب عن أشقائنا المكروبين في غزة وفلسطين، وأن يرد إلينا أقصانا ردًا جميلاً، وأن يحفظ مصر ورئيسها وجيشها وشرطتها وأهلها أجمعين من كل سوء ومكروه.
وجاء ذلك في إطار الدور التثقيفي ونشر الفكر الوسطي المستنير الذي تقوم به مديرية أوقاف الفيوم؛ وضمن جهودها الدعوية خلال شهر شعبان المبارك.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أوقاف الفيوم إحتفالية بليلة النصف من شعبان مسجد ناصر الكبير محافظة الفيوم صلى الله علیه وسلم المسجد الحرام تحویل القبلة عز وجل
إقرأ أيضاً:
"الحصاد الأسبوعي لأوقاف الفيوم".. نشاط مكثف في الدعوة والتوعية المجتمعية
نفذت مديرية أوقاف الفيوم خلال الأسبوع الماضي مجموعة واسعة من الأنشطة الدعوية والاجتماعية، شملت جميع الإدارات التابعة لها.
أبرز الأنشطة والفعاليات
1. تصحيح المفاهيم المغلوطة:
شهدت جامعة الفيوم محاضرة للدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، بعنوان "تصحيح المفاهيم المغلوطة"، بحضور وكيل وزارة الأوقاف الدكتور محمود الشيمي، ورئيس الجامعة، وعدد من القيادات التنفيذية والدينية.
2. مجالس الإفتاء:
عقدت المديرية مجلسي إفتاء في مسجد الصعيدي الكبير ومسجد الرحمة بعزبة حنين، تناولت "حكم التداوي بالمخدر"، وشارك فيها نخبة من علماء الأزهر.
3. دروس منهجية:
تم تنظيم 54 درسًا دينيًا في الفقه، والحديث، والتفسير، والعقيدة، إلى جانب درسين منهجيين للواعظات.
4. ندوات علمية:
أقيمت أربع ندوات حول موضوع "القمار والميسر"، بمحافظات الفيوم وسنورس والشواشنة.
5. برنامج "المنبر الثابت":
نظمت المديرية 70 ندوة بالمساجد تحت عنوان "هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم"، بالإضافة إلى ندوات علمية حول نعمة الماء وسبل المحافظة عليها.
6. فعاليات للأطفال:
تم تنفيذ برنامج تثقيفي للأطفال في 356 مسجدًا، إلى جانب لقاءات توعوية بمسجد والي ميزار، وندوات مدرسية بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم.
7. أنشطة اجتماعية:
تضمنت الفعاليات عقد لقاءات للتوعية بالصحة الإنجابية، وتنظيم جلسات الدوار بعدد من القرى، وتقديم تكريم لحفظة القرآن الكريم بمركز أبشواي.
8. قوافل دعوية:
انطلق "الأتوبيس الدعوي" إلى المناطق النائية، حيث قاد فضيلة وكيل الوزارة قافلة تناولت موضوع "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا".
9. أنشطة ثقافية:
أقيمت ندوات بقصور الثقافة في مطرطارس والشواشنة، بالإضافة إلى ندوة كبرى بمركز سنورس حول "ضوابط بناء الأسرة في الإسلام".
10. اجتماعات تنسيقية:
اجتمع وكيل الوزارة بالعاملين بإدارة بندر أول وثان للتأكيد على دور المساجد الدعوي والمجتمعي، كما ناقش مع الأئمة المتميزين كيفية إبراز سماحة الإسلام ووسطيته.
برامج تثقيفية متنوعة
اختتمت الفعاليات ببرامج "تلاوات قرآنية"، "آداب وأخلاق"، و"أبناؤنا النوابغ"، والتي تهدف إلى تعزيز القيم الإسلامية السمحة.
وأكدت مديرية أوقاف الفيوم استمرار جهودها لنشر الوعي الديني والثقافي، داعية الله أن يحفظ مصر والإنسانية جمعاء من كل سوء.