العبادي: أحداث السابع من أكتوبر تمثل نقطة فاصلة في الصراع العربي مع الاحتلال العبادي: أهمية التركيز الحقيقي على الديمقراطية وتمتين الجبهة الداخلية الأردنية

دعا نائب رئيس الوزراء الأسبق ممدوح العبادي، إلى تعلم اللغة العبرية في مدارس الأردن وإدراج مناهج إجبارية في المدارس تعنى بالثقافة اليهودية، لمعرفة ودراسة أفكارهم ومخططاتهم، وأهمية وضرورة التجنيد الإجباري.

اقرأ أيضاً : الصفدي: تتبدى شرور الاحتلال دموية ولا إنسانية والعدوان يستعر على غزة

جاء ذلك خلال ندوة نظمها معهد الشرق الأوسط للدراسات السياسية، مساء السبت، بحضور سياسيين وكتاب ومختصين في الشأن الفلسطيني. 

وأكد العبادي أن ما حدث في السابع من أكتوبر لم يسبق له مثيل، ويمثل نقطة فاصلة في الصراع العربي مع الاحتلال، خاصة أن العمليات العسكرية، التي وصلت لمناطق الداخل الفلسطيني. 

وبين العبادي أن القوة والأثر الحقيقي لمعركة طوفان الأقصى يكمن بفشل الاحتلال استخباراتياً في معرفة أي معلومات عن هذه العملية، وهو ما يدل على متانة الجبهة الداخلية لحماس.

وأشار العبادي إلى مرور  30 عاما على معاهدة السلام الأردنية مع الاحتلال الإسرائيلي، وضرورة الإلتفات لرغبة كيان الاحتلال، بالسيطرة على كامل الضفة الغربية وهذا ما يظهر من خلال عمليات التوسع الإستيطانية وتهجير الفلسطينيين نحو الأردن، وأن القادم أعظم.

وشدد العبادي على أهمية التركيز الحقيقي على الديمقراطية وتمتين الجبهة الداخلية الأردنية لأن المرحلة القادمة صعبة، معتبراً  ذلك بأنه واجب وطني، وأن الديمقراطية لا تكتمل إلا بوجود انتخابات نيابية نزيهة وقضاء أردني مستقل وحقيقي.

الرنتاوي: هدف اجتياح رفح يكمن بإسقاط غزة كرمز للمقاومة

من جانبه أكد مدير مركز القدس للدراسات عريب الرنتاوي أن هدف الاحتلال الإسرائيلي من اجتياح رفح يكمن ببساطة شديدة بإسقاط قطاع غزة كرمز للمقاومة الفلسطينية، والتي ألحقت بتل أبيب ضربة لم تعهدها في تاريخ الصراع العربي "الإسرائيلي"، وأن القضاء على حماس وحدها هو الجزء الظاهر من المخطط.

وأكد الرنتاوي أن تل أبيب تريد فرض هيمنة أمنية مطلقة على قطاع غزة بالكامل، وأن تسيطر على الحدود بين مصر وقطاع غزة، لتمنع أي اتصال وتواصل مباشر بين الغزيين والعرب.

وبين أن الاحتلال يسعى لإعتماد إدارات محلية في غزة والضفة وليس إدارة واحدة، فيما أسماه "الإمارات الفلسطينية الغير متحدة"، وهو ما يحول دون وجود كيان مركزي ناظم للشعب الفلسطيني يعبر فيه عن أماله واستقلاله.

ورجح الرنتاوي سيناريو المضي في الحرب على رفح، وهو ما سينتج كارثة إنسانية غير مسبوقة، خاصة وأنها المعقل الأخير الصلب للمقاومة، واعتبر التلويح والتهديد بالإجتياح عنصر من عناصر الضغط، خاصة أن أمريكا وبريطانيا تدعمان تل أبيب في الاجتياح، لكن مع إيجاد حل لجزئية الكثافة السكانية، وهذا ما يرفع احتمالية الاجتياح.

وفيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى أشار الرنتاوي إلى أن هناك زخم دولي وإقليمي كبير لإتمام صفقة التبادل، فيما يوجد تيار "إسرائيلي" متغطرس مجنون لا يريد لها أن تكتمل.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: دولة فلسطين الحرب في غزة الإعلام العبري

إقرأ أيضاً:

سامح قاسم يكتب | عزت القمحاوي.. بين ترويض اللغة وترويض الحياة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في المشهد الأدبي العربي، يبدو عزت القمحاوي كاتبًا يمضي بعينين نصف مغمضتين، لا من غفلة، بل من دُربة. يعرف تمامًا كيف يُغمض عينًا عن الضجيج ليفتح الأخرى على ما يُهمّ: الكتابة بوصفها ضرورة. لا يلهث خلف الموضة الروائية، ولا يلهو بصوت مرتفع في سوق الأدب، بل يصغي إلى النص وهو يتشكل داخله، كما يُصغي النحات إلى الحجر قبل أن يضرب عليه بأزميل الرؤية.

 

ولد في الريف، لكنه لم يتركه تمامًا، حتى حين تنقّل بين العواصم الثقافية. حمله داخله كحكمة قديمة، كوشم لا يظهر إلا حين يتعرّى النص من زينته، فيبدو الطين هناك، دافئًا، يفيض بالحكايات والوجوه. في "بيت الديب" لا نقرأ رواية عن عائلة مصرية وحسب، بل نقرأ طبقات من الزمن، محمولة على ظهر سرد يعرف كيف يمضي عميقًا دون أن يتثاقل.

 

كتابة القمحاوي تنتمي إلى سلالة نادرة: تلك التي لا تخشى البطء، ولا تستعجل النهاية. لغته ليست للعرض، بل للبناء. جملة بعد جملة، كأنما يعيد اختراع النظر، لا الحكاية فقط. تتجاور عنده البساطة مع الفخامة، الريف مع الميتافيزيقا، البهجة مع الحداد. في "غرفة المسافرين"، مثلًا، يسافر دون أن يغادر، يكتب عن المدن والخرائط والفنادق، لكن المعنى الحقيقي للسفر يبقى داخليًا، مُحاطًا بالأسئلة لا بالإجابات.

 

عزت القمحاوي لا يكتب كثيرًا، لكنه حين يفعل، يزرع أثرًا. كلماته مشغولة بعناية صانع لا تعنيه الكثرة، بل الدقة. حتى حين يكتب عن الحواس في "الأيك في المباهج والأحزان"، فإنه لا يصف، بل يعيد بناء الحواس نفسها. كل صفحة تحمل دهشة، كما لو أن القارئ يتذوق اللمس، ويشمّ الصوت، ويرى الكلمات ككائنات حيّة تنمو أمامه.

هو كاتب لا يريد أن يُبهر، بل أن يبقى. ولهذا، ستجد أثره فيك بعد أن تطوي الصفحة، لا على الصفحة ذاتها.

 

في زمن السرعة، يختار القمحاوي البطء. في زمن النشر اليومي، يختار الصمت أحيانًا. وفي زمن التكرار، يكتب كما لو كانت الجملة الأولى في التاريخ.

 

وهو إذ يكتب بهذه السكينة الظاهرة، لا ينتمي إلى فصيلة الكُتّاب الذين يختبئون خلف الغموض، ولا أولئك الذين يستعرضون معجمهم ليرعبوا القارئ. عزت القمحاوي لا يعوّل على الدهشة السهلة، ولا يصنع المفاجآت الرخيصة، بل يبني نصّه كما تُبنى العلاقات العميقة: بالإنصات، بالتواطؤ، بالصمت المحسوب، وبالتكرار الحميم للجمال غير الصاخب.

 

من يقرأ له يدرك سريعًا أن الكاتب لا يبحث عن بطولة شخصية، بل عن إنقاذ اللغة من ابتذالها اليومي. هو لا يكتب ليثبت شيئًا، بل لأنه يحمل شيئًا يجب أن يُقال. حتى حين يكتب عن الحب، كما في "ذهب وزجاج"، فإن الحب لا يكون حكايةً عاطفيةً عابرة، بل اختبارًا للجسد والزمن والهوية، في مساحة لا تتسعها الرواية بمعناها التقليدي. يجعل من العلاقة بين رجل وامرأة لوحةً من النور والخذلان، من التذكّر والنسيان، ليصوغ عالمًا هشًا وشفافًا كما الزجاج، وثقيلًا كما الذهب في تأويله العاطفي.

 

والقمحاوي لا يتورّع عن طرح الأسئلة المؤرقة، لكنه لا يقدّم إجابات مباشرة. يضع القارئ أمام مرايا مشروخة، لا تعكس شكله، بل تلمّح إلى كينونته. في "يكفي أننا معًا"، لا يهتم ببنية الرواية التقليدية، بل يشرع في كتابة تتجاور فيها الفلسفة مع الشعر، والسرد مع التأمل، والممكن مع المستحيل. كأنه يخبر القارئ بأن الرواية لم تعد ملزمة بالشكل، بل بالعمق. بالإنصات للفراغ، لا بملئه.

 

ثمّة رهافة في مفرداته لا تشبه أي حساسية أخرى، رهافة تعود إلى شاعر لم يكتب القصيدة، بل تركها تتسلّل إلى نثره وتستقرّ هناك، متواريةً بين الفواصل والنقط. هو كاتب يفهم الإيقاع كما يفهم الموسيقي السكون بين نغمتين. لا يكتب ليملأ الصفحات، بل ليملأ الغياب. هذا ما يجعل كتابته قابلة لإعادة القراءة، لا لأنها مبهمة، بل لأنها مشبعة بما لا يُقال مرة واحدة.

أعماله تشبه المراكب الصغيرة التي لا يُدرك المرء أنها تحمل ذهبًا إلا حين يفرغها على الشاطئ. لا تطلق أبواقها، ولا تلوّح بالأعلام، بل تمضي بصبرٍ في النهر، تاركةً خلفها أثرًا خفيًا، لكنه لا يُمحى.

 

وعزت القمحاوي، في النهاية، كاتب يصنع من اللغة وطنًا مؤقتًا، ومن الحكاية نزهة بطيئة في غابة الذاكرة. كأن كل نصّ له، هو غرفة انتظار بين زمنين، بين قارئ وذاته، بين كاتب لا يريد شيئًا، وقارئ يبحث عن كل شيء.

فهل ثمة ما هو أصدق من هذا النوع من الكتابة؟

مقالات مشابهة

  • مصر واليابان تعززان شراكتهما لتطوير مناهج الرياضيات
  • كييف عادت مستباحة.. كيف تعلم الروس خداع باتريوت الأميركي؟
  • مفتي الجمهورية يدعو لتطوير مناهج جامعية متخصصة في فقه بناء الإنسان
  • تعلم فن الخط بعد السبعين.. تركي خطّ بيده مصحفا يورّثه
  • في ثاني أيام معرض الكتاب 2025.. إقبال واسع وفعاليات تحتفي بالثقافة
  • مدرب نيس يشيد بتألق محمد عبد المنعم رغم "حاجز اللغة"
  • استشاري نفسي: «توحد الموبايل» خطر يهدد الأطفال.. والإدمان السلوكي يقود للعنف ومشكلات تعلم
  • الشافعى يدعو إلى زيادة الاستثمارات والتبادل التجارى مع عمان
  • سامح قاسم يكتب | عزت القمحاوي.. بين ترويض اللغة وترويض الحياة
  • ابن كيران يدعو إلى جمع تبرعات لتنظيم المؤتمر بعد رفض الداخلية تمويله