أحمد مراد (القاهرة)

أخبار ذات صلة الإمارات والكويت.. روابط أخوية ومصير واحد قريباً.. مشاريع كبرى جديدة لـ«مركز الشباب العربي»

تجسد العلاقات الإماراتية الكويتية محوراً مهماً ومؤثراً في مسيرة التضامن العربي والخليجي، ونموذجاً فريداً لسياسة التوازن والاعتدال، وهو ما أكسبها ثقلاً إقليمياً وتأثيراً دولياً في مختلف الملفات والقضايا، لا سيما فيما يتعلق بمواجهة التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط والعالم.

وأوضح الخبير في الشؤون العربية، ونائب المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، الدكتور مختار غباشي، أن العلاقات الإماراتية الكويتية مرشحة للتطور بشكل لافت خلال المرحلة المقبلة في ظل المساعي الحثيثة التي تبذلها قيادتا البلدين لتعميق وتوسيع نطاق العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والثقافية.
ذكر غباشي في تصريح لـ «الاتحاد»، أن هناك فرصاً واعدة لتطوير العلاقات الإماراتية الكويتية، ما يدشن عهداً جديداً من التعاون المشترك والتنسيق المتبادل حيال مختلف القضايا والأحداث الإقليمية والدولية، في ظل تقارب الرؤى والمواقف ووجهات النظر بين البلدين.
تطور مستمر
وأوضح المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري، والخبير في شؤون العلاقات الدولية، السفير جمال بيومي، أن العلاقات بين الإمارات والكويت تشكل واحدة من أبرز المحاور المؤثرة في مسيرة التضامن العربي والخليجي، وهو ما يظهر في تنسيق مواقفهما المشتركة داخل جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأشاد الخبير في شؤون العلاقات الدولية بحرص الإمارات والكويت على تعزيز تنسيقهما المتبادل في المحافل العربية والخليجية والعالمية تجاه مختلف القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، ما يعكس قوة ومتانة العلاقات الإماراتية الكويتية باعتبارها واحدة من أنجح صور العلاقات الدولية الثنائية في ظل وجود مساحات كبيرة من التقارب والتفاهم بين البلدين.
وفي أوائل ديسمبر الماضي، شدد سفير دولة الإمارات لدى الكويت، مطر النيادي، خلال لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية على عمق العلاقات التاريخية المتجذرة وأواصر الأخوة والمصير المشترك الذي يربط البلدين الشقيقين، منوهاً بالتكامل بين البلدين والتعاون والتنسيق المتواصل في مختلف المجالات.
وتطرق النيادي إلى بعض أوجه التعاون بين البلدين، ففي مجال التعليم يتلقى أكثر من 1500 طالب كويتي تعليمهم الجامعي في كليات وجامعات إماراتية، وقد تم افتتاح 3 جامعات جديدة أمام الطلاب الكويتيين لدراسة الطب.  وفي القطاع الصحي أصبحت الإمارات وجهة مهمة للعلاج، وهناك تعاون مثمر في زراعة الأعضاء بين الجهات الصحية في البلدين الشقيقين. وفي قطاع السياحة هناك أكثر من 300 ألف مواطن كويتي زاروا الإمارات خلال عام 2023.
علاقات سياسية
مع الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971، سارعت دولة الكويت إلى إقامة علاقات سياسية واقتصادية ودبلوماسية مع الإمارات، وجرى افتتاح مقر سفارة الإمارات في مدينة الكويت في العام نفسه، وكان السفير راشد عبد العزيز المخاوي أول سفير تم اعتماده للدولة لدى الكويت، بينما كان الشيخ بدر محمد الأحمد الصباح أول سفير تم اعتماده لدولة الكويت لدى الإمارات.
لجنة مشتركة
تأسست لجنة عليا مشتركة للتعاون الثنائي بين الإمارات والكويت في عام 2006، وعُقد أول اجتماع لها في أبوظبي، خلال مارس 2008، وعُقدت دورتها الثانية في يونيو 2013، 
وعُقدت الدورة الثالثة للجنة في مقر وزارة الخارجية الإماراتية في ديسمبر 2015، واستضافت الكويت في نوفمبر 2020 أعمال الدورة الرابعة للجنة.
الاستقرار والسلام 
شددت الكاتبة والمحللة العُمانية، مدرين بنت خميس المكتومية، على عمق العلاقات الرابطة بين الإمارات والكويت، ومستويات التعاون الطموحة على مختلف المستويات والصعد، مشيرة إلى أن القواسم المشتركة بين البلدين، خصوصاً ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشكل عام، قوامها اتباع نهج حل الأزمات والنزاعات بالطرق السلمية، واحترام سيادة واستقلال الدول والالتزام بقواعد القانون والمواثيق الدولية، ودعم الجهود الدبلوماسية والمساعي الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم. وذكرت الكاتبة العُمانية في تصريح لـ «الاتحاد» أن العلاقات الإماراتية الكويتية نموذج إقليمي ودولي يُحتذى به، لا سيما بعد أن تعززت هذه الأخوة والتعاون والشراكة لتتجاوز الطابع التقليدي للعلاقات نحو مستويات عالية في الجوانب الرسمية والشعبية، مستندة إلى ما يجمع البلدين من إرث تاريخي واجتماعي ومواقف سياسية مشتركة. وأشارت إلى أن المستهدفات المستقبلية لدولتي الإمارات والكويت ترفع سقف الطموح في مزيد من التعاون بين البلدين، ونمو الاستثمارات المشتركة، والتأسيس على منجزات واعدة لتحقيق مزيد من الإفادات التنموية التي تخدم المصالح المشتركة، وتعزز مستوى ازدهار ورفاه ونماء الشعبين الشقيقين.
لقاءات واجتماعات
تعددت اللقاءات والاجتماعات المشتركة بين الإمارات والكويت بهدف الدفع بالعلاقات الثنائية نحو آفاق واسعة من التعاون والتنسيق، وفي هذا الشأن استضافت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في أبوظبي أعمال اللجنة القنصلية الثالثة الإماراتية الكويتية في نوفمبر 2019. 
وفي أغسطس 2021 عُقدت جولة المفاوضات الأولى بين البلدين حول اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي في شأن الضرائب على الدخل، وعلى رأس المال، ولمنع التهرب الضريبي.
تاريخ حافل بالتعاون
ترتبط الإمارات والكويت بتاريخ طويل وحافل بأوجه وصور التعاون المشترك في مختلف المجالات، وبدأ قبل الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، ففي المجال التعليمي بدأت أعمال البعثة التعليمية الكويتية في الإمارات خلال عام 1955، وتمكنت من تأسيس وتجهيز العديد من المدارس. 
بينما بدأت أعمال البعثة الطبية الكويتية في الإمارات، خلال عام 1962، وتمكنت من إنشاء بعض المراكز والمستشفيات، كان أبرزها مستشفى الكويت في دبي، ومستشفى للأمراض الصدرية في منطقة أم سقيم بدبي، و3 مستوصفات طبية في الشارقة وعجمان وأم القيوين، ومستشفى الكويتي برأس الخيمة، بالإضافة إلى عيادات تخصصية في الفجيرة وخورفكان.
وساهمت الكويت في إنشاء محطة إرسال تلفزيوني في إمارة دبي، وبدأ العمل بها خلال عام 1969، وحملت اسم «تلفزيون الكويت من دبي»، وشارك في حفل افتتاح المحطة أمير الكويت الراحل، الشيخ صباح الأحمد، وكان وقتها وزيراً للخارجية.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الكويت بین البلدین الکویت فی فی مختلف خلال عام

إقرأ أيضاً:

الإمارات وكوستاريكا توقعان اتفاقية تعاون في مجالات العمل والتطوير الحكومي

وقع مكتب التبادل المعرفي في حكومة دولة الإمارات ومكتب رئاسة جمهورية كوستاريكا، اتفاقية تعاون جديدة في مجالات العمل والتطوير الحكومي، في محطة جديدة للشراكة الاستراتيجية المثمرة بين البلدين في مجالات التحديث والتطوير الحكومي.

وقع الاتفاقية سعادة عبد الله ناصر لوتاه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، ومعالي خورخي رودريغيز فيفيس وزير الاتصالات الحكومية في رئاسة جمهورية كوستاريكا، خلال زيارة رسمية لوفد حكومي إماراتي ضم كلا من سعادة روضة العتيبة سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية كوستاريكا، ومنال بن سالم مدير برنامج التبادل المعرفي الحكومي.

وتم التوقيع خلال اجتماع عقده الوفد الحكومي الإماراتي وجرى خلاله بحث مستجدات التعاون الثنائي، والبناء على الإنجازات التي تحققت، وسبل توسيع مجالات الشراكة والتعاون بما يضمن تعزيز مسيرة تطوير العمل الحكومي، والتعاون البناء بين البلدين.

تهدف اتفاقية التعاون الجديدة إلى تعزيز القدرات المؤسسية وعملية الحوكمة في تطوير العمل الحكومي وفق رؤية مستقبلية، وتركز في مجالات التعاون التي تغطيها على تبادل الخبرات والتجارب، وأفضل الممارسات في بناء قدرات موظفي الحكومة، والمجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك.

وأكد عبد الله لوتاه أن توسيع آفاق الشراكات وتبادل المعرفة في العمل الحكومي بين دولة الإمارات والحكومات في مختلف قارات العالم، يعكس حرص حكومة دولة الإمارات على التعاون الهادف لتمكين الحكومات بالمنهجيات والأدوات اللازمة لاستباق المتغيرات ومواجهة تحديات المستقبل بكفاءة تتيح لها التطور على أسس مستدامة والارتقاء بمستويات جودة حياة مجتمعاتها.

وقال إن توقيع اتفاقية الشراكة الجديدة مع مكتب رئاسة جمهورية كوستاريكا يأتي امتدادا لنموذج ناجح من التعاون في مجالات تبادل المعرفة، ومشاركة التجارب الحكومية المتميزة التي تمكنت حكومتا البلدين من تطويرها على مدى السنوات الماضية، ما يعكس اهتمام البلدين الصديقين بتوسيع وتطوير مجالات الشراكة والتعاون بما يعود بالخير على مجتمعي البلدين.

وهدفت زيارة فريق التبادل المعرفي الحكومي في دولة الإمارات العربية المتحدة، لمتابعة مشروعات الشراكة بين دولة الإمارات وجمهورية كوستاريكا في التطوير الحكومي، وسبل تعزيز العلاقات بين حكومتي البلدين.

وشهدت الزيارة عقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في حكومة كوستاريكا، إذ عقد الوفد الإماراتي اجتماعات مع كل من معالي ماريو زامورا وزير الأمن العام، ومعالي خورخي رودريغيز وزير الإعلام، وسعادة إريك لاكايو نائب وزير الأمن العام، وسعادة ليديا بيرالتا نائبة وزير الخارجية للشؤون الثنائية والتعاون الدولي، وسعادة مارلون نافارو نائب وزير التخطيط الوطني.

والتقى الوفد الإماراتي أيضا آلان كامبوس مدير الإدارة البيئية في المركز الوطني للتكنولوجيا العالية، وإستيبان مينيسيس مدير المختبر الوطني المشترك للحوسبة المتقدمة في المركز الوطني للتكنولوجيا العالية، وخوسيه لويس ليون نائب رئيس الجامعة للبحوث والإرشاد في المعهد التكنولوجي الكوستاريكي، والدكتور كارلوس خمينيز مدير المستشفى الوطني للأطفال، ومارتا إسكيفيل الرئيسة التنفيذية للصندوق الكوستاريكي للضمان الاجتماعي.

تناولت الاجتماعات واللقاءات القيادية عددا من المواضيع المرتبطة بالتعاون الثنائي بين البلدين، شملت بحث أهمية تعزيز التعاون في مجالات التخطيط والتطوير الحكومي، وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، واستعراض نتائج الشراكة الإيجابية المثمرة بين حكومتي الإمارات وكوستاريكا.وام


مقالات مشابهة

  • دبلوماسي أوروبي: علاقتنا مع الكويت عميقة وتشمل ملفات وموضوعات تمتد إلى الأمن الإقليمي
  • «الناشرين الإماراتيين» تدعم الحركة الأدبية العربية الكورية
  • عبدالله بن زايد يهنئ وزير الخارجية المصري ويبحثان العلاقات الأخوية بين البلدين
  • رئيس الوزراء العراقي والسفير الإماراتي يبحثان تعزيز التعاون بين البلدين
  • الإمارات وكوستاريكا توقعان اتفاقية تعاون في العمل والتطوير الحكومي
  • الإمارات وكوستاريكا توقعان اتفاقية تعاون في مجالات العمل والتطوير الحكومي
  • «الهلال الأحمر» توقع ثلاث مذكرات تعاون
  • سفير مصر بالكويت: العلاقة بين البلدين قائمة على أساس الثقة والدعم المتبادل
  • سفير كندا: التعاون مع مصر متميز.. ونحتفل هذا العام بالذكرى الـ70 لإقامة العلاقات بين البلدين
  • سفيرة البحرين تؤكد عمق ومتانة العلاقات الأخوية والتاريخية بين بلادها ومصر