شهد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، احتفال الوزارة بليلة النصف من شعبان وذكرى تحويل القبلة مساء اليوم السبت، عقب صلاة العشاء بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة.

جاء ذلك بحضور اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة نائبًا عن الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والدكتور محمد عبدالرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور سلامة جمعة داود رئيس جامعة الأزهر الشريف، والدكتور صالح الشيخ رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، والدكتور عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والسيد محمود الشريف نقيب الأشراف، والدكتور نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، والدكتور عبدالحميد متولي رئيس مركز التسامح بدولة البرازيل، ولفيف من قيادات وزارة الأوقاف.

النبي كان قلبه معلقا بمكة

وفي كلمته، أكد الشيخ مصطفى عبدالسلام إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه، أن من الأحداث المُهِمَّة التي وقعت في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام، وقد كانت القبلة في بداية فرض الصلاة تجاه بيت المقدس، حيث صلى نبينا صلى الله عليه وسلم وأصحابه تجاهه نحو ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا.

وأضاف: كان (صلوات ربي وسلامه عليه) يدعو ويتمنى أن تكون وجهته في صلاته إلى بيت الله الحرام، فقلبه معلق بمكة‏، يمتلئ شوقا وحنينا إليها‏، إذ هي أحب البلاد إليه‏، وبعد أن استقر (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة المنورة‏، ظل متعلقا بمكة المكرمة مقلّباً وجهه في السماء، يترقب الوحي الرباني، حتى أقرَّ الله عينه وأعطاه مُناه وحقق مطلوبه، فأرضاه الله (عز وجل) بأن جعل القبلة إلى البيت الحرام‏، فكانت الإقامة بالمدينة والتوجه إلى مكة في كل صلاة‏، ليرتبط عميق الإيمان بحب الأوطان، ونزل قول الله تعالى: «قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ»، فلم يقل الله: فلنولينك قبلةً نرضاها، وهذا بيان لمكانة النبي (صلى الله عليه وسلم) عند ربه، وهو مصداق قوله تعالى: «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى»، وهو (صلى الله عليه وسلم) لا يرضى إلاّ بما يرضى به الله، وفي هذا يقول الشاعر:

كم للنبي المصطفى من آيةٍ غرَّاءَ حارَ الفِكْرُ في معناها    لما رأى الباري تقلُّبَ وجهِهِولاَّه أعظمَ قِبلةٍ يرضاها

التحول الى المسجد الحرام يعود بالإنسان إلى أصل القبلة

وتابع: أن التحول الى المسجد الحرام يعود بالإنسان إلى أصل القبلة، فقد قال المولى (عز وجل): "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ"، فهي دائرة بدأت بآدم مرورا بإبراهيم حتى عيسى (عليهم السلام) ولكنها لم تتم أو تكتمل إلا بالرسول الخاتم (صلى الله عليه وسلم)، ‏ فهو وإن تأخر في الزمان فقد تحقق على يديه الكمال‏، وقد عزز هذا الحدث الجليل تأييد الرابطة الوثيقة بين المسجدين المسجد الحرام والمسجد الأقصى‏،‏ فإذا كانت رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قطع فيها مسافة زمانية قصر فيها الزمن أو طال‏،‏ فقد كان تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام رحلة تعبدية‏،‏ الغرض منها التوجه إلى الله تعالى دون قطع مسافات‏،‏ إذ لا مسافة بين الخالق والمخلوق‏، يقول سبحانه: "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ".

واستكمل: لذا فإن القبلة الحقيقية حيث نتوجه بحركاتنا وسكناتنا إلى الحق، القبلة الحقيقية حيث نحقق الاستجابة للأمر والامتثال له - سبحانه- متى أمرنا، وحيث أمرنا، وكيف أمرنا، وليس في ذات الشرق أو الغرب، فجميع الجهات مِلْكٌ له سبحانه، لا فضل لجهة على جهة إلا بتفضيل الله، ونحن عبيد الله ، فحيث وجه سبحانه وتعالى نبيه وأصحابه إلى بيت المقدس توجهوا ، وحيث وجههم إلى بيته الحرام توجهوا ، ونحن على هديهم نسير في السمع والطاعة لله (عز وجل) ، "قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"، فوراء الوجهة الحسية التي نحن مأمورون بها هناك وجهة أخرى هي الوجهة المعنوية التي تتمثل في حسن القصد وحسن التوجه إلى الله (عز وجل)، إذ الله يقول: "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ"، ذلك أن ميزان الاستقامة الحقيقي، وهو الاستشعار الحقيقي لمعنى الخشية، وهو التحقيق العملي لقوله تعالى: "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ".

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: احتفالية النصف من شعبان وزير الأوقاف الأزهر الشريف صلى الله علیه وسلم المسجد الحرام تحویل القبلة عز وجل

إقرأ أيضاً:

أمانة العاصمة المقدسة تُهيئ 17 موقفًا للسيارات

المناطق_واس

هيّأت أمانة العاصمة المقدسة مواقف النقل العام حول المسجد الحرام، ومواقف حجز السيارات على مداخل مكة المكرمة، التي يتم فيها حجز وإيقاف السيارات الصغيرة الخاصة بالمعتمرين القادمين إلى مكة المكرمة, وأُعدت جميع الترتيبات لتهيئة وتجهيز تلك المواقف لاستقبال السيارات خلال موسم رمضان، في ظل تزايد توافد الزائرين.

ويأتي وذلك تكاملًا مع خطة المرور، التي تُسهم في تخفيف الازدحام داخل مدينة مكة المكرمة، من خلال منع دخول سيارات المعتمرين الخاصة إلى العاصمة المقدسة خلال هذه الفترة.

أخبار قد تهمك “الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين” تُعلن موعد بدء التسجيل للاعتكاف 1 مارس 2025 - 11:39 مساءً المسجد الحرام منظومة تشغيلية متكاملة لخدمة ملايين القاصدين 1 مارس 2025 - 7:41 مساءً

مقالات مشابهة

  • الطبق الذي كان يفضله الرسول عليه الصلاة والسلام
  • دعاء ليلة رمضان الثالثة بالقرآن الكريم
  • رمضان يعني.. ألف ليلة وليلة ونهايتها الشهيرة.. "سيبني لبكرة الله يخليك"
  • أمانة العاصمة المقدسة تُهيئ 17 موقفًا للسيارات
  • وزير الأوقاف: رمضان شهر الروحانية والأخلاق والوطنية
  • محافظ القليوبية يُدشن مبادرة استبدال المصاحف المستهكلة بمصاحف جديدة
  • لأول مرة في المسجد الحرام.. إطلاق خدمة التحلل من النسك
  • ليه أكتر أهل النار النساء؟ طالبة تسأل والدكتور علي جمعة يجيب
  • بث مباشر.. صلاتي العشاء والتراويح من الجامع الأزهر ليلة 2 رمضان
  • وزير المالية رئيس حركة العدل والمساواة يشارك في احتفال تطهير بحري من المليشيا