في زمن تشظت فيه الأفكار بين القراءة والأفق الرقمي، تبقى القراءة فسحة خضراء.. بل رحلة روحية نحو الذات، ومساحة لاكتشاف أسرار الوجود، ومغامرة تجوب بنا في أقطار المعرفة لتفتح لنا آفاقا جديدة، ونكتشف من خلالها ما كنا نجهله من قدراتنا وإمكاناتنا، فتحفزنا على التطور والنمو والارتقاء...

هنا عينة من الطلبة نستطلع وجهة نظرهم حول كيفية استعادة الاهتمام بالقراءة في عصر الانشغال.

. وكيفية تحقيق التوازن بين الحياة الرقمية المستمرة والقراءة التقليدية،،،

وسيلة للتهدئة والتأمل

من وجهة نظره يقول خميس بن محمد المقبالي: في ظل انشغالنا اليومي بالتكنولوجيا والوسائط الاجتماعية، يمكن أن تكون القراءة وسيلة قيمة للتهدئة والتأمل، فهي تمنحنا فرصة للاسترخاء والابتعاد عن صخب الحياة اليومية، علاوة على ذلك، فالقراءة تمرين يساعد في توسيع آفاقنا، وتعزز من قدرتنا على التركيز والتفكير النقدي، كما يمكن للقراءة أن تكون مصدر إلهام وتحفيز للإبداع والابتكار، حيث يمكن أن تستنبط أفكارا جديدة وتفتح أفقًا جديدًا أمامنا، بالإضافة إلى ذلك، تقدم الكتب مصادر معرفية غنية ومتنوعة، حيث يمكننا الاستفادة من خبرات الآخرين وتعلم الكثير من مجموعة متنوعة من الموضوعات والمجالات التي قد تقودنا إلى المعرفة العلمية في دراستنا مثلا.

أداة لتحقيق الطموح

من جانبه يرى سعيد بن خالد العلوي بما أنه طالب فإن القراءة أداة قوية لتحقيق النجاح الأكاديمي والتطور الشخصي، كما يمكن أن تساعد الطلبة في توسيع آفاقهم، وتعزيز مهاراتهم اللغوية إضافة إلى تفكيرهم، والتزود بالمعرفة القيمة في مختلف صنوف المعرفة، ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين من تحديات الوقت والتوازن بين القراءة والدراسة والأنشطة الاجتماعية الأخرى.

فالقراءة تحافظ على العقل أن يكون نشيطا ومتجددا، وتساعد في تحقيق النجاح الأكاديمي بشكل عام، لذا، فإن استغلال الوقت بشكل فعال في القراءة قد يكون خطوة مهمة نحو تحقيق تلك الأهداف الشخصية والعلمية.

ليست أولوية!

في حين يقول الطالب قصي بن إبراهيم البلوشي: القراءة قد لا تكون الأولوية الرئيسية بالنسبة لي في ظل الضغوطات الأكاديمية والمسؤوليات اليومية الأخرى، قد يكون من الصعب العثور على الوقت الكافي للقراءة بين الدراسة والمسؤوليات الأخرى تلك، لكني في الوقت نفسه أؤمن بأهمية القراءة، إلا أنني قد أفضل تخصيص الوقت لأولوياتي الرئيسية والأنشطة التي تخدم أهدافي الحالية بشكل أفضل، مثل الدراسة وتطوير المهارات، وقد أستخدم وقت الفراغ للقراءة بشكل متقطع، ولكن ليس بشكل منتظم كما يجب.

جزء من الهوية

من جانبها ترى الطالبة تسنيم بنت طلال البلوشية أن القراءة بالنسبة لها ليست مجرد أحد الأنشطة الإضافية التي يمكنها القيام بها في وقت الفراغ حيث تقول: القراءة هي جزء لا يتجزأ من هويتي وتجربتي كشابة يافعة، فهي الطريقة التي أعبر بها عن آرائي وأفكاري، وأستكشف من خلالها عوالم جديدة وأتعلم من التجارب الأخرى.

وتضيف: على الرغم من كل الضغوطات التي نواجهها نحن الشباب، إلا أنني أرى أن القراءة تمنحني القوة والتأثير الذي لا يمكن أن أجده في أي نشاط آخر، إنها وسيلة للتحرر والابتعاد عن الروتين اليومي، وتساعدني في توسيع آفاقي وتحقيق النجاح في مجالات حياتي المختلفة.. باختصار بالنسبة لي، القراءة ليست مجرد هواية أو هواية إضافية، بل هي جزء لا يتجزأ من منهج حياتي وطريقة تفكيري، فهي وسيلة للتعبير عن نفسي وتحقيق النمو الشخصي، ولا أستطيع التخلي عنها بسهولة مهما كانت الظروف قاسية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

“بينالي الفنون الإسلامية”.. مساحة تفاعلية تجمع التراث بالإبداع المعاصر

في صميم قلب المشهد الفني العالمي، يأتي «بينالي الفنون الإسلامية» بصفته أول بينالي مخصص لاستكشاف الفنون الإسلامية بمختلف أبعادها، من التراث العريق إلى الإبداعات المعاصرة. ولا يقتصر هذا الحدث على كونه معرضاً فنياً، بل هو منصة ديناميكية تحتفي بتجربة بصرية، تتقاطع فيها الهوية الإسلامية مع التعبير الفني في مجالات التصميم، والخط، والعمارة، والتصوير.

ويشكّل البينالي فرصة استثنائية للحوار والتبادل الثقافي، حيث يجمع نخبة من الفنانين والباحثين والجمهور المهتم بالفنون الإسلامية في فضاء مفتوح للاكتشاف والتفاعل. وإلى جانب المعارض الفنية، يحتضن الحدث سلسلة من الفعاليات والبرامج التعليمية التي تتيح للمشاركين استكشاف تلك الفنون من زوايا جديدة، سواء عبر التجربة العملية أو النقاشات الفكرية التي تلقي الضوء على تأثير الفن الإسلامي في تشكيل الهوية الثقافية.

وتركّز فعاليات البينالي على تقديم تجارب عملية تُثري الفهم العميق للفنون الإسلامية، حيث تشمل برامجه ورشاً فنية متخصصة في النحت، التصوير الفوتوغرافي، الحرف العربي، والتصميم المعماري. ووسط هذه الفعاليات، يقدم الفنان الأنغلو – أرجنتيني ليو أورتا «ماستر كلاس» بعنوان «نحت الطبيعة – البناء بالطين»، الذي يستكشف فيه المشاركون العلاقة بين الفن والطبيعة من خلال تعلم تقنيات النحت باستخدام الطين اللبن، مستوحين تصاميمهم من الأنماط الطبيعية وتآكل الأرض؛ ما يفتح المجال أمام مزج العناصر الطبيعية بالإبداع الفني.

وفي إطار التعاون مع «أنالوج ذا روم»، يقدّم البينالي «جولة في غرفة التحميض»، حيث يخوض المشاركون تجربة مميزة للتعرف على فن التصوير الفوتوغرافي الفيلمي، ومعرفة أسرار تحميض الصور التقليدية التي تمزج بين الكيمياء والضوء؛ ما يعيد إحياء أحد أكثر الفنون البصرية أصالة.

وفي مجال التصميم، تأتي ورشة «تصميم مفروشات مستوحاة من الفن المعماري الإسلامي»، بقيادة الدكتور أحمد كساب من جامعة عفت، لتمنح المهتمين فرصة استخدام الذكاء الاصطناعي في ابتكار تصاميم أثاث مستوحاة من الزخارف الإسلامية، وكيف يمكن للتكنولوجيا أن تتفاعل مع التراث لإنتاج أعمال تجمع بين الحداثة والتقاليد.

ويتيح مختبر الفن الإسلامي تجربة عملية في تصميم «البلاط الخزفي المستوحى من بيوت جدة التاريخية»، التي يتعلم فيه المشاركون فنون الزخرفة الإسلامية التقليدية وتقنيات تأطيرها بالخشب، لربط العمارة الإسلامية بالحِرف اليدوية التراثية. كما تقدم ورشة «الخط الكوفي المربع» فرصة شيقة لاستكشاف هذا الأسلوب العريق في فن الخط العربي، مع التركيز على تقنيات النسخ والتشكيل التي تعزز الأبعاد الجمالية والروحانية للنصوص الإسلامية.

وفي مجال الخط العربي، يقدم الخطاط الصيني حاجي نور الدين مي قوانغ جيانغ ورشة «الخط الإسلامي: القلم أقوى من السيف»، حيث يستكشف المشاركون أسلوب «السينّي»، الذي يجمع بين تقنيات الخط العربي والتقاليد الصينية؛ ما يشكّل تجربة فريدة من نوعها تربط بين ثقافتين عريقتين عبر الفن.

ومن بين الفعاليات المميزة، تسلّط محاضرة: «السماء والأرض وعشرة آلاف شيء» الضوء على رحلة المصور العالمي بيتر ساندرز في الصين، التي استمرت لأكثر من 12 عاماً، وثّق فيها من خلال عدسته حياة المسلمين الصينيين وتأثير الإسلام على ثقافتهم، مقدّماً صوراً نادرة تروي قصصاً غير مكتشفة عن هذا المجتمع العريق.

وفي جانب الفكر والفلسفة، تأتي «المحاضرة الأدائية: كيف تتحكم الأبجديات بالسلطة والحقائق؟»، التي تناقش كيف استُخدمت أنظمة الكتابة عبر التاريخ أدواتٍ للسلطة والتغيير الثقافي، بدءاً من انتشار الأبجدية العربية مع الإسلام، وصولاً إلى التأثيرات الاستعمارية والسياسية على اللغات المحلية.

ويواصل البينالي احتفاءه بالفنون البصرية من خلال «ورشة التصوير: فن إدراك الجمال»، حيث يقود بيتر ساندرز جلسة مكثفة تساعد المهتمين على تطوير مهاراتهم الفوتوغرافية، مع التركيز على التقاط اللحظات الحاسمة وفهم الجماليات البصرية بمنظور أكثر تأملاً.

أما للأطفال، فيقدم لهم «نادي كتاب الأطفال: كيف أقول أحبك بلا صوت؟» جلسة قراءة تفاعلية تساعدهم على اكتشاف طرق التعبير عن المشاعر بوسائل غير لفظية؛ مما يثري قدراتهم على التواصل العاطفي والإبداعي.

ويستمر «بينالي الفنون الإسلامية» في تقديم منصّة تجمع بين الماضي والحاضر، وتُعيد تعريف العلاقة بين التراث والإبداع، وليكون نقطة التقاء للمبدعين والباحثين والجمهور في رحلة استكشافية تسبر أغوار الجماليات الإسلامية وتقدّمها بروح معاصرة متجددة.

مقالات مشابهة

  • بلاغة الحواس في الشعر المعاصر .. ندوة بمعرض الكتاب
  • "بلاغة الحواس في الشعر المعاصر".. ندوة بمعرض الكتاب|صور
  • «علّم غيرك تكسب».. ورش وهدايا لتحويل القارئ إلى كتاب يفيد الآخرين
  • استشاري يوضح هل يمكن التخلص من علامات تمدد الجلد بشكل نهائي.. فيديو
  • “بينالي الفنون الإسلامية”.. مساحة تفاعلية تجمع التراث بالإبداع المعاصر
  • التعليم العالي تسمح باستضافة طلاب المعاهد التقانية في المعاهد الأخرى ‏بالمحافظات ‏
  • وزير الشؤون الإسلامية يوجه بتخصيص خطبة الجمعة للحديث عن مكانتها وآدابها
  • خطة النواب: الحوار الوطني وسيلة لتعزيز الاستقرار المالي
  • شعبة الذهب: 4 أسباب وراء تفضيل شراء عيار 21
  • انطلاق منافسات البرنامج الوطني للقراءة في شمال الباطنة