25 فبراير، 2024

بغداد/المسلة الحدث: تتكرر دعوات حذف الأصفار من الدينار العراقي بين الحين والآخر، خاصة مع تدهور قيمته مقابل العملات الأجنبية وارتفاع معدلات التضخم. وتطرح هذه الدعوات باعتبارها حلاً سحرياً لعلاج مشاكل الاقتصاد العراقي، لكن الواقع أكثر تعقيداً من ذلك.

وقال المحلل الاقتصادي زياد الهاشمي،.

 “إن مسألة حذف الأصفار وترشيق الدينار أصبحت موضوعًا يتسبب في الكثير من التفكير والجدل في الأوساط الاقتصادية، ولا يمكننا تجاهل الآثار الكبيرة التي قد يحملها هذا القرار.”

واضاف: “لقد أصبحت الأصفار الثلاثة للدينار عبئًا ثقيلًا على المواطن العراقي، حيث تكلفه الكثير من جهده ووقته للتعامل مع هذه القيم الضخمة. وعلاوة على ذلك، فإن ارتفاع الأصفار قد زاد من ضعف الدينار مقابل العملات الأخرى، مما يجعل التجارة والتبادل التجاري أمرًا صعبًا للغاية.”

وفي العام 2010  ظهرت دعوات لحذف صفرين، لكنها لم تُنفذ.
و فقد الدينار العراقي الكثير من قيمته بسبب التضخم، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير.

وقال الهاشمي: “من هنا، يعتقد الكثيرون من الخبراء الاقتصاديين أنه من الضروري البدء في عملية حذف الأصفار وترشيق الدينار الآن لتحقيق عدة فوائد، من بينها التخلص من ضغوط التضخم المتراكم واستعادة الثقة بالدينار.”

وتابع: “ومع ذلك، ينبغي أن نكون حذرين للغاية في هذا القرار، حيث أن عملية حذف الأصفار لا تعتبر بمثابة حلا سحريًا، بل يجب أن ترافقها إصلاحات هيكلية في السياسات النقدية والمالية وغيرها من الإصلاحات.”

و ازدادت صعوبة التعامل مع الأرقام الكبيرة في المعاملات المالية.
و يعتقد البعض أن حذف الأصفار سيعزز الثقة بالدينار العراقي.

و  لا يمكن لحذف الأصفار أن يحل المشكلة بشكل جذري دون إجراء إصلاحات اقتصادية شاملة.

ويؤدي حذف الأصفار إلى تفاقم التضخم إذا لم تتم معالجته بشكل صحيح، كما أن عملية حذف الأصفار مكلفة وتحتاج إلى تخطيط دقيق.

واستطرد الهاشمي: “لذلك، يجب علينا أن نتحرى الدقة والتروي في اتخاذ هذا القرار، وعلى السلطات المعنية توفير الظروف الملائمة واختيار التوقيت المناسب لتنفيذ عملية حذف الأصفار بنجاح.”

واعتبر الهاشمي انه ” عندما يتم ذلك بشكل صحيح، يمكننا أن نتوقع أن يصبح للعراق دينارًا قويًا يعتبر مخزنًا للقيمة، وربما حتى يكون أقوى من الدينار الذي كان قبل عام 1980.”

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الدینار العراقی

إقرأ أيضاً:

القمة العربية في القاهرة.. خطة مصرية لإعمار غزة وتحديات التنفيذ| فما هي؟

عقدت القمة العربية الطارئة في القاهرة يوم الثلاثاء لمناقشة التطورات الأخيرة في قطاع غزة، حيث تبنت القمة الخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع. 

وتأتي هذه الخطة كبديل لخطة "ريفييرا الشرق الأوسط" التي طرحتها الإدارة الأمريكية سابقًا، مع التأكيد على عدم تهجير السكان الفلسطينيين. 

وشهدت القمة مشاركة واسعة من القادة العرب الذين شددوا على ضرورة دعم الفلسطينيين وحماية حقوقهم.

تفاصيل الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة

تسعى الخطة المصرية إلى تقديم رؤية متكاملة تتضمن عدة مراحل تهدف إلى تحقيق التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، وذلك تحت إدارة فلسطينية مستقلة. تشمل الخطة:

مرحلة التعافي المبكر: تمتد لمدة ستة أشهر، وتتضمن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة، وإعادة الخدمات الأساسية، وإزالة الأنقاض.مرحلة إعادة الإعمار: تمتد على مدى خمس سنوات، وتتضمن بناء 460 ألف وحدة سكنية، وإعادة تأهيل البنية التحتية، وإنشاء مشاريع استثمارية لتعزيز الاقتصاد المحلي.الضمانات الأمنية والإدارية: تشمل تدريب كوادر أمنية فلسطينية بالتعاون مع مصر والأردن، وتشكيل لجنة فلسطينية مستقلة لإدارة القطاع.التنسيق الدولي: دعت القمة إلى مشاركة الدول العربية والإسلامية في دعم الخطة وكسب التأييد الدولي لها، مع مطالبة مجلس الأمن بنشر قوات حفظ سلام دولية لضمان الأمن والاستقرار.المواقف العربية والدولية من الخطة

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن الخطة تمثل رؤية شاملة تبدأ بمرحلة الإغاثة العاجلة والتعافي المبكر، وصولًا إلى إعادة الإعمار الكامل، مع ضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم.

كما شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على ضرورة إنهاء الأزمة من خلال إطار سياسي يضمن الاستقرار الدائم.

ومن جهته، أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن السلطة الفلسطينية مستعدة لتولي مهامها في غزة، مع تشكيل حكومة فلسطينية تضم كفاءات من أبناء القطاع.

وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني رفض بلاده لأي محاولات تهجير للفلسطينيين، مشددًا على أهمية دعم خطة إعادة الإعمار.

الخسائر الناجمة عن الحرب وتأثيرها الاقتصادي

تجاوزت الخسائر الاقتصادية التي لحقت بقطاع غزة 53 مليار دولار، حيث تعرضت البنية التحتية لدمار واسع النطاق:

بلغ إجمالي الأضرار المادية 29.9 مليار دولار.انكمش اقتصاد القطاع بنسبة 83% في عام 2024.وصلت معدلات البطالة إلى 80%، مع انهيار شبه كامل للأنشطة التجارية والصناعية.91% من سكان غزة يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، وسط توقعات بحدوث مجاعة واسعة النطاق.تضرر قطاع التعليم بشدة، حيث خرج 745 ألف طفل عن مسارهم التعليمي بسبب تدمير المدارس.آليات تنفيذ إعادة الإعمار

تشمل الخطة:

توفير مساكن مؤقتة للنازحين وإزالة الركام من المناطق المدمرة.بناء 200 ألف وحدة سكنية خلال المرحلة الأولى، واستكمال مشاريع البنية التحتية الأساسية.إنشاء منطقة صناعية، وميناء تجاري، ومطار غزة.إزالة 50 مليون طن من الركام، بما في ذلك 800 ألف طن من المواد السامة مثل الأسبستوس.ردم 14 كيلومترًا مربعًا من البحر باستخدام الركام لإنشاء مناطق سكنية جديدة.التحديات المستقبلية وسبل الحل

أشارت مسودة الخطة إلى أن تحقيق الاستقرار في غزة يتطلب:

وقف إطلاق نار طويل الأمد.تمكين السلطة الفلسطينية من العودة لإدارة شؤون القطاع.دعم دولي لتنفيذ مشاريع الإعمار والبنية التحتية.التنسيق مع المجتمع الدولي لضمان عدم تهجير السكان الفلسطينيين.

تعد الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في القطاع، حيث توفر رؤية متكاملة تعالج الأضرار الناجمة عن الحرب وتضع أسسًا لإعادة البناء.

ومع ذلك، فإن نجاح الخطة يعتمد على توفر الدعم الدولي والإرادة السياسية لضمان تنفيذها بالشكل المطلوب، مع الحفاظ على حقوق الفلسطينيين في أراضيهم ومنع تهجيرهم.

مقالات مشابهة

  • تراجع سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار اليوم الخميس
  • تيك توك تحتفي بروح رمضان بمبادرات ملهمة وتحديات تفاعلية
  • برج العذراء.. حظك اليوم الخميس 6 مارس 2025: فرص وتحديات
  • الاتحاد الأوروبي يقترب من إطلاق نظام الدخول/الخروج الرقمي بعد تأجيلات متكررة
  • القمة العربية في القاهرة.. خطة مصرية لإعمار غزة وتحديات التنفيذ| فما هي؟
  • البنك المركزي العراقي يعلن انخفاض التضخم السنوي إلى 2.8%
  • ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي مع افتتاح التعاملات في بغداد
  • مواطنون في وادي الدواسر: المأساة في تقاطعات الدائري الشمالي متكررة ولا بد من حل
  • *السمنة.. خطر صحي عالمي وتحديات متزايدة*
  • القمة العربية وتحديات الخيبة واليأس