متحدثة «اليونيسيف» في حوار لـ«الوطن»: رأيت مشاهد مأساوية بغزة.. والأمراض تتفشى
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
زارت قطاع غزة لمدة أسبوع، وشهدت على العديد من الظروف المأساوية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع، ومع الأزمة الغذائية وانخفاض درجات الحرارة وتفشي الأمراض، يتأثر الأطفال أكثر من غيرهم، فهم معرضون للتهديد بسبب الأزمة الطاحنة، التي أصبحت بمرور الوقت واضحة للجميع.
تيس إنجرام، المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، قالت في حوارها مع «الوطن»، إن الأطفال يشكلون حوالي نصف سكان قطاع غزة، لذلك هم يتأثرون بشكل كبير بالحرب المستمرة، ولا يقتصر الأمر على استشهادهم أو إصابتهم بسبب القصف أو الرصاص، ولكنهم أيضًا معرضون للتهديد جراء الأزمة الإنسانية في غزة.
وإلى نص الحوار:
- كنتِ في زيارة إلى غزة لمدة أسبوع.. كيف تبدو الأوضاع هناك؟
الأوضاع في غزة مأساوية للغاية، فالأمراض متفشية، والمجاعة تلوح في الأفق، والمياه قليلة، وغير صالحة للشرب، والبنية التحتية الأساسية تحوّلت إلى أنقاض، والمستشفيات تعمل بعدد قليل جدًا من الموظفين، والموارد قليلة.
شاهدت بنفسي كيف يعيش الأطفال، وهم يقيمون في ملاجئ مؤقتة صغيرة، ومبنية بقطع من القماش أو المشمع أو البطانيات، ومثبتة معًا بحبال أو قطع من الخشب، الملاجئ الصغيرة تحتوي على عدد كبير من الأشخاص، كما تعيش عائلات كبيرة في منطقة صغيرة لا تكاد تتسع لهم، كما أن الظروف ليست مناسبة للبقاء على قيد الحياة، فليس هناك مياه، وفي كثير من الأحيان لا توجد حمامات، ومن الصعب جدًا الحصول على الطعام والجو شديد البرودة، ويصاب الكثير من الأطفال بالأمراض بسبب فصل الشتاء.
- كيف كانت رحلتك في قطاع غزة؟
كانت رحلة صعبة، تحدثت هناك مع العديد من الآباء، وقالوا لي إن أطفالهم إما مصابون بعدوى في الجهاز التنفسي أو نزلة برد أو آلام في المعدة أو إسهال، الأمراض منتشرة ويعاني الأطفال من الأزمة الإنسانية ومن القصف المتواصل والرصاص، وعلى الرغم من كل هذا، أعتقد أن الناس في غزة يمتلكون القوة بشكل لا يصدق.
الناس هناك يأملون أن تنتهي الحرب في أقرب وقت، كما سألوني عما سيفعله المجتمع الدولي لدعم إنهاء الحرب، هؤلاء هم أشخاص يريدون العودة إلى منازلهم وإلى حياتهم وأطفالهم، والأطفال هناك يريدون العودة إلى مدرستهم وألعابهم وأصدقائهم.
لا يوجد مكان آمن في غزة- تغير وضع الأطفال في قطاع غزة قبل الحرب وبعده، كيف ترين ذلك؟
إنه أمر مختلف بشكل لا يصدق، اعتاد الأطفال أن يتمتعوا بحياتهم والشعور بالأمان، كانوا يعيشون في منازلهم مع عائلاتهم ويذهبون إلى المدرسة، الآن، يجب عليهم أن يمروا بصدمة عاطفية كل يوم، قلقين على سلامتهم وسلامة أسرهم، ويضطرون إلى العيش خارج منازلهم وبعيدًا عن أصدقائهم، فلم يذهب أي طفل في غزة إلى المدرسة منذ بداية شهر أكتوبر والحرب على غزة، لذلك لا يوجد مكان آمن في غزة، وبالنسبة للأطفال، فهو مكان خطير للعيش فيه مقارنة بما كانت عليه الأمور بالنسبة للأطفال في غزة قبل الحرب.
- هل تواجهون تحديات في إيصال المساعدات إلى مناطق متفرقة من قطاع غزة؟
كمية المساعدات التي تدخل قطاع غزة ليست كافية، ونواجه تحديات في إيصال تلك المساعدات إلى جميع أنحاء قطاع غزة أيضًا، لأنه ليس لدينا ما يكفي من الوقود أو الشاحنات، فبمجرد وصول المساعدات إلى غزة، يظهر التحدي المتمثل في توزيع تلك المساعدات على الأطفال والأسر التي تحتاج إليها، وهذا أمر صعب للغاية، خاصة مع الأضرار التي لحقت بالطرق، ومع استمرار انقطاع التيار الكهربائي ومع نقص الشاحنات والوقود اللازم لتشغيلها، وبالطبع التهديدات المستمرة لسلامة موظفينا وطاقمنا.
ندعو المجتمع الدولي إلى محاولة تشجيع وقف إطلاق النار الإنساني الفوري لتوفير بعض الراحة لأطفال غزة والسماح لنا، كمنظمة اليونيسيف ووكالات المعونة الإنسانية الأخرى، بتقديم مساعدات إنسانية أفضل.
«اليونيسيف» تواصل عملها في غزة رغم المخاطر- البيئة في غزة خطيرة ولا يمكن العمل بشكل آمن.. كيف تواجهون ذلك؟
الوضع الأمني في غزة يمثل تحديًا كبيرًا عند محاولة العمل في هذه البيئة الخطيرة، ولكن على الرغم من ذلك، فإن «اليونيسيف» موجودة ونقوم بتقديم الخدمات، ونقدم المياه والتغذية والإمدادات والملابس الشتوية والخيام والقماش المشمع والأدوية وغيرها من المعدات الطبية، ومجموعة واسعة أخرى من الأشياء لمحاولة دعم وحماية أطفال غزة وأسرهم.
- هل هناك إحصائية عن عدد من بُترت أقدامهم من الأطفال في غزة بسبب الحرب؟
علمت اليونيسيف من المهنيين الطبيين وموظفي الأمم المتحدة في قطاع غزة، أن حوالي ألف طفل فلسطيني تعرضوا لبتر أحد أطرافهم منذ بداية الحرب، وحتى يوم 29 نوفمبر الماضي، وليس هناك إحصائية جديدة، فمن الصعب جدًا الحصول على البيانات في الظروف الحالية.
- كيف يعيش الأطفال من ذوي الإعاقة في ظل الأزمة الإنسانية ونقص الخدمات اللازمة؟
بالنسبة للأطفال الذين بترت أطرافهم، مثل الأطفال الآخرين الذين أصيبوا، أو النساء الحوامل اللاتي أنجبن، وجودهم في الملاجئ حيث الصرف الصحي وارتفاع معدل الإصابة بالأمراض، هناك خطر إصابتهم بالعدوى، لقد تحدثت إلى العاملين في القطاع الطبي بغزة وقالوا لي إنه بدون الرعاية الطبية المستمرة والأدوية، فأن خطر الإصابة بالعدوى سيكون مرتفعًا وأن العدوى قد تكون خطيرة.
وهذا هو الأمر الذي يقلق الناس في قطاع غزة خلال الوقت الحالي، ويواجهه الكثير من الناس، التقيت بامرأة حامل كانت تعاني من عدوى منذ 46 يومًا من الولادة، ولم تتمكن من الحصول على الدواء المناسب لعلاج تلك العدوى.
من هي تيس إنجرام؟تيس إنجرام هي صحفية تعمل متحدثة باسم اليونيسيف أو مسؤولة الاتصالات باليونيسيف، كما تعمل بصحيفة «WAtoday» الأسترالية، وكانت مراسلة سابقة في مجلة «The Australia Financial Review»، في تغطية الأعمال والاقتصاد والسياسة.
ما هي اليونيسيف؟اليونيسيف وكالة دولية تابعة للأمم المتحدة، تتواجد في 190 بلدًا وإقليمًا لحماية حقوق كل الأطفال، وهي رائدة في العالم في مجال الدعوة لقضايا الأطفال، ويكافح العاملون فيها من أجل الحقوق العالمية للأطفال الباحثين عن المأوى الآمن والغذاء والحماية من الكوارث والنزاعات، وعن المساواة، بحسب الموقع الرسمي للوكالة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: اليونيسيف الأطفال في غزة غزة أطفال غزة الأزمة الإنسانية فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
برلمانية: إعاقة إسرائيل دخول المساعدات لغزة يعرض الأشقاء للخطر
أعربت النائبة الدكتورة نيفين حمدي، عضو لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، عضو الهيئة البرلمانية العليا لحزب حماة الوطن، عن إدانتها واستنكارها الشديدين لقرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق المعابر ووقف إدخال المساعدات الإنسانية والاغاثية إلى قطاع غزة، مؤكدة أن قرار الاحتلال ما هو الا إجراء جديد وحصار لاهالي القطاع للضغط عليهم نحو التهجير.
وحذرت عضو لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب في بيان لها اليوم، من استمرار عمليات العقاب الجماعي وما ينتج عنها من توقف تام لدخول المساعدات الانسانية والاغاثية لقطاع غزة، مؤكدة علي ان تلك التصعيد الذي يعيق دخول المساعدات سيوقف الاستجابة الإنسانية الحرجة في جميع أنحاء القطاع، مطالبة بضرورة انهاء تلك الاوضاع الخطيرة والسماح بإدخال المساعدات، خاصة فى ظل الوضع الإنسانى المتردى فى قطاع غزة.
وأكد عضو الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن، علي أن قرار الاحتلال الإسرائيلي بحصار وقطع الامتدادات عن الأشقاء من كبار السن والنساء والرجال والأطفال والمصابين ، وفي ظل وجود شهر رمضان المبارك ، يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وخرقًا صريحًا للمواثيق والاتفاقيات الدولية والأديان السماوية التي تضمن تدفق المساعدات الإنسانية للمدنيين في أوقات النزاعات.
وطالبت النائبة نيفين حمدي، مجلس الأمن والمجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان، بالتدخل العاجل لوقف تلك الممارسات الغير انسانية يتحمل العالم اجمع توابعها وتداعياتها، فضلا عن ضرورة إيجاد حل فوري للسماح بوصول المساعدات والاغاثات لأهالي غزة، نظرا لما يتعرضون له من انتهاكات صارخة تعرضهم لمزيد من الخطر وفقدان للحياه.
وشددت القيادية بحزب حماة الوطن، علي أنه يجب الضغط على دولة الاحتلال إسرائيلي لإعادة فتح المعابر عاجلاً دون مماطلات أو اعذار غير مبررة، وضمان التدفق الآمن للمساعدات الإنسانية إلى غزة، فضلا عن التزام كافة الأطراف بتنفيذ جميع مراحل وبنود وقف إطلاق النار، وفقًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
واختتمت النائبة الدكتورة نيفين حمدي بيانها بالتأكيد علي إن الدولة المصرية، رغم مواجهتها تحديات عديدة داخليا وخارجيا، ما زالت تساند القضية الفلسطينية ولم تتخلى عنها، مؤكدة أن مصر تتحمل القضية الفلسطينية على عاتقها وتسعى بكافة السبل الممكنة لإحلال السلام في المنطقة والحفاظ على حقوق وسلامة أشقاءها في كل الأوقات والأزمات وايضا أمن وسلامة المنطقة بالكامل.