كيفية قيام ليلة النصف من شعبان.. أكثر من الذكر والتسبيح والصلاة على النبي
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
كيفية قيام ليلة النصف من شعبان، لم يذكر نص قرآني أو حديث نبوي عن النبي صلى الله عليه وسلم دليل يعتد به في كيفية قيام ليلة النصف من شعبان، ولكن كان النبي يجتهد في قيام ليلة النصف من شعبان كعادته في القيام والتهجد كل ليلة من أيام شهر شعبان، كيفية قيام ليلة النصف من شعبان ليس فيها شرح أو توضيح، لأن كيفية قيام ليلة النصف من شعبان مثل صلاة قيام الليل فهي مثل غيرها من الليالي، فمن اعتاد قيام الليل فإنه يصلي في قيام ليلة النصف من شعبان كما يصلي في غيرها أو قدر استطاعته من الركعات.
كيفية قيام ليلة النصف من شعبان، يعتبر من الأمور الداخلة في تخصيص وقت بعبادة، وهذا لا يكون من دون دليل واضح وصحيح، فإن لم يكن هنالك دليل فذلك من الأمور التي تدخل تحت عنوان البدعة، وكما هو معلوم فكل بدعة ضلالة، ولكن بعض العلماء أجمعوا على استحباب قيام ليلة النصف من شعبان، كما يحبذ أيضا الإكثار من العبادات في ليلة النصف من شعبان، حتى يتعرض العبد منا لرحمة الله فتصيبه مغفرة منه، وذكر ابن تيمية: (أن جماعة من السلف كانوا يقومون ليلة النصف من شعبان في كل عام دليلًا على أفضليتها).
كيفية صلاة قيام الليل النصف من شعبان
حول كيفية صلاة قيام الليل النصف من شعبان، وصف لنا النبي صلى الله عليه وسلم بعض العبادات التي يستحب فعلها في ليلة النصف من شعبان، وجاء ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: (فمن قام ليلها، وصام نهارها، غفر الله له، وأعطاه سؤله)، فأول ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم من العبادات المستحبة في ليلة النصف من شعبان هو القيام، وبالتأكيد يشمل القيام قراءة القرآن والذكر والتسبيح.
كيفية صلاة قيام الليل النصف من شعبان، يكون من خلال ما ذكر من العبادات لهذه الليلة مثل المناجاة والصيام والقيام والدعاء، لأن أكثر العبادات التي تقرب العبد من ربه هي الصيام والقيام، كما تكون استعدادًا لشهر رمضان من خلال الإكثار من الطاعات في شهر شعبان.
الصلاة من أجل التقرب إلى الله لا حرج فيها ولا مانع فهي خير العبادات، وأجاز بعض الفقهاء صلاة النفل بين المغرب والعشاء، وهو الحال أيضا بعد صلاة العشاء يسن البدء في قيام الليل، كما أن هناك بعض العلماء يرى عكس ذلك و منهم الإمام النووي والذي أوضح في هذه السياق في كتابه (المجموع) حيث يرى أن مثل هذه صلاة ليلة النصف من شعبان بدعة ويندرج تحت موضوع صلاة الرغائب حيث قال: (الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب، وهي اثنتا عشرة ركعة تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب، وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة وهاتان الصلاتان بدعتان ومنكران قبيحتان ولا يغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب، وإحياء علوم الدين، ولا بالحديث المذكور فيهما فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما فإنه غالط في ذلك قد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتابا نفيسا في إبطالهما فأحسن فيه وأجاد رحمه الله).
الحرص على الطاعات في مواسمها مشروع لا خلاف فيه، لذلك قيام ليلة النصف من شعبان مستحب، والتسامح بين الأخوة حتر ينال العبد جزاء طاعته، وكذلك الإكثار من الدعاء، حيث جاء في السنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء ينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة)، وكذلك حديث: (لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر) رواه الترمذي.
قيام الليل النصف من شعبان
قيام الليل النصف من شعبان، تنتظر الأمة الإسلامية ليلة النصف من شعبان لأنها من الليالي الجليلة التي يحب المسلمون نفحاتها، والتي تفوح منها ليالي رمضان العطرة، ويعيش المسلمون ليلة النصف من شعبان يدعون ويرجون أن يعفر الله ويتجاوز عن سيئاتهم، كما يدعون الله في ليلة النصف من شعبان بأن يبارك في أيامهم وأن يجعل ثوابت أيامهم الطاعة والصلاح.
حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنام الأيام المباركة، وأي وسيلة قد تقرب العبد من ربه، وأحد هذه الطرق هي قيام ليلة النصف من شعبان، لأن هذه الليلة تتميز بأهميتها وفضلها اللذان يفوقان باقي أيام شهر شعبان ولياليه، كما تتخطي أهمية ليلة النصف من شعبان بعض الليالي في الأشهر الأخرى، لدرجة أن بعض الفقهاء جعل ليلة النصف من شعبان في مكانة تتساوى مع ليلة القدر.
كما جاء في قيام الليل النصف من شعبان عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل يصلي، فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض، فلما رأيت قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت، فما رفع إلى رأسه من السجود وفرغ من صلاته، قال: يا عائشة أظننت أن النبي قد خاس به؟ قلت: لا والله، يا رسول الله، ولكنني ظننت أنك قبضن لطول سجودك، فقال، أتدرين أي ليلة هذه؟ قلت الله ورسوله أعلم، قال: هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم)، وهذا يوضح فضل قيام ليلة النصف من شعبان، وما لها من أجر وثواب كبيرين عند الله.
كما ورد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)، فليس هناك أفضل من أن يطلع الله علينا ونحن سجود بين يديه سبحانه وتعالى.
حول كيفية قيام الليل النصف من شعبان، هناك بعض الأدعية المستحبة قولها في قيام ليلة النصف من شعبان، ومن هذه الأدعية اللهم إن كنت كتبت على شقاوة أو ذنبًا فامحه، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أم الكتاب، فاجعله سعادة ومغفرة.
-اللهم يا ذا المن ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والأنعام، لا إله إلا أنت ظهر اللاجئين، وجار المستجيرين، وأمان الخائفين.
-إلهي بالتجلي الأعظم في ليلة النصف من شعبان المكرم التي بفرق فيها كل أمر حكيم ويبرم، أن تكشف عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم، إنك أنت الأعز الأكرم، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
تلاوة القرآن في ليلة النصف من شعبان مرتبط بالقيام، لأنه دائما ما نجد تلاوة القران مذكورة مع القيام في القرآن، قال تعالى في سورة المزمل: (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا *أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)، وفي سورة الإسراء قال تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليلة النصف من شعبان قيام الليل النصف من شعبان النبی صلى الله علیه وسلم لیلة النصف من شعبان فی فی لیلة النصف من شعبان صلاة قیام اللیل فی قیام
إقرأ أيضاً:
موعد الإسراء والمعراج 2025.. ولماذا لم تحمل الملائكة النبي بأجنحتها دون البراق؟
تقترب ذكرى الإسراء والمعراج 2025، حيث توافق هذا العام وفق الحسابات الفلكية ليلة 27 رجب ذكرى الإسراء والمعراج بشكل عام، فإن يوم 27 رجب 2025 يوافق يوم الإثنين 27 يناير وتبدأ ليلة 27 رجب من مغرب يوم الأحد 26 وتنتهي فجر الإثنين 27 يناير، فيتساءل الكثيرون عن الحكمة من الإسراء بواسطة البراق وليس أجنحة الملائكة.
الحكمة من الإسراء بواسطة البراق وليس أجنحة الملائكةوفي بيان ما الحكمة في إسرائه- صلى الله عليه وآله وسلم- على البراق ولم يكن على أجنحة الملائكة؟، قالت دار الإفتاء إن الحكمة في إسرائه- صلى الله عليه وآله وسلم- على البراق ولم يكن الإسراء على جناح الملائكة؛ كما كانت الأنبياء قبله، أو على الريح؛ كما كانت تحمل سيدنا سليمان عليه السلام، أو الخطوة؛ كطيّ الزمان والمكان؛ كما يقع من الأولياء.
وأضافت: وكان على البراق؛ ليطلع صلى الله عليه وآله وسلم على الآيات التي مُثِّلَت له في الطريق، وليتضمن أمرًا عجيبًا، ولا عجب في حمل الملائكة أو الريح أو الخطوة بالنسبة إلى قطع هذه المسافة بخلاف قطعها على دابة صغيرة؛ كالبراق، خصوصًا وقد عَظَّمَتْهُ الملائكة بما هو أعظم من حمله على أجنحتها؛ إذ كان الآخذ بالركاب هو جبريل عليه السلام، والآخذ بالزمام ميكائيل عليه السلام وهما أكبر الملائكة، فاجتمع له صلى الله عليه وآله وسلم حمل البراق، وما هو كحمل البراق من الملائكة، وهذا أتم في الحفاوة وأبلغ في الشرف.
وأوضحت أن: الحكمة في صعوده صلى الله عليه وآله وسلم على المعراج لم يكن العروج على أجنحة الملائكة كغيره من الأنبياء وكان على المعراج؛ لتضمنه أمرًا عجيبًا وهو سقوط مراقيه الواحدة بعد الأخرى ليضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدمه عليها فترتفع به إلى محلّها، فيقطع تلك المسافة في أقرب من طرفة عين، ولقد رافقه في المعراج جبريل عليهما السلام؛ ليستأنس به، وليكون ذلك أتمّ وأبلغ في الحفاوة والشرف.
تعريف الإسراء والمقصود منه
الإسراء في اللغة: من سرى وأسرى لغتان، جاء بهما القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ [الإسراء: 1]، وقال: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ [الفجر: 4]. "فنزل القرآن العزيز باللغتين. وقال أبو عبيد عن أصحابه: سريت بالليل وأسريت، فجاء باللغتين "اهـ والسُّرَى، كالهُدَى: سَيْرُ عامَّةِ اللَّيْلِ، و﴿أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾: تأكيدٌ، أو معناهُ: سَيَّرَهُ. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (14/ 382، ط. دار صادر)، و"القاموس المحيط" للفيروزآبادي (1/ 1294، ط. مؤسسة الرسالة).
والمقصود: هو الإسراء بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام بمكة إلى بيت المقدس بالشام.
تعريف المعراج والمقصود منه
أما المعراج والمعرج: السلم والمصعد، من عرج عروجًا ومعرجًا: ارتقى، وفي التنزيل: ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ﴾ [المعارج: 4]؛ أي: تصعد. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (2/ 321-322)، و"القاموس المحيط" للفيروزآبادي (1/ 198).
والمقصود: هو عروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بيت المقدس الذي هو المسجد الأقصى إلى السماوات، إلى سدرة المنتهى، إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام.
تكريم النبي وتشريفه برحلتي الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج رحلتان قدسيتان؛ الأولى من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس، والثانية من المسجد الأقصى عروجًا إلى سدرة المنتهى.
ورحلة الإسراء والمعراج من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي كانت اختصاصًا وتكريمًا وتسليةً من الله جل جلاله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم وبيانًا لشرفه ومكانته عند ربه، وقد أذن الله جل جلاله لهذه الرحلة أن تكون حتى يُطلع حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم على الآيات الكبرى كما ورد في قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1].
قال العلامة ابن إسحاق في كتاب "السيرة النبوية" لابن هشام (1/ 396-397، ط. مصطفى الحلبي): [كان من الحديث فيما بلغني عن مسراه صلى الله عليه وآله وسلم، عن عبد الله بن مسعود، وأبي سعيد الخدري، وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومعاويـة بن أبي سفيان، والحسن بن أبي الحسن (البصري)، وابن شهاب الزهري، وقتادة وغيرهم من أهل العلم، وأم هانئ بنت أبي طالب، ما اجتمع في هذا الحديث، كل يحدث عنه بعض ما ذكر من أمره حين أسري به صلى الله عليه وآله وسلم، وكان في مسراه، وما ذكر عنه بلاء وتمحيص، وأمر من أمر الله عز وجل في قدرته وسلطانه، فيه عبرة لأولي الألباب، وهدى ورحمة وثبات لمَن آمن وصدق، وكان من أمر الله سبحانه وتعالى على يقين، فأسرى به سبحانه وتعالى كيف شاء؛ ليريه من آياته ما أراد، حتى عاين ما عاين من أمره وسلطانه العظيم، وقدرته التي يصنع بها ما يريد] اهـ.