الثورة نت:
2024-09-30@23:42:00 GMT

القبضة الأمنية

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

 

لم يكن بالأمر المستغرب أن تتحرك خلية الخشعة في البيضاء للبدء بتنفيذ عمليات قاتلة في غير منطقة من المحافظات الحرة وفي المقدمة العاصمة صنعاء، فالوجع الذي أصاب أمريكا وأتباعها – هذه المرة في البحر الأحمر آثاره وتداعياته – يمس حاضرها ومستقبلها، لذلك كان من الطبيعي أن تحرك أوراقها النائمة، فهي الوسيلة المؤجلة التي تستعين بها دائما لضرب الخصم من الداخل بقصد تشتيته وإشغاله بمواجهتها.


ولأن جهازنا الأمني صار يعي كيف تفكر واشنطن التي لا تتجدد أصلا في طريقة تعاطيها مع التحديات، فقد استنفر وحداته أكثر، بالتوازي مع اليقظة الاستخباراتية، مدرِكاً من أين يمكن أن تظهر أمريكا لتعوض هزيمتها النكراء في البحر الأحمر، لذلك استطاع بمهارة ومهنية فائقة استباق أي تحرك تخريبي وإحباطه قبل أن يرى النور.
وما حدث في البيضاء لن يكون الأخير، وتجارب الدول التي قررت النهوض بعيداً عن الوصاية والإملاءات الخارجية تبين كيف أن الغرب بقيادة البيت الأبيض عمل وسيظل يعمل لإحباط هذا التوجه، وبأكثر من شكل، وليست خلايا التدمير إلا الشكل الأبسط من أساليبها لضرب الجبهة الداخلية للدول، وصولا إلى إضعاف قدراتها على مواجهة الضربات الأقوى، ومن ثم الوقوع في شِرك الهزيمة.
ولا يشير إحباط هذه الخلايا إلا على يقظة الحس الأمني لدى الجهاز الدفاعي عموما، مع بروز واضح للعمل الاستخباري.
وربما من المهم الإشارة إلى أن خطر التحرك الأمريكي لا يكمن فقط في قدرته على تحريك الخلايا، وإنما في استمرار قدرته على تكوينها والتأثير عليها وتوجيهها، الأمر الذي صار يفرض على الجهاز الأمني التحول بالعمل إلى ما هو أعمق من إفشال المخططات والمؤامرات الدموية، إلى «كيّ» جذور التكوين لهذه الخلايا، سواء بمحاولة معالجة أسباب ضعف البيئة القابلة لتلقي أفكارها العدائية ضد الوطن، أو محاصرة نشاط الوكلاء، وصولا إلى تحجيمهم وشل حركتهم، كما والاستمرار في توجيه الخطاب المضاد والفاضح للنزعة الأمريكية التي ستظل تسعى إلى الهيمنة على الشعوب والسيطرة على المناطق الاستراتيجية ونهب ثرواتها.
انتقال الجهاز الأمني إلى هذا الطور من النجاح، سيكون من شأنه – بلا شك – خلق بيئة غير قابلة لحياة السلوكيات المنحرفة والهدامة، وبخاصة تلك الصادرة من نفوسٍ تبيع وتشتري بمبادئها وقيمها.
فأمريكا ستظل تناضل من أجل ترسيخ قيمه المشوهة وسلب المجتمعات إرادتها، إذ لا يمكنها أن تعيش في عالم لا يسوده منهجها الشيطاني، لذلك عندما يكون الفعل متحللا من أي قيم أو مرجعيات فإنه لا يعنيه ولا يهتم بأي أثر يمكن أن يُحدثه، المهم تحقيق الهدف، وهذا تماما ما تلجأ إليه أمريكا التي لا يعنيها شيء سوى أن تكون هي القطب الأوحد القادر على تمرير رغباته كيف ما كان وأين ما كان.
ولمّا شهد العالم كله غرق وهم القوة والهيلمان الأمريكي في أعماق البحر الأحمر – بما يعنيه ذلك من جرح لكبريائها أمام الملأ – رتبت واشنطن أوراقها وبدأت بإخراجها الواحدة تلو الأخرى، من التلويح بعودة العدوان الذي تقوده وتموله السعودية، إلى عرض الإغراءات، إلى ورقة التصنيف، وأخيرا تفعيل مجموعاتها المسلحة، ورغم احتراق كل الأوراق السابقة إلا أن أمريكا ثبت أنها لا تتعلم، ولذلك جاء الاستباق الأمني ليؤكد ما هو مؤكد بأن كل اليمن في حالة من اليقظة ومن الصعب تمرير أي مخطط والنيل من أمنه القومي اليمني.
اليوم يصير اليمن – وبشهادة الأمريكان – تحدياً عارماً لا يبدو الفكاك منه بالأمر السهل، فهو الذي ظهر باقتدار مفاجئ واستثنائي، ليس نظرا لكونه الأضعف والأفقر في الذهنية العالمية ومنذ عقود، وإنما لأنه الذي لا يزال يضمد جراح تسع سنوات من العدوان والحصار الدولي، ووفق الحسابات الدولية كان الطبيعي أن يبقى عقودا أخرى يرزح تحت العجز عن الوقوف والنهوض، لكنه نهض بصورة عاصفة، وقارع ما تسمى بالقوى العظمى، ومرّر إرادته ومنع بالفعل النفط والغذاء من الوصول إلى الكيان، وهذا ما يبدو مُهيناً لأمريكا.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري: إسرائيل تعترض طائرة فوق البحر الأحمر

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن اعتراض طائرة معادية فوق البحر الأحمر بواسطة سفينة صواريخ، دون تفعيل أي إنذار في مدينة إيلات القريبة، وفقًا لما أوردته وكالة" روسيا اليوم".

إسرائيل: الولايات المتحدة كانت على علم بالغارات على الحديدة إسرائيل: الهجوم على الحديدة استهدف الميناء ومحطة الطاقة ومرافق تخزين النفط


وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن المسيّرة التي اعترضها الجيش مساء يوم الأحد فوق البحر الأحمر انطلقت من العراق، بعد ساعات قليلة من شن الطيران الإسرائيلي غارات عنيفة بعشرات الصواريخ على مدينة الحديدة، أسفرت عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 33 آخرين، وفق وسائل إعلام يمنية.
وكان القتلى هم عامل في ميناء الحديدة، و3 مهندسين بمحطة كهرباء الحالي، حيث وقع القصف الإسرائيلي. فيما لا تزال فرق الإسعاف والإنقاذ تبحث عن مفقودين تحت أنقاض محطة الحالي.
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تل أبيب ضربت الحوثيين وأن الجميع يرى الأهداف والثمن الذي يتكبده كل من يهاجم إسرائيل.
وقال نتنياهو "كما هو مكتوب في التوراة سألاحق أعدائي وسأقضي عليهم. عندما أمرت باغتيال حسن نصر الله كنا نعلم جميعا أن شعبا بأكمله كان وراء هذا القرار".

مقالات مشابهة

  • ليست ”أمريكا وبريطانيا وإيران”.. محلل سياسي: هذا الذي يمنع تحرير صنعاء!
  • الزمرد في مرسى علم.. كنز الفراعنة المدفون في أعماق صحراء البحر الأحمر
  • لمدة 5 ساعات.. فصل التيار الكهربائي عن الغردقة
  • المقاومة الإسلامية تُعلن استهداف مدينة إيلات على البحر الأحمر
  • إعلام عبري: إسرائيل تعترض طائرة فوق البحر الأحمر
  • الاحتلال الإسرائيلي يعترض مسيرة في البحر الأحمر
  • «القاهرة الإخبارية»: سفينة حربية تعترض مسيرة في البحر الأحمر
  • بايدن: سنرد على استهداف الحوثيين السفن الأمريكية في البحر الأحمر
  • بايدن: سنرد على أي استهداف للسفن الأميركية في البحر الأحمر
  • هزيمة “شرطي العالم” في البحر الأحمر.. خسارة القتال والسردية والنفوذ!