سرايا - يعاد الأحد فتح برج إيفل الذي بقي مغلقا لخمسة أيام بسبب إضراب، إثر اتفاق بين نقابتين وشركة SETE المشغلة للموقع، على ما أعلنت الاخيرة.

وقالت الشركة في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه "توصلت إدارة شركة تشغيل برج إيفل (Sete) والنقابتان إلى اتفاق لإنهاء الإضراب على أن تقوم الأطراف بمراجعة دورية للنموذج الاقتصادي وتطور استثمارات العمل وإيرادات الشركة من خلال هيئة تجتمع كل ستة أشهر".



وأكدت نقابتا القوة العمالية FO والاتحاد العمالي العام CGT في بيان مشترك أن إعادة فتح برج ايفل ستكون سارية صباح الأحد "لإعطاء الفريق الفني الوقت لضمان إعادة تشغيل المصاعد بشكل صحيح لاستقبال الزوار بأمان".

كما اتفقت الإدارة والنقابتان على "استثمار طموح بقيمة 380 مليون يورو حتى عام 2031، خصوصا لأعمال صيانة البرج" بحسب بيان الإدارة.

وينص الاتفاق أيضا على "مواصلة عملية الطلاء العشرين وبدء العملية التالية" وهي نقطة أساسية في مسألة صيانة البرج الذي تم افتتاحه قبل 135 عاما.

وأضافت الادارة "تود Sete الاعتذار مجددا من جميع الزوار الذين وجدوا أبواب البرج مغلقة منذ 19 شباط/فبراير ويسعدها أن تكون قادرة على استقبال الجمهور مجددا"، مؤكدة أن الزوار الذين لم يتمكنوا من الدخول الى البرج "سيستعيدون أموالهم بالكامل في أقرب فرصة".

خلال أيام الإضراب الخمسة، لم يتمكن 100 ألف زائر من ارتياد برج إيفل.

وقالت النقابتان "سنبقى مستعدين للدفاع عن هذا المعلم الى ان نحصل على نموذج قابل للاستمرار".

وكان هذا الخلاف أدى الى إغلاق برج إيفل في 27 كانون الاول/ديسمبر في الذكرى المئوية لوفاة مصممه غوستاف إيفل، في أوج العطلة المدرسية الشتوية وقبل خمسة أشهر من الألعاب الأولمبية (26 تموز/يوليو-11 آب/اغسطس).


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: برج إیفل

إقرأ أيضاً:

الذين يشبهون الدعاء لا يُنسَون

 

عائشة بنت سالم المزينية
هناك أشخاص حين تلتقي بهم، تشعر أنك لم تلتقِ بشخص، بل بدعاء سكن قلبك يوما، ولبّاه الله لك دون أن تدري. أولئك الذين يشبهون الدعاء لا يمرّون مرور الكرام في حياتنا، بل يزرعون شيئا ناعمًا في الروح، شيئًا لا يُرى بالعين، ولا يُقاس بالكلمات، لكنه يبقى. يبقى كأثر المطر على الأرض، وكطمأنينة السجود بعد ضيق.
ولأنهم يشبهون الدعاء، فإن حضورهم لا يكون صاخبا، بل هادئا يشبه نسيم الفجر، يدخل القلب دون استئذان، ويُضيء العتمة دون أن يُشعل ضوءًا. هم أولئك الذين يكفون عن الكلام حين يحين وقت الإصغاء، ويُحسنون الظن بك حين تعجز عن تبرير صمتك. وجودهم لا يعتمد على قرب المسافة، بل على نقاء النية، وصدق الشعور، وسخاء القلب.
وفي كل مرحلة من مراحل العمر، لا بد أن تصادف شخصًا واحدا على الأقل، يُعيد ترتيبك من الداخل. لا يطلب شيئا، لا ينتظر رد الجميل، لا يسعى لفرض حضوره، فقط يكون هناك حين تحتاج، كأن قلبه يرنّ مع ألمك، وكأن نفسه لا تهدأ حتى يطمئن عليك. هؤلاء لا يُنسَون، لأنهم ببساطة يشبهون تلك اللحظات التي بُثّت فيها أمنياتنا إلى السماء.
ولذلك، حين تتقاطع دروبنا مع أشخاص بهذه الروعة، فإننا نكسب شيئا أكبر من مجرد علاقة، نحن نكسب امتدادا روحيا لا يشيخ، لا يتغير بتقلبات المزاج، ولا يتبدد مع الزمن. وفي الحقيقة، ليست الصداقات التي تدوم هي الأطول عمرا، بل هي الأصدق أثرا. هؤلاء، هم أولئك الذين تجد آثارهم في كل لحظة فرح أو حزن، في كل إنجاز أو سقطة، كأنهم يرافقونك سرا حتى حين لا يكونون بجانبك.
ومن اللافت أن هؤلاء الأشخاص لا يبحثون عن أن يكونوا مميزين، هم فقط يعيشون ببساطة، ولكنهم يحملون قلوبا أكبر من العالم. تراهم في كلماتهم، في طريقة إنصاتهم، في تلك التفاصيل الصغيرة التي لا ينتبه لها أحد سواهم. هم يصغون أكثر مما يتحدثون، ويمنحون أكثر مما يأخذون، ويبتسمون رغم ما يخبئونه من أثقال.
ومع مرور الزمن، تكتشف أن أجمل العلاقات هي التي لا تحتاج إلى إثبات دائم. الذين يشبهون الدعاء لا يجعلونك تشك في محبتهم، لا يُربكونك بتقلّباتهم، لا يجعلونك تُرهق نفسك بتأويل كلماتهم. هم ببساطة نعمة، ومن رحمة الله بالقلوب أن يرزقها بأمثالهم في الوقت الذي يكون فيه الإنسان بأمسّ الحاجة ليد خفيفة على كتفه، أو لصوت صادق يقول له: "أنا هنا".
وعلى الرغم من أن الحياة تمضي، والوجوه تتغير، والأيام تأخذنا في دوّاماتها، إلا أن أولئك الذين يتركون فيك هذا الأثر الطيب، يبقون في القلب كأنهم تعويذة راحة، كأنهم غيمة طيبة تظلل عليك كلما اشتد الحر، كأنهم سكينة أُهديت لك في لحظة حيرة.
ومن المهم أن نعي، أنه كما نُرزق بهؤلاء الأشخاص، فإن علينا أيضا أن نسعى لنكون نحن من يشبهون الدعاء للآخرين. أن نُخفّف، لا أن نُثقل. أن نستمع، لا أن نحكم. أن نترك أثرا طيبا، حتى لو لم نعد موجودين. فالحياة لا تُقاس بعدد الأصدقاء، بل بجودة القلوب التي مرّت بنا.
وهنا، لا بُد أن نتأمل: من الأشخاص الذين يأتون إلى ذاكرتنا حين نكون في قاع الحزن؟ من أولئك الذين نشعر بوجودهم حتى وهم بعيدون؟ من الذين نُرسل لهم في سرّنا دعاءً خالصا لأننا لا نملك إلا أن نحبهم دون مصلحة؟ هم بلا شك الذين يشبهون الدعاء، أولئك الذين نحتفظ بهم في دعائنا لأنهم نادرا ما طالبوا بشيء، لكنهم أعطونا كل شيء.
ولعلّ أجمل ما في هذا النوع من البشر، أنهم لا يتبدلون حين تتبدل الظروف، ولا يخذلون حين يشتد التعب. هم الثابتون حين يتغيّر كل شيء. تراهم في رسائل بسيطة، في مكالمة مفاجئة، في دعاء صامت، في نصيحة غير متكلّفة، في وقفة لا يُرجى منها مقابل.
وما أجمل أن نكون مثلهم، أن نمرّ في حياة الآخرين كنسمة طيبة، لا تُؤذي، لا تُثقل، لا تُحاكم، بل تُساند، وتبتسم، وتدعُو في ظهر الغيب. إن الذين يشبهون الدعاء لا يحتاجون إلى مقدمات طويلة، ولا إلى تبريرات عند الغياب، لأن حضورهم يكفي ليملأ القلب رضا، وذكراهم تكفي لتسند الروح حين تتعب.
وهنا، تأكد أن الحياة لا تحتفظ بكل من مرّ بك، لكنها لا تنسى أبدا من شابه الدعاء في حضوره، وأثره، ونقائه. فلا تكن من أولئك الذين يعبرون الحياة بأصواتهم المرتفعة، بل كن من الذين يعبرونها بأثرٍ لا يُمحى، ومن أولئك الذين إذا ذُكروا، سبقتهم دعوة صادقة من قلب أحبهم بصدق.
فالذين يشبهون الدعاء لا يُنسَون، لأن الله وحده هو من وضعهم في دروبنا، في اللحظة التي كنّا فيها بأمسّ الحاجة لهم.
 

مقالات مشابهة

  • السعودية.. 50 ألف ريال غرامة والسجن حتى 6 أشهر للمتأخرين عن المغادرة عقب انتهاء التأشيرة
  • 50 ألف ريال والسجن 6 أشهر عقوبة الوافد المتأخر عن المغادرة عقب انتهاء تأشيرته
  • محافظ الوادى الجديد فتح المراكز التكنلولوجية أمام مد فترة التصالح
  • أولم وكنيستها الأطول عالميا.. تحفة العمارة القوطية في ألمانيا
  • الذين يشبهون الدعاء لا يُنسَون
  • الدولار يسجل أمام الروبل الروسي أدنى مستوى في نحو 10 أشهر
  • إطفاء برج إيفل تكريماً لذكرى البابا فرنسيس
  • مليشيا الحوثي تختطف أكثر من 20 سائقًا مضربًا عن نقل "النيس" بذمار
  • الأسد: ستحصل على دعم من صديق.. توقعات الأبراج وحظك اليوم الأحد 20 أبريل 2025
  • حظك اليوم وتوقعات الأبراج الأحد 20 أبريل 2025 على الصعيد الصحي والمهني والعاطفي