صحيفة الاتحاد:
2025-03-07@02:47:56 GMT

ثقافة الكويت.. معرفة وتنوير

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

محمد عبدالسميع (الشارقة)
إذا أردتَ أن تتعرف إلى ثقافة بلد وفَهْمِهِ الحقيقي لمعنى الثقافة، فتعرَّفْ إلى إصدارات ذلك البلد من الفكر والثقافة وعنايته بالنُّخَب والمؤسسات الإبداعية، واهتمامه بالكِتاب، باعتباره أصل المعلومة، وسبباً لكلّ جديد في عالم الثقافة والتقدّم والنهوض الشامل.
ومن يتخيَّر واقع المجلات والإصدارات التي تتبناها الإمارات والكويت الشقيقة، سيجِدُ أنّ المشهد الثقافي لكلا البلدين يتسم بالحيوية وضاربٌ في الأصالة والعراقة، وينطلق من رؤى حكيمة ترسّخ الحفاظ على المنتج الثقافيّ والحضاريّ والمعرفيّ لدى الإنسان، باعتباره صانع التنمية والمشارك فيها، وباعتباره هدفَها في الوقت ذاته.


وفي احتفال دولة الكويت بيومها الوطنيّ، نتذكر واقع المجلات الكويتية التي كانت وما تزال، عوناً لطالب الفكر والمعرفة والأدب والإبداع، ولاشكَّ أنّ أيّ قارئ عربيٍّ سيذكر حتما مجلة «العربي» الراسخة في وجدان المثقفين والنُّخَب والكُتَّاب قبل أن تغزو الثقافة التكنولوجيا الحديثة بالشاشات الزرقاء وثورة المعلومات.وهذه المجلة التي ما تزال تواصل دورها، حاملة الكلمة المضيئة المؤثرة في قراءتها خلال عقودٍ ضاجّة بالفكر والأدب والعلم والمعرفة، مثلما نستحضر هذه الرؤية الأصيلة التي انتهجتْها دولةُ الإمارات العربية المتحدة، وهي تُوجّه كلّ كل دعم وتثمين لخدمة الثقافة العربية، من خلال واقع المجلات الزاهر في أبوظبي، ودبي، والشارقة، وكلّ إمارات الدولة، كمجلاتٍ تعكس الغنى الثقافي والفني، ولذلك فإنّ الاستمرار في هذا النهج، واستمرار الاهتمام بالمجلات الثقافية، بكل تخصصاتها التراثية والإبداعية والمعرفية، خاصةً في هذا العصر، عصر العُزوفِ الواضح عربيّاً وعالميّاً عن القراءة والمطالعة، يدلُّ على أولوية الأجندة الثقافية لدى الدولتين، وهو حضورٌ متنوعٌ ومتعدد، وينسحبُ على كلّ مفردات العمل الثقافي وتفرعاته ورسالته وفلسفته المستمرة والحاضنة لفكر الإنسان في كل الظروف والأزمان.
غنى معرفي وثقافي
واستطاعت الجهود الثقافية التي بذلتها الكويت أن تثمر عن غنى معرفي وثقافي متميّز في الذاكرة العربية، خصوصاً في ارتباط هذه الذاكرة بـ«مجلة العربي» التي انطلقت في مسيرتها المتميزة منذ نهاية الخمسينيات من القرن الماضي منبراً لكلّ الأقلام التي وجدت فيها مساحةً للتعبير والسجالات الفكرية والمعرفية، وكذلك ما رسَّخته دولة الكويت في أعمال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وما يستذكره المثقفون من الإصدارات المتتابعة لسلسلة «عالم المعرفة»، وغيرها، وما اندرجَ تحت عباءة مجلة «العربيّ» من ندواتٍ مهمةٍ في مواضيع الثقافة العربية والحوار الهادف، والمنشورات المتخصصة، مثل كِتاب العربيّ، ومجلة العربيّ الصغير، والعربيّ العلمي، وكل ذلك يؤكّد ما أنّ المجلات العربية منابر دالة على فكر الدول وثقافات الشعوب.
وفي الإمارات التي تزخر بمجلاتٍ عديدة وحافلة بالعطاء الثقافي والأدبي والنقدي والمعرفي، في كل أنواع الأدب وأجناسه، والفكر وضروبه، والفن وحقوله، وتستقطبُ الأقلام والضيوف الخليجيين والعرب وأدباء العالم ومثقفيهِ، في الندوات المتخصصة والمهرجانات المصاحبة، ما يؤكّد متانة وتألق المشروع الثقافي في كلتا الدولتين، ورؤيتهما المشتركة، تجاه أن تكون الثقافة فعلاً حقيقيّاً، وفي الإمارات مجلات ثقافية وأدبية متميزة مثل «مجلة الرافد» في الشارقة، وما يتفرّع عنها من كتب وإصدارات، و«دبي الثقافية»، وغيرهما من المجلات العديدة، التي تؤدي دورها بانتظام، ووصلت لكلّ القراء في كل بلدان الخليج والبلاد العربية الأخرى، هذا فضلاً عن توزيعها في المكتبات ومعارض الكتاب العربية والعالمية.
رؤى مشتركة
وحين تتم قراءة العلاقات الثقافية الإماراتية الكويتية، بناءً على مؤشرات التعليم والنهضة العلمية والثقافية والجوائز الأدبية والفنية والمبادرات المصاحبة وكلّ هذا الحراك اللافت، فإنّ المسألة تثرى حتماً بالرؤى المشتركة، التي عززتها أساساً عوامل جغرافية وثقافية وتراثية وروابط تاريخية متينة، لكون الإمارات والكويت دولتين خليجيتين، وكونهما تتمتعان بوعيٍ وفكرٍ متقدم وحافزٍ للانفتاح وقراءة أوجه التعاون الثقافيّ، وتعزيزه في الاستضافات واتفاقات التعاون، وخاصة أن للوعي الثقافيّ المشترك لدى الإنسان الإماراتي والكويتي دوره في هذا الحضور الكبير، والصوت المعبّر عن الأصالة والمعاصرة في آن معاً.
وفي ذاكرة كلٍّ من البلدين قصصٌ وحكاياتٌ في التأسيس، وإرهاصات النهوض والتطلع لتحقيق الذات وإفادة المنطقة، وتقدّر الإمارات الدور الرياديّ والأصيل لدولة الكويت الشقيقة، في نهضتها التعليمية وإسهامها في التعليم المدرسي المبكّر في الإمارات، قبل تأسيس الاتحاد، من خلال البعثات المدرسية التعليمية، حين كانت الكويت مقصداً للعمل بحكم الجوار، ومن هنا فقد ظل هذا الواقع العريق من علاقات الجوار والصداقة والانسجام الثقافي في الجغرافيا والعادات والتقاليد، يُرسخ اعتزاز الشعبين بهذا الترابط.

أخبار ذات صلة 7 عروض تتنافس على جوائز «أيام الشارقة المسرحية» قرعة بطولة دبي لتنس الرجال

عراقة وأصالة
تدرك الدولتانِ أهمية الوعي المجتمعيّ والمنجز الثقافي في مسيرة النهضة وتعزيزها، ولهذا السبب يبقى الشعب الإماراتي والشعب الكويتي، كمجتمعين مثقفين وواعيين، قويينِ في مواجهة تحديات العصر الثقافية، من خلال هذا اليقين الثابت في البلدين بضرورة الحفاظ على المكتسبات الثقافية، وجعلها جزءاً من السلوك والنهج اليومي الذي ينشأ عليه الأبناء، وهم يعتزّون برؤية القيادة الرشيدة، ويكونون لسان حال بلادهم وثقافتهم الأصيلة في الخارج.
وكما هي المجلات والكتب والإصدارات، يمكننا أيضاً أن نأخذ أيّ جانب ثقافي، كالشعر مثلاً، لنجد هذه الجذور الضاربة والمشتركة في اللهجة والمفردة، وفي تنافذ المنطقة على كلّ مكوناتها الجغرافية، ولذلك كان الخطاب الثقافيّ الإماراتي الكويتي خطاباً يتأسس على عراقة وأصالة المكونات الثقافية والتراثية الواحدة في عمومها، وتفاصيلها، لكلّ منطقة الخليج وثقافتها، والدور المحوري الذي تؤديه في موقعها الاستراتيجي.
ومن هنا، كان الخطاب الثقافي عامل بناء ونماء في كلٍّ من الإمارات والكويت. وتدعم الثقافة وتعزز علاقات الشراكة في مختلف أوجهها، حين نجد تكامل البلدين في أن يضيئا على التاريخ الأصيل، ويتقدَّما بكل ثقة، ضمن تطلعاتٍ مستقبلية مؤزَّرةٍ بعوامل القوة الثقافية والوعي والنجاح.
وتحرص دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، ضمن تطلعاتهما، على أن تكون الرؤية المشتركة للمستقبل، هي العامل الأول والأساس في هذا الدور المحوري والاستراتيجي لكل مشروعاتهما الثقافية. ولذلك فقد ظلت رؤية القيادة الرشيدة تعزز الأهمية الكبرى لعلاقات الأخوّة والصداقة مع الكويت، وهو ما يتجلى من خلال الفعاليات الثقافية السنوية والمنتظمة، مثل برامج الشعر الكبيرة وغيرها من الاحتفاليات في أبوظبي، أو في المواسم الثقافية والفنية والندوات المتخصصة في دبي، أو في الأيام التراثية ومهرجانات الشعر والفنون التشكيلية والمسرحية في الشارقة، والفجيرة، وكلّ إمارات الدولة، فضلاً عن معارض الكتاب المنتظمة بين البلدين والتمثيل الثقافي المتبادل في المناسبات المتنوعة، في الفنون والآداب.
مكتسبات وإنجازات
الاحتفالات الوطنية لدولة الكويت الشقيقة تتكلل بالعيد الوطني الجامع لكل مشاعر المحبة والبهجة والمشاركة في أفراحها وما وصلت إليه من مكتسبات وإنجازات، وهي مناسبة ثمينة للمشتغلين في حقل التراث الثقافي المادي وغير المادي، ليؤكدوا على عمق العلاقات الثقافية والأواصر المتينة بين الإمارات والكويت، كما في حقل الأغنية التراثية التي وصلت إلى أبعاد إبداعية في الكويت، من خلال أسماء مبدعيها الكبار، مثلما هي الحالة الإبداعية المتألقة في الإمارات أيضاً، من واقع موروثها المكتنز بكلّ الأصالة والعراقة والثراء الثقافي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: دائرة الثقافة والسياحة الإمارات الكويت الإمارات والکویت دولة الکویت فی الإمارات من خلال فی هذا

إقرأ أيضاً:

الثلاثاء.. قصور الثقافة تطلق ليالي رمضان بالقليوبية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يقدم فرع ثقافة القليوبية مجموعة متنوعة من الفعاليات ضمن برنامج ليالي رمضان الثقافية والفنية الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، في الفترة من ١١ وحتى ٢١ رمضان، ضمن برامج وزارة الثقافة.

تنفذ الفعاليات بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وتقدم يوميا في تمام الثامنة مساءً، ويشهد يوم الافتتاح الثلاثاء 11 رمضان، معرضا فنيا، بقصر ثقافة القناطر الخيرية، يعقبه حفل موسيقى عربية، وأمسية شعرية بمشاركة الشعراء محمد هباش، سومية عبد الرحمن، أيمن إسماعيل، وإيمان سعيد.

يليه فى اليوم التالي، أمسية للشعراء فايز تكلا، صابر قدح، وفاطمة هزاع، وعرض فني لفرقة القناطر للموسيقى العربية، وذلك ببيت ثقافة شبين القناطر.

وفي يوم 13 رمضان، يشهد بيت ثقافة الخانكة، أمسية للشعراء محمد كامل، محمد عبيد، وناهد فتح الله، وعرض فني لفرقة السلام للموسيقى العربية.

وتواصل الفرقة عروضها في اليوم التالي بقصر ثقافة القناطر الخيرية، وعرض فنى لفرقة كورال الجيزة، بجانب أمسية يشارك بها الشعراء نجلاء عزت، فهمي فوزي، وجواد البابلى.

وفي يوم 15 رمضان، تقام الفعاليات ببيت ثقافة القلج، وتشمل عرض فني لفرقة شبين القناطر، وأمسية للشعراء علي عبد العليم، منى الغريب، وهاني أحمد، كما يقام عرض فنى لفرقة القاهرة للموسيقى العربية بقصر ثقافة القناطر الخيرية

ويستضيف مركز شباب ميت راضي، الفعاليات يوم 16 رمضان، وتتضمن عرضا فنيا لفرقة القناطر للموسيقى العربية، وأمسية للشعراء رجب الأغر، طارق عمران، ومحمد علي عزب، كما تقدم فرقة أسوان للفنون الشعبية عرضا فنيا بقصر ثقافة القناطر الخيرية

وتتواصل الفعاليات في اليوم التالي، بكفر الجمال بطوخ مع عرض فني لفرقة الموسيقى العربية بالقناطر، وأمسية للشعراء سليمان الزهيري، مجدي أبو الخير، وحورية محمد، كما يشهد قصر ثقافة القناطر الخيرية عرض فنى لفرقة بني سويف للفنون الشعبية

وفى يوم 18 رمضان، تقدم فرقة الشرقية للإنشاد الديني، عرض فنى بقصر ثقافة القناطر الخيرية.

ويشهد يوم 19 رمضان، عرضا فنيا لفرقة شبين القناطر للآلات الشعبية، وفرقة كفر الشيخ للفنون الشعبية، يعقب ذلك أمسية للشعراء محمد سيد، ولاء البركاوي، وعصام إسماعيل، بجانب لقاء يشارك به لفيف من الفنانين، وذلك بقصر ثقافة القناطر الخيرية.

وتنتقل الفعاليات في اليوم التالي إلى مركز شباب كفر مويس، وتشمل عرض فني لفرقة شبين للآلات الشعبية، وأمسية للشعراء طارق عمران، ماجد الهدهد، ومحمد الهلالي، الروائى فؤاد مرسى، إلى جانب عرض فنى لفرقة قنا للإنشاد الديني بقصر ثقافة القناطر الخيرية.

وتختتم الليالى يوم 21 رمضان بقصر ثقافة القناطر الخيرية مع عرض فني لفرقة القناطر للموسيقى العربية، إلى جانب عرض فنى لفرقة الأنفوشى للفنون الشعبية، وأمسية للشعراء فهمي فوزي، جواد البابلي، ونجلاء عزت.

هذا ويتضمن البرنامج المنفذ بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، برئاسة لاميس الشرنوبي، وفرع ثقافة القليوبية، برئاسة ياسر فريد، فقرات اكتشاف المواهب، مسابقات ثقافية، وعروض مسرح عرائس، وغيرها من الفعاليات التي تقدم جميعها بالمجان بشكل يومي للرواد.

و أعدت هيئة قصور الثقافة برنامجا ثقافيا وفنيا مكثفا بالقاهرة والمحافظات احتفالا بلیالي رمضان الثقافية والفنية، تقدم خلاله أكثر من 1640 فعالية ثقافية وفنية كبرى في 11 موقعا مركزيا بالقاهرة والأقاليم، وهي: مسرح السامر، الحديقة الثقافية بالسيدة زينب، قصر الإبداع الفني 6 أكتوبر، قصر السينما، مسرح الطور الصيفي، مسرح 23 يوليو بالمحلة، قصر ثقافة الزقازيق، كورنيش النيل بقنا، قصر ثقافة بورسعيد، قصر ثقافة أسيوط، وقصر ثقافة روض الفرج، بينما تتوزع أكثر من 3000 فعالية أخرى في مختلف المواقع الثقافية بالمحافظات على مدار الشهر الفضيل.

مقالات مشابهة

  • وزارة الثقافة والسياحة تدشن الأنشطة الثقافية الرمضانية 1446هـ
  • تعزيزًا للتبادل الثقافي.. وزارة الثقافة تطلق العام الثقافي السعودي الصيني
  • محافظ دمياط يناقش خطة تطوير قصور الثقافة
  • قصور الثقافة تحتفل بليالي رمضان في بني سويف
  • الوزير سلامة بحث والسفير الايطالي في خطة دعم الارث الثقافي في لبنان
  • القمة الثقافية أبوظبي تنطلق 27 ابريل القادم
  • ثقافة القليوبية تُشارك في «قوافل السعادة» بجامعة بنها
  • وزارة الثقافة تفتح باب طلبات عروض مشاريع دعم الجمعيات والهيئات الثقافية والنقابات الفنية والمهرجانات
  • الثلاثاء.. قصور الثقافة تطلق ليالي رمضان بالقليوبية
  • انطلاق فعاليات الدورة القمة الثقافية أبوظبي 27 أبريل المقبل