المواطن المصرى «بطل من ذهب»
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
مساء أمس وأنا من هواة السهر، انغمست فى مكتبى كالعادة وسط كومة من الأوراق والقضايا التى ادرسها، استعداداً لجلسة المحكمة صباحاً، وبين طلبات أهلى من أبناء دائرتى فى عدد من دواوين الوزارات حملتها معى الى القاهرة، أرتشف قهوتى، إذ هاتفتنى زوجتى لتقص على مشكلة لأسرة لديها مشاكل ومعاناة، وكانت متأثرة جداً فى حديثها وقالت لى نصاً.
التقطت منها موضوع حديثى اليوم... ودعنى أترك لك المجال عزيزى القارئ لتطوف فى وجدانك وعقلك، ما تعريف البطل... البطل أو مستر hero بالمعنى العام للكلمة هو كائن استثنائى يختلف عن البشر عامة بصفاته أو بأعماله وإنجازاته، لديه قدرات فريدة مبهرة ذو قيم ومثل سامية... وجسدت لنا السير والآداب والتاريخ، البطولة أو البطل فى صورة الحاكم أو السلطان وغيرهم وهو الإنسان الخارق فمن أوزيريس فى العصر الفرعونى إلى عصرنا الحالى تعدد النماذج التى اتصفت بصفات خارقة وخلدها التاريخ.
أقولها وبكل صدق وأمانة أحاسب عليها أمام الله البطل الحقيقى فى عصرنا الحالى هو «المواطن المصرى»، تعودت معكم أن أبحث فى مشوارى عن القوى الأمين، الذى ذكره الله فى كتابه العزيز: «إن خير مَن استأجرت القوى الأمين» ووجدتنى أجد أن المواطن المصرى هو القوى الأمين، بكل ما تحمله الآية من معان.
قد تسألنى، كيف بنيت وصفى وإصرارى على منح المواطن البسيط لقب القوى الأمين؟
فلنعد بذاكرتنا إلى بداية الإصلاح الاقتصادى فى 2016 لا بل نعود إلى 2011 من يومها الى الآن والمواطن المصرى قد تحمل ما لم يتحمله بشر من فوضى كادت تهوى بالوطن إلى مجاهل الظلام، إلى سنة سوداء حكمت فيها جماعة أرادت اختطاف الوطن حتى بعث الله لنا مواطناً من تراب هذا الوطن ليخلصها من الاختطاف، وجاء الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أراد إصلاح ما أفسده الدهر، وتنزل الجماهير المصرية لتفوضه للقضاء على الإرهاب، بعدها أعلنت الدولة المصرية عن فكر إصلاحى جديد على كافة المستويات ومنها الإصلاح الاقتصادى، ومن 2016 بين انتصارات وانتكاسات للاقتصاد المصرى، يظل المواطن المصرى ثابتاً على موقفه بأقدام راسخة فى الأرض وهامة تعانق السماء لا يكل ولا يمل، نتفاءل بمعدلات نمو مرتفعة، ولكن تأتى جائحة كورونا لتأكل الأخضر واليابس، ثم الحرب الروسية الأوكرانية، لتهوى بالاقتصاد الى مراحل لم يصل اليها منذ عقود.
هل رأيت هذا المواطن، الذى يروى عرقه تراب وطنه سواء فى مصنعه فى القاهرة أو الدلتا أو الصعيد أو المزارع والفلاح فى أرضه فى أى محافظة من المحافظات الريفية التى نتمنى إليها... هل رأيته يخرج ليتظاهر أو يعترض عما ألم بنا، لا والله لا والله... إنما ظل صامداً محتسباً واثقاً فى إرادة الله وفى قيادته الحكيمة بأنها قادرة على العبور بالوطن إلى بر الأمان.
لقد كان المواطن المصرى، الضابط والقاضى والمحامى والطبيب والمهندس والإعلامى والمدرس، العامل والفلاح، المرأة المعيلة وست البيت، الجميع ادى رسالتة بدون كلل أو ملل تحمل تداعيات الإصلاح فى القضاء على الارهاب او الإصلاح الاقتصادى بفاتورة قاسية تحملها بمفردة ليستحق بكل صدق لقب القوى الامين.
فى عام 1988 قدم لنا الفنان الراحل ممدوح عبدالعليم، رائعة فيلم «بطل من ورق»، والآن وفى عام 2024 أردت أن أكتب عن البطل الحقيقى وهو المواطن المصرى، ولكن بمنظور حقيقى بعيداً عن السينما، وهو «بطل من ذهب» بقيمته الحقيقية التى تحلق فى سماء القيم والمثل العليا.
منذ أيام أعلنت الحكومة عن استثمارات ضخمة ستضخ فى السوق المصرى نأمل أن نجد انفراجة وبارقة أمل جديدة تنعش الاقتصاد الوطنى لتعود له ابتسامته.
أنتهز هذه المناسبة وأطالب بتكريم يليق بالمواطن المصرى الذى تحمل الكثير والكثير وشهد له القاصى والدانى، بالمسئولية التى تحملها منفرداً.
ولكل هذه الأسباب أطالب دولة رئيس الوزراء ووزير الإسكان، وجميع الجهات المعنية، بتكريم مستحق للمواطن المصرى بتمثال ضخم، او جدارية بأحد أحياء العاصمة الإدارية الجديدة الكبرى، بعنوان «المواطن المصرى البطل»، رمزية تخلد مسيرة اخلاص، ورد الجميل من وطن يحفظ الجميل ويعرف قدراً من ضحى ومن قدم لوطنه الكثير والكثير.
عزيزى القارئ أختتم حديثى، بالأمل دائماً وأقولك «فيها حاجه حلوة» أوقن أن القادم أفضل بإذن الله، وبحول الله وقوته وبفضل الاستثمارات الهائلة القادمة سينتهى أنين المواطن وألمه ليخرج من هذه الأزمة منتصراً بأذن الله وليكون المثل والقدوة فى تحمل فاتورة الأزمة والخروج منها بإيمانه وصبره.
للحديث بقية ما دام فى العمر بقية.
المحامى بالنقض
وعضو مجلس الشيوخ
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وعضو مجلس الشيوخ طارق عبدالعزيز المواطن المصرى بطل من ذهب كلمة حق الأوراق المحكمة المواطن المصرى القوى الأمین
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي يشهد احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، إحتفال وزارة الأوقاف، بليلة القدر، والذي أقيم بمدينة الفنون والثقافة (قاعة الأوبرا) بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن برنامج الإحتفالية تضمن كلمة للدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، قام بعدها بإهداء الرئيس نسخة من كتاب "الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين"، وتلا ذلك فقرة الابتهالات الدينية.
وذكر السفير محمد الشناوي المُتحدث الرسمي أن الرئيس قام خلال الإحتفالية بتكريم الفائزين في المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم، في فروع الحفظ والتجويد والتفسير ومعرفة أسباب النزول، وأيضاً لحفظة القرآن الكريم وتجويده للناطقين بغير اللغة العربية، كما تم تكريم حفظة القرآن الكريم من ذوي الهمم.
وعقب انتهاء الرئيس من تكريم حفظة القرآن الكريم، ألقى كلمة،
فيما يلي نصها: "بسم الله الرحمن الرحيم فضيلة الإمام الأكبر.. شيخ الأزهر الشريف،
العلماء الأجلاء، ضيوف مصر الأعزاء.. الحضور الكرام،
﴿السلام عليكم ورحمة الله وبركاته﴾
أتوجه فى البداية، بأصدق التهانى إلى حضراتكم جميعاً، والشعب المصري العظيم، بمناســـــبة احتفالنـــا بـ"ليلة القــدر" المباركـة.. تلك الليلة التي جاءت بنفحاتها الإيمانية العطرة .. داعيا الله ﴿العلى القدير﴾ أن يعيدها على مصرنا العزيزة، وعلى الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع، بفيض من الخير واليمن والبركات.
وفى هذه المناسبة الغراء، أعرب عن بالغ تقديري، لفضيلة الإمام الأكبر - واتمنى له الشفاء - وكافة علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، لما يبذلونه من جهود مخلصة، لترسيخ مفاهيم الإسلام السمحة، وتصحيح الأفكار المغلوطة، وتعزيز صورة الإسلام، الذى ينبذ التشدد ويلفظ التطرف بكافة أشكاله، مكرسين بذلك مكانة الأزهر الشريف، منارة علم وإرشاد، تنير دروب الأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض، ومرجعا راسخاً؛ يستند إليه لفهم صحيح الدين.
لقد اختصّ الله ﴿عز وجل﴾ هذه الليلة المباركة، بنزول القرآن الكريم، ليكون منهجا لبناء المجتمع وإعماره وتنميته، وإن بناء الأوطان لا يتحقق إلا ببناء الإنسان .. لذلك جعلت الدولة المصرية، الإستثمار في الإنسان نهجا أساسيا، تسعى من خلاله إلى إعداد جيل واع، مستنير، قادر على مواكبة تحديات العصر، ومؤهل للمساهمة فى مسيرة البناء والتنمية، وفق رؤية واضحة، تضع الإنسان فى مقدمة الأولويات.
وكما جاء القرآن الكريم بمنهج البناء والإعمار، جاء أيضا بمنهج ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية.
ومن هذا المنطلق، فإن الحفاظ على هويتنا، وتعزيز القيم الأخلاقية مسئولية مشتركة، تتطلب تضافر جهود جميع مؤسسات بناء الوعى، من الأسرة إلى المدرسة، ومن المسجد والكنيسة إلى وسائل الإعلام.
إننا بحاجة إلى خطاب دينى وتعليمى وإعلامى واع، يرسخ هذه القيم، ويؤسس لمجتمع متماسك، قادر على مواجهة السلوكيات الدخيلة بثبات ورشد.
شعب مصر العظيم لا يسعنى فى هذا المقام، إلا أن أتقدم لكم، بأسمى عبارات الشكر والتقدير، على مواقفكم الصادقة والتصدى بشجاعة وثبات، للتحديات الإستثنائية التى تواجه منطقتنا.
واسمحولي ان اتوقف هنا أمام هذه العبارة لأعرب عن إحترامي وتقديري للشعب المصري خلال هذه الفترة الصعبة التي مرت وما زالت على المنطقة ومصر … تماسك الشعب المصري امر له بالغ التقدير والإعجاب والإحترام.. والحقيقة هذا ليس بجديد على المصريين .. هم في المواقف الصعبة شكل مختلف.. يتجاوزون أي شئ … من أجل ذلك بأسمى وأسمكم أتوجه للشعب المصري بكل الإحترام والإعتزاز … هذا الأمر حقيقة ليس تقدير وإحترام مني فقط ولكن كانت نقطة أثارت إعجاب الكثيرين… لقد أعتقد البعض ان هذه الظروف الصعبة قد نكون لها تأثيرات سلبية، لكن ما حدث هو المتوقع من المصريين…أن موقفكم وصلابتكم أمر مقدر جدا عند الله تعالى… ربنا يقدرنا ويوفقكم أن نعمل كل شئ طيب من أجل مصر والإنسانية.
وإنني على يقين راسخ، بأن وحدتنا التى لا تعرف الإنكسار، وصلابتنا المتأصلة فى نفوسنا، وتمسكنا بقيمنا ومبادئنا الخالدة، ستكون هى المفتاح لعبور كل التحديات، وتجاوز كل الصعاب التى تعترض طريقنا.
ومن هذا المنبر، أجدد التأكيد على أن مصر، ستظل تبذل كل ما فى وسعها، لدعم القضية الفلسطينية العادلة، والسعي الحثيث لتثبيت وقف إطلاق النار، والمضى فى تنفيذ باقى مراحله، وندعو الشركاء والأصدقاء، لحشد الجهود من أجل وقف نزيف الدم، وإعادة الهدوء والإستقرار إلى المنطقة.
ختاما، وفى رحاب هذه الليلة المقدسة، التى تنزل فيها القرآن الكريم، رحمة وهداية للعالمين، أدعو الله ﴿سبحانه وتعالى﴾ أن يوفقنا لما فيه خير بلدنا وأمتنا والإنسانية جمعاء، وأن يكلل مساعينا بالنجاح والتوفيق.
﴿إنه نعم المولى ونعم النصير﴾.
أشكركم، وكل عام وأنتم بخير،
ومصر والعالم الإسلامى والعالم اجمع.. بسلام وتقدم وازدهار،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقبل مغادرة الرئيس، وجه سيادته رسالة طمأنة إلى الشعب المصري، معاوداً الإعراب عن التقدير لتماسك وصلابة الجبهة الداخلية، ومشيرا الى ان الله سبحانه وتعالى حافظ لمصر على الدوام.