أكد المشاركون في ندوة الإعلام والذكاء الاصطناعي، اليوم السبت، أن هناك تحديا مجتمعيا في تنمية الوعي ومواجهة الشائعات والتصدي للإعلام المعادي، خاصة تأثيره على ذوي التعليم البسيط والأميين، مشددين على أهمية إطلاق مشروع ثقافي تنويري لمواجهة تحدي الذكاء الاصطناعي.

وأشار المشاركون إلى أن الإعلام كان له دور كبير في تاريخ مصر المعاصر في توحيد الصف وتنمية الوعي مع اختلاف مراحل تطور وسائل الإعلام منذ الإذاعة في الثلاثينيات وحتى ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وتقنيات الذكاء الاصطناعي في العصر الحالي.

جاء ذلك خلال ندوة "الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي وتهديد الأمن القومي" التي نظمها صالون الإعلام بمكتبة مصر العامة، التي أدارها الإعلامي أيمن عدلي، رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين.

وقال الدكتور عبد الحميد يحيى، أستاذ تنمية الموارد البشرية، إن هناك ثوابت يجب التمسك بها في مواجهة التهديدات والتحديات المجتمعية على رأسها الدين، ثم التربية بالقدوة في المنزل، ثم بعد ذلك أخلاقيات وقوانين الإعلام والثقافة.

وأضاف أن الاحتفاء بالنجاحات وإبراز النماذج المشرفة ضرورة من أجل تقديم المثل للشباب والأجيال القادمة.

وأوضح إن إرساء منظومة قيمية وأخلاقية هو أساس تنمية المجتمع ومواجهة تحدياته والتغلب على التهديدات التي تواجهه.

من جانبها، قالت الدكتورة سلوى ثابت عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة المستقبل، إن قضية العلاقة بين التكنولوجيا والوعي وتهديداتها وتحدياتها تؤثر على الأفراد والمجتمع وخاصة وسط التطورات المتسارعة.

وأضافت أن الوعي هو الإدراك الناتج عن المخزون الثقافي والفكري للإنسان وأهميته تكمن في أنه المحرك الأساسي للسلوك ومن أراد التحكم في السلوك يتحكم في الوعي وهو تهديد للمجتمع، ومن هنا تأتي أهمية القوى الناعمة.

وأشارت إلى أن المجتمعات ليست حديثة العهد بالشائعات، لكنها ظاهرة قديمة قدم الإنسان ولكن المستجد هو التكنولوجيا، موضحة أن الشائعات تتخذ أشكالا متعددة، ما يسبب توتر وفتنة داخل المجتمع وزعزعة الثقة بين المواطنين وبعضهم ومع مؤسسات الدولة كما أن لها تأثير سلبي على القرار السياسي وعلى الاستثمار والنمو الاقتصادي.

وبينت أن الذكاء الاصطناعي، تقنية تسمح - في جوانب منه - بتزييف كل شيء وحتى التاريخ عن طريق صنع نسخ صناعية من المنتج الفكري والثقافي"، مؤكدة الحاجة إلى مشروع تنويري ضخم في المجتمع للعمل على مواكبة تطورات العصر.

ولفتت إلى أن أهم ما يمكن من خلاله مواجهة الشائعات هو تعزيز الشفافية، وحرية تداول المعلومات والإطار التشريعي الذي يحمي ذلك، مشددة على ضرورة تعزيز دور التكنولوجيا التي تكشف الشائعات وكذب المعلومات، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي وسيلة يمكن تطويعها واستخدامها في مكافحة الشائعات والتصدي للأفكار السلبية في المجتمع.

وأوضحت أن تحسين المحتوى الرقمي وصياغتها بصورة جاذبة، وصناعة محتوى جاذب للشباب ومن صناعتهم يحمل قيم وطنية بناءة، لافتة إلى ضرورة تنمية القدرات البشرية داخل المؤسسات وإحداث إصلاح هيكلي للمؤسسات التثقيفية والتعليمية لتواكب متطلبات وتحديات العصر، سواء الحكومية منها أو الخاصة.

وأشادت بتجربة حياة كريمة في صنع شراكة وتعاون بين المؤسسات المختلفة، مشيرة إلى أنها تجربة يحتذى بها في تحقيق نجاح في مجال إحداث تنوير وطفرة في الوعي ومحو الأمية الرقمية لدى فئات الشعب المختلفة.

وشددت على أنه علينا العمل جميعا في مؤسساتنا على محاربة تزييف الوعي عن طريق الشائعات لما تشكله من خطر على الأمن القومي.

بدوره، قال الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ، إننا نعاني في مصر مخاض نظام عالمي جديد، مشيرا إلى أن الشباب المصري مستهدف لسرقة وتزييف تاريخه من أجل التأثير السلبي على هويته.

وأضاف أن هناك الكثير من الحملات الهجومية على رموز مصر الوطنية وقاداتها وهو ما ينال من عزيمة الشباب ويعطل مسيرة الوطن.

ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي مشكلة حقيقية في الدراسات الإنسانية لكونه يمس التفرد الإنساني في الإبداع ويمكن من خلاله إزحام العقل الجمعي بنتائج الٱلة مما يسمح بالتزييف والوهم.

وأكد أهمية العمل على تنمية الوعي المجتمعي بكافة جوانبه، عبر إعادة إحياء المؤسسات التثقيفية والتعليمية ومشروعاتها.

في السياق نفسه، قسم الدكتور أشرف جلال رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، في عرض مرئي ألقاه نيابة عنه الطالب محمد مسعد، أفراد المجتمع إلى عدة أقسام بين مؤثر ومتأثر ومشارك ومتابع وغير ذلك، مبينا أن استجابة كل فرد تقوم على موقعه في المجتمع من حيث ذلك التقسيم.

وعرض لأهمية الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي في مجالات تحليل البيانات وتحسين طرق البحث واختيار الموضوعات وإنتاج المواد الصحفية، مشيرا أن له دور كبير في العملية الإعلامية وخاصة كونه ميزة تنافسية كبيرة بتوفيره معالجة بيانات ضخمة معتمدا على قدرات فائقة في مجال التخزين السحابي.

وأشار إلى أهمية استفادة الإعلاميين من تقنية الذكاء الاصطناعي من خلال التعلم المستمر، مشددا على أهمية تأسيس مدونة للسلوك الأخلاقي للتعامل مع الذكاء الاصطناعي واستخدامه في وقت لم تبدأ أي دولة في العالم في إصدار تشريعات لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مكتبة مصر العامة استخدام الذكاء الاصطناعي تقنية الذكاء الاصطناعي خبراء الإعلام تهديد الأمن القومي الذکاء الاصطناعی تنمیة الوعی إلى أن

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يشارك.. السعودية تدعو لتحري هلال عيد الفطر

دعت المحكمة العليا عموم المسلمين في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية إلى تحري رؤية هلال شهر شوال، مساء يوم السبت، التاسع والعشرين من شهر رمضان لهذا العام الموافق 29 مارس (آذار).
وكشف مصدر لـ”العربية” أن “دائرة الأهلة في المحكمة العليا السعودية ستستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي لمراقبة ومتابعة مواقع ترائي ورصد هلال شهر شوال لهذا العام 2025”.
وبحسب المصدر، فإن قضاة الدائرة يعملون على متابعة دقيقة لعمليات رصد الهلال والتحقق من الشهادات التي تصل إليهم فورا.
وقالت المحكمة العليا في السعودية في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس”: “نظرًا لما تضمنه قرار المحكمة العليا رقم (192/ هـ) وتاريخ 29/ 8/ 1446هجرية أن يوم السبت 1/ 9/ 1446 هجرية- حسب تقويم أم القرى ــ الموافق 1/ 3/ 2025 ميلادية، هو غرة شهر رمضان المبارك لعام 1446 هجرية، فإن المحكمة العليا ترغب إلى عموم المسلمين في جميع أنحاء المملكة تحري رؤية هلال شهر شوال مساء يوم السبت 29/ 9/ 1446هجرية ــ حسب تقويم أم القرى ــ الموافق 29 / 3 / 2025 ميلادية”.
وأضافت المحكمة: “وترجو المحكمة العليا ممّن يراه بالعين المجرَّدة، أو بواسطة المناظير؛ إبلاغ أقرب محكمة إليه، وتسجيل شهادته إليها، أو الاتصال بأقرب مركزٍ؛ لمساعدته في الوصول إلى أقرب محكمة”، حسبما أوردت وكالة “واس”.
وأعربت المحكمة العليا السعودية “عن أملها في من لديه القدرة على الترائي الاهتمام بهذا الأمر، والانضمام إلى اللجان المشكلة في المناطق لهذا الغرض، واحتساب الأجر والثواب بالمشاركة؛ لما فيه من التعاون على البرّ والتقوى، والنفع لعموم المسلمين”.
وإن تم رصد هلال شوال مساء اليوم السبت فهذا يعني أن غدا الأحد 30 مارس سيكون أول أيام عيد الفطر، وإن تعذرت رؤية الهلال يوم السبت فسيكون الاثنين 31 مارس أول أيام العيد.

العربية نت

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يتقن الخداع!
  • بيل جيتس: الذكاء الاصطناعي سيحل محل العديد من المهن
  • إعلان بالذكاء الاصطناعي يثير الجدل في مصر
  • استوديو جيبلي وكابوس الذكاء الاصطناعي
  • رغم الدفاع عن نظامها.. بلومبرج تواجه مشكلات مع ملخصات الذكاء الاصطناعي
  • «ChatGPT» يغير قواعد إنشاء الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يشارك.. السعودية تدعو لتحري هلال عيد الفطر
  • العيد بين الماضي والحاضر.. تقاليد ثابتة وسط تحديات الحداثة
  • العيد بين الماضي والحاضر.. تقاليد ثابتة وسط تحديات الحداثة - عاجل
  • «AIM للاستثمار» تستشرف مستقبل الذكاء الاصطناعي