تعاون فني عريق بين الإمارات والكويت.. شراكة في الإبداع
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يُعتبر الفن أحد المجالات الشاهدة على توثيق وترسيخ أواصر العلاقة الثنائية بين الإمارات والكويت، والمضي قدماً في تكوين اتحاد فني، وتنفيذ شراكة إبداعية بين جهات فنية في مجالات مختلفة، لتصوير أعمال سينمائية ودرامية وعرضها على شاشات الإمارات، حيث قدِّمت في السنوات الأخيرة باقة أعمال فنية مشتركة شارك في بطولتها نخبة من نجوم الإمارات والكويت، منهم أحمد الجسمي وحبيب غلوم وسعد الفرج وجاسم النبهان.
أعمال مشتركة
«محمد علي رود» و«الزقوم»، من أبرز الأعمال السينمائية والدرامية التي شارك في بطولتها الممثل القدير سعد الفرج، وتُعتبر ثمرة التعاون الإماراتي الكويتي في الأعمال الفنية المشتركة، والتي عرضت على شبكة قنوات تلفزيون أبوظبي، محققة نجاحاً وانتشاراً كبيرين، بالإضافة إلى المشاركة في بطولة أفلام إماراتية مثل «شباب شياب». وأعرب الممثل سعد الفرج عن فخره بالتعاون المثمر مع تلفزيون أبوظبي منذ بداياته الفنية وحتى الآن، خصوصاً بعد النجاح الكبير الذي حققته أعماله الدرامية التي عُرضت على شاشة «قناة أبوظبي» ضمن السباق الدرامي الرمضاني، منوهاً إلى أنه يحرص خلال مسيرته الفنية على المشاركة في عدد من الأعمال الخليجية عموماً وفي الإمارات خصوصاً، لا سيما أنها تثري الساحة الدرامية والسينمائية بأفكار جديدة ومضامين مختلفة ومواهب فنية واعدة.
إضافة فنية
الممثل القدير جاسم النبهان الذي شارك في بطولة عدد من المسلسلات الإماراتية المهمة، أبرزها مسلسل «خيانة وطن»، أشاد بالتعاون الإماراتي الكويتي في المجال الفني، والذي أثمر تنفيذ العديد من الأعمال المهمة التي تُضاف إلى مكتبة الفن والدراما الخليجية. وقال: تجمعني علاقة وطيدة بالإمارات، ولدي صداقات عدة مع معظم صنّاع الدراما الإماراتيين، وشاركتهم بطولة العديد من الأعمال المتميزة التي اعتبرها إضافة إلى مسيرتي الفنية.
داعم أكبر
«قفص مخملي» و«نبض مؤقت» و«مانيكان»، من المسلسلات التي لعبت بطولتها الممثلة هيا عبد السلام وعُرضت في المواسم المختلفة لماراثون دراما رمضان على شاشة «قناة أبوظبي»، محققة انتشاراً خليجياً وعربياً لافتاً. وحول هذا التعاون المستمر، أوضحت عبد السلام، أنه منذ دخولها مجال الفن، وتلفزيون أبوظبي هو الداعم الأكبر لها خلال مسيرتها الفنية، لافتة إلى أن النجاح الذي حققه والانتشار الذي لمسته كانا بسبب التعاون الحقيقي بينها وبين تلفزيون أبوظبي، حيث عُرضت أعمالها على هذه الشاشة المهمة، ليس فقط في الإمارات بل وعلى مستوى الوطن العربي.
تطور لافت
على مدى 63 عاماً، ونتيجة للدعم المقدم من الجهات المتخصصة بالفنون بمختلف أشكالها، شهدت الحركة الفنية الكويتية تطوراً لافتاً في المسرح والتلفزيون والسينما، حتى لقِّبت بـ «هوليوود الخليج». وعلى مدى سنوات طويلة، تم تقديم أعمال فنية متنوعة ذات مستوى تقني فني عالي، من حيث المضمون وتنوع القصص والأداء التمثيلي المميز لمجموعة من أبرز الفنانين الذين حققوا إنجازات، ورفعوا اسم الكويت عالياً حتى أصبحت إحدى الدول الرائدة في مجال الفن.
إنجاز درامي
حققت الكويت نجاحات لافتة في مجال إنتاج المسلسلات التلفزيونية، فالدراما الكويتية لها تاريخ طويل من التألق والإبداع والحضور القوي في المواسم الدرامية العربية المختلفة، وخصوصاً السباق الدرامي الرمضاني، بفضل قوة نصوصها وأداء مبدعيها، ونالت عدداً من الأعمال الدرامية انتشاراً عربياً لقوة نصوصها وجرأتها واستعراض موضوعات اجتماعية خارج الصندوق، عبّرت عن أحوال المجتمع، ورصدت هموم الناس، ولعب بطولتها نخبة من النجوم الكويتيين أمثال الراحل عبد الحسين عبد الرضا، وحياة الفهد وسعاد عبد الله وسعد الفرج.
محفورة في الذاكرة
خلال مسيرة درامية طويلة، برزت العديد من المسلسلات الكويتية التي لا تزال محفورة في ذاكرة الناس حتى وقتنا هذا، ومن أبرزها: «الملقوف» عام 1973 الذي يعتبر بدايات الكوميديا الارتجالية، وشارك في بطولته عبد الحسين عبد الرضا ومحمد جابر، و«حبابة» 1976 بطولة حياة الفهد ومريم الغضبان ومحمد المنصور، و«درب الزلق» 1977، الذي يُعتبر من أشهر وأبرز المسلسلات الخليجية والعربية، بطولة عبد الحسين عبد الرضا وخالد النفيسي وسعد الفرج وعبد العزيز النمش، وتدور أحداثه حول الأخوين «حسينوه» وشقيقه «سعد» من الأثرياء بين ليلة وضحاها نتيجة شراء الحكومة لمنزلهم، وذلك في مرحلة تطوير البنية التحتية للبلاد، فتبدأ بعد ذلك مغامراتهم في المشاريع التجارية الفاشلة.
وفي عام 1980، تم إنتاج مسلسلين حققا شهرة وانتشاراً كبيرين، هما «خرج ولم يعد» بطولة غانم الصالح وسعاد عبد الله وحياة الفهد وانتصار الشراح، و«إلى أبي وأمي مع التحية» بطولة خالد النفيسي وحياة الفهد، ليتوالى بعد ذلك إنتاج العديد من المسلسلات المتميزة، منها «درس خصوصي» 1981 بطولة عبد الحسين عبد الرضا وسعاد عبد الله وحياة الفهد ومريم الصالح، و«زمن الاسكافي» 1998 بطولة عبد الحسين عبد الرضا وسعاد عبد الله وغانم الصالح.
مسيرة حافلة
وشهدت الكويت مسيرة سينمائية حافلة بدأت عام 1971، حينما أخرج خالد الصديق أول فيلم روائي كويتي بعنوان «العاصفة». وفي عام 1972، أنتجت أول فيلم روائي طويل لها «بس يا بحر» من إخراج خالد الصديق الذي يُعتبر بداية صناعة السينما في الكويت، وشارك في بطولته حياة الفهد ومحمد المنصور وسعد الفرج وأمل بكر، لتتوالى الأعمال السينمائية بعد ذلك
علامة فارقة
يُعتبر الممثل الراحل عبد الحسين عبد الرضا، علامة فارقة في الفن الكويتي، حيث قدم العديد من الأعمال الدرامية المتميزة التي نالت صدى كبيراً منها: «درب الزلق» و«درس خصوصي» و«الأقدار» و«سوق المقاصيص» و«أبو الملايين».
ثنائي فني
شكّلت الممثلتان سعاد عبد الله وحياة الفهد ثنائياً فنياً مميزاً في المشهد الدرامي الخليجي، حيث جذبتا من خلاله الأضواء وحققتا شهرة وانتشاراً خليجياً وعربياً، وقدمتا بعض المسلسلات الشهيرة التي تربى عليها أجيال، ونالت إشادات من النقاد وصنّاع الدراما، أبرزها «خالتي قماشة» عام 1983 و«رقية وسبيكة» عام 1986.
إسهامات
أسهم الممثل غانم الصالح في تأسيس المسرح الكويتي، ومن أبرز أعماله: «على جناح التبريزي» و«باي باي لندن» و«حرم سعادة الوزير»، إضافة إلى أعماله الدرامية المتميزة، منها «خالتي قماشة» و«قاصد خير» و«خرج ولم يعد»، كما أسهمت الممثلة مريم الغضبان، صاحبة المسيرة الفنية الحافلة، في تجسيد عدد من الشخصيات المميزة من خلال عدة أعمال نالت اهتمام المشاهد، منها «حبابة» و«خالتي قماشة».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الكويت الدراما رمضان الإمارات والکویت من المسلسلات عبد الرضا من الأعمال العدید من
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس الشيوخ البرازيلي لـ«الاتحاد»: شراكة الإمارات والبرازيل قوية وتزداد قرباً
أجرى الحوار: حمد الكعبي ومحمد غزال (برازيليا)
أكد رودريغو باتشيكو، رئيس مجلس الشيوخ الفيدرالي والكونغرس الوطني في البرازيل، أن الشراكة بين الإمارات والبرازيل تشهد ازدهاراً غير مسبوق مع مرور 50 عاماً على العلاقات الدبلوماسية، مشيراً إلى أن تميز العلاقات الثنائية يعكس شراكة قوية تزداد قرباً، ويمهد الطريق لمزيد من الازدهار في السنوات المقبلة.
وقال باتشيكو خلال مقابلة حصرية مع صحيفة «الاتحاد»، أجراها الدكتور حمد الكعبي الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار وفريق الصحيفة، في مقر مجلس الشيوخ البرازيلي في برازيليا: «إن العلاقات بين الإمارات والبرازيل في أوجها، والتعاون مستمر»، واصفاً هذه العلاقة بـ «القوية وغير القابلة للتفكيك»، فيما تترسخ جذور العلاقة في الأهداف والرؤية المشتركة لمستقبل يجمع بين الازدهار والاستدامة.
المجموعة البرلمانية
وأضاف رودريغو باتشيكو: «أود أن أؤكد احترامي وإعجابي بالإمارات وبالروابط التاريخية بين الدولتين، وأشعر بالفخر الكبير لتولي المسؤولية المهمة لرئاسة مجموعة البرازيل - الإمارات البرلمانية هذا العام، وهو منصب أعتز به كثيراً».
وسلط باتشيكو الضوء أيضاً على الدور المهم الذي تلعبه مجموعة البرازيل - الإمارات البرلمانية، والتي وصفها بأنها منتدى متميز لتطوير الدبلوماسية البرلمانية، يسعى إلى تعزيز الروابط وتمتين التعاون بين الهيئات التشريعية في كلا البلدين، بالإضافة إلى تحسين التشريعات التي تنظم وتشجع العلاقات الثنائية.
زيارات مشتركة
وأشار رئيس مجلس الشيوخ الفيدرالي أن الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات بين الإمارات والبرازيل تعزز التزام الدولتين بالتصدي للتحديات العالمية معاً، لافتاً إلى أهمية الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى الإمارات في أبريل 2023، ومباحثاته البناءة مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تبعتها مشاركة البرازيل في مؤتمر COP28.
شراكة استراتيجية
وقال رودريغو باتشيكو: إن رفع العلاقات بين البرازيل والإمارات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في العام 2019، ساهم في توسيع التعاون في مجالات الأمن والطاقة والسياحة والثقافة والرياضة، كما أسفر عن نتائج إيجابية في المجال الاقتصادي، ما عزز الشراكة الاقتصادية بين الدولتين بشكل كبير، حيث تقدر الاستثمارات للصناديق السيادية الإماراتية في البرازيل بحوالي 20 مليار دولار، كما ازدهرت التجارة لترتفع الصادرات والواردات من 2.7 مليار دولار في 2019 إلى 4.3 مليار دولار في 2023، ما يمثل زيادة ملحوظة بنسبة 60% خلال خمس سنوات فقط.
وأشار رئيس مجلس الشيوخ إلى أن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين الدولتين يعزز خلق فرص العمل من خلال الأعمال التجارية، مما يدعم اقتصاد دولتينا ويساهم في تحقيق تطلعات شعبينا بالتنمية والازدهار، معبراً عن احترامه وإعجابه العميقين بالإمارات، ومستوى تميز العلاقات مع البرازيل والتي بلغت ذروتها حالياً، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية.
الازدهار والاستدامة
وأضاف باتشيكو: «مع الطموحات المشتركة من أجل الازدهار والاستدامة، فإن هذا العام يمثل علامة بارزة في التعاون المستمر، حيث يتميز بتعميق الروابط الاقتصادية والالتزام بالدبلوماسية البرلمانية».
وقال رئيس مجلس الشيوخ: إن العلاقات تتطور وتكتسب زخماً متزايداً، ففي العام الماضي، وافق مجلس الشيوخ الفيدرالي على اتفاقيتين مهمتين بين البلدين: إحداهما لتسهيل الاستثمارات والأخرى للتعاون المتبادل والمساعدة في مسائل الجمارك، بالإضافة إلى ذلك، في عام 2022، أصدر مجلس الشيوخ مرسوماً أنشأ بموجبه اتفاقية لتبادل المعلومات.
بعثات برلمانية
وقال رئيس مجلس الشيوخ إنه بين عامي 2018 و2021، أرسلت البرازيل ثلاث بعثات برلمانية رسمية إلى الإمارات، مما يعكس الالتزام بالانخراط المتبادل، وبدوره قام المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي بزيارات إلى البرازيل، وقد أسفرت هذه التبادلات عن نتائج ملموسة من خلال الاتفاقيات التي أقرها البرلمان البرازيلي، وتطور التجارة والاستثمارات بين البلدين.
التطلع للمستقبل
وأضاف باتشيكو: إن الإمارات شريك استراتيجي في مجموعة البريكس، حيث تتطلع كلتا الدولتين إلى المستقبل، والبناء على إنجازاتهما خلال الخمسين عاماً القادمة، كما يمتد التعاون بينهما إلى ما هو أبعد من الاقتصاد، ليشمل أبعاداً ثقافية واجتماعية تعزز الصداقة والأخوة بين شعوبهم.
وأضاف: «هذا ما نعتزم الحفاظ عليه خلال الخمسين عاماً القادمة. إنها علاقة تتميز بروابط الصداقة بين دولنا، والتعاون بين حكوماتنا، والأخوة بين شعوبنا. بلا شك، ستكون جهود برلمانات كلا البلدين أساسية في توطيد وترجمة نوايانا للمساهمة المشتركة في تطوير دولتينا».