البوابة نيوز:
2025-02-07@03:21:31 GMT

أهمية التفكير النقدي في مواجهة التطرف

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

يقول الفيلسوف الفرنسي ديكارت، في كتابه «مبادئ الفلسفة» متحدثًا عن قومه الفرنسيين وسائر الغربيين: «إن الفلسفة هي وحدها التي تميزنا عن الأقوام المتوحشين والهمجيين، وإنما تقاس حضارة الأمة وثقافتها بمقدار شيوع التفلسف الصحيح فيها، ولذلك فإن أعظم نعمة يُنـعم الله بها على بلد من البلاد هي أن يمنحه فلاسفة حقيقيين».

 

وإذا كان ديكارت يقول - بوصفه فرنسيًا - «إن الفلسفة هى وحدها التى تميزنا عن الأقوام المتوحشين والهمجيين»، فإن ديكارت لو عاد مرة أخرى للحياة لقال إننى أعني بالأقوام المتوحشين والهمجيين أقطار منطقة الشرق الأوسط، خاصةً مصر التى كانت تعلو أرجاءها أصوات تنادي بهدم الأهرامات والآثار الفرعونية المصرية القديمة، وفي مقدمتها تمثال أبو الهول، وكذلك تقييد حرية المرأة، وختان الإناث، وإباحة الزواج من القاصرات، وفرض الجزية على المواطنين المسيحيين... إلخ. 

لو عاد ديكارت مرة أخرى للحياة لقال إننى أعني أقطار منطقة الشرق الأوسط، خاصةً مصر التى وإن كانت تلك الأصوات قد خفتت قليلًا، فليس اقتناعًا وإنما توجسًا وترددًا إلى حين، وخاصة أن أصحاب هذه الأصوات ينخرطون اليوم في أحزاب سياسية تسمح الدولة بقيامها، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على مدى اضطراب السياسات العامة الموضوعة وتخبطها!! 

إذا كان ديكارت قد قال في كتابه «مبادئ الفلسفة»:  «إن أعظم نعمة ينعم الله بها على بلد من البلاد، هي أن يمنحه فلاسفة حقيقيين».. فإن علينا أن نقول من واقع المشهد الحالي في منطقتنا العربية: «إن أشد نقمة يبتلي الله بها بلدًا من البلدان، هي أن يسلط عليهم فئة من غلاة المتشددين المتعصبين المتاجرين باسم الدين، من أجل تحقيق مآرب سياسية».

التفكير النقدي هو الذى يمنحنا القدرة على النظر إلى الأشياء وكأننا نراها لأول مرة، فنصاب بالدهشة جراء ذلك، ونرى الأشياء وكأننا لم نرها من قبل، فالنقد يخلع عن وجه الأشياء قناعها العادي. وعن طريق النقد نحن لا نبتعد عن الأشياء المعتادة فى حياتنا اليومية، بل عن تفسيراتها وقيمتها المألوفة. ونحن لا نفعل هذا لكى نشذ عن الآخرين، أو لكى يقال إننا نفكر بخلاف بقية الناس، بل لأن وجهًا جديدًا للأشياء قد تكشف لنا فجأة، وجهًا مختلفًا عن ذلك الذى تعودنا عليه وسلمنا به فى لقائنا معه كل يوم. 

النقد عندي هو جوهر الفلسفة، والنقد كما أفهمه لا يعني أبدًا التطاول أو الشتم، أو التركيز على الجوانب السلبية وحدها، إنما يعني الفحص العقلي لكل ما يُعْرَض علينا من أقوال وأفعال لبيان مواطن القوة وجوانب الضعف. 

وإذا كان العلم هو سبيل التقدم، فإن النقد هو سبيل التحضر والرقي.. لأن المجتمعات المتخلفة  لا تعرف النقد، ولا تعرف معناه وبالتالي لا تمارسه، المجتمعات المتخلفة لا تعرف سوى أمرين:

 1- إما المدح السخيف المفضوح.

    2-  أو النفاق الممجوج الرذيل.

نحن لا نعرف كيف ننقد نقدًا عقليًا، وإنما نجيد المدح أو السب والشتم. إن النقد الذي أقصده أبعد ما يكون عن هذين الأمرين. النقد الذي أعنيه والذي هو جوهر الفلسفة هو التحليل العقلي للأقوال والأفعال للكشف عن محاسنها ومثالبها، ميزاتها ونقائصها، إذن الميزات والمحاسن تأتي أولًا قبل العيوب والنقائص.

إننا إذا اعتمدنا على التفكير النقدي جاءت أفكارنا سوية ومعتدلة، ذلك لأن الأفكار تختلف باختلاف المجتمعات، إنها وليدة ظروف تاريخية واجتماعية وثقافية معينة، ومن ثمَّ فهى ليست مقدسة؛ وإن كان يتم الترويج لها في معظم الأحيان على أنها كذلك!! كما يتكشف مدى هيمنة هذه الأفكار وتحكمها في سلوك أفراد المجتمع، وتوجيههم وجهة معينة دون غيرها. ومن الضروري البحث عن «الأفكار الحاكمة» في مجتمعاتنا، لإعادة فحصها ونقدها، للإبقاء على ما هو صحيح منها، واستبعاد ما هو فاسد. يجب ألا نتمسك بأفكار عقيمة ظنًّا منا أنها سوف تُسهم يومًا في تقدمنا ورقينا، لأننا في هذه الحالة سوف نقع في الخطأ نفسه الذي وقعت فيه تلك الدجاجة التي رقدت على بيض مسلوق ظنًّا منها أنه سوف يفقس يومًا!!

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

مرصد الأزهر يطلع وكيل وزارة الدفاع الماليزية على جهوده في مكافحة التطرف

استقبلت الدكتورة رهام سلامة، المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، وكيل وزارة الدفاع الماليزية للسياسات والتخطيط الاستراتيجي، والوفد المرافق له، اليوم الخميس الموافق 6 فبراير. وخلال اللقاء، قدمت الدكتورة سلامة عرضًا تعريفيًا موجزًا عن طبيعة عمل المرصد، متناولةً عدد الوحدات العاملة به وأبرز القضايا التي يتم بحثها ودراستها.

 

مرصد الأزهر يحلل إحصائيات جرائم التنظيمات الإرهابية شرق إفريقيا خلال ديسمبر 2024 مرصد الأزهر: المهدى المنتظر حقيقة.. وهذا دليل كذب المتطرفين (فيديو)

وفي أثناء تفقد الحضور لوحدات المرصد الثلاثة عشر، اطلعوا على الدراسات التي أُجريت لتحديد العوامل التي تؤدي إلى التطرف، وكذلك على جهود متابعة أزمة اللاجئين حول العالم، مع التوصيات المتعلقة بذلك. كما قامت الدكتورة رهام سلامة بتقديم العدد الجديد من مجلة المرصد المتاحة بالعربية والإنجليزية والفرنسية.

وخلال اللقاء، أبرَزَت مديرة مرصد الأزهر أهمية مكافحة التطرف من خلال اعتماد حلول فعّالة لمعالجة العوامل المساهمة في الانخراط في الجماعات الإرهابية وامتثال الأفراد لأوامر قادتها. وأشارت إلى أن الظروف المعيشية الصعبة تعد من أهم هذه العوامل، حيث تُحسن التنظيمات استغلالها. ومن ثم، فإن تضافر الجهود الدولية يعتبر أمرًا حتمياً لضمان تحقيق أفضل النتائج في هذا المجال.

وكيل وزارة الدفاع الماليزية

من ناحيته، أعرب وكيل وزارة الدفاع الماليزية عن تقديره الكبير للجهود التي يبذلها الأزهر الشريف، تحت قيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، مؤكدًا على أهمية دور الهيئات التابعة للأزهر، بما في ذلك مرصد الأزهر، في تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين مختلف الأفراد والمجتمعات.

كما تناول المسؤول الماليزي التحديات التي تواجه المجتمعات نتيجة الغلو والتشدد، وأثرها السلبي على استقرار هذه المجتمعات، مشيدًا بالمساعي التي يقوم بها الأزهر لمواجهة هذه الظواهر السلبية.

مرصد الأزهر: انخفاض أعداد ضحايا الإرهاب في منطقة الغرب والساحل الإفريقي

وعلى صعيد اخر، تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف العمليات التي شنتها التنظيمات الإرهابية في منطقة الغرب والساحل الإفريقي على مدار شهر أكتوبر 2024م، والتي بلغت ( 3 ) عمليات إرهابية، أسفرت عن مقتل ( 106 ) ، وإصابة (267) آخرين.

هذا وقد شهدت منطقة الغرب والساحل الإفريقي خلال شهر أكتوبر انخفاضًا كبيرًا فى أعداد القتلى مقارنة بالشهر السابق له بمعدل (42.7 %)، نظرًا لانخفاض النشاط الإرهابي في هاتين المنطقتين بمعدل (57.2 %)، حيث بلغ عدد العمليات التي شنتها التنظيمات الإرهابية في غرب القارة خلال شهر سبتمبر ( 7 ) عمليات إرهابية، أسفرت عن مقتل (185)، وإصابة (324) آخرين.

وقد أثار التراجع فى النشاط الإرهابي فى منطقة غرب إفريقيا تساؤلات حول العوامل التي أسهمت في انخفاض مستويات التهديدات الإرهابية فى دول المنطقة التي نمت على أراضيها العديد من التنظيمات الإرهابية، ويمكن القول إن من أبرز العوامل التي أدت إلى هذا التراجع، الحملات الأمنية المكثفة التي قامت بها القوات الحكومية والتي أجبرت تلك التنظيمات على تحويل دفتها نحو مناطق جديدة تصبح ملاذات آمنة بعيدًا عن العمليات العسكرية الموسعة.

مقالات مشابهة

  • برج الدلو| حظك اليوم الجمعة 7 فبراير 2025.. تجنب التفكير كثيرا
  • برج الثور| حظك اليوم الجمعة 7 فبراير 2025.. تجنب التفكير السلبي
  • مرصد الأزهر يطلع وكيل وزارة الدفاع الماليزية على جهوده في مكافحة التطرف
  • رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف يؤكد أهمية التعاون الدولي خلال محاضرة في الجامعة العراقية
  • وزير الخارجية الأمريكي: عرض ترامب بشأن غزة ليس خطوة عدائية ويجب التفكير فيه
  • الأزهر يطلق قافلة دعوية لمكافحة التطرف في العاشر من رمضان
  • مفتي الجمهورية: نأمل أن تكون منبرًا يجمع بين الأصالة والتجديد
  • تساؤلات فلسفية حول اللغة
  • إسبانيا: اعتقال 7 أشخاص بتهمة نشر التطرف عبر الرياضة ووسائل التواصل الاجتماعي
  • قانون الضمان الاجتماعي.. ضوابط وإجراءات صرف الدعم النقدي المشروط