ندوة تناقش واقع مسرح الطفل وأبعاده التربوية
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
«عمان»: ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الثامنة والعشرين، أقامت الجمعية العمانية للمسرح اليوم ندوة بعنوان «مسرح الطفل وأبعاده التربوية»، شارك فيها كل من د. كاملة الهنائية، ويوسف البلوشي رئيس فرقة مزون المسرحية، ود. رحيمة الجابرية عضوة مجلس إدارة الجمعية العمانية للمسرح، ود.عماد الشنفري رئيس الجمعية العمانية للمسرح، وأدارت الندوة الإعلامية المها العادية.
«الفارس الشجاع»
وكانت البداية مع د. كاملة الهنائية، متحدثة في البداية عن تدريسها لمقرر مسرح الطفل في جامعة السلطان قابوس، إذ قالت: «صناعة مسرح الطفل عِلْم، ينشأ من المدرسة، في بعض الدول يكون مسرح الطفل أساسيا منذ التنشئة، ولطالما حضرت عروض أطفال في الخارج، وقبل بداية العرض كان الأطفال يتهامسون فيما بينهم للسكوت فالعرض سوف يبدأ بعد قليل،هذه الثقافة ربما نفتقدها، ويفتقدها أبناؤنا، ولن يتطور مسرح الطفل إذا لم تكن هناك دراسة حقيقية للطفل، ودراسة حقيقية لعلوم المسرح، الموهبة عامل أساسي بكل تأكيد، لكن يجب أن تُصقل بالدراسة، اليوم نحن بحاجة إلى خريجي مسرح وابتعاث طلبة لدراسة المسرح».
وأضافت: «التجارب المسرحية العمانية الخاصة بالطفل مبعثرة، أول عرض مسرحي للطفل كان من تقديم النادي الأهلي بعنوان (الفارس الشجاع) عام 1972، وهناك اهتمامات أخرى، حاولت في هذا الكتاب أن أسلط الضوء على هذه الجهود، ومراحل تطورها من البداية المتواضعة إلى المرحلة الحالية المتقدمة، أخيرا لا بد من ذكر أن المهرجانات التي أقيمت للطفل في سلطنة عمان كانت أغلبها بجهود أفراد وفرق أهلية وربما دفعوا من جيوبهم لإقامتها، فلهم كل الشكر، فلولاهم لما كان هناك حراك مسرحي للطفل في عمان».
مهرجان مزون
فيما تحدث يوسف البلوشي عن تجربة فرقة مزون المسرحية بمهرجان «مزون لمسرح الطفل»، قائلا: «نحن بحاجة إلى مهرجان مؤسسٍ بشكل حقيقي، قد خضنا تجربة إقامة مهرجان في فرقة مزون المسرحية، بداية في عام 2007 وكانت تجربة جديدة مثرية حقيقة على المستوى المحلي، وبعدها بسنوات قدمنا النسخة الثانية كنسخة عربية، وفي عام 2016 كانت نسخة مهرجان مزون لمسرح الطفل الدولية، وإلى الآن لم تُقم نسخة أخرى، الموضوع مرتبط بالعديد من الظروف، فمسرح الطفل بحاجة إلى الكثير من التجهيزات والتفاصيل الدقيقة المكلفة، ولا بد أن تتبناه جهة حكومية، فمسرح الطفل صناعة تختلف تماما عن مسرح الكبار، التكلفة المادية كبيرة جدا تنصب في الديكورات المبهرة، والأزياء المتخصصة، والموسيقى والأغاني والاكسسوارات، أنت تخاطب طفلا قد يشعر بالملل سريعا فيتشتت، فيجب إبهار الطفل طيلة العرض، ومن التحديات الأخرى عدم وجود المسارح المناسبة لإقامة عروض الطفل، الأمر مجدٍ بكل تأكيد فمن خلال تجربتي أرى أن الطفل شغوف بالعروض المسرحية، كنا أحيانا نقدم عرضين لمسرح الطفل في يوم واحد نظرا لشدة الإقبال وامتلاء المدرجات، لذلك أقول إننا بحاجة إلى تَبَنٍّ حكومي لمسرح الطفل، فالشركات التي نخاطبها يكون تجاوبها ضعيفا جدا ولا تولي أهمية للمسرح».
رهانٌ بالدعم والشغف
بدورها قالت د. رحيمة الجابرية: «قطاع المسرح في سلطنة عمان جاذب للفرجة، ومسرح الطفل صناعة مهمة، وهي صناعة مغيبة نوعا ما، رغم المحاولات من بعض الفرق لإنعاشه، ولكن بالمجمل يبقى مسرح الطفل مرهونا بالدعم المالي وحماس الشباب، وهذا لا يكفي، هذه الصناعة مهمة للطفل وتنمي حس النقد لديه والمفاضلة بين العروض، تنمي لديه الجرأة، والنطق، وجموح الخيال فربما يحول ما يقرأه من قصص إلى مشهد مسرحي ملهم، هنا لا بد من استثمار ذلك الشغف والحب والخيال، ولكن للأسف أستطيع القول إننا في سلطنة عمان لا توجد لدينا إلى الآن جهة تعنى بـ (ثقافة الطفل)، وهذا الغياب يعطل الكثير، ويساهم في غياب الوعي المجتمعي بأهمية المسرح الأمر الذي يؤدي إلى تعطل الحركة المسرحية الخاصة بالطفل، وكذلك غياب دور الإعلام في إبراز أهمية مسرح الطفل». وقالت في سياق حديثها: «علينا تأسيس حب المسرح للناشئة، الطفل اليوم رهين البيت والجدران الأربعة وأجهزة الهاتف والأجهزة اللوحية، لا بد من أن يصل المسرح إليه من خلال تلك الأجهزة».
الكتابة الجيدة
وتحدث د. عماد الشنفري عن مستويات الكتابة الخاصة للطفل، قائلا: الكتابة للطفل كتابة صعبة دقيقة وحذرة في نفس الوقت، ويجب أن يعرف الكاتب لمن يكتب، ومن يخاطب، هل الطفل دون سن السابعة؟ أو الطفل ما بين السابعة والثالثة عشرة؟ أو أكبر من ذلك؟ كل هذه المستويات الثلاثة لها محاذيرها وأسلوبها الخاص». وأضاف: «الكتابة الجيدة لمسرح الطفل شحيحة، والجيد منها يتجاوز حدود البلد الواحد ويعبر البلدان برؤى إخراجية مختلفة، ومن ذلك النص الذي كتبته (مملكة النحل) الذي فاز بالمركز الأول في الهيئة العربية للمسرح، ونصوص أخرى عبرت الحدود».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: لمسرح الطفل مسرح الطفل بحاجة إلى
إقرأ أيضاً:
ندوة لقط الآثار المؤلف بصحار تناقش أهمية الكتاب وأهم المسائل التي تناولها
افتتحت اليوم الندوة العلمية لكتاب "لقط الآثار المؤلف بصحار"، والتي تقام ضمن البرامج والفعاليات الثقافية لوزارة الثقافة والرياضة والشباب، بالتعاون مع كلية العلوم الشرعية، برعاية سعادة محمد بن سليمان بن حمود الكندي، محافظ شمال الباطنة، وبحضور سعادة السيد سعيد بن سلطان، وكيل الوزارة للثقافة، وعدد من المهتمين. وأدار الندوة سند بن حمد المحرزي، باحث بدائرة المخطوطات في وزارة الثقافة والرياضة والشباب.
وفي كلمة وزارة الثقافة والرياضة والشباب، أشار محمد بن عبيد المسكري، مدير دائرة المخطوطات بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، إلى أن هذه الندوة تأتي احتفاءً بتحقيق ونشر كتاب "لقط الآثار المؤلف بصحار" ضمن مشروع الوزارة لتحقيق ونشر المخطوطات العمانية. وترجع أهمية الكتاب باعتباره مدونة فقهية تعكس واقع المجتمع وتفاعله مع مختلف الجوانب الشرعية والاجتماعية والاقتصادية والزراعية خلال القرن الحادي عشر الهجري. كما يكتسب أهميته مما يحتويه من توثيق تاريخي لنشأة دولة اليعاربة على يد الإمام ناصر بن مرشد اليعربي، وما رافقها من أحداث في سبيل طرد البرتغاليين وتوحيد البلاد. ويضم الكتاب كذلك إشارات تاريخية لمدن الساحل الشمالي لعمان وما وقع فيها من أحداث خلال فترة تأسيس دولة اليعاربة، إضافة إلى ذكر العديد من أسماء الأعلام المؤثرة في تلك الفترة ومسميات المواقع الجغرافية والأفلاج.
وقدم إدريس باحامد ورقة بعنوان: "لقط الآثار المؤلف بصحار - الموضوع والنسبة"، أشار فيها إلى أن "لقط الآثار" مخطوطٌ قَيِّمٌ من المخطوطات العمانية التي لم تر النور منذ أمد. ولا يختلف اثنان في قيمته العلمية والتاريخية؛ ذلك أنه من خلال عنوانه يؤكد ما فيه من جواهر، فهو مؤلف في صحار كما جاء في العنوان، وصحار كانت ولا تزال من قامات عمان الحضارية والثقافية. كما تطرق باحامد إلى مؤلف المخطوط القَيِّم من الكتب العمانية، والنسخ التي جاء فيها، بالإضافة إلى أهم مواضيعه، وكيف تناول المحقق الكتاب، وكيف اهتدى للمؤلف، موضحًا أن المؤلف غير معروف لدى الكثيرين.
وأوضح الشيخ سعيد بن ناصر الناعبي، في ورقته التي حملت عنوان "المسائل الفقهية في كتاب لقط الآثار المؤلف بصحار"، أن كتاب "لقط الآثار" من الكتب المهمة الحاوية لآثار علمائنا، ولم يكتفِ المؤلف فقط بأقوال العلماء المتأخرين، بل دوّن أقوال العلماء المتقدمين، مبينًا أنه ذكر أقوال المشايخ موسى بن علي الإزكوي، ومحمد بن محبوب، ومحمد بن جعفر الإزكوي، وأبو سعيد محمد بن سعيد الكدمي، وعبد الله بن محمد ابن بركة.
وذكر الناعبي العلماء الذين دون أقوالهم مؤلف الكتاب، وقد وضعت تراجم مختصرة في الحاشية. كما تطرق إلى التأصيل الفقهي للمسائل الفقهية المدونة في الكتاب وربطها بالأدلة الشرعية، وأخيرًا قام باستنباط القواعد الفقهية من الكتاب، وبناء الفروع عليها.
من جانبه، تناول الدكتور موسى البراشدي في ورقته الأهمية التاريخية لكتاب "لقط الآثار المؤلف بصحار"، وأشار إلى أن المصادر الفقهية تقدم مادة تاريخية نادرًا ما تشير إليها المصادر التاريخية، لا سيما تلك المرتبطة بما يسمى فقه النوازل، ولذا أطلق عليها المصادر الدفينة لكونها تتضمن كنوزًا بحاجة إلى البحث والتنقيب. ومن هنا، يتوجب على الباحثين في التاريخ العماني استفراغ الجهد للتنقيب عن الإشارات التاريخية في كتب الفقه العمانية، بغية سد الكثير من الفجوات والثغرات في التاريخ العماني. كما أبرز البراشدي الجوانب التاريخية في كتاب "لقط الآثار المؤلف بصحار" لمؤلفه ناصر بن ثاني بجمعة الرحيلي الصحاري، حيث تكمن أهمية الكتاب في كون مؤلفه معاصرًا للفترة الأولى من عهد اليعاربة، وكان له دور سياسي وإداري فيها، ولذا كان قريبًا من كثير من الأحداث التاريخية التي أشار إليها في كتابه، سواء أكان ذلك على هيئة مسألة فقهية بناءً على موضوع الكتاب، أو ضمن الأحداث التاريخية التي تمت الإشارة إليها في ملاحق الكتاب، والتي وردت في الجزء الخامس منه. مبينًا الاهتمامات التاريخية للمؤلف، والجوانب السياسية والإدارية في فترة المؤلف، كما تطرق إلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وأبرز الأعلام المغمورين في كتاب "لقط الآثار المؤلف بصحار".
وفي ورقته التي ناقشت "الأفلاج العمانية وكتاب لقط الآثار المؤلف بصحار"، أشار هلال بن عامر بن علي القاسمي إلى الإرث الحضاري ذي العمق في التاريخ البشري، الذي شغل الباحثين وعلماء الآثار والتاريخ والفقه لما له من ارتباطات مختلفة في جوانب عديدة، وتحوم حوله الكثير من التساؤلات ذات الأبعاد العلمية. وتكمن ألغازه في عدم وجود مؤرخات قديمة تعنى بنشأته وتطوره، بيد أن المؤلفات الفقهية ثرية ببعض المسائل الفقهية التي قدمت بعض المفاهيم والأحكام والتساؤلات؛ التي من خلالها نستشف ونستخرج بعض الأدلة والأبعاد الفكرية والهندسية والعملية، ومنها نضع الرؤى والتصورات لهذا النظام القديم. موضحًا أن كتاب "لقط الآثار المؤلف بصحار" انفرد ببعض الأخبار والتعريفات والأحكام والمسميات والمناطق التي وصلت إليها الأفلاج، وكُتب في مرحلة انتقالية من فترة مرت بغموض تاريخي، لذا فإن ما يحتويه من مسائل وتعريفات وأخبار يعد من أهم الروافد العلمية لنظام الري بالأفلاج وما تشتمل عليه من أبعاد في مجالات أخرى مرتبطة بالفلج مباشرة. مسلطًا الضوء على الارتباط بين نظام الأفلاج منذ نشأتها وما احتوى كتاب "لقط الآثار" من معلومات ذات صلة بالأفلاج، كما تطرق إلى مضامين الفلج ذات الصلة من حيث النشأة والعمر والسبب والنوع والتطور.
وصاحب الندوة معرض للمخطوطات تجول فيه الحضور، للتعرف على أهم ما يحويه الكتاب من كنوز تخلد الحضارة العمانية.