دقت إفتتاحية فاينانشيال تايمز ناقوس الخطر بشأن ظهور اتجاه مثير للقلق فيما يتعلق بمعدل الخصوبة العالمي، مما يشير إلى احتمال انخفاض عدد السكان في جميع أنحاء العالم بحلول نهاية القرن.

 وتدرس هيئة التحرير الآثار المترتبة على هذا المسار الهبوطي، وخاصة بالنسبة للاقتصادات المتقدمة، وتؤكد على أهمية الاستعداد في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المرتبطة به.

على مدى نصف القرن الماضي، شهد معدل الخصوبة العالمي، الذي يمثل متوسط عدد الولادات لكل امرأة، انخفاضا كبيرا، حيث انخفض إلى النصف تقريبا ليصل إلى 2.3. ولم يُلاحظ هذا الانخفاض في الاقتصادات المتقدمة فحسب، بل أيضًا في الدول النامية، مما يشير إلى اتجاه أوسع يؤثر على البلدان في جميع أنحاء العالم.

ويُعزى أحد العوامل الرئيسية وراء هذا الانخفاض إلى العوامل الاجتماعية والاقتصادية الإيجابية، بما في ذلك ارتفاع مشاركة الإناث في القوى العاملة ومستويات التعليم. وبينما تسعى النساء إلى الحصول على التعليم العالي وفرص العمل، فإنهن يميلن إلى تأخير الإنجاب أو اختيار عدد أقل من الأطفال.

 بالإضافة إلى ذلك، ساهمت التحسينات في التنمية الاقتصادية وأنظمة الرعاية الاجتماعية في خفض معدلات وفيات الأطفال، مما قلل من ضرورة وجود أسر أكبر حجمًا لتحقيق الأمن المالي.

في الاقتصادات المتقدمة، غالبًا ما ينجب الأزواج عددًا أقل من الأطفال مقارنة بالعدد المرغوب فيه بسبب العقبات المختلفة المرتبطة بتربية الأطفال. وقد أدى ارتفاع تكاليف رعاية الأطفال والتعليم، إلى جانب ركود نمو الأجور وارتفاع تكاليف المعيشة، إلى فرض ضغوط مالية كبيرة على الأسر. ونتيجة لذلك، تضاءلت الدخول المتاحة لتربية الأطفال، مما أثر على معدلات الخصوبة.

إن تداعيات انخفاض معدلات المواليد متعددة الأوجه، بما في ذلك الآثار المترتبة على الرعاية الصحية، والإنفاق على معاشات التقاعد، والابتكار، ونمو الإنتاجية. وقد يؤدي تقلص القوى العاملة إلى إجهاد المالية العامة، مما يؤدي إلى ارتفاع الضرائب وزيادة الضغط على الخدمات الاجتماعية. ولمواجهة هذه التحديات، يتم حث الحكومات والشركات على تنفيذ السياسات التي تخفف من العوائق التي تحول دون الأبوة، مثل تحسين دعم رعاية الأطفال واستحقاقات إجازة الأبوة.

وفي حين تقدم السياسات المناصرة للإنجاب، والتي يدعو إليها بعض الشعبويين، حوافز ضريبية لإنجاب الأطفال، فإنها غالبا ما تتجاهل اختيارات المرأة وتفتقر إلى الأدلة على فعاليتها. وبدلا من ذلك، ينبغي للجهود أن تركز على خلق بيئة مواتية للآباء العاملين، وضمان أن تكون تربية الأطفال مجدية ماليا ومدعومة بسياسات شاملة.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة للتخفيف من الانخفاض في معدلات المواليد، فإن عكس هذا الاتجاه على المدى الطويل يبدو غير مرجح.

 وتزيد العوامل والتحديات البيئية المرتبطة بالهجرة من تعقيد الوضع. ونتيجة لذلك، يجب على المجتمعات أن تتكيف مع واقع وجود عدد أقل من الشباب، مما يستلزم الاعتماد على العمال الأكبر سنا، والذكاء الاصطناعي، والأتمتة لدعم الإنتاجية الاقتصادية.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

إندونيسيا.. وفيات بعد سقوط شجرة على المصلين خلال صلاة عيد الفطر

في حادث مأساوي هزّ الأجواء الاحتفالية لعيد الفطر، لقي شخصان مصرعهما وأُصيب 17 آخرون، بجروح إثر سقوط شجرة ضخمة أثناء تجمع المصلين لأداء صلاة العيد في إحدى المناطق بجاوة الوسطى، إندونيسيا.

وبحسب موقع "MANANEWS.NET" نقلاً عن شهود عيان، فقد كانت الساحة الخارجية التي أقيمت فيها الصلاة مكتظة بالمصلين عندما هوت شجرة كبيرة بشكل مفاجئ، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المصلين وخلق حالة من الذعر.

ولم تُعرف بعد الأسباب الدقيقة لسقوط الشجرة، لكن التحقيقات الأولية تشير إلى احتمال أن تكون الرياح القوية أو ضعف جذور الشجرة من العوامل المؤثرة في الحادث.

Sebuah pohon beringin besar tumbang secara tiba-tiba, menimpa sejumlah jamaah Masjid Agung Pemalang yang tengah bersiap menunaikan ibadah. Dua orang meninggal dunia yakni pria inisial R (42 tahun) dan wanita inisial AR (39 tahun). Keduanya warga Pelutan, Pemalang. Selain itu juga… pic.twitter.com/XF6XQ5d1O2

— ???????????????????? ???????????????????????? ???????????????????????????????? (@Marbot_Udien) March 31, 2025

 وأعلنت الجهات المختصة عن فتح تحقيق شامل لمعرفة ملابسات الحادث وضمان عدم تكراره مستقبلاً.

وأثارت الحادثة حزناً واسعاً بين السكان والمسؤولين المحليين، حيث عبّرت الحكومة الإندونيسية عن تعازيها لعائلات الضحايا، وأكدت على ضرورة اتخاذ إجراءات لضمان سلامة المصلين في التجمعات الدينية مستقبلاً. 

مقالات مشابهة

  • إندونيسيا.. وفيات بعد سقوط شجرة على المصلين خلال صلاة عيد الفطر
  • ألمانيا تحذر واشنطن بشأن مفاوضاتها لانهاء الحرب الاوكرانية: بوتين يماطل
  • غرفة تجارة إسطنبول تكشف ارتفاع التضخم الشهري إلى 3.79 بالمئة في آذار
  • 2700 قتيل.. الناجون من زلزال ميانمار بلا طعام أو مأوى ومخاوف من الهزات الارتدادية
  • مجموعة من اليابانيين يتجمعون حول طفل رضيع في أحد المطاعم .. فيديو
  • برنامج الأغذية العالمي يحذر من انخفاض مخزونه الغذائي في قطاع غزة
  • الذهب يتجاوز 3100 دولار لأول مرة مع الإقبال على الملاذات الآمنة
  • ارتفاع حصيلة قتلى زلزال ميانمار إلى 1700
  • ارتفاع عدد ضحايا زلزال ميانمار إلى 1700
  • عميد الغريفة: بلديات وادي الآجال السبع تعاني من ارتفاع أسعار ملابس الأطفال