رفضت فصائل فلسطينية الوثيقة التي قدمها رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لمجلسه الوزاري، وتتضمن رؤيته لقطاع غزة في اليوم التالي للحرب.

 

وانتقد المسؤول في حركة حماس، أسامة حمدان، في مؤتمر صحافي عقده الجمعة في بيروت، خطة نتنياهو لما بعد الحرب في قطاع غزة، مؤكدا أنها آيلة إلى الفشل.

 

وقال للصحافيين: "بالنسبة لليوم التالي في قطاع غزة، نتنياهو يقدم أفكارا يدرك تماما أنها لن تنجح (.

..) اليوم يقدم ورقة يكتب فيها مجموعة من أفكاره المكررة".

 

وأضاف حمدان: "هذه الورقة لن يكون لها أي واقع أو أي انعكاس عملي لأن واقع غزة وواقع الفلسطينيين يقرره الفلسطينيون أنفسهم".

 

على جانب آخر، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن خطة رئيس وزراء الاحتلال "مجرد أضغاث أحلام، وأهداف متخيلة من الصعب تحقيقها".

 

وقالت الجبهة إن "الهدف من خطة نتنياهو، إشغال الوضع الداخلي الإسرائيلي في ظل الأزمة الطاحنة داخل مجلس الحرب، وإطالة أمد العدوان على القطاع في ضوء عدم نجاح العدو في تحقيق أي من أهدافه".

 

من جانبه، أكد الأمين العام لـ "حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية" مصطفى البرغوثي، أن الخطة التي أعلنها نتنياهو، تعد وصفة للإبادة الجماعية وتكريس الاحتلال وضم وتهويد الضفة الغربية وقطاع غزة وتصفية حقوق الشعب الفلسطيني بالكامل.

 

وأوضح البرغوثي بحسب منشور في صفحته الرسمية على "فيسبوك" أن "الخطة الخبيثة التي نشرها نتنياهو تجسد بوضوح النوايا الحقيقية للصهيونية الدينية الحاكمة وللحركة الصهيونية بتصفية حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وإلغاء حقه المكتسب في تمثيل نفسه، وتصفية وجود مؤسسات الأمم المتحدة في الأراضي المحتلة وفي مقدمتها وكالة الغوث الدولية في إطار تصفية حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة".

 

وقال البرغوثي إن خطة نتنياهو الذي يزاود حتى على نهج جابوتنسكي تمثل تجسيدا صريحا لعقلية "التفوق العنصري اليهودي" والتطرف العنصري الرامية إلى استمرار الحرب والعدوان والإبادة وتدمير كل دعوة للعدل والسلام.

 

وأكد أن نتنياهو يستطيع أن يحلم ويخطط ويبني الأوهام كما يريد، لكنه لم ولن ينجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني أو تصميمه على نيل الحرية الكاملة والعدالة وإسقاط منظومة الاحتلال والتمييز العنصري والاستعمار الاستيطاني الإحلالي.


المصدر: الموقع بوست

إقرأ أيضاً:

د. محمد بشاري يكتب: غزة: معركة البقاء والصمود أمام مأساة متجددة

غزة ليست مجرد جغرافيا، وليست صفحة عابرة في تاريخ القضية الفلسطينية. إنها رمز الصمود في وجه التحديات، عنوان الإرادة التي لا تنكسر. وفي كل مرة تُعلن الحرب عليها، تبرز أسئلة أكثر من الإجابات، ويبقى جوهر القضية في صمود الإنسان الفلسطيني الذي يدفع ثمنًا باهظًا أمام عالم يراقب بصمت.

منذ أكتوبر 2023، شهدت غزة واحدة من أعنف الحروب التي مرت بها، حيث تجاوزت الخسائر البشرية والمادية كل تصور. أكثر من 46 ألف شهيد سقطوا، بينهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من 110 آلاف جريح، كثير منهم يعانون من إعاقات دائمة. قطاع غزة، الذي يعاني أصلًا من حصار خانق منذ سنوات، وجد نفسه أمام كارثة إنسانية ومأساة تعكس حجم التحدي الذي يواجهه أهله يوميًا.

وفي خضم هذه الأرقام المفجعة، يبرز السؤال الأكبر: هل انتهت الحرب فعلًا؟ الإجابة قطعًا لا. الحرب على غزة ليست فقط قصفًا بالطائرات وتدميرًا للمباني، بل هي معركة يومية تستهدف حياة الناس وكرامتهم، معركة تُخاض في البحث عن المأوى، والطعام، والأمان، بل وحتى الأمل.

إسرائيل وأوهام التهجير: فشل استراتيجي متجدد

منذ نكبة 1948، وضعت إسرائيل التهجير القسري للشعب الفلسطيني في صلب استراتيجيتها، محاوِلةً اقتلاع الإنسان من أرضه وهويته. إلا أن غزة، ورغم القصف والدمار، أثبتت أن الشعب الفلسطيني يملك إرادةً لا تقهر. ورغم كل المحاولات، بقي أهلها على أرضهم، يدافعون عنها بجسارة، لتفشل مرة أخرى مساعي الاحتلال في تحويل غزة إلى نموذج للتهجير أو الإذعان.

لكن، ومع هذا الصمود، لا يمكننا إغفال الثمن الباهظ الذي دفعه الفلسطينيون. عائلات بأكملها أُبيدت، منازل تحولت إلى ركام، وأجيال قُتلت أحلامها قبل أن ترى النور. هذه الحقائق لا تُعبر فقط عن عدوان الاحتلال، بل عن تقاعس العالم في حماية حقوق الشعب الفلسطيني.

غزة بين التاريخ والكارثة الحاضرة

إن أي قراءة لمعاناة غزة لا يمكن أن تتجاهل التاريخ الطويل للمآسي الفلسطينية. منذ النكبة وحتى اليوم، دفع الشعب الفلسطيني أكثر من 134 ألف شهيد على مدى عقود من الاحتلال والمقاومة. لكن ما حدث في الأشهر الأخيرة، بعد أكتوبر 2023، يُعد تصعيدًا نوعيًا في حجم المأساة.

الأرقام تتحدث عن نفسها: أكثر من 136 ألف مبنى دُمر بالكامل، و245 ألف وحدة سكنية تضررت، مما جعل مئات الآلاف من الفلسطينيين بلا مأوى. هذا الدمار المادي لا يعبر عن كل القصة، فالمأساة الإنسانية أعقد بكثير؛ إذ أن الدمار طال النفوس قبل أن يطال البنيان.

معركة الحياة: صراع ما بعد الحرب

من يظن أن الحرب في غزة تنتهي بإعلان وقف إطلاق النار، فهو يغفل عن حقيقة المشهد. الحرب مستمرة، ولكنها أخذت أشكالًا جديدة. إنها حرب البقاء، حيث يصارع الناس من أجل الطعام والماء والمأوى. إنها حرب البحث عن الكرامة وسط الحطام. آلاف الأيتام والأرامل يواجهون مستقبلًا غامضًا، في وقتٍ تسود فيه البطالة، ويتفاقم فيه الفقر. التحديات في غزة ليست فقط مادية، بل هي اجتماعية ونفسية، في ظل أجيال نشأت على الأنقاض، وحلمها الوحيد هو النجاة.

المسؤولية الدولية: غياب الدور الفاعل

في مواجهة هذه المأساة، يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة. غزة ليست مجرد كارثة إنسانية، بل اختبار لأخلاقيات العالم وعدالته. لم يعد مقبولًا الاكتفاء بإصدار بيانات الإدانة، بينما تُهدم غزة ويُقتل أهلها. ما تحتاجه غزة اليوم هو دعم حقيقي، يبدأ بإعادة إعمار القطاع، ولا ينتهي عند ضمان حياة كريمة لشعبها.

على الدول الكبرى والمؤسسات الدولية أن تعي أن غزة ليست مجرد ملف إنساني يُترك لجولات المفاوضات السياسية، بل قضية أخلاقية تستدعي تحركًا عاجلًا، لضمان عدم تكرار هذه المأساة.

التفكير خارج الشعارات: حب غزة مسؤولية

حبنا لفلسطين وغزة ليس في رفع الشعارات، أو التغني بالصمود دون أن نفكر بعمق في واقع المعاناة. غزة بحاجة إلى خطاب جديد، خطاب مسؤول يطرح التساؤلات الجادة حول كيفية دعم صمودها، وكيفية حماية شعبها من الحروب القادمة. حبنا لغزة يجب أن يكون صادقًا، بعيدًا عن المجاملات أو تسجيل المواقف العاطفية.

غزة اليوم، ورغم جراحها، تظل رمزًا للكرامة والصمود. لكن هذا الصمود لا يمكن أن يستمر وحده. غزة بحاجة إلى دعم سياسي وإنساني ومادي يعيد الحياة إلى شوارعها، ويمنح أهلها فرصة لعيش حياة كريمة. لا نريد لغزة أن تبقى صورة في الأخبار أو مأساة متكررة، بل أن تصبح نموذجًا للانتصار الحقيقي على الظلم، بانتصار الإنسان على المأساة.

ختامًا، غزة لا تُقاس بحجم الدمار أو أعداد الشهداء فقط، بل تُقاس بإرادة الحياة التي يتمسك بها أهلها. إنها قصة شعب لا يعرف الاستسلام، لكنها أيضًا مسؤوليتنا جميعًا. مسؤوليتنا في أن نكون صوت غزة في العالم، وأن نحول حبنا لها إلى أفعال تمنح الأمل لأجيالها القادمة.

مقالات مشابهة

  • نبيل فهمي: نتنياهو أفشل شيء في المعادلة الإسرائيلية.. ويمانع وجود دولة فلسطينية
  • إعلامية فلسطينية: استقالة وزراء من حكومة نتنياهو يؤكد رفض إسرائيل وقف إطلاق النار
  • حماس: ندعو إلى توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة هذا التغول الصهيوني
  • د. محمد بشاري يكتب: غزة: معركة البقاء والصمود أمام مأساة متجددة
  • سرايا القدس بالضفة: شكّلنا غرف عمليات لتنسيق مع فصائل المقاومة الفلسطينية
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تبارك عملية الطعن البطولية في مغتصبة “تل أبيب”
  • أخيرًا.. نتنياهو يجثو على ركبتيه!
  • إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير
  • فصائل المقاومة تُعقّب على العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين
  • مكتب نتنياهو: عملية جنين خطوة إضافية لتحقيق أهداف الحرب