بوابة الوفد:
2025-03-18@08:55:18 GMT

المواطن المصرى «بطل من ذهب»

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

مساء أمس وأنا من هواة السهر، انغمست فى مكتبى كالعادة وسط كومة من الأوراق والقضايا التى ادرسها، استعداداً لجلسة المحكمة صباحاً، وبين طلبات أهلى من أبناء دائرتى فى عدد من دواوين الوزارات حملتها معى الى القاهرة، أرتشف قهوتى، إذ هاتفتنى زوجتى لتقص على مشكلة لأسرة لديها مشاكل ومعاناة، وكانت متأثرة جداً فى حديثها وقالت لى نصاً.

.. المواطن المصرى أصبح غلبان جداً، وهى عبارة مصرية دارجة، وجدت نفسى بدون تردد أرد عليها،... أبداً المواطن المصرى بطل، وحقيقى هو البطل الفعلى فى هذا الوطن.

التقطت منها موضوع حديثى اليوم... ودعنى أترك لك المجال عزيزى القارئ لتطوف فى وجدانك وعقلك، ما تعريف البطل... البطل أو مستر hero بالمعنى العام للكلمة هو كائن استثنائى يختلف عن البشر عامة بصفاته أو بأعماله وإنجازاته، لديه قدرات فريدة مبهرة ذو قيم ومثل سامية... وجسدت لنا السير والآداب والتاريخ، البطولة أو البطل فى صورة الحاكم أو السلطان وغيرهم وهو الإنسان الخارق فمن أوزيريس فى العصر الفرعونى إلى عصرنا الحالى تعدد النماذج التى اتصفت بصفات خارقة وخلدها التاريخ.

أقولها وبكل صدق وأمانة أحاسب عليها أمام الله البطل الحقيقى فى عصرنا الحالى هو «المواطن المصرى»، تعودت معكم أن أبحث فى مشوارى عن القوى الأمين، الذى ذكره الله فى كتابه العزيز: «إن خير مَن استأجرت القوى الأمين» ووجدتنى أجد أن المواطن المصرى هو القوى الأمين، بكل ما تحمله الآية من معان.

قد تسألنى، كيف بنيت وصفى وإصرارى على منح المواطن البسيط لقب القوى الأمين؟

فلنعد بذاكرتنا إلى بداية الإصلاح الاقتصادى فى 2016 لا بل نعود إلى 2011 من يومها الى الآن والمواطن المصرى قد تحمل ما لم يتحمله بشر من فوضى كادت تهوى بالوطن إلى مجاهل الظلام، إلى سنة سوداء حكمت فيها جماعة أرادت اختطاف الوطن حتى بعث الله لنا مواطناً من تراب هذا الوطن ليخلصها من الاختطاف، وجاء الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أراد إصلاح ما أفسده الدهر، وتنزل الجماهير المصرية لتفوضه للقضاء على الإرهاب، بعدها أعلنت الدولة المصرية عن فكر إصلاحى جديد على كافة المستويات ومنها الإصلاح الاقتصادى، ومن 2016 بين انتصارات وانتكاسات للاقتصاد المصرى، يظل المواطن المصرى ثابتاً على موقفه بأقدام راسخة فى الأرض وهامة تعانق السماء لا يكل ولا يمل، نتفاءل بمعدلات نمو مرتفعة، ولكن تأتى جائحة كورونا لتأكل الأخضر واليابس، ثم الحرب الروسية الأوكرانية، لتهوى بالاقتصاد الى مراحل لم يصل اليها منذ عقود.

هل رأيت هذا المواطن، الذى يروى عرقه تراب وطنه سواء فى مصنعه فى القاهرة أو الدلتا أو الصعيد أو المزارع والفلاح فى أرضه فى أى محافظة من المحافظات الريفية التى نتمنى إليها... هل رأيته يخرج ليتظاهر أو يعترض عما ألم بنا، لا والله لا والله... إنما ظل صامداً محتسباً واثقاً فى إرادة الله وفى قيادته الحكيمة بأنها قادرة على العبور بالوطن إلى بر الأمان.

لقد كان المواطن المصرى، الضابط والقاضى والمحامى والطبيب والمهندس والإعلامى والمدرس، العامل والفلاح، المرأة المعيلة وست البيت، الجميع ادى رسالتة بدون كلل أو ملل تحمل تداعيات الإصلاح فى القضاء على الارهاب او الإصلاح الاقتصادى بفاتورة قاسية تحملها بمفردة ليستحق بكل صدق لقب القوى الامين.

فى عام 1988 قدم لنا الفنان الراحل ممدوح عبدالعليم، رائعة فيلم «بطل من ورق»، والآن وفى عام 2024 أردت أن أكتب عن البطل الحقيقى وهو المواطن المصرى، ولكن بمنظور حقيقى بعيداً عن السينما، وهو «بطل من ذهب» بقيمته الحقيقية التى تحلق فى سماء القيم والمثل العليا.

منذ أيام أعلنت الحكومة عن استثمارات ضخمة ستضخ فى السوق المصرى نأمل أن نجد انفراجة وبارقة أمل جديدة تنعش الاقتصاد الوطنى لتعود له ابتسامته.

أنتهز هذه المناسبة وأطالب بتكريم يليق بالمواطن المصرى الذى تحمل الكثير والكثير وشهد له القاصى والدانى، بالمسئولية التى تحملها منفرداً.

ولكل هذه الأسباب أطالب دولة رئيس الوزراء ووزير الإسكان، وجميع الجهات المعنية، بتكريم مستحق للمواطن المصرى بتمثال ضخم، او جدارية بأحد أحياء العاصمة الإدارية الجديدة الكبرى، بعنوان «المواطن المصرى البطل»، رمزية تخلد مسيرة اخلاص، ورد الجميل من وطن يحفظ الجميل ويعرف قدراً من ضحى ومن قدم لوطنه الكثير والكثير.

عزيزى القارئ أختتم حديثى، بالأمل دائماً وأقولك «فيها حاجه حلوة» أوقن أن القادم أفضل بإذن الله، وبحول الله وقوته وبفضل الاستثمارات الهائلة القادمة سينتهى أنين المواطن وألمه ليخرج من هذه الأزمة منتصراً بأذن الله وليكون المثل والقدوة فى تحمل فاتورة الأزمة والخروج منها بإيمانه وصبره.

للحديث بقية ما دام فى العمر بقية.

المحامى بالنقض

وعضو مجلس الشيوخ

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وعضو مجلس الشيوخ طارق عبدالعزيز المواطن المصرى بطل من ذهب كلمة حق الأوراق المحكمة المواطن المصرى القوى الأمین

إقرأ أيضاً:

توزيع 1600 كرتونة و1000 كيلو لحوم لمستحقي دعم الأورمان بأسوان

نجحت جمعية الأورمان بالتعاون مع البنك الأهلى المصرى فى توزيع 1600 كرتونة رمضان، ألف كيلو لحوم بقرية بنبان بمركز دراو، وقرى المعمارية والشماخية وحاجر البصيليه ونجع هيكل ونجع السايح والزويديه والشرفا وحاجر الشرفا وابوغلاب والمريناب والزنيقه والغواليه بمركز ادفو.

يأتي ذلك في ظل توجيهات السيد رئيس الجمهورية باستكمال خطة الحماية الاجتماعية لدعم الاسر الاولى بالرعاية، وتحت اشراف مديرية التضامن الاجتماعى بأسوان

وفى إطار هذا أكد محمد يوسف، وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بأسوان، ان توزيع الكراتين واللحوم جاء لإدخال روح البهجة على الأسر الأولي بالرعاية، والتخفيف عن كاهلهم وخاصة فى الأيام المباركة فى شهر رمضان، فضلاً عن العمل جنباً إلى جنب مع الجهاز التنفيذي للتيسير عن المواطنين وتوفير إحتياجاتهم من خلال تقديم الرعاية الإجتماعية لهم.

من جانبه قال اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان، ان التوزيع جاء ضمن التعاون المبرم بين جمعية الأورمان والبنك الأهلىالمصرى لتوزيع عدد 44 ألف كرتونة مواد غذائية بقرى ونجوع محافظات الجمهورية المختلفة وذلك تزامنًا مع شهر رمضان المبارك، وأن نصيب محافظة أسوان 3750 كرتونة، مؤكدًا ان جميع الاسر المستفيدة من الأرامل والمرضى ومحدودي الدخل وذوي الهمم من أبناء المحافظة.

موضحًا أن الجمعية ترحب بالتعاون المثمر مع كل المؤسسات الاقتصادية المصرية العريقة لخدمة فئات غير القادرين في ربوع مصر المترامية مؤكدا على أن التعاون مع البنك الاهلى المصرى وقياداته يعزز من قدرات الجمعية لأداء دورها الإنساني في خدمة غير القادرين في ربوع مصر وبخاصة في القرى والنجوع في كل المحافظات المصرية.

وأشار شعبان إلى أن التعاون بين البنك الأهلى المصرى وجمعية الأورمان ليس الأول من نوعه مشيراً إلى أن الجمعية على تعاون دائم مع البنك الأهلى المصرى خلال السنوات السابقة وهو ما يدل على دور البنك الأهلى المصرى الممتد والفعال في خدمة المجتمع المدني.

واختتم شعبان، أن الجمعية بمحافظة أسوان نفذت عددا كبيرا من المشروعات الخيرية ومنها بجانب تنمية القرى الفقيرة تسليم مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر للسيدات الأرامل غير القادرات والأسر غير القادرة، وكذلك مساعدة شرائح غير القادرين بالمحافظة من مرضى القلب والعيون لإجراء الجراحات المطلوبة وصرف الدواء اللازم بعد توقيع الكشف لدى أفضل المؤسسات الطبية فى المحافظة وفى القاهرة، كذلك توزيع المساعدات الموسمية على شرائح غير القادرين فى المحافظة من شنطة رمضان وبطاطين الشتاء ولحوم الأضاحى.

مقالات مشابهة

  • نهى زكريا تكتب: مو صلاح ومحمد رمضان والاستثمار الأجنبي
  • 10 مآذن تصدع بالأذان بالمسجد النبوي الشريف
  • السوداني: من المهم أن يتخلص المواطن المراجع من الروتين والفساد
  • بعد تسجيله أكبر احتياطي من النقد.. برلماني: الاقتصاد المصرى في طريقه للتعافى
  • لأول مرة.. عرض تجربة الخبز المصري القديم بـ المتحف المصري بالتحرير
  • د. نصار عبد الله: للصيام حكمة تتمثل في تحمل الإنسان الشدة والضيق بإرادته قبل أن تُفرض عليه
  • الستاتي يغني ضد غلاء الأسعار
  • بعد قرار صندوق النقد..برلماني: مصر حققت نجاحات كبيرة بفضل برنامج الإصلاح الاقتصادي
  • برلماني: إجراءات جادة لزيادة الاستثمارات واستقرار الاقتصاد يؤكد نجاح الإصلاح
  • توزيع 1600 كرتونة و1000 كيلو لحوم لمستحقي دعم الأورمان بأسوان