هل تواجه البشرية تهديدًا وجوديًا؟
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
تطورات متسارعة للتكنولوجيا التخريبية، وتصاعد متواصل للحروب والتهديدات النووية، وسط تغيرات مناخية غير مسبوقة بكوكب الأرض، عوامل تجعل البشرية أقرب إلى «نهاية العالم» أكثر من أى وقت مضى.
ويشير ذلك إلى مخاطر وجودية تهدد الأرض وسكانها، مثل التهديدات النووية المرتبطة بالحرب الروسية الأوكرانية، وحرب الإبادة الجماعية فى غزة من قبل إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى الأعزل، وكذلك التغير المناخي، والتقنيات المدمرة كالذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا الحيوية الجديدة.
ويتحدث العلماء المتخصصين تكنولوجيا عن صعود الذكاء الاصطناعي، وعن برامج الدردشة المتطورة مثل (تشات جى بى تى)، تثير القلق بشأن المخاطر الوجودية الناشئة عن المزيد من التقدم السريع فى هذا المجال.
وتشيرالمعلومات إلى تأثيرات (وجودية) للذكاء الاصطناعى على حياة البشر، فى ظل التطور المتسارع لما يعرف بـ(التكنولوجيا التخريبية أو الضارة) والذكاء الاصطناعى قادر على (تهديد العالم) من خلال بث ونشر المعلومات (المضللة والخاطئة) التى قد تؤثر على (مسار الديمقراطية).
ويشكل العام 2024 اختبارًا مهمًا للسياسة فى عصر الذكاء الاصطناعى إذ تُنظّم فيه انتخابات فى بلدان تمثل نصف سكان العالم بينما تسهم التكنولوجيا الحديثة فى انتشار المعلومات المضللة بشكل هائل.
والعام الحالى «حاسم» بالنسبة للديموقراطية إذ تجرى انتخابات فى 60 دولة بينها الهند وجنوب إفريقيا وبريطانيا وإندونيسيا والولايات المتحدة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، ويتم استخدام تلك الأنظمة الذكية فى مجال التصنيع العسكرى وتصنيع (أسلحة فتاكة) وفى حال وجود أخطاء بالبرمجة، فقد ينتج عن ذلك دمار البشرية.
وفى الوقت الحالى تتسارع الاستخدامات العسكرية للذكاء الاصطناعى، وتستخدم تلك الأنظمة الذكية بالفعل فى مجالات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والمحاكاة والتدريب.
وقد تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعى المتطورة الاعتماد على نفسها، وترفض الانصياع لأوامر وتعليمات مبرمجها، ما يعنى أنها قد تكون قادرة على تحدد الأهداف وتدمرها دون تدخل بشري.
وتشمل التهديدات الأخرى التى أشار إليها علماء الذرة «تدهور اتفاقيات خفض الأسلحة النووية وكذلك الحرب الروسية لأوكرانية، والعدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى، فى ظل المخاوف من اتساع نطاقها.
تغيرات مناخية «غير مسبوقة»
دخل العالم فى 2023 إلى «منطقة مجهولة»، إذ كان العام الأكثر سخونة على الإطلاق واستمرت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحرارى فى الارتفاع، إلى جانب الفيضانات المدمرة وحرائق الغابات والطقس القاسى الذى أثر على ملايين الأشخاص على مستوى العالم.
وبلغت درجات حرارة سطح البحر فى العالم وفى شمال المحيط الأطلسى مستوى قياسيًا مرتفعًا، كما وصل الجليد البحرى فى القطب الجنوبى إلى أدنى مستوى يومى له منذ ظهور بيانات الأقمار الصناعية.
صممت جامعة شيكاغو (نمذوج الساعة عام 1947م) لتحذير الناس من مدى اقتراب البشرية من تدمير العالم، ويمكن لعقاربها أن تسير قدما أو إلى الوراء وفقًا لتدهور الوضع الإنسانى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تهديد ا وجودي ا رؤية اليوم تطورات متسارعة نهاية العالم كوكب الأرض
إقرأ أيضاً:
الإدمان على تيك توك.. تهديد حقيقي لصحة الشباب النفسية
في السنوات الأخيرة، أصبح تطبيق "تيك توك" واحدًا من أكثر منصات التواصل الاجتماعي شهرة بين الشباب في جميع أنحاء العالم، ومنذ إطلاقه، شهد التطبيق نموًا هائلًا وتحول إلى أداة رئيسية للتسلية، التعبير عن الذات، والتواصل الاجتماعي.
ورغم فوائده في تعزيز الإبداع والتفاعل الاجتماعي، إلا أن هناك جانبًا مظلمًا للتطبيق الذي يترك آثارًا نفسية وسلوكية معقدة على فئة الشباب، مما دفع العديد من الخبراء للتحذير من تأثيراته السلبية.
شعبية "تيك توك" بين الشباب
وفقًا للإحصائيات الحديثة، يُعتبر "تيك توك" من أكثر التطبيقات جذبًا للمراهقين والشباب، حيث تجاوز عدد مستخدميه النشطين مليار شخص حول العالم، ويتميز التطبيق بواجهة تفاعلية وسهلة الاستخدام، ويتيح للمستخدمين إنتاج محتوى مبتكر وجذاب، مما يعزز انتشاره بين المستخدمين الذين يسعون لتحقيق الشهرة عبر الفيديوهات القصيرة التي لا تتجاوز دقيقة واحدة.
ويُتيح "تيك توك" للمستخدمين الوصول إلى جمهور عالمي، مما يجعله منصة مثالية للتعبير عن أنفسهم من خلال الرقص، الغناء، التحديات، أو حتى المحتوى الفكاهي، ولكن على الرغم من هذه الفوائد، فإن الاستخدام المفرط للتطبيق أثار مخاوف بشأن تأثيراته السلبية على الصحة النفسية والجسدية للشباب.
مليار مستخدم لكن الجدل يتصاعد حول تيك توكالإدمان على "تيك توك"
من أبرز المخاطر التي يواجهها الشباب نتيجة الاستخدام المفرط لـ "تيك توك" هو الإدمان على المحتوى، و يعتمد التطبيق على خوارزميات ذكية تضمن للمستخدمين تجربة ممتعة، إذ تقترح لهم مقاطع فيديو متوافقة مع اهتماماتهم، مما يجعلهم عالقين في دوامة من التمرير المستمر عبر الفيديوهات، و هذه الخوارزميات تجعل من الصعب على المستخدمين التحكم في الوقت الذي يقضونه على التطبيق، مما يرفع من احتمالية الإدمان.
جريمة قتل إثر خلاف على "تيك توك"
في حادثة مروعة هزت المجتمع الألباني، تحول خلاف بين مراهقين على منصة "تيك توك" إلى جريمة قتل، مما دفع الحكومة الألبانية إلى اتخاذ قرار غير مسبوق بحظر التطبيق لمدة عام على الأطفال والمراهقين، وقعت الجريمة بعد تصاعد نزاع بين مراهقين على المنصة، انتهى بمقتل أحدهما على يد الآخر.
وانتشرت مقاطع فيديو عبر "تيك توك" تؤيد الفعل العنيف، ما أثار قلقًا واسعًا في المجتمع. في أعقاب الحادثة، قررت الحكومة الألبانية اتخاذ خطوة جريئة بحظر التطبيق على الأطفال والمراهقين لمدة عام كامل، بهدف تحسين أمان المدارس في البلاد، و القرار جاء بناء على مشاورات مع الآباء والمعلمين الذين أعربوا عن قلقهم من العنف والمحتويات السلبية التي تنتشر على المنصة.
المخاطر النفسية والجسدية لاستخدام "تيك توك"
إلى جانب التأثيرات السلوكية، يؤدي الاستخدام المستمر لـ "تيك توك" إلى ضعف التركيز لدى المراهقين. مشاهدة الفيديوهات السريعة والمحتويات القصيرة تؤثر سلبًا على قدرة المراهقين على التركيز، مما ينعكس على تحصيلهم الدراسي.
كما أن الأطفال قد يعانون من مشاكل في التركيز العصبي وضعف الخلايا العصبية للعين، مما يؤثر على أدائهم الأكاديمي وصحتهم العامة، و قرار الحكومة الألبانية بحظر التطبيق يعكس تزايد الوعي بمخاطر منصات التواصل الاجتماعي على سلوكيات الشباب، لكن يبقى السؤال: هل هذا الحظر كافٍ؟ في ظل التأثيرات العميقة التي تتركها هذه المنصات على عقلية الأطفال والمراهقين، فإن من الضروري اتخاذ خطوات أكبر لتنظيم استخدام هذه التطبيقات وتعليم الأجيال القادمة كيفية التعامل معها بحذر ووعي.
الاستعداد لنهاية "تيك توك"التأثيرات السلوكية لاستخدام "تيك توك"
من جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الاستخدام المفرط للتطبيقات الاجتماعية، وخاصة "تيك توك"، يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات سلوكية واضحة لدى الأطفال والمراهقين، مشيرا إلى أن "تيك توك" يوفر بيئة خصبة لتقليد سلوكيات غير أخلاقية ومحتويات تهدف إلى جني المشاهدات والمال، ما يعرض الشباب لمحتوى يمجد العنف، والتحديات الخطيرة، والسلوكيات المدمرة، وتؤدي هذه الأنشطة إلى تقليد تصرفات غير صحية، مما يشكل خطرًا على صحتهم النفسية والبدنية.
وأشار الدكتور فرويز إلى أن الأطفال والمراهقين الذين يقضون وقتًا طويلاً على "تيك توك" قد يعانون من اضطرابات نفسية وسلوكية واضحة، حيث تؤثر مقاطع الفيديو السريعة على قدرتهم على التركيز، مما يؤدي إلى تراجع تحصيلهم الدراسي وسلوكياتهم في الحياة اليومية، كما يتأثر المراهقون بشدة بمفهوم الشهرة على هذه التطبيقات، مما يدفعهم إلى تقليد سلوكيات قد تكون غير صحية أو حتى خطيرة للحصول على الانتباه.
المحكمة العليا الأمريكية توافق على الاستماع إلى استئناف حظر تيك توكالمحتوى غير الأخلاقي وتأثيره على المراهقين
أوضح الدكتور فرويز أن من أخطر التأثيرات التي تسبّبها منصات مثل "تيك توك" هي تعرض المراهقين لمحتوى غير أخلاقي، وفي إطار السعي لزيادة التفاعل وجذب المشاهدات، تنتشر مقاطع فيديو تحتوي على مشاهد تمجد العنف، والعلاقات غير الصحية، وبعض السلوكيات الجنسية، وهذه المشاهدات تؤثر على تشكيل الوعي الاجتماعي للمراهقين، مما يجعلهم أكثر تقبلاً للسلوكيات الضارة.
وأكد الدكتور فرويز أن التأثيرات الاجتماعية والعاطفية لـ "تيك توك" على المراهقين كبيرة. إذ يميل المراهقون إلى مقارنة أنفسهم مع الآخرين بناءً على ما يرونه على المنصة، مما يؤدي إلى شعور بالاكتئاب أو القلق بسبب الصورة غير الواقعية التي يروج لها العديد من المستخدمين، وهذه المقارنات ترفع من مستويات التوتر والضغط النفسي، مما يؤثر سلبًا على صحة المراهقين النفسية.