حسام بدراوي: تجارب ماليزيا وفنلندا وإندونسيا وإنجلترا الأنسب للنهوض بالتعليم المصري
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
حوار- عمرو صالح:
قال الدكتور حسام بدراوي الخبير التعليمي والأكاديمي ومستشار الحوار الوطني لرؤية 2030، إن هناك تجارب إصلاح تعليمية أجريت بماليزيا وإندونيسيا وفنلندا وإنجلترا خلال السنوات الماضية وحققت نجاحًا كبير بالمنظومة التعليمية لتلك الدول وأعتقد أنها الأنسب لتطبيقها في مصر.
وأوضح الدكتور حسام بدراوي خلال حواره مع لمصراوي، أن رؤية 2030 تضمنت إستراتيجية شاملة للنهوض بالعملية التعليمية في مصر وتتضمن تطوير شامل لبرامج الجودة وعدم التمييز والإتاحة.
وإلى نص الحوار:
لماذا تأخر تصنيف مصر التعليمي بهذا المعدل؟تأخر تصنيف مصر عالميًا بمعدلات التعليم نابعة من عدم تنفيذ الخطط والاستراتيجيات التي من شأنها أن ترقى بمستوى التعليم وتجعله يتواكب مع تطورات العالم والتي تتمثل في الإتاحة والجودة وعدم التمييز.
حدثنا بشكل مفصل عن الإتاحة والجودة ..وما يقصد بعدم التمييز؟اﻹﺗﺎﺣﺔ ھﻲ ﺗواﻓر اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻣن أﻣﺎﻛن اﻻﺳﺗﯾﻌﺎب ﻓﻲ اﻟﻣدارس ﺑﺟﻣﯾﻊ أﻧواﻋﮭﺎ وﺑﻛﺛﺎﻓﺔ ﻣﻘﺑوﻟﺔ واﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ﺑﻛل أﺷﻛﺎﻟﮭﺎ، ُﺗﻣﻛن ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻌﻠﯾم ﺟﯾدة ووﺟود ﻣﻧﺎھج تعليمية تواﻛب ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﻌﺎرف واﻟﻣﮭﺎرات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ وﺗواﻓر اﻟﻣﻌﻠﻣﯾن وھﯾﺋﺎت اﻟﺗدرﯾس واﻟﺟﮭﺎز اﻹداري اﻟذي ﯾﻘوم ﺑذﻟك، وﺗواﻓر ﻣﺟﻣوﻋﺔ من اﻷدوات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﮭل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗطﺑﯾق اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
أن ﻛل إدارة ﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺣﺎﻓظﺔ ، ﺗﻌﻠم ﻋدد ﺳﻛﺎﻧﮭﺎ ، وﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎس إﻟﻰ اﻟﻣﻌدل اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺑﻼد ، وﺗﻘﺳﯾﻣﺎﺗﮭم اﻟﻌﻣرﯾﺔ ، واﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﻣن ذﻛور وإﻧﺎث وﻋﻠﻣﺎً أن اﻹﺣﺻﺎءات ﻣﺗﺎﺣﺔ ﺑدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻧﺟﻊ واﻟﻘرﯾﺔ و اﻟﻣرﻛز واﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻓﯾﺻﺑﺢ ﺣﺳﺎب اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﻣن اﻹﺗﺎﺣﺔ ﻓﺻوﻻً وﻣدارس ﻟﯾس ﻟﻌﺎم ﻗﺎدم ﺑل ﻟﺧﻣﺳﯾن ﻋﺎم ﻟﯾس ﺑﺎﻷﻣر اﻟﺻﻌب.
هل تختلف الإتاحة في الجامعات عن الإتحاد في المرحل التعليم ما قبل الجامعي؟بكل تأكيد اﻹﺗﺎﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ﺗﺧﺗﻠف ، ﻓﮭﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﻻﺳﺗﯾﻌﺎب اﻟﻛﺎﻣل لـ ٤٥ ٪ ﻣن اﻟﺷﺑﺎب ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻌﻣرﯾﺔ ١٨ إلى ٢٣ ﻋﺎﻣًﺎ، ﻣﻊ وﺟود ﺗﻧوع ﻓﻲ ﺗﺧﺻﺻﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺣﺎﺟﺎت ﺳوق اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ.
ماذا تقصد بعدم التميز؟يقصد بعدم التمييز ﻣن ﻣﻧظور آﺧر أھﻣﯾﺔ ﺗواﻓر ﺟﻣﯾﻊ ﻧوﻋﯾﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﺋﺎت ﺑﻧﻔس اﻟدرﺟﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ ﺑد ًءا ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ رﯾﺎض اﻷطﻔﺎل واﻟﺗﻌﻠﯾم اﻷﺳﺎﺳﻲ واﻟﺛﺎﻧوي اﻟﻌﺎم واﻟﻔﻧﻲ وﻓﺋﺎت ذوي اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ وﻣدارس اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ وﻣدارس اﻟﺻم واﻟﺑﻛم وﻣدارس اﻟﻣﻛﻔوﻓﯾن وﻣدارس اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ وعدم التفرقة بين التلاميذ ذوي الأديان المختلفة .
وماذا عن برامج الجودة التعليمية؟لضمان نجاح برامج جودة التعليم يتلخص في عدد من النقاط ومنها إﻋﺎدة ھﯾﻛﻠﺔ اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن ﺟودة اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻻﻋﺗﻣﺎد وإعطاءه الموازنة اللازمة وضمان استقلالها عن مقدم الخدمة وهي الوزارات المعنية ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣن إﻋﺎدة ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻘوﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟودة واﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﺣﺳب ﻛل ﻣرﺣﻠﺔ وﺑﺷﻛل أﻛﺛر دﻗﺔ وﻣروﻧﺔ ﺑﺣﯾث ﻧرﻛز ﻋﻠﻰ ﺟوھر اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ وﻧواﺗﺟﮭﺎ ﺑﺷﻛل أﻛﺑر ﻣﻣﺎ ھو عليه اﻵن ﻣﻊ ﺗﺣدﯾث إﺻدار اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟﻛل ﻣرﺣﻠﺔ وإﺿﺎﻓﺔ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟﻘﯾﺎس اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠم اﻟرﻗﻣﻲ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻟﻠﻣﻌﻠم واﻟﻣﺗﻌﻠم وﻣواﺻﻠﺔ ﻓﺗﺢ ﻓروع ﺟدﯾدة ﻟﻠﮭﯾﺋﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت ﻟﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌبء ﻋﻠﻰ اﻟﻌدد اﻟﺣﺎﻟﻲ
ثانيا: التوجه ﻧﺣو رﻗﻣﻧﺔ ﻋﻣل اﻟﮭﯾﺋﺔ وﺗدرﯾب أﻋﺿﺎء ھﯾﺋﺎﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﺣدث اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻣﻛﺗب اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻔﺗﯾش اﻷوﻓﯾﺳﺗﯾد ﺑﺎﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﺗﺣدة.
ثالثا: اﺳﺗداﻣﺔ اﻟﺗﻣوﯾل واﻟدﻋم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﮭﯾﺋﺔ ﺑﺗﺧﺻﯾص ﻧﺳﺑﺔ ﻣن ﻣوازﻧﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻟﮭﺎ ﻻ ﺗﻘل ﻋن ٢٪.
رابعا: ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﮭﯾﺋﺔ ﻋن ﻣﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﺷﻛل واﺿﺢ يكفلها اﻟﻘﺎﻧون وأﻗﺻد وزارة اﻟﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ.
خامسا: ﺗﻔﻌﯾل اﻟﻣﺎدة رﻗم (٤) ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﮭﯾﺋﺔ وﻛذﻟك اﻟﻣﺎدة (٦) ﻓﻲ اﻟﻼﺋﺣﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻠﮭﯾﺋﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔل وﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗرﺑوﯾﺔ وﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻌرﯾﻘﺔ واﻟﻣﺗﻣﯾزة ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣراﺟﻌﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وإﺟراء اﻟﻔﺣوص وﻋرض ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻘﺎرﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﮭﯾﺋﺔ ﻻﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار اﻟﻣﻧﺎﺳب وھو ﻣﺎ ﺳﯾﺳﺎﻋد ﺑﺷﻛل ﻣﻠﺣوظ ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع ﻋدد اﻟﻣدارس واﻟﻣﻌﺎھد واﻟﻛﻠﯾﺎت اﻟﻣﻌﺗﻣدة.
إن ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺻﻼح اﻟﺗﻌﻠﯾم ﺳواء ﻛﺎن اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻗﺑل اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ أو اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻻﺑد وأن ﺗﺳﯾر ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻣر وﻣﺗﺳﺎرع ﻟﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗطورات التكنولوجية اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﻣن أھم ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ، وﻟﻛن ﻣن اﻟﺧطﺄ أن ﻧﻌﺗﻘد أن اﻟﺗﻣﻛﯾن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ واﻟرﻗﻣﻲ ھو اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ أﻛﺛر ﻓﻲ اﻟﻛم وأﺣدث أو اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ زﯾﺎدة وﺗطوﯾر اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﺣﺳب، ﻓﻠﯾﺳت اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وﺣدھﺎ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣول اﻟرﻗﻣﻲ ﺑل ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺿرورة اﻟﺗﺣول ﻓﻲ ﺳﻠوك وﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻔرد و ﻣواﻛﺑﺔ واﺳﺗﺧدام ﻛل ﻣﺎ ھو رﻗﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎرف واﻟﺑﺣث وأﯾﺿﺎ أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻘوﯾم.
هل اشتملت رؤية مصر 2030 للتعليم تطوير العنصر البشري؟بكل تأكيد الرؤية اشتملت خطة شاملة لتطوير المعلم وجعله قادر على التعامل مع الأساليب الحديثة في طرق التعليم الرقمي حيث أن اﻷوزان اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﻜﻮﻧﺎت اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ واﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺒﺮاﻣﺞ إﻋﺪاد اﻟﻤﻌﻠﻢ ﺗﺘﺤﺪد ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﻤﻬﺎم اﻟﻤﻨﻮط ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻢ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺪ ﻟﻠﺘﺪرﻳﺲ ﻓﻴﻬﺎ.
وﻓﻰ ﺿﻮء ﻣﺒﺪأ اﻟﻤﺮوﻧﺔ واﻟﺘﻨﻮع واﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ، أؤﻛﺪ ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ، ﻓﺈن ﻛﻠﻴﺎت اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﻧﻮﻋﻴًﺎ ﻓﻲ ﺿﻮء ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ وﺗﻨﻈﻴﻤﺎﺗﻬﺎ اﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ واﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﺬي ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ، وﺗﻨﺪرج اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﻛﻠﻴﺎت اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ، ﺿﻤﻦ إﻃﺎر ﺳﻴﺎﺳﺎت ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم، إﻻ أﻧﻪ ﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ وأﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻴﺎت، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻄﺮح ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻤﺤﺪدة ﻟﺘﻄﻮﻳﺮﻫﺎ، وﺗﺸﻤﻞ:
- وﺿﻊ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺤﺪدة وواﺿﺤﺔ وأﻫﺪاف إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻛﻠﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻬﺎ، وﻓﻲ ﺿﻮء ﻃﺒﻴﻌﺔ واﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﺗﺨﺪﻣﻪ.
-ﺗﻄﻮﻳﻊ ﺑﺮاﻣﺞ وﻣﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻜﻠﻴﺎت اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﻧﻈﺎم اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة، ﺑﻤﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﻨﻈﺎﻣﻴﻦ اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻲ اﻟﺘﺘﺎﺑﻌﻲ، ﻣﻊ ﻓﺘﺢ المسارات ﺑﻴﻦ ﻛﻠﻴﺎت اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﻜﻠﻴﺎت اﻷﺧﺮى وإﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺪوﻳﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺪراﺳﻴﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﺮﻏﺐ ﻣﻦ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻴﺎت ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻨﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺗﻄﻮﻳﺮﴽ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻜﻠﻴﺎت اﻟﻤﻜﻤﻠﺔ ﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﺪرﻳﺲ ﺑﻬﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﻌﻠﻮم واﻵداب واﻷﻟﺴﻦ وﻏﻴﺮﻫﺎ.
- ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﻈﻢ اﻟﻘﺒﻮل ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺎت اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل وﺿﻊ وﺗﻄﺒﻴﻖ اﺧﺘﺒﺎرات ﻗﺒﻮل ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﻄﻼب، ﻋﻠﻰ ﻏﺮار اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﻘﺪرات اﻟﺨﺎﺻﺔ.
- توظيف الخريجين ورفع مرتب المعلم ليكون متوافقا مع احتياجات التي لا تدفعه للسعي للحصول علي دخل جديد سواء بالدروس الخصوصية او بممارسة عمل آخر يخل بقدسية كونه معلم.
لاشك أن بناء شخصية الطالب تركث أهميته من بناء شخصية المعلم ﺣﯾث أنه يعد اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻠﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم ھﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠطﻔل واﻟﺗﻠﻣﯾذ واﻟطﺎﻟب ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣراﺣل، ودﻋم اﻟﺟﺎﻧب اﻟوﺟداﻧﻲ ﻟدﯾﮭم، ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺗﯾن ھﺎﻣﺗﺎن وهما الرياضة والفن أوﻟﮭﻣﺎ ﻏرس وﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘﯾم اﻷﺻﯾﻠﺔ ﻟدى اﻷطﻔﺎل واﻟﺗﻼﻣﯾذ واﻟطﻼب وﻣﻧﮭﺎ ﻗﯾم اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ وﺗﻘﺑل اﻵﺧر وﺗﻘﺑل اﻟرأي اﻟﻣﻌﺎرض وﻓن اﻟﺣوار واﻟﺻدق وﺣﺳن اﻟﺧﻠق واﻟﻣظﮭر واﻟدﻗﺔ واﻟﻧظﺎم واﻻﺣﺗرام واﻟوﻓﺎء واﻟﻣﺻداﻗﯾﺔ واﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ واﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻵﺧرﯾن وﻣﻧﮭﺎ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﻧﺷطﺔ و ﻋودة اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣدرﺳﻲ واﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﻟﺳﺎﺑق ﻋﮭده ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻔن واﻟرﺳم واﻟﻣﺳرح واﻟرﯾﺎﺿﺔ واﻟﺷﻌر واﻷدب واﻟﻣﻧﺎظرات واﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣدرﺳﯾﺔ واﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﺣﯾث ان اﻟﻣدارس واﻟﻣﻌﺎھد واﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ھﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ ﻟﺧﻠق اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺳوﯾﺔ وﻟﻘد أﻓردت ﻓﺻﻼً ﻛﺎﻣﻼً ﺗﺣت ﻣﺳﻣﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻟطﻼﺑﯾﺔ ﯾﺷﻣل اﻟﺧطوات اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻧﺣو ﺗﻌزﯾز ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘﯾم اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ وﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻘﯾم اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ.
في واقع الأمر فكرة إنشاء مجلس الأعلى للتعليم من أجل التغلب على العقبات التي تواجه التعليم في مصر هي فكرة جيدة للغاية وهي ضمن توصيات رؤية مصر 2030 ولكن وجود عناصر وزارية داخل المجلس قد يعطل عمله ..فلنفترض أن حدث تعديل أو تغيير وزاري أقيل فيه عدد من الوزراء بالحكومة وكان من بينهم وزراء ضمن أعضاء المجلس فماذا عن آلية العمل فيما بعد...ولكنها فكرة جيدة للغاية أمل أن تصغي لتنفيذ رؤية 2030 للتعليم المصري.
هل هناك تجارب تعليمية طبقت في دول يمكن أن يتم تطبيقها في مصر؟التجارب الدولية التي طبقت للنهوض بالتعليم عديدة في إندونيسيا وماليزيا وإنجلترا وفنلندا ودول شمال أوروبا جميعها تصلح للنهوض بالتعليم في مصر وذلك نظرا لتشابه البيئة التعليمة المصري ما قبل التجربة بالوضع التعليمي المصري الآن.
حدثنا عن رؤية مصر 2030 لإصلاح التعليم العالي؟ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ رؤﻳﺔ ﻣﺼﺮ ٢٠٣٠ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺮﻓﺖ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻟﺠﻨﺘﻬﺎ اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻓﻬﻨﺎك 10 ﺳﻴﺎﺳﺎت رﺋﻴﺴﻴﺔ وﺿﺮورﻳﺔ ﻟﻠﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣًﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ اﻹﺻﻼح اﻟﺠﺎد ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑﻤﺼر أبرزها إﻋﺎدة ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﺠﺎه ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ، واﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﻄﻼب اﻟﺠﺪد، وإﻋﺎدة ﺗﻨﻈﻴﻢ جذري ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﻬﺪف ﺗﺤﺴﻴﻦ اﻟﺠﻮدة، واﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺨﺘﺎرﻫﺎ.
كما تتضمن ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﻈﺎم ﻣﺘﻌﺪد وﻣﺮن ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ وﻳﺘﺼﻞ وﻳﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺴﻴﻦ وﺗﺤﺪﻳﺚ ﻃﺮق اﻟﺘﺪرﻳﺲ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ واﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، وإﺟﺮاء ﺗﺤﺮك ﺿﺨﻢ وﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻮﺿﻊ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ، بالإضافة إلى ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ وﺳﻮق اﻟﻌﻤﻞ.
وأشار إلى أن الرؤية تتضمن اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﻨﺰاﻫﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ واﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ، التي تعمل على اﺣﺘﺮام اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺤﺮﻳﺔ وﺗﺤﺘﺮم ﺗﻜﺎﻓﺆ اﻟﻔﺮص واﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ، ودﻣﺞ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻓﻲ وﺟﺪان اﻟﻄﻼب وأﻋﻀﺎء ﻫﻴﺌﺎت اﻟﺘﺪرﻳﺲ ﺑﺄوﻟﻮﻳﺔ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺘﺮاﺟﻊ واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﻛﺠﺰء ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻤﺪﻣﺞ ﺑﻞ اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ وﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻰ إﻃﺎر ﺿﻤﺎﻧﺎت اﻟﺠﻮدة اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، وﺣﻮﻛﻤﺔ إدارة ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ، وأخيرًا ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻨﺎخ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺔ واﻟﻔﻨﻮن واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ واﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﺒﻨﺎء إﻧﺴﺎن ﺳﻮي.
فكرة مشاركة القطاع الخاص لتقديم خدمة التعليم العالي جيدة طالما كانت تحقق عدد من الدعائم، مثل ﺗﻮﻓﺮ أرﻛﺎن ﺿﻤﺎن اﻟﺠﻮدة واﻻﻋﺘﻤﺎد، ﺑﻼ ﺗﺤﻔﻆ، على أن ﻳﻮاﻛﺐ ذﻟﻚ ﺑﻨﺎء أﻧﻈﻤﺔ ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻟﻄﻼب، وﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻧﺤﺮم ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﺆﻫﻞ وﻻ ﻳﻤﻠﻚ اﻟﻘﺪرة اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ
ماذا عن التعليم الفني وأبرز التحديات التي تواجهه؟غياب الرؤية المستدامة من أھم التحدیات وانخفاض المیزانیات المخصصة عن احتياجات وطموحات التطویر، حيث يعاني التعليم الفني مثل غيره من قطاعات التعليم من فلسفة توزیع وتوجيه الطلاب على أساس مجموع الدرجات فى شھادة إتمام التعليم الأساسى، بينما يتم التنسيق الداخلي للمدارس الفنية حسب سعة القسم وعدد المدرسين فى التخصصات وحسب الدرجات أیضا، دون مراعاة لاحتياجات سوق العمل أو میول واستعداد الطلاب.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: رأس الحكمة مسلسلات رمضان 2024 ليالي سعودية مصرية سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي طوفان الأقصى رمضان 2024 الحرب في السودان حسام بدراوي النهوض بالتعليم تطوير التعليم طوفان الأقصى المزيد فی مصر
إقرأ أيضاً:
3 تجارب تاريخية اعتمدت عليها خطة مصر لإعمار قطاع غزة.. تعرف عليها
اعتمدت الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة على ثلاث تجارب تاريخية، للاستفادة منها في عملية التعافي بعد الحروب، واستحضرت الاختلافات من مدينة إلى أخرى، بناء على مدى الدمار، والموارد التاريخية، والسياقات السياسية.
وركزت الخطة المصرية على دراسة 3 حالات، لإعادة التأهيل العمراني ما بعد الحروب، وتمثلت التجربة الأولى بمدينة هيروشيما في اليابان، والثانية برلين في ألمانيا، والثالثة بيروت في لبنان.
وتسلط "عربي21" الضوء على هذه التجارب التاريخية، التي قالت الخطة المصرية إنها استفادت منها في التخطيط الحضري المستدام، وأهمية إعادة الإعمار السريع مع الحفاظ على الذاكرة التاريخية، وإشراك المجتمع في عملية الإعمار، وتعزيز الاقتصاد المحلي ودعم الابتكار، وإعادة بناء الهوية الوطنية وتعزيز المصالحة، إلى جانب تحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية.
هيروشيما
تعرضت لأول هجوم نووي خلال الحرب العالمية الثانية وتحديدا في تاريخ 6 آب/ أغسطس لعام 1945، وتم تدمير المدينة بالكامل، ما أسفر عن مقتل نحو 140 ألفا، إضافة إلى الانهيار الكامل في البنية التحتية، والتهجير الجماعي، والتأثير البيئي نتيجة التلوث الإشعاعي.
تحولت هيروشيما إلى أرض مقفرة ومحروقة، واعتقد كثيرون، وفق ما جاء على لسان هارولد جاكوبسن، وهو أحد العلماء المشاركين في "مشروع منهاتن"، أنها لن تصلح للعيش أو الزراعة لمدة 70 عاما.
إلا أن سلسلة من الأحداث البارزة كان لها الفضل في تخليد اسم هيروشيما في صفحات التاريخ، لأسباب أكثر إلهاما وأقوى تأثيرا من الدمار الذي حل بها.
ففي خريف 1945، خرجت من الأرض الميتة أعشاب برية، على عكس توقعات جاكوبسن، ثم أزهرت أشجار الدفلى في الصيف اللاحق، وأنبتت أشجار الكافور، التي يصل عمر بعضها إلى مئات السنوات، فروعا جديدة.
وقد حرك ظهور هذه الأزهار والنباتات مشاعر اليابانيين، وتحولت زهرة الدفلى، وشجرة الكافور فيما بعد إلى الرمزين الرسميين لصمود المدينة، وحظيا بمكانة كبيرة في قلوب سكانها.
جرى إنشاء ملاجئ طوارئ للسكان النازحين ضمن جهود التعافي الأولية، تزامنا مع بدء إزالة الركام وتطهير المواد الخطيرة، واستعادة الخدمات الأساسية مثل إمدادات المياه والكهرباء وذلك بشكل تدريجي.
وتم سن قانون بناء مدينة تذكار السلام في هيروشيما عام 1949، وذلك بهدف تحويلها من موقع دمار إلى رمز للسلام والتعافي.
برلين
تعرضت خلال الحرب العالمية الثانية لتدمير هائل، خاصة بسبب حملات القصف من قبل الحلفاء ومعركة برلين عام 1945، وفقدت المدينة حوالي 300 ألف منزل، ونجا 29 فقط من أصل 234 مستشفى، وتم تدمير ما يقارب نصف هياكل المدينة.
وعقب انتهاء الحرب، بدأت عمليات الترميم الطارئ الأولى، وركزت الجهود الفردية على إزالة الركام واستعادة البنية التحتية الأساسية مثل المياه والكهرباء والنقل، وتطورت برلين الشرقية والغربية تحت تأثيرات إيديولوجية مختلفة، فقد اتبعت برلين الشرقية التخطيط المركزي على الطراز السوفيتي، بينما تبنت برلين الغربية إعادة الإعمار الحديثة.
وكانت برلين مدمرة، وكان هناك نقص حاد في المساكن، وتطورت استجابة التخطيط العمراني للأزمة من خلال عدة خطوات رئيسية، تعكس العوامل السياسية، والاقتصادية، والإيديولوجية.
وتعاملت برلين مع الأزمة من خلال استراتيجيات تخطيط حضري مرحلية، بدأت بالإصلاحات الطارئة، ثم الانتقال إلى التنافس الإيديولوجي، تلاها تجديد حضري واسع النطاق، تطلبت تحديات إعادة التوحيد دمج رؤيتين حضريتين متناقضتين، ما شكّل المنظر الحضري الفريد للمدينة اليوم.
بيروت
تعرضت خلال الحرب الأهلية اللبنانية ما بين عامي 1975 إلى 1990، لصراع وحشي ومعقد، ما دمّر العاصمة، وقتل أكثر من 150 ألفا، إلى جانب تهجير ملايين الأشخاص.
كانت إعادة إعمار بيروت ما بعد الحرب مجزأة ومخصصة بشكل كبير للقطاع الخاص، مع التركيز على البنية التحتية واسعة النطاق وإعادة تطوير المناطق التجارية.
وتمثلت الطفرة الخاصة والتعافي الأولي، بزيادة الاستثمارات العقارية الخاصة، والإجراءات الحكومية الطارئة، مثل المساعدات المالية، واستعادة الخدمات الأساسية، إضافة إلى منح شركة تطوير خاصة (سوليدير) السيطرة على منطقة وسط بيروت.
وبحسب "الخطة المصرية"، فإن نتائج هذا النموذج تمثلت في منح مالكي العقارات أسهما في سوليدير بدلا من التعويضات المالية، لكن هذه الأسهم غالبا ما فقدت قيمتها أو تم بيعها تحت الضغط، إلى جانب إعادة تطوير موجهة نحو الفخامة، واستهدفت المستثمرين الأثرياء بدلا من المهجرين، ما أدى إلى فقدان الهوية التاريخية للمدينة، بسبب تجاهل خطة الحفاظ على التراث.
وكانت الرئاسة المصرية، قد نشرت مسودة كاملة للخطة المتعلقة بإعادة إعمار قطاع غزة، والتي تتضمن ترتيبات خاصة بالحكم الانتقالي، قبل تسليم إدارة القطاع للسلطة الفلسطينية.
وبحسب المسودة التي اطلعت عليها "عربي21"، فإن تنفيذ إعادة الإعمار يتطلب ترتيبات للحكم الانتقالي، وتوفير الأمن بما يحافظ على آفاق حل الدولتين، مؤكدة أن هذا هو الحل الأمثل من وجهة نظر المجتمع والقانون الدوليين.
وأوضحت الخطة أن "محاولة نزع الأمل في إقامة الدولة من الشعب الفلسطيني أو انتزاع أرضه منه، لن تؤتي إلا بمزيد من الصراعات وعدم الاستقرار"، مؤكدة على ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وحملت الخطة المصرية عنوان: "التعافي المبكر وإعادة إعمار وتنمية غزة"، وورد التقرير والسياق العام للخطة في الصفحات الأولى من الخطة، وتضمن الأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية والاقتصادية، إلى جانب توضيح منهجية ونطاق وأهداف الخطة، وتقييم الأضرار والخسائر والاحتياجات.
وتحدد الخطة مرحلة التعافي المبكر بستة أشهر، وإعادة الإعمار بخمس سنوات، مع التركيز العاجل على المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية.
وأشارت إلى أنه سيتم توفير سكن مؤقت للنازحين في غزة خلال عملية إعادة الإعمار، من خلال تقسيم القطاع لسبعة مواقع، تستوعب نحو مليون ونصف فلسطيني، على أن يتم تسكين الفلسطينيين في وحدات سكنية مؤقتة (حاويات)، تستوعب متوسط 6 أفراد.