برسالة مفاجئة.. نور النبوي يهنئ "كزبرة" بنجاح فيلم "الحريفة"
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
كشف الفنان نور النبوي عن سعادته بنجاح الفنان أحمد بحر الشهير بـ “كزبرة”، وبالنجاح الساحق الذي حققه في الفترة الأخيرة في أولى أعماله الفنية من خلال فيلم “الحريفة”، حيث أحتل الفيلم ضمن قائمة أعلى 10 أفلام تحقيقًا للايرادات في السينما المصرية.
وحرص نور النبوي عن توجيه رسالة للفنان أحمد بحر عبر حسابه الرسمي على “إنستجرام” وعلق قائلًا: “بتشتغل على نفسك وبتسعى وشهادة حق عمري ما شوفت منك غير كل خير وحب، ونعم الصديق يا بحر”.
كزبرة يتوجه بالشكر لصناع فيلم الحريفة
ومن جانبه علق الفنان أحمد بحر عبر حسابه بموقع “إنستجرام” عن هذا النجاح، حيث قال: “من صغري كان نفسي آخد فرصة تمثيل وكانت بتتأخر عشان ربنا شايلي الأحسن والأفضل ليا والحمد لله الفرصة جت والحمد لله بتوفيق ربنا الواحد.. كنت قدها وأول فيلم ليا بقى من أعلى إيرادات السينما المصرية، والفضل بعد ربنا يرجع للناس اللي دخلت الفيلم، وأنا بشكر كل واحد فيكم من كل قلبي، ويا رب نفضل دايمًا عند حسن ظنكم وثانيًا أنا بشكر أستاذ طارق الجنايني”.
وأضاف كزبرة: “طارق الجنايني صاحب الفضل عليا بعد ربنا لأنه شاف فيا موهبة ودعمني من كل قلبه، وتاني حاجة على المخاطرة الكبيرة وثقته في شباب لسه طالعة وأغلبيتهم كان أول مرة يمثل بجد، أنت أفضل وأشطر الناس اللي شوفتها وتستاهل الخير كله وطبعًا بشكر أستاذ روؤف السيد المخرج العبقري اللي قدر يطلع من كل واحد فينا أحسن ما عنده ومعاملته لينا وإنه قدر يحتوينا ويثق في موهبتنا”.
وتابع أحمد بحر قائلًا: “وطبعًا بشكر أخويا وحبيبي أستاذ إياد صالح القلم الجارح على الفيلم الحقيقي والورق الجميل اللي يعيش مع الناس والرسالة الحلوة اللي وصلتها من الفيلم وطبعا أي حد اشتغل في الفيلم، أنا بشكره من كل قلبي، وأخيرًا إخواتي الحريفة أنا طبعا مهما أتكلم مش هعرف أعبر عن حبي ليكم وهفضل طول عمري فخور إني اشتغلت معاكم، وفخور أن النجاح ده أنا شوفته معاكم أنتم وليا الشرف إني كنت جزء بسيط من العمل ده وأخيرا استنوا الجزء التاني”.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: فيلم الحريفة طارق الجناينى الفنان نور النبوي نور النبوي كزبرة أحمد بحر أحمد بحر ا بشکر
إقرأ أيضاً:
الفنان صديق أحمد (هاك آخرة الرسايل وماني داير منك الرد)
الفنان صديق أحمد (1957-2025)(هاك آخرة الرسايل وماني داير منك الرد)
أحمد إبراهيم أبوشوك
(1)
الصُّورة أعلاه من أحد اللِّقاءات العابرة مع الفنَّان صديق أحمد، والَّتي لها طعم ومذاق خاصّ في ذائقة الاغتراب، ذلك اللِّقاء الَّذي جمعني به والأديب الرَّاحل الطَّيِّب صالح، والأستاذ محمود صالح عثمان صالح، والصِّحافيُّ محمَّد الحسن أحمد، والسَّفير خالد فتح الرَّحمن في منزل السَّفير عمر صديق بلندن عاصمة الضَّباب، وذلك في 29 يونيو 2008. وكان الأستاذ صديق كعهدنا به أيقونة ذلك اللِّقاء، فآنس وحشة الحضور بمختارات منتقاة من قصائد شيخ العاشقين عبد اللَّه محمَّد خير (يا قمرة)، والأستاذ السِّرُّ عثمان الطِّيب (يا النَّاسينا)، والأستاذ عبد المنعم أبو نيران (يا محاسن)، والأستاذ محمَّد الحسن سالم، حميد (عابد ريدك)، والأستاذ معاوية الطِّيب البشير (بلادي الطَّيِّبة).
(2)
وعندما أنشد بصوته الرَّخيم متعدِّد الطَّبقات "يا قمره. . . صبيُّ السَّنسني الحمرة * * * شوفي أبوي أنا الرَّاجاهو كلو صباح"، جعل مآقي الحضور تذرف دمعًا سخينًا، وفي الخلفيَّة أحيانًا يردِّد الطَّيِّب صالح بنبرات خفيضة "مو زول غربه لكنَّ الظُّروف جابراه * * * ما لو أنَّ كان صبر كلِّ الخلوق صابره * * * والصَّابرات روابح لو يجن قمَّاح." وعلى هذا النَّسق الإبداعيِّ جاءت قصيدةً زينوبة الحفيدة، راسمةً في أذهان الحاضرين صورًا متقاطعةً ومتناقضةً أحيانًا عن الاغتراب ذي الدَّوافع المادِّيَّة الَّتي فرضها ضيِّق ذات الأيدي، وآهات البعاد المعنويَّة المكنونة في صدور المغتربين، عندما يطفح بهم الكيل، ولسان حال كلّ واحد منهم يقول: أخير أرجع لي دار جدِّيّ وأبويّ، وأشراب المويَّة من القلَّة، وأكل الكسرة بالويكة الخضرا من الجروف، وأرقد في حوش الدِّيوان على القفا، وأعاين للسَّماء صافية زيَّ العجب، والقمر يلهلج زيِّ صحن الفضَّة. تلك كلمات معبِّرات ومنقولة بتصرف، نسجها صاحب موسم الهجرة إلى الشمال نثرًا، ونظمها شيخ العاشقين شعرًا، وأنشدها كروان أرقي الملهم بلحنٍ عذبٍ وصوَّتٍ شجيٍّ. وكلماتها تقول:
(3)
يا قمره ... صُبي السنسني الحمره
شوفي أبوي أنا الراجاهو كلو صباح
***
يا زينوبه أبوكي هو أصلو حالو بره
لو قاري العلم هو ولاهو سيد خبره
ومو زول غربه لكن الظروف جابره
مالو إن كان صبر كل الخلوق صابره
والصابرات روابح لو يجن قماح
***
هو أصلو متين نساكم يُمة شان يطره
بيتنفس هوا ذكراكم العطره
رهيف إحساس حنين قلبو بالفطره
نديمو بقت دموعو الديمه منقطره
وأصلو إن ما قعد بينكم ولا بيرتاح
***
جاهو العيد كمان زاد القليب حسره
سادي العبره حلقو ونفسو منكسره
هو لا لمّ القروش لا حصل المسره
بلد ما فيها زول مات من عدم كِسره
فراقكم ليها يا أحباب ولا كان صاح
***
يا أمارتي الما طاعت الأمره
ندماني وبقت محتاره في أمره
بعد قسن الدرادر قصرن عمره
الشوق فاض وعماها الحنين غمره
الشوق للبلد لي بهجتا وسمره
الشوق لي مقيلاً ضما ضل تمره
الشوق لي حديثاً ضما ضو قمره
كان الشوق يخفف والله يبرى جراح
***
مشتاق للبلد جابريتا وكَكُرا
مشتاق للحسيناب أسقه وبِكِرا
مشتاق للقبيل إتربوا فوق حِكرا
مشتاق للدميري ومويتا العكره
مشتاق للجزيري وتُشقا وهكرا
مشتاق لي قطع بحرا ودخول وَكَرا
مشتاق للأبى يفارق الفؤاد ذِكِرا
مشتاق للعلي مشغول دوام فِكِرا
مشتاق للصِّبح ديدن غناي شُكُرأ
وياريت كُت بقدر أسوي شوقي جناح
(4)
هكذا كانت كلمات شيخ العاشقين لها وقع مؤثِّر في نفوس السَّامرين، الَّذين شدِّ المبدع صديق لواعج حنينهم إلى ذلك الوطن بخيره وشرِّه. بحقٍّ كانت جلسة استماع ومؤانسة طيبة ومحفوفة بحضورٍ باذخٍ. وبعدها أتيحت لي الفرصة أن أجلس- سويًّا- مع الأخ صديق أحمد، وأتبادل معه أطراف الحديث عن ذكريات مضت. وكان صديق بين الفنِّيَّة والأخرى يسألني عن أخبار الدُّكتور محمَّد أحمد سيِّد أحمد التُّوم في مدينة بورت ماوس، والدُّكتور محمَّد بادي في العين (الإمارات)، والدُّكتور توفيق الطِّيب البشير في الرِّياض، والدُّكتور ياسين محمَّد ياسين في كاليفورنيا. ثمَّ أخيرًا أشعرني بأنَّه في حالة استعجال لمغادرة بريطانيا، لأنَّه يودُّ زيارة الشَّاعر عبد اللَّه محمَّد خير، الَّذي كان طريح الفراش بقاهرة المعزِّ. فاهتمام صديق بعبد اللَّه أمر طبيعيّ؛ لأنَّ العلاقة بينهما كانت علاقة تكامليَّة، فلولاً الفنَّان المبدع صديق أحمد لما عرف النَّاس أشعار عبد اللَّه، ولولا أشعار عبد اللَّه لما سمَّت قيمة الفنِّ الَّذي قدَّمه الفنَّان صديق أحمد لمستمعيه. فالشاعر عبد الله محمد خير والفنَّان صديق أحمد كانا ثنائيًّا مبدعًا، غرسا في بساتين حياتنا ورودًا فواحة الشَّذِّى وزاهية الألوان.
ولكن قبل أن تكتمل فرحة أهلنا بالسُّودان بتحرير الخرطوم الثَّاني، تناقلت الوسائط الاجتماعيَّة نبأ وفاة الفنَّان صديق أحمد في مستشفًى كريمة بالولاية الشَّماليَّة في يوم الأربعاء الموافق 26 رمضان 1446 ه/ مارس 2025 م، وبذلك توالت أحزانهم في فلتات أفراحهم الضَّامرة. رحم اللَّه الشَّاعر عبد اللَّه محمَّد خير، شيخ العاشقين، رحمة واسعة بقدر ما أبدع، وكذلك الفنَّان صديق، الَّذي جعل من أشعاره مقطوعات تغني في المحافل العامَّة والخاصَّة، لتجلب البهجة في نفوس الحاضرين.
ahmedabushouk62@hotmail.com