قال المفكر الكبير المستشار عبدالجواد ياسين أنه سعيد جدًا أن يكون في ضيافة الوفد فهى زيارة من شأنها أنها تسعد والده رحمه الله، موضحاً أنه سعيد برؤية الدكتور وجدي زين الدين والكاتب مصطفى عبيد و الشباب وغيرهم ممن حضر  الندوة.

 

جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية التى  أقامتها مؤسسة الوفد الإعلامية  تحت عنوان "نحو خطوات ملموسة لترسيخ المواطنة في مصر"، فى حضور الدكتور وجدى زين الدين رئيس تحرير الوفد، والكاتب الصحفى مصطفى عبيد رئيس التحرير التنفيذي لجريدة الوفد، الذى أدار الندوة،  والدكتور مصطفى عبدالرازق ولفيف من صحفيى الوفد ومحبى العالم الجليل.

وأشاد المستشار عبدالجواد ياسين بعنوان الندوة الذي اقترحه الكاتب الصحفى مصطفى عبيد عن المواطنة في مصر بأنه عنوان جدير بمؤسسة ليبرالية ووطنية عريقة مثل الوفد، وحيث يتضمن العنوان الوعي بوجود مشكل في مسألة المواطنة.  

 المستشار عبدالجواد ياسين


وأضاف سأتكلم في ثلاث نقاط محددة سريعًا هى: معنى المواطنة في المصطلح اللي احنا بنحكيه? وما هو مشكل المواطنة? وما الذى نتحدث فيه في شكل مقترحات مطلوبة لحل المشكل.

المواطنة

وأوضح أن المواطنة باختصار هي أحد ركنين تقوم عليهما الدولة المدنية الحديثة. فالدولة المدنية الحديثة تقوم على القانون والمواطنة. قانون يعني علمانية التشريع. والمواطنة تعني علمانية الانتماء. الاتنان علمانية.
وأوضح أن المواطنة تعني علمانية التشريع، وعلمانية القانون أساسًا تقول إن القانون شأن متغير وبالتالي فهو قابل للتغير باستمرار. أي هو بالضرورة وضعان لا يخضع لفكرة التأديب المطلق التي تقول بها الايديولوجيات الدينية. أما الانتماء فهو مفهوم مقابل لفكرة الأممية الغائمة التي تصدر عن الأيديولوجيات الدينية أو الايديولوجيات غير الدينية.

كانت مؤسسة الوفد الإعلامية استضافت المفكر الكبير المستشار عبد الجواد ياسين، فى حلقة نقاشية أقيمت تحت عنوان "نحو خطوات ملموسة لترسيخ المواطنة في مصر".

تناول اللقاء إطلالة شاملة على فكر عبد الجواد ياسين وتفكيكه لخطاب الإسلام السياسي وتصوراته لنشر ثقافة التسامح واستيعاب الآخر، والذي عبر عنه من خلال مؤلفات ودراسات رصينة كان أبرزها كتابي السلطة في الإسلام،  والدين والتدين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المواطنة ندوة الوفد المواطنة في مصر ترسيخ المواطنة المواطنة فی مصر

إقرأ أيضاً:

حتي لا يصبح فك الإرتباط حُقنة كمال عبيد

حتي لا يصبح فك الإرتباط حُقنة كمال عبيد

محمد عصمت يحيي
✍️

نصت إتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الحركة الشعبية بقيادة الوحدوي د.جون قرنق ونظام المؤتمر الوطني بقيادة عمر البشير ضمن نصوصها علي إلتزام الطرفين بجعل وحدة السودان وحدة جاذبة في مواجهة نص بحق تقرير المصير عبر إستفتاء ولما كانت النار دائماً هي من مستصغر الشرر فقد كانت هنالك شرارة صغيرة هي ( الجنوبيين حُقنَة ما حا نديها ليهم)، عبارة عن حروف قليلة تفوه بها كمال عبيد أحد قيادات المؤتمر الوطني آنذاك لكن بقي صداها لاهباً لست سنوات حتي أتي الإستفتاء في العام 2011 ليقر إستقلال جنوبنا الحبيب عن السودان الكبير وما زالت ذكري الحُقنَة قصة حية وستظل في ذاكرة كل المُجايلين لحدث التقسيم الأول للسودان.
ما دعاني للربط بين حُقنَة كمال عبيد وفك الإرتباط هو الصراع المُعلن بين طرفين داخل تنسيقية تَقدُم بوصفها تَجمُعاً لعدد مُقدر من القوي السياسية والمدنية والعسكرية حول قضية محورية هي وقف الحرب الدائرة الآن بين الجيش والدعم السريع وتجنيب البلاد لكل مألات يمكن أن تقود إليها وأخطرها هو تقسيم ثانٍ بدأت ملامحه بائنة ليس فقط في دعوات سودان البحر والنهر أو في تسويق النعرات العنصرية والقبلية وإنما في تنفيذ خطوات تقسيم عملياً يقوم بها نظام المؤتمر الوطني الحاكِم برئاسة أحمد هرون المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية والذي ثبت فعلياً لكل من له عينين أنه النظام المُمسِك بكل أجهزة الدولة العسكرية والأمنية والمدنية ومن قبيل التذكير فهذه الخطوات هي:
1. تغيير عملة البلاد الموحدة في مناطقه وإستثناء بقية البلاد وبالتالي نشوء نظام نقدي ومالي جديد وخاص به.
2. حصر خدمات الوثائق الثبوتية (أرقام وطنية، جوازات، شهادات الميلاد والوفاة .. إلخ) وحرمان البقية من المواطنين الموجودين خارج مناطق سيطرته.
3. إستمرار العملية التعليمية وإجراء الإمتحانات لشهادتي الأساس والثانوي داخل ولايات محددة خاضعة له.
4. منع إنسياب المساعدات الإنسانية كالغذاء والدواء من مناطقه إلي الولايات الٱخري.
5. إستخدام سلاح الطيران بكثافة في قصف المدنيين وفي مناطق معينة بإعتبارها حواضن مجتمعية للدعم السريع.
6. إستهداف ممنهج بأبشع صُنوف القتل وأحكام السجن لسَحْنات محددة في مناطقه بإعتبارهم وجوه غريبة.
لم يختلف كثير من المُتناولين من كُتاب ومُحللين ومن دُعاة تشكيل الحكومة والرافضين لها وعديد المتابعين في توصيف هذه الخطوات بأنها مشروع لتقسيم السودان يجري تنفيذه بدقة ولكنهم إختلفوا في إمكانية مقاومته من خلال الدعوة لتشكيل حكومة كما أن البعض قد ذهب إلي أن تشكيلها ربما يُكرّس تقسيم البلاد الذي تقوده سلطة بورتسودان.
في هذه المحطة توقف قطار تنسيقية تقدُم ما بين أطراف مُنادية بتشكيل حكومة في المناطق الغير خاضعة لسيطرة الجيش و أطراف أخري رافضة لها دون الوصول إلي معادلة مُرضية ومُلبية لأشواق السودانيين المتمثلة في وحدة قُواهُ السياسية والمدنية دون المساس بخيارات أي طرف طالما أن الجميع علي إتفاق تام في المباديء والأهداف الكلية التي إجتمعوا وتعاهدوا عليها منذ مايو 2024 بعد إنعقاد مؤتمرهم التأسيسي في أديس أبابا..
دون الخوض في تفاصيل الخلاف بين الطرفين وما تشعب عنه ومنه ومن ثَم خروجه إلي العَلَن والعامة، فبلا شك أن خروج هذا الخلاف لم يكن مُوفقاً لا من حيث التوقيت ولا من حيث الإخراج نفسه، فمن حيث التوقيت فقد جاء خروجه وتنسيقية تقدُم قد خطت خطوات مُقدرة في تحقيق أهم أهدافها وهو المُضي قُدماً نحو تأسيس جبهة مدنية موسعة بدت إرهاصات نجاحها بعد إجتماعات نيروبي في يناير الماضي.
أما من حيث الإخراج غير المُوفق أيضاً فهو مُحاولة ترسيخ مفردة إصطلاحية هي (فك الإرتباط) عبر تسريبها للإعلام وهي مُفردة تم الإتفاق علي إستبدالها (بإطار تنسيقي) تأسيساً علي أن ما يجمع بين الطرفين هو مباديء وأهداف متفقٌ عليها بما فيها من موضوعية مبررات لكل طرف وإن إختلفوا في أدوات ووسائل تحقيقها، إذ لا يخفي علي أحد أن مصطلح فك الارتباط هو مصطلح مفاهيمي له أبعاد سياسية تتعلق بتفكيك وحدة الهياكل والوظائف والمهام للمؤسسات المُوحدة ووضع حدود فاصلة بينها ولمصطلح فك الإرتباط أيضاً أبعاد أخري عندما يُستخدم بواسطة دولتين أو عدة دُول لقضايا خاصة بالحدود والجغرافيا ونظم الحكم.. إلخ ..
خلاصة الأمر وحفاظاً علي وحدة القوي السياسية والمدنية والعسكرية فإن سِيق مصطلح فك الإرتباط سهواً أو عمداً فإن التوفيق قد جانَبهُ تماماً ولكن لم يَفُت الوقت بعد من وجهة نظري، فأمام تنسيقية تَقدُم بكل ما تملكه من عُقول عركتها وعجمت أعوادها أهوال الحياة في مقاومة حِقَب الطغاة فُرَص وسوانِح يتوجب عليهم إغتنامها حتي لا يصبح فك الإرتباط مثل حُقنة كمال عبيد التي تذكرنا بتلك الحقبة الأليمة من تاريخ تقسيم البلاد ..

الوسومحقنة فك الإرتباط كمال عبيد محمد عصمت

مقالات مشابهة

  • جامعة أسيوط تُشارك في الندوة التثقيفية الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة
  • رئيس «الشيوخ» يشيد بأداء الوفد المصري بجنيف: نجح في عرض تطورات الملف الحقوقي
  • حتي لا يصبح فك الإرتباط حُقنة كمال عبيد
  • ربيع ياسين يشيد بمصطفى الدكش: صفقة مميزة للأهلي
  • ربيع ياسين: مصطفى الدكش تلقى عرضًا من الاتحاد السكندي قبل انتقاله للأهلي
  • البابا تواضروس مع لميس الحديدي: قانون بناء الكنائس في عهد الرئيس السيسي خطوة تاريخية
  • المستشار وليد رضوان يكتب: أزمة القوانين الاستثنائية فى العلاقة بين المالك والمستأجر
  • عاجل - حساب السيدة انتصار السيسي ينشر فيديو مشاركتها بندوة "معا بالوعي نحميها"
  • قانون الإضراب... السطي للسكوري: غلبتم منطق الأغلبية العددية وصممت آذانكم عن خطاب الملك
  • برلمانية الوفد بالشيوخ: لا يمكن الانكسار في ظل وجود رئيس وجيش قوي