بوابة الوفد:
2024-07-03@15:15:28 GMT

زمن البواقى والفُضل

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

هل نحن نعيش فى زمن البواقى والفُضل! والبواقى والفُضل لمن لا يعرف هو باقى السلع الباقية لدى التجار وبالتأكيد لها زبونها، ولكن هناك الأغلب الذين يشترون حسب رغبتهم قبل أن تبقى القليل الذى فى الغالب يكون غير صالح لكثير من الاستعمالات.

 هذا الزمن بهذا الشكل الذى وصلنا إليه زمن اجتمعت فيه معاصى قوم نوح ولوط وفرعون وقارون وهامان، زمن فقدنا فيه براءتنا إلى الأبد، وتحولنا إلى كائنات ممسوخة عن البشر الحقيقيين، فقدنا القدرة على الصمود أو حتى المقاومة، فالمقاومة هى أهم شرط من شروط البشر، رضينا بكل قليل إذا وجد، ودخلنا لعبة الغدر، نُناضل للبقاء على قيد الحياة مُكتفين بالبواقى والفضلات.

 يقينًا إننا نعيش على حافة الجنون ونعيش بلا عقل، هذا الوضع ليس وضعًا صحيًا أو حتى نفسيًا يصلح للعيش، فحتى الكائنات الأخرى كالخنزير يقاوم الجزار الذى يسلخه حتى وهو ميت، والطير الذى يسكن المدن بعد تلوث الحياة فى الفضاء، ونحن ننصاع إلى المفروض علينا ونترك لهؤلاء حرية إدارة حياتنا من غير مقاومة.

لم نقصد أحدًا!

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

«دُفعة المراوح وتخفيف الأحمال»

يبدو أن الأسرة المصرية التى لديها طالب أو طالبة فى الثانوية العامة كُتب عليها أن تعيش المعاناة، ليس فقط على مدار العام بسبب ضغوط وتكاليف المصروفات الدراسية، والدروس الخصوصية التى فشلت كل الجهود فى القضاء عليها لأسباب كثيرة، وإنما أيضًا فى ضياع حلم الكثير من الأسر فى دخول أبنائهم كليات القمة التى يحلمون بها، واليقين بذلك قبل ظهور نتيجة الامتحانات.

نقول ذلك بمناسبة ما حدث فى امتحان مادة الفيزياء لطلاب الشعبة العلمية فى الثانوية العامة الذى أثار الجدل، سواء بسبب طبيعة وطريقة الأسئلة، أو تداوله بمواقع التواصل الاجتماعى، بغض النظر عن طبيعة اللجنة التى تم تشكيلها لمراجعة الامتحان أو قراراتها، لأنه فى النهاية تبقى صدمة الامتحان ذات تأثير معنوى على الطلاب كما رأينا يوم الامتحانات.

والغريب فى الأمر أن امتحانات هذا العام يجب أن تتفق فى كل الأحوال مع الظروف التى يعيشها الطلاب على مدار الشهور الماضية، خاصة منذ بداية أزمة انقطاع الكهرباء، وتخفيف الأحمال، وأداء الطلاب للامتحانات فى درجات الحرارة المرتفعة، وأزمة أولياء الأمور فى توفير المراوح داخل اللجان رأفة بأبنائهم، الأمر الذى جعلنا نصف طلاب هذا العام بأنهم «دُفعة المراوح وتخفيف الأحمال» أو«ثانوية المراوح وتخفيف الأحمال».

ولم تكن هناك أى مراعاة من واضعى الامتحانات تجاه هؤلاء، خاصة أن كل المواد التى أدى فيها الطلاب الامتحانات تضمنت العديد من الأسئلة الصعبة التى جعلت الكثير من الطلاب يشعرون بضياع حلم العمر، أو ضياع فرصة الالتحاق بكليات القمة، وهو ما جعل الكثير من الأسر لم يعد أمامها الآن سوى التفكير بقوة فى تدبير مصروفات الجامعات الخاصة ليقينها بضياع مبدأ تكافؤ الفرص لأسباب كثيرة.

والسؤال الذى يفرض نفسه بقوة الآن هو «هل تبقى الثانوية العامة بعبع كل بيت فى مصر وعرض مستمر لفوضى التداول والتسريب؟!». المؤكد أن دولة بحجم مصر ومؤسساتها لا يجب أن تظل على هذا الوضع الذى يؤكد صعوبة السيطرة على الامتحانات لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، وانتشار الغش الذى يستفيد منه قلة قليلة تدمر أحلام وجهود المتفوقين.

والحديث عن ضبط الطلاب المتورطين فى الغش أو معاقبتهم بالرغم من كونه ضرورة، إلا أنه لن يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح. ومن هنا يجب التفكير فى حلين لا ثالث لهما، وهو إما السيطرة الكاملة على الامتحانات وتحقيق العدالة بين الطلاب، أو حتمية التطبيق الفورى لنظام ثانوية عامة يجعلها شهادة نجاح ورسوب فقط دون أى مقياس أو شروط للحاق بالكليات، مع الأخذ فى الاعتبار بأن الطريق الثانى سيفتح الباب أمام الكثير من خريجى الجامعات من عديمى الكفاءة للاعتماد هنا على الغش طوال سنوات التعليم.

كما أن الأسرة المصرية التى تعانى ويلات الظروف الاقتصادية الحالية، وغلاء الأسعار، وجبروت أباطرة الدروس الخصوصية من حقها أن تعيش أجواء الفرحة والاطمئنان على مستقبل أبنائها على الأقل خلال أيام الامتحانات بدلًا من تصدير اليأس لهم مع بداية الامتحانات أو منتصف الطريق خلال أداء الامتحانات فى المواد التخصصية.

خلاصة القول أن «دُفعة المراوح وتخفيف الأحمال» كانت تستحق الكثير من التقدير الجيد للأوضاع التى يعيشها الطلاب وأولياء الأمور. كما أنها كانت تستحق الرحمة من واضعى الامتحانات، وتستحق تكافؤ الفرص وتحقيق العدالة التى غابت لسنوات طويلة سواء بسبب التسريب، أو التداول، أو عدم المعرفة الجيدة للطريق الذى نسير عليه فى قطاع التعليم..حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء وللحديث بقية إن شاء الله.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: نعيش في منطقة تموج بالصراعات والأزمات من كافة الاتجاهات
  • وزير الخارجية: نعيش في منطقة تموج بالصراعات والأزمات من الاتجاهات كافة
  • نبيلة عبيد لـ "الفجر الفني": نعيش بأمن وأمان بفضل ثورة 30 يونيو.. وإلهام شاهين: اكتشف الشعب حقيقة الإخوان في هذا اليوم
  • المسئولية.. والواجب الوطنى
  • الفساد للرُكب
  • «دُفعة المراوح وتخفيف الأحمال»
  • في ذكرى يوم عظيم
  • يرحم الله المعلم الكبير مصطفى شردى
  • التعديل الوزارى
  • المناظرة «راكبة جمل»!