الثورة نت:
2025-02-23@05:53:56 GMT

غزّة تنتصر على الموت

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

 

تداعى الضباع من كل صوب وشحذوا أسنانهم الصفراء، وسنّوا مخالبهم المسمومة، وكلٌّ يمنّي النفس بالوليمة الكُبرى، واشتّد ضجيج العواء يملأ الأرض التي أُعدّت لتكون قبراً جماعياً لغزّة ومن فيها، واستعدّ الجميع وتأهّبوا للساعة التي سيُنفخ فيها البوق اليهودي معلناً بدء إهالة التراب على جسد غزّة المذبوح، وانشغلت خطوط الهاتف في عواصم ترطن بالعربية، وقلوبها منكوسة صدئة محفور عليها بحروف عبرية “خيبر مرحب لا خيبر علي”.

.
حبّات الرمل في سوافي ومواصي غزّة كانت تنصت لهذا الضجيج، دون أن يشغلها عن التسبيح بحمد الخالق..
وحدقات الأطفال كانت ترى التماع الأنياب من حولها، دون أن تنشغل عن عدّ نجوم سماء غزّة..
والأجنّة أزعجها هذا الضجيج الذي يعكّر صفو دقّات قلوب الأمهات الحوامل..
إذن غزّة على موعد مع الضباع.. فلتقرأ يا نخلها سورة النحل، ولتقرأ يا زيتونها سورة التين، ولتقرأ يا بحرها سورة الرحمن، ولتقرأ يا صبحها سورة الفجر، ولتقرأ يا ترابها سورة القتال، ولتقرأ يا شعبها سورة النصر…
غزّة مسوّرة بالقرآن، ومحمولة على أكف الرّماد، ومزروعة باليقين، ومسكون، بالإرادة، وماضية بالتوكّل، وثابتة بالصبر، وغالبة بالجندية لله، وباقية بالفداء..
غزّة ركن الجغرافيا بين عرب آسيا وعرب إفريقيا، بالمبنى والمعنى، وقدرها أن تكون حجر الزاوية لأنّها الأحمل والأجمل، ولذا في التاريخ كادها الحاسدون والحاقدون والكافرون، وكلّما أوقدوا نيرانهم لحرقها جاءت عصافيرها وفراشاتها فأطفأتها….
غزّة حنّاؤها الدّم، وكحلها البارود، وطيبها غبار دمار البيوت، ولذا فهي تخرج من تحت النّار في أبهى إشراقها، وهي تعصب رأسها بإكليل الحزن المهيب، وقد أنضجتها الشظايا، ورفعتها موجات الانفجار..
غزّة آتية في البرق، ترسم في ليل العرب والمسلمين موسم القرنفل الدّامي، وتبعث في جليدهم حرارة الإيمان الممطر عزّة وكرامة وإرادة حياة، وتميط عن طريقهم أذى الذلّة والقهر والهوان…
كم دهاها الدّهر بدواهيه، وكم عركته عاتيات الزمان، وكم عصفت بها رياح الغزاة، وكم أدمتها سيوف الكفر والنفاق، وكم قهرها خذلان أبناء جلدتها، وكم فجعها كيد إخوتها، وكم رماها الغدر بسهامه، وكم حاصرها من لا يرقبون فيها إلّاً ولا ذمّة، وكم سدّ عليها من وظّفه الكفر ناطوراً على بوابتها يمنع عنها الخبز والماء والدواء، ويرفع الأسوار في وجهها كي يحجب عنها الشمس والهواء.. وكم… وكم..
وتبقى غزّة تحتضن العزّة، وتخبّئ في معطفها المثقب نقطة عزّة أمّتها لتصير العزّة غزّة..
في غزّة يتمشى الموت حافياً في طهر تربها، وينحني على أكوام بيوتها يستأذن حجارتها في العبور بين الأنقاض حاملاً معه إكسير الخلاص للمعذّبين تحتها… ويغزل من أنّات الجرحى خيوطاً وضمادات للآتين في أبواق الرعب الأعمى والقتل المجنون..
في غزّة جلس الموت لأول مرّة عند مفارقها وقد أرهقه ليل القصف اللّا متناهي…
تمدّد يا موت قليلاً.. علَّ الأطفال يرون شعاع الفجر على سطح رغيف من رمل وغبار..
أغمض يا موت، وإن لم تغمض غضّ الطرف ليلتقط الأطفال حقائبهم وشظايا أحلام سرقتها من أعينهم طائرة أمريكية ظنّوا أنجمها ألعاباً وهدايا..
أخفض صوتك يا موت، فإنّ أنين اللّبلاب الصاعد من أشلاء الأطفال يدق على جدران الشمس لتمنح أجساداً صرعى بعض حرائقها في ريح الصرِّ الآتي من صمت الأعراب المغموسين ببول كلاب الغرب..
اركض يا موت بلا قدم، وامنح ساقيك لأمٍّ ثكلى هدّ الحزن حناياها، والليل طوى عينيها في الشال المصلوب على مرآة تختزن وجوه مجيّتها..
لا شيء أمام الغزّيين سوى الموت، لا شيء وراء الغزّيين سوى الموت..
الموت على الطرقات يزاحم أعشاب شباط..
كل الطرق تقود إلى الموت..
الموت رفيق خيوط الشمس، وصاحب عتم الليل..
كل الأشياء انعدمت في غزّة إلّا الموت
كل الجدران تهاوت إلّا أسوار (الإخوة) تحرس موتك يا غزّة..
وسيوف (الإخوة) يا غزّة صدئة، ومدافعهم خرساء
وقلوب (الإخوة) يا غزّة مصنوعة في واشنطن أو لندن أو في تل أبيب
وأياديهم مغلولة في وجهك، وتلوّح للأعداء…
قومي يا بنت الفتح الموعود وطلّي من أبواب سماكِ وقد سُدّت أبواب الأرض..
قد جاءك من سمع نداكِ، يسبقه دمه لبيك
من لبنان أجابك فتيان رضعوا حبَّ عليٍّ وفلسطين
من سورية تحتضن بنادق ثورتك
من حشد عراقك جاءوك… ومن إيران عمود الخيمة
ومن (صنعاء)… حاملة المصحف والسيف..
أنتِ وصنعاء.. اسمان لشرف الأمة
اسمان لوجه الحكمة والإيمان
اسمان لعبد الملك أبي جبريل
اسمان.. لوجه الحق، ووجه القوة متّحدان..

*رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية – الإيرانية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اكتشاف مثير قد يفسّر تجارب الاقتراب من الموت!

لندن – توصل فريق من العلماء إلى اكتشاف مثير يشير إلى أن مادة كيميائية عصبية مخدرة قد تلعب دورا في تجارب الاقتراب من الموت.

تعد المادة، المعروفة باسم DMT (N,N-Dimethyltryptamine)، جزيئا طبيعيا موجودا في النباتات والحيوانات وربما في الدماغ البشري. وعند استهلاكها للرفاهية، تسبب هلوسات بصرية وسمعية قوية، ما دفع العلماء في إمبريال كوليدج لندن إلى دراسة احتمال أن يكون لها دور في التجارب الحية التي تحدث أثناء الاقتراب من الموت.

وأظهرت الأبحاث أن تجارب الاقتراب من الموت تحمل تشابها مذهلا مع تجارب الأشخاص الذين تناولوا DMT، ما يدعم فكرة أن الدماغ قد يطلق هذه المادة عند الموت.

ووجد العلماء أن الناجين من تجارب الاقتراب من الموت يصفون رؤى مثل رؤية نور أبيض أو الدخول إلى عالم آخر أو الشعور بالسلام المطلق، وهي تجارب تتقاطع مع تأثيرات DMT.

وأوضح ديفيد لوك، أستاذ علم النفس المساعد في جامعة غرينتش، أن هناك أدلة على أن الدماغ قد يطلق كميات كبيرة من DMT عند الموت، رغم أن هذه الظاهرة لم تثبت بعد لدى البشر.

وحتى الآن، أظهرت دراسات أجريت على الفئران أن أدمغتها تنتج وتفرز كميات كبيرة من هذه المادة قبل لحظات من الموت، ما قد يشير إلى حدوث الأمر نفسه لدى البشر.

ورغم التشابه الكبير بين تجارب DMT وتجارب الاقتراب من الموت، لاحظ العلماء وجود عناصر فريدة في تجارب الاقتراب من الموت لم تظهر لدى من تناولوا DMT، مثل: رؤية الأحباء المتوفين واستعراض شريط الحياة (مرور الذكريات أمام العين) ورؤية “العتبة” (مثل ضوء أبيض أو بوابة ترمز لنقطة اللاعودة بين الحياة والموت).

وهذه الاختلافات تشير إلى أن DMT قد يكون جزءا فقط من التجربة، لكنه ليس التفسير الكامل لها. ووفقا للوك، يمر الدماغ عند الاقتراب من الموت بتغيرات كيميائية معقدة تشمل ارتفاع مستويات السيروتونين والنورادرينالين، ما يؤثر على الحالة المزاجية والإدراك.

وما يزال العلماء يدرسون كيفية تأثير هذه المادة الكيميائية على الدماغ، وما إذا كانت تلعب دورا رئيسيا في قيادة البشر نحو تجربة روحية عند الموت. ورغم التقدم في هذا المجال، تظل العديد من الأسئلة دون إجابة، ما يستدعي مزيدا من البحث لفهم العلاقة بين الكيمياء العصبية والتجارب الغامضة.

المصدر: ديلي ميل

مقالات مشابهة

  • أدعية تحصين البيت من العين والحسد .. طريقة شرعية مجربة
  • بعد خسارتها أمام طليقها.. إلهام الفضالة تنتصر قضائيًا في تركيا
  • رجل آلي يشبه الإنسان وقد ينزف حتى الموت (فيديو)
  • أعظم ثلاث دعوات فى القرآن.. داوم عليها كل يوم
  • الأخطاء الثلاثة بغزة وأوكرانيا: خذلان الإخوة وحسابات الجغرافيا وخطايا السياسة بين الأمم
  • اكتشاف مثير قد يفسّر تجارب الاقتراب من الموت!
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. إلهي، سيدي ومولاي
  • شاب قتل زوجته ضرباً حتى الموت
  • متى أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟.. بدأ منذ ساعات
  • أفضل الأعمال المستحبة يوم الجمعة.. اغتنمها