خبراء الإعلام يؤكدون ضرورة تنمية الوعي لمواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي وتأثيره على المجتمع
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
أكد المشاركون في ندوة الإعلام والذكاء الاصطناعي، اليوم السبت، أن هناك تحديا مجتمعيا في تنمية الوعي ومواجهة الشائعات والتصدي للإعلام المعادي، خاصة تأثيره على ذوي التعليم البسيط والأميين، مشددين على أهمية إطلاق مشروع ثقافي تنويري لمواجهة تحدي الذكاء الاصطناعي.
وأشار المشاركون إلى أن الإعلام كان له دور كبير في تاريخ مصر المعاصر في توحيد الصف وتنمية الوعي مع اختلاف مراحل تطور وسائل الإعلام منذ الإذاعة في الثلاثينيات وحتى ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وتقنيات الذكاء الاصطناعي في العصر الحالي.
جاء ذلك خلال ندوة "الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي وتهديد الأمن القومي" التي نظمها صالون الإعلام بمكتبة مصر العامة، التي أدارها الإعلامي أيمن عدلي، رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين.
وقال الدكتور عبد الحميد يحيى، أستاذ تنمية الموارد البشرية، إن هناك ثوابت يجب التمسك بها في مواجهة التهديدات والتحديات المجتمعية على رأسها الدين، ثم التربية بالقدوة في المنزل، ثم بعد ذلك أخلاقيات وقوانين الإعلام والثقافة.
وأضاف أن الاحتفاء بالنجاحات وإبراز النماذج المشرفة ضرورة من أجل تقديم المثل للشباب والأجيال القادمة.
وأوضح إن إرساء منظومة قيمية وأخلاقية هو أساس تنمية المجتمع ومواجهة تحدياته والتغلب على التهديدات التي تواجهه.
من جانبها، قالت الدكتورة سلوى ثابت عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة المستقبل، إن قضية العلاقة بين التكنولوجيا والوعي وتهديداتها وتحدياتها تؤثر على الأفراد والمجتمع وخاصة وسط التطورات المتسارعة.
وأضافت أن الوعي هو الإدراك الناتج عن المخزون الثقافي والفكري للإنسان وأهميته تكمن في أنه المحرك الأساسي للسلوك ومن أراد التحكم في السلوك يتحكم في الوعي وهو تهديد للمجتمع، ومن هنا تأتي أهمية القوى الناعمة.
وأشارت إلى أن المجتمعات ليست حديثة العهد بالشائعات، لكنها ظاهرة قديمة قدم الإنسان ولكن المستجد هو التكنولوجيا، موضحة أن الشائعات تتخذ أشكالا متعددة، ما يسبب توتر وفتنة داخل المجتمع وزعزعة الثقة بين المواطنين وبعضهم ومع مؤسسات الدولة كما أن لها تأثير سلبي على القرار السياسي وعلى الاستثمار والنمو الاقتصادي.
وبينت أن الذكاء الاصطناعي، تقنية تسمح - في جوانب منه - بتزييف كل شيء وحتى التاريخ عن طريق صنع نسخ صناعية من المنتج الفكري والثقافي"، مؤكدة الحاجة إلى مشروع تنويري ضخم في المجتمع للعمل على مواكبة تطورات العصر.
ولفتت إلى أن أهم ما يمكن من خلاله مواجهة الشائعات هو تعزيز الشفافية، وحرية تداول المعلومات والإطار التشريعي الذي يحمي ذلك، مشددة على ضرورة تعزيز دور التكنولوجيا التي تكشف الشائعات وكذب المعلومات، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي وسيلة يمكن تطويعها واستخدامها في مكافحة الشائعات والتصدي للأفكار السلبية في المجتمع.
وأوضحت أن تحسين المحتوى الرقمي وصياغتها بصورة جاذبة، وصناعة محتوى جاذب للشباب ومن صناعتهم يحمل قيم وطنية بناءة، لافتة إلى ضرورة تنمية القدرات البشرية داخل المؤسسات وإحداث إصلاح هيكلي للمؤسسات التثقيفية والتعليمية لتواكب متطلبات وتحديات العصر، سواء الحكومية منها أو الخاصة.
وأشادت بتجربة حياة كريمة في صنع شراكة وتعاون بين المؤسسات المختلفة، مشيرة إلى أنها تجربة يحتذى بها في تحقيق نجاح في مجال إحداث تنوير وطفرة في الوعي ومحو الأمية الرقمية لدى فئات الشعب المختلفة.
وشددت على أنه علينا العمل جميعا في مؤسساتنا على محاربة تزييف الوعي عن طريق الشائعات لما تشكله من خطر على الأمن القومي.
بدوره، قال الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ، إننا نعاني في مصر مخاض نظام عالمي جديد، مشيرا إلى أن الشباب المصري مستهدف لسرقة وتزييف تاريخه من أجل التأثير السلبي على هويته.
وأضاف أن هناك الكثير من الحملات الهجومية على رموز مصر الوطنية وقاداتها وهو ما ينال من عزيمة الشباب ويعطل مسيرة الوطن.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي مشكلة حقيقية في الدراسات الإنسانية لكونه يمس التفرد الإنساني في الإبداع ويمكن من خلاله إزحام العقل الجمعي بنتائج الٱلة مما يسمح بالتزييف والوهم.
وأكد أهمية العمل على تنمية الوعي المجتمعي بكافة جوانبه، عبر إعادة إحياء المؤسسات التثقيفية والتعليمية ومشروعاتها.
في السياق نفسه، قسم الدكتور أشرف جلال رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، في عرض مرئي ألقاه نيابة عنه الطالب محمد مسعد، أفراد المجتمع إلى عدة أقسام بين مؤثر ومتأثر ومشارك ومتابع وغير ذلك، مبينا أن استجابة كل فرد تقوم على موقعه في المجتمع من حيث ذلك التقسيم.
وعرض لأهمية الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي في مجالات تحليل البيانات وتحسين طرق البحث واختيار الموضوعات وإنتاج المواد الصحفية، مشيرا أن له دور كبير في العملية الإعلامية وخاصة كونه ميزة تنافسية كبيرة بتوفيره معالجة بيانات ضخمة معتمدا على قدرات فائقة في مجال التخزين السحابي.
وأشار إلى أهمية استفادة الإعلاميين من تقنية الذكاء الاصطناعي من خلال التعلم المستمر، مشددا على أهمية تأسيس مدونة للسلوك الأخلاقي للتعامل مع الذكاء الاصطناعي واستخدامه في وقت لم تبدأ أي دولة في العالم في إصدار تشريعات لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مكتبة مصر العامة استخدام الذكاء الاصطناعي تقنية الذكاء الاصطناعي خبراء الإعلام تهديد الأمن القومي الذکاء الاصطناعی تنمیة الوعی إلى أن
إقرأ أيضاً:
«أسوشيتد برس»: فصل جديد لأمريكا مع الذكاء الاصطناعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
طرحت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية تساؤلا مثيرًا عن سبب تقرب شركات التكنولوجيا الكبرى من الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، قائلة: ما الذى تتوقعه صناعة التكنولوجيا من علاقاتها المتجددة مع ترامب؟.
فمن اللافت وفقًا للوكالة الأمريكية أن رؤساء شركات التكنولوجيا الكبرى - بمن فيهم تيم كوك من أبل، وسام ألتمان من أوبن إيه آي، ومارك زوكربيرج من ميتا، وماسايوشى سون من سوفت بنك، وجيف بيزوس من أمازون– انضموا إلى موكب من قادة الأعمال والعالم فى محاولة لتحسين مكانتهم مع "ترامب" قبل توليه منصبه فى يناير ٢٠٢٥.
وذلك في سلسلة من الزيارات والعشاءات والمكالمات والتعهدات المالية والمبادرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ ما أثار "ترامب"، وقال فى تصريحات له فى منتجع مار إيه لاغو: "فى الفترة الأولى، كان الجميع يحاربونني. وفى هذه الفترة، يريد الجميع أن يكونوا أصدقائي".
وأضافت "أسوشيتد برس" أن شركات التكنولوجيا والقادة الآن قد ضخت ملايين الدولارات فى صندوق تنصيبه، وهى زيادة حادة - فى معظم الحالات- مقارنة بالتعهدات السابقة للرؤساء القادمين. ولكن ما الذى تتوقعه صناعة التكنولوجيا من علاقاتها المتجددة مع ترامب؟
وخلال مقابلة يوم الثلاثاء الماضي، قال الرئيس التنفيذى لشركة Salesforce، مارك بينيوف: "إن إدارة "ترامب" القادمة تبدو مهتمة أكثر بسماع القضايا المهمة للصناعة من إدارة بايدن".
وأضاف "بينيوف"، الذى أكد أنه يسعى جاهدًا للبقاء غير حزبي؛ لأنه يمتلك مجلة تايم: "ضع كل السياسة جانبًا، فالجميع يريدون إعادة تشغيل بعض الأشياء. نحن فى لحظة مثيرة للغاية، إنها فصل جديد لأمريكا. أعتقد أنه يجب علينا جميعًا أن نتحلى بأفضل نوايانا للمضى قدمًا.
أعتقد أن الكثير من الناس يدركون أن هناك الكثير من الأشخاص الرائعين مثل إيلون ماسك فى صناعة التكنولوجيا وفى مجتمع الأعمال. إذا استفدت من قوة وخبرة الأفضل فى أمريكا لتحقيق أفضل ما فى أمريكا، فهذه رؤية رائعة".
تمهيد الطريق لتطوير الذكاء الاصطناعي
ووفقًا لما ورد بـ"أسوشيتد برس"، فقد جاء الدليل على ما تبحث عنه الصناعة قبل أيام قليلة من الانتخابات عندما انضم المسئولون التنفيذيون فى مايكروسوفت - الذين حاولوا إلى حد كبير إظهار موقف محايد أو حزبى - إلى حليف "ترامب" المقرب، رجل الأعمال مارك أندريسن، لنشر منشور على مدونة يوضح نهجهم تجاه سياسة الذكاء الاصطناعي.
وجاء فى الوثيقة التى وقعها أندريسن وشريكه التجارى بن هورويتز والرئيس التنفيذى لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا ورئيس الشركة براد سميث: "يجب تنفيذ التنظيم فقط إذا كانت فوائده تفوق تكاليفه".
كما حثوا الحكومة على التراجع عن أى محاولة لتعزيز قوانين حقوق النشر التى من شأنها أن تجعل من الصعب على الشركات استخدام البيانات المتاحة للجمهور لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعى الخاصة بها. وقالوا: "يتعين على الحكومة فحص ممارساتها فى مجال المشتريات لتمكين المزيد من الشركات الناشئة من بيع التكنولوجيا للحكومة".
وتعهد "ترامب" بإلغاء الأمر التنفيذى الشامل للرئيس جو بايدن بشأن الذكاء الاصطناعي، والذى سعى إلى حماية حقوق الناس وسلامتهم دون خنق الابتكار. ولم يحدد ما سيفعله بدلًا من ذلك، لكن حملته قالت إن تطوير الذكاء الاصطناعى يجب أن يكون "متجذرًا فى حرية التعبير والازدهار البشر".
طاقة أسهل لمراكز البيانات
وتحدث حاكم ولاية داكوتا الشمالية دوج بورجوم، الذى اختاره "ترامب" لتولى وزارة الداخلية، بصراحة عن الحاجة إلى تعزيز إنتاج الكهرباء لتلبية الطلب المتزايد من مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي.
وقال بورجوم فى ١٥ نوفمبر الماضي، فى إشارة إلى الذكاء الاصطناعي: "إن معركة الذكاء الاصطناعى تؤثر على كل شيء من الدفاع إلى الرعاية الصحية إلى التعليم إلى الإنتاجية كدولة. والذكاء الاصطناعى الذى سيأتى فى الأشهر الثمانية عشر المقبلة سيكون ثوريًا؛ لذا هناك شعور بالإلحاح والشعور بالفهم فى إدارة ترامب لمعالجته".
لقد ارتفع الطلب على مراكز البيانات فى السنوات الأخيرة بسبب النمو السريع للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، وتتنافس الحكومات المحلية على الصفقات المربحة مع شركات التكنولوجيا الكبرى.
ولكن مع بدء مراكز البيانات فى استهلاك المزيد من الموارد، بدأ بعض السكان فى مقاومة أقوى الشركات فى العالم بسبب مخاوف بشأن الصحة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لمجتمعاتهم.
تغيير مناقشة مكافحة الاحتكار
واقترح بول سوانسون، محامى مكافحة الاحتكار فى شركة المحاماة هولاند آند هارت قائلًا: "ربما يتعين على شركات التكنولوجيا الكبرى شراء نسخة من كتاب "فن الصفقة" لمعرفة أفضل السبل للتفاوض مع هذه الإدارة".
وأضاف: "لن أتفاجأ إذا وجدوا طرقًا للتوصل إلى بعض التسويات وانتهى بنا الأمر إلى رؤية المزيد من القرارات التفاوضية ومراسيم الموافقة".
وعلى الرغم من أن الهيئات التنظيمية الفيدرالية بدأت فى اتخاذ إجراءات صارمة ضد جوجل وفيسبوك خلال فترة ولاية ترامب الأولى كرئيس - وازدهرت فى عهد بايدن - إلا أن معظم الخبراء يتوقعون أن تخفف إدارته الثانية من إنفاذ قوانين مكافحة الاحتكار وأن تكون أكثر تقبلًا لعمليات اندماج الشركات.
وقد تستفيد جوجل من عودة "ترامب" بعد أن أدلى بتعليقات خلال حملته الانتخابية تشير إلى أن تفكيك الشركة ليس فى المصلحة الوطنية للولايات المتحدة، بعد أن أعلن القاضى أن محرك البحث الخاص بها احتكار غير قانوني.
لكن الترشيحات الأخيرة التى قدمها فريقه الانتقالى فضلت أولئك الذين انتقدوا شركات التكنولوجيا الكبرى؛ ما يشير إلى أن جوجل لن تكون بعيدة تمامًا عن المأزق.
إصلاح الأمور؟
تعهدت شركات ألتمان وأمازون وميتا بالتبرع بمبلغ مليون دولار لكل منها لصندوق تنصيب ترامب.
وقال "بينيوف" من شركة Salesforce يوم الثلاثاء الماضى إنه لن يتبرع بالمال لحفل التنصيب بسبب علاقاته بمجلة Time التى اختارت ترامب "شخصية العام" - وهو القرار الذى أدى إلى ظهور صورة الرئيس المنتخب على غلاف المجلة. وأضاف وهو يضحك: "أعتقد أننا تبرعنا للتو بهذه الصورة، يمكنه استخدام غلاف مجلة Time مجانًا".
خلال فترة ولايته الأولى، انتقد ترامب شركة أمازون وهاجم التغطية السياسية لصحيفة "واشنطن بوست"، التى يملكها الملياردير بيزوس. وفى الوقت نفسه، انتقد "بيزوس" بعض خطابات ترامب السابقة.
وفى عام ٢٠١٩، زعمت أمازون أيضًا فى قضية محكمة أن تحيز ترامب ضد الشركة أضر بفرصها فى الفوز بعقد بقيمة ١٠ مليارات دولار مع البنتاغون.
وفى الآونة الأخيرة، تبنى "بيزوس" نبرة أكثر تصالحية؛ فقد قال مؤخرا فى مؤتمر صحيفة "نيويورك تايمز" فى نيويورك إنه "متفائل" بشأن ولاية ترامب الثانية، فى حين أيد أيضا خطط الرئيس المنتخب لخفض القيود التنظيمية.
وجاء التبرع من شركة ميتا بعد أسابيع فقط من لقاء زوكربيرج مع ترامب بشكل خاص فى مار إيه لاغو.
وخلال حملة ٢٠٢٤، لم يؤيد زوكربيرج أى مرشح للرئاسة، لكنه أعرب عن موقف أكثر إيجابية تجاه "ترامب". وفى وقت سابق من هذا العام، أشاد برد "ترامب" على محاولة اغتياله الأولى. ومع ذلك، واصل "ترامب" فى الأشهر الأخيرة مهاجمة "زوكربيرج" علنًا.
وقال "ألتمان"، الذى يخوض نزاعًا قانونيًا مع منافسه فى مجال الذكاء الاصطناعى إيلون ماسك، إنه "ليس قلقًا" بشأن نفوذ الرئيس التنفيذى لشركة تسلا فى الإدارة القادمة.
وكان ماسك، وهو أحد المستثمرين الأوائل فى OpenAI وعضو مجلس الإدارة، قد رفع دعوى قضائية ضد الشركة فى وقت سابق من هذا العام زاعمًا أن صانع ChatGPT خان أهدافها التأسيسية المتمثلة فى الاستفادة من الصالح العام بدلًا من السعى لتحقيق الأرباح.
ماذا عن إيلون ماسك؟
وقال روب لالكا، أستاذ إدارة الأعمال فى جامعة تولين: "لدينا اثنان من أصحاب المليارات، ماسك وفيفيك راماسوامي، مكلفان بخفض ما يقولون إنه سيكون تريليونات الدولارات من الميزانية الفيدرالية، وتقليص الخدمة المدنية والقوى العاملة".
وأضاف: "إن ماسك يتمتع بمستوى من الوصول إلى البيت الأبيض لم يحظ به سوى عدد قليل جدًا من الآخرين - وهو الوصول الذى يسمح له بالتأثير المحتمل على مجالات سياسية متعددة، بما فى ذلك السياسة الخارجية، وسياسة السيارات والطاقة من خلال المركبات الكهربائية، وسياسة التكنولوجيا بشأن الذكاء الاصطناعي".