جلسة في «الأيام» تناقش «تواصل الأجيال مع التراث»
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
محمد عبدالسميع (الشارقة)
تحت عنوان «تواصل»، شعار الأيام التراثية في الشارقة، في نسختها الحادية والعشرين، ناقشت الجلسة الأولى للمقهى الثقافي موضوع «التراث الثقافي صلة الوصل بين الأجيال».
شارك في الندوة النقاشية، التي حضرها الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية، كلٌّ من الدكتور سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر العربي التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والدكتور سالم الطنيجي رئيس قسم الدراسات الإماراتية لدى كليات التقنية العليا في الشارقة.
بدايةً، تحدث مدير الجلسة الدكتور مني بونعامه مدير إدارة المحتوى والنشر بمعهد الشارقة للتراث، عن تحديات التراث وعلاقته بالأجيال، ومدى قدرته على التأثير والتأثر، طارحاً عدداً من النقاط والإشكاليات الميدانية للعاملين في مجال التراث.
تجربة فريدة
وأكد الدكتور عبد العزيز المسلم فحوى ومضمون شعار «تواصل» الخاص بأيام الشارقة التراثية لهذه الدورة، باعتباره شعاراً يركز على الموضوع الراهن وتحدياته في العلاقة بالتراث وآفاق العمل المستقبلي به.
وقال المسلم إنّ «الأيام» استطاعت، خلال كل دوراتها، أن تناقش العديد من القضايا المهمة في مجال التراث، وتقرأ تحديات هذا المجال، بنوعيه المادي وغير المادي، مؤكداً أنّ «الأيام» كانت سباقةً إلى ذلك، وعصيةً على التقليد، من خلال تجربتها الفريدة التي جمعت المختصين، وعملت بإخلاص للفكرة، ليبقى التراث متواصلًا عبر الأجيال. أخبار ذات صلة «الشارقة التراثية».. تروي قصة صعود «الصقّارة» إلى اليونسكو «الشارقة التراثية».. نوافذ على الإرث الثقافي الشعبي العالمي
وكشف المسلم أهمية استحداث وسائل جديدة للغوص في مجاهيل المادة التراثية، وخلق فضاء يتميز بالإدهاش، لحثّ الأجيال عليه، ولترغيبهم في التعرف إليه.
من جهته، قدّم سالم الطنيجي إطلالةً على الواقع والمأمول في موضوع تواصل الأجيال مع التراث الثقافي، من واقع دراسة بحثية اشتملت على نِسَب وإحصائيات في علاقة المهتمين بالتراث من الطلبة، لافتًا إلى حضور التراث لدى الأوساط الطلابية، على الرغم من الفكرة العامة حول عدم اهتمامهم به، معللًا هذا الحضور، بجهود النظام التعليمي الإماراتي، خصوصًا في إمارة الشارقة، من خلال الجامعة القاسمية وجامعة الشارقة.
التراث الشعري
تحت عنوان التراث الشعري المحلي، تحدث الدكتور سلطان العميمي عن هذا المجال، باعتباره تراثًا فريدًا وثريًّا ومثَّل مادةً خصبةً لفهم عادات وتقاليد وحياة المجتمعات على مر العصور، وخاصةً المجتمعات العربية.
وأشار العميمي إلى عدد من تحديات الشعر النبطي، والمتمثلة بظهور الوسائط الجديدة كفضاء مفتوح سمح بانتقال مرويات شعرية غابت مصداقيتها في نسبتها إلى أصحابها أو قائليها، وهو ما انسحب برأيه على مجالات القصص والحكايات المتعلقة بالعديد من القصائد والأشعار.
ورأى العميمي أنّ حلّ مثل هذه المشكلة هو في حضور المؤسسة الثقافية المتخصصة في الوسائط الحديثة، كمرجع صحيح ومعتمد، لتأكيد الرواية الصحيحة لهذه القصص والأشعار.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأيام التراثية أيام الشارقة التراثية التراث الثقافي ندوة الشارقة التراثیة الشارقة التراث
إقرأ أيضاً:
«النادي الثقافي» يلقي نظرة على «الشعر العربي في راهنه»
محمد عبدالسميع (الشارقة)
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، ندوة أدبية بعنوان «نظرة إلى الشعر العربي في راهنه»، شارك فيها كل من الدكتورة بديعة الهاشمي، والدكتور صالح هويدي، والناقد عبد الفتاح صبري، وأدارها الصحفي محمد سالم، وذلك بحضور الدكتور عمر عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة النادي.
في تقديمه للأمسية، ذكر ولد سالم أنه منذ أن دخل العرب عصر الحداثة، لم يتوقف الشعر عن الحركية والتطور، وكان هناك دائماً تجاذب بين مختلف الرؤى الفكرية والإبداعية فيه، بين القديم والجديد، والأصيل والمعاصر، وقد خلف ذلك التجاذب في كل فترة تطورات انعكست على النص الشعري العربي فظهرت فيه أنماط شكلية وأسلوبية متعددة.
كانت الدكتورة بديعة الهاشمي أول المتحدثين، وقد تمحور حديثها عن (القصيدة العربية المعاصرة: السمات والحضور)، وطرحت أسئلة حول ماضي وراهن الشعر، وقالت: «إن تنوّع المضامين والموضوعات هو السمة الغالبة للشعر في يومنا الراهن. أما على المستوى الفني، فإنه من الملاحظ أن الشاعر المعاصر أصبح يستفيد من مدارس الشعر واتجاهاته السابقة. لذا، نجد من الشعراء اليوم من يجاري نمط القصيدة الكلاسيكيّة العموديّة ويعارضها. ومنهم من يسير على نهج الشعراء الرومانسيين، في تأملهم وفلسفتهم الخاصة التي تتجه نحو ذات الشاعر والوجدان والطبيعة والإنسان.. وفي الوقت، نفسه نجد قصيدة النثر برمزياتها وصورها الكلية ولغتها المكثفة الموحية، تثبّت قواعدها وتفرض وجودها في دواوين ونتاجات الشعراء اليوم».
تنوّع وتجدد
وأضافت الهاشمي: «على صعيد المشهد الشعري الإماراتي، ألاحظ تنوّع الأصوات الشعريّة وتجدّدها.. فهناك الأصوات الرائدة أمثال: مانع سعيد العتيبة، وحمدة خميس، وكريم معتوق، وصالحة غابش، وخلود المعلا، وشيخة الجابري. كما يلمس، بشكل واضح، دخول أصوات إماراتية شابة إلى الساحة الشعريّة، تكشف عن مواهب وتجارب متفاوتة، وتبرز تنوّعاً واضحاً في شكل القصيدة ومضامينها، إذ تحضر القصيدة العموديّة في نتاجاتهم وإصداراتهم الشعرية متجاورة مع قصيدة التفعيلة، متصالحة مع قصيدة النثر».
وأشارت الهاشمي إلى أن مسابقات أدبيّة مثل: أمير الشعراء وجائزة الشعر العربي التي تنظمها ندوة الثقافة والعلوم، وجائزة البردة، وجائزة الشارقة للشعر العربي، وجائزة الشارقة لنقد الشعر، وتخصيص مجالات خاصة بالشعر في جوائز ثقافية وأدبية أخرى، مثل: جائزة الشارقة للإبداع العربي، وجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية، وجائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم، وغيرها من الجوائز، هي محرّك مهم للإبداع الشعري العربي، ومحفّز للشعراء بشكل دائم ومستمر بلا شك.
معاناة وتفكك
الدكتور صالح هويدي استهل مداخلته بالقول إن الواقع العربي الراهن بما يشهده من معاناة وتفكك وانشغال بالماديات لا يبعث على الشعر، ولا يحفز الشعراء على الانشغال به، فقد ضعف الاهتمام به، ولم يعد له ذلك الوهج والحضور الذي كان له في السابق.
وأضاف هويدي أن من سمات الشعر في الراهن الاختزال واللغة الشذرية، والحضور البارز للمرأة كموضوع وكمبدعة، كما أن القصيدة لم تعد متناغمة مع الساكن، فهي في تحول دائم وإن كان ذلك التحول ليس مرئياً في كل الأحيان لكنه يحدث في كل حين.
أما الناقد عبد الفتاح صبري، فقد خصص مداخلته لراهن الحداثة الشعرية الإماراتية، واستهله بالسؤال: «لماذا نرفض الحداثة ونتوقف أمام الجديد؟ في عصر الذكاء الاصطناعي، الذي اخترق كل الأنساق والأنظمة وفتح المستقبل على مصراعيه، فلم يعد شيء ثابتاً ولا ساكناً، فالحداثة واقع لا مناص منه.
ثم عرج صبري على تاريخ الحركة الشعرية الحديثة في الإمارات التي انطلقت في النصف الأول من القرن العشرين مع «شعراء الحيرة» في الشارقة وصولاً إلى العقدين الأخيرين من القرن العشرين، ثم إلى الوقت الراهن الذي هو عصر الذكاء الاصطناعي، الذي يطال كل شيء، مؤكداً أنه لم تعد هناك قداسة أدبية، وأصبح الواقع الشعري مفتوحاً على كل الاتجاهات وكل الأنماط.