مؤثرون يدخلون القلب من أول طلة، يتكلمون بلغة إنسانية يفهمها ويحسها البشر، قصص ملهمة تلمس القلوب، تشع أملاً وحياة وطموحاً، بعيدة كل البعد عن أرقام المتابعين و«اللايك والشير».

«تركى وجوهرة»، ابنا الفنانة السعودية «شمس»، الأسطورة، وجهان مؤثران تصدرا مواقع التواصل الاجتماعى، احتلا مكانة وأصبح لهما آلاف المتابعين يومياً على «فيس بوك وإنستجرام وتيك توك»، وجمهور ينتظر.

نجمان ملهمان ولكنهما مختلفان عن باقى مؤثرى «السوشيال ميديا»؛ لأنهما ببساطة من أصحاب القدرات الخاصة، لعبت والدتهما دورها الطبيعى كأم وسند لأبنائها، ولكنها كسرت قواعد اللعبة، فآمنت بقدراتهما الخاصة ومسئوليتها تجاههما وتجاه المجتمع.

الفنانة السعودية، صاحبة المليون و800 ألف متابع على «فيس بوك» وأكثر من 480 ألفاً على «إنستجرام»، لم تضع رأسها فى التراب، ولم يصبها الإحباط والفشل والخزى من ولديها لإعاقتهما، بل حولت هذه الاختلافات إلى قصص نجاح ملهمة لكثير من الآباء والأمهات، وزرعت الثقة فى ابنيها رغم إعاقتهما الذهنية.

ونمت قدرتهما على مواجهة المجتمع، واستثمرت الوقت والجهد فى محتوى مبتكر وحولته إلى أداة للتأثير الجماهيرى ونشر الوعى المجتمعى بأنواع الإعاقة سواء إدراكية أو بدنية، وأفضل الطرق لمساعدة ذوى الهمم، خاصة أن أصحاب القدرات الخاصة يمثلون 15% من عدد سكان العالم.

المحتوى اليومى الذى صنعته الأم الفنانة شمس الأسطورة مع ابنيها من ذوى الاحتياجات الخاصة كان هدفه توصيل رسالة مهمة: «الحياة لا بد أن تستمر»، وأن «تركى وجوهرة» من ضمن مليار إنسان حول العالم من حقهم الدمج المجتمعى وفرص حقيقية للتمكين.

استطاع «تركى وجوهرة»، بمساعدة الأم، تغيير ثقافة الجمهور من نظرات العطف والشفقة إلى نظرات الإعجاب، ما حفز الكثير من الآباء والأمهات لاكتشاف مواهب أبنائهم من أصحاب القدرات الخاصة فى المجالات المختلفة مثل الأدب، العلوم، الموسيقى، الرياضة، والفن، وتحولت أفكار الآباء والأمهات من الاستسلام للقدر، إلى تحدى الظروف، ثم صناعة النجاح.

وباتت قصص نجاح «تركى وجوهرة» ملهمة، تستدعى نماذج ناجحة أخرى من وطننا العربى والعالم؛ من طه حسين، إلى عمار الشريعى، للشيخ سيد مكاوى، إلى فاطمة عمر، صاحبة الرقم القياسى فى 6 أولمبياد بارالمبية متتالية، إلى رانيا صالح، الطفلة المعجزة التى تعانى من متلازمة داون، ومع ذلك حصلت على الرخصة الدولية للحاسب الآلى وأصبح لها مركز لتعليم الكمبيوتر، إلى غيرهم من ذوى الهمم.

وتجدر بنا تحية الناشطة الإماراتية فاطمة الجاسم، صاحبة مصطلح «ذوى الهمم»، الذى أطلقته 2020 بمعرض «إكسبو دبى»، ودعوتها للمجتمعات بالتركيز على القدرات الشخصية لأصحاب الاحتياجات الخاصة وليس القصور البدنى أو العقلى، وقبلها بعامين فى 2018، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه عام «قادرون باختلاف»، وتوالت بعدها الجهود لإطلاق قانون حقوق ذوى الإعاقة الذى تكفل فيه الدولة المصرية حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة.

وأطلق المجتمع المدنى، تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعى، العديد والعديد من الحملات لتشجيع ذوى الهمم وكسر الحواجز، الأمر الذى أعطى دفعة قوية للمؤسسات، وعلى رأسها البنك المركزى المصرى لإلزامية تقديم الخدمات البنكية لذوى الهمم ضمن حملات الشمول المالى بمختلف أنحاء الجمهورية.

وأطلقت مؤسسة «أخبار اليوم» العديد من الحملات تحت مسمى «المس حلمك»، وهدفها تقديم حزمة من الخدمات الثقافية والاجتماعية لذوى الهمم برعاية مجلة «الأخبار برايل»، برئاسة أحمد المراغى، وكانت آخر المبادرات الثقافية تخصيص جانب من معرض القاهرة الدولى للكتاب، النسخة الـ55، لإصدارات ذوى الهمم، يقدم لهم محتوى ثقافياً هادفاً بلغتهم.. الطريق ما زال فى بدايته، فذوو الهمم طاقة إنسانية لا يجدر بنا أن نهدرها.

*رئيس الاتصال المؤسىسى بالمصرف المتحد

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السوشيال ميديا فيس بوك إنستجرام ذوى الهمم

إقرأ أيضاً:

ذنوب السوشيال ميديا.. احذر معصية منتشرة تلاحق مرتكبها ويحاسب عليها

حذرت الدكتورة هبة النجار، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، من أخطر ذنوب السوشيال ميديا المنتشرة بين الناس، لافتة إلى أنها أصبحت من العادات المنتشرة في الآونة الأخيرة ويرتكبها كثيرون في غفلة عن السيئات التي يتحملونها.  

وأكدت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن التنمر الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يختلف في حكمه عن التنمر اللفظي أو الجسدي، بل قد يكون أشد ضررًا، نظرًا لانتشاره السريع وتأثيره العميق على الحالة النفسية للأفراد، خاصة الشباب والمراهقين. 

وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن البعض يظن أن التعبير عن الرأي على السوشيال ميديا بلا ضوابط، فيطلقون تعليقات مسيئة أو يسخرون من الآخرين ظنًا منهم أنها مجرد مزاح، لكن في الحقيقة، هذه الأفعال محرمة شرعًا وتعد من صور الأذى الذي حذر منه الإسلام، مستشهدة بقول النبي ﷺ: "المسلم ليس بطعّان، ولا لعّان، ولا فاحش، ولا بذيء". 

أول تعليق من الأزهر عن التنمر بتقليد طريقة كلام الناس: مرفوض دينيًا وأخلاقيًاأستاذ الحديث بجامعة الأزهر: التنمر محرم شرعًا ومظهر من مظاهر الجاهلية

وأضافت أن التنمر الإلكتروني قد يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس، والاكتئاب، بل وقد يصل الأمر إلى الانتحار في بعض الحالات، مؤكدة أن الإسلام شدد على احترام مشاعر الآخرين وعدم السخرية منهم، لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ". 

وشددت النجار على أهمية التصدي لهذه الظاهرة، موضحة أن من يشاهد التنمر ولا ينكره يكون شريكًا في الإثم، إلا إذا رفضه بقلبه أو تدخل لإنكاره باللسان أو الفعل، مستدلة بتصرف النبي ﷺ عندما نهى الصحابة عن الضحك على دقة ساقي الصحابي عبد الله بن مسعود، مؤكدًا أن لهما وزنًا أعظم من جبل أحد في الميزان عند الله. 

ودعت إلى التحلي بأخلاق الإسلام، والتوقف عن نشر التعليقات المسيئة أو تداول الصور والمنشورات التي تسخر من الآخرين، مطالبة الأهل والمدارس بتوعية الشباب بمخاطر التنمر وآثاره السلبية على الأفراد والمجتمع.

مقالات مشابهة

  • بعد إشادة الرئيس.. لماذا تصدر سامح حسين السوشيال ميديا؟
  • جرائم بطلها السوشيال ميديا.. تفكيك أخطر شبكة مراهنات إلكترونية
  • تامر حسني وعادل إمام| أكرم حسني يسيطر على السوشيال ميديا من جديد بهذه التصريحات
  • جريمة بطلها السوشيال ميديا.. شاب يهدد لاعب الزمالك زيزو بالقتل عبر فيس بوك
  • بعد واقعة هبة الزياد.. عقوبات مشددة للسب والقذف على السوشيال ميديا
  • أغنية الجواز لـ شاهيناز تكتسح السوشيال ميديا بـ 8 ملايين مشاهدة
  • فيديو صادم.. ثعبان يلتف حول رقبة طفل يشعل غضب السوشيال ميديا
  • ذنوب السوشيال ميديا.. احذر معصية منتشرة تلاحق مرتكبها ويحاسب عليها
  • جرائم بطلها السوشيال ميديا.. كيف أنهى الابتزاز الإلكترونى حياة ندى؟
  • انعقاد الملتقى الثقافي لذوي القدرات الخاصة بمسجد السيدة زينب