يمانيون:
2025-04-26@09:33:44 GMT

الرئيس الصماد حارس البحر الأحمر

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

الرئيس الصماد حارس البحر الأحمر

عبدالفتاح علي البنوس

بفطنته المعهودة، وفراسته المشهودة، ووعيه الواسع، ونظرته الثاقبة، وفكره المستنير، وثقافته القرآنية الغزيرة، استطاع الرئيس الشهيد صالح علي الصماد منذ وقت مبكر أن يدرك حجم المؤامرة التي تحاك ضد بلادنا، حتى قبل شن العدوان، وساهم العدوان في تنامي حالة الإدراك والفهم لديه لما يدور حوله من أحداث وما هو حاصل من متغيرات، وما يحاك ضد الوطن الغالي من مؤامرات، وما يعد من مخططات تشكل تهديدا خطيرا عليه، بهدف النيل من صموده وثباته وضرب النسيج الاجتماعي واستهداف الجبهة الداخلية التي كان الشهيد الصماد أحد عوامل وحدتها و تماسكها رغم كل المؤامرات التي حيكت ضدها ، حيث راهن العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على حسم المعركة في غضون أسابيع ، حيث سنعلن الهزيمة و نرفع رايات الاستسلام، ونعلن العودة إلى نظام الوصاية والتبعية للسعودية والارتهان للأمريكان، ولكنه تفاجأ بحالة الصمود والثبات الأسطورية، والتحول من الدفاع إلى الهجوم، رغم الهستيريا التي أظهرها تحالف البغي والإجرام من خلال عدوانه الغاشم وحصاره الجائر .


كل ذلك دفع بهذا التحالف اللعين إلى الذهاب نحو تضييق الخناق على أبناء شعبنا من خلال الاستهداف المباشر لشريان الحياة الوحيد والرئة التي يتنفس من خلالها والمتمثلة في ميناء الحديدة، وعمدوا من خلال المرتزقة إلى شن زحوفات مكثفة عليها بهدف السيطرة عليها ليتسنى لهم خنق الشعب اليمني، ورغم كثافة الغارات، وكثرة الزحوفات، والتحشيد المتواصل في صفوفهم، واستمرار عمليات التسليح من قبل السعودية والإمارات؛ إلا أن كل ذلك لم يفت في عضد اليمنيين، بل زادهم وعيا وإدراكا وفهما واستيعابا لما يدور حولهم والأخطار المحدقة بهم في محافظة الحديدة وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد صالح علي الصماد، الذي كان له قصب السبق في تحصين جبهة الحديدة، ورفع مستوى اليقظة والجاهزية الأمنية والعسكرية والشعبية للتصدي لمحاولات الغزاة التسلل نحوها، والتخطيط لغزوها .
سيناريوهات نجح الرئيس الشهيد في كشف تفاصيلها والتعاطي معها بحكمة وذكاء وفطنة، حيث شرع في تحفيز المجتمع التهامي على الجهاد في سبيل الله دفاعا عن الأرض والعرض والكرامة، معتبرا معركة الحديدة هي المعركة الفاصلة مع العدو المتربص بها الدوائر، ويجب التعاطي بمسؤولية مع التهديدات الأمريكية المعلنة والاستعداد التام والجهوزية العالية لمواجهة أي حماقات قد يرتكبها، حيث أعلن وقوفه ومن خلفه كافة أبناء الشعب اليمني مع الحديدة وأهلها في مواجهة التهديدات التي تطالها والمؤامرات التي تحاك ضدها، حيث دعا إلى المشاركة الفاعلة في مسيرة البنادق التي رأى بأنها بمثابة الرد العملي على تخرصات وتهديدات الأعداء، وكان لتحركاته المكثفة داخل الحديدة تأثيراتها وانعكاساتها السلبية على التحالف الإجرامي الذي وجد نفسه أمام قائد فذ، يمتلك من الفراسة والدهاء السياسي ما يفشل كافة مخططاتهم الإجرامية وخصوصا عقب دعوته للمشاركة الفاعلة في مسيرة البنادق، حينها قرروا التآمر عليه، وخططوا لاغتياله بالتنسيق مع عملاء وخونة الداخل .
حيث ارتقى الرئيس صالح علي الصماد شهيدا وهو يقوم بمهام حراسة بوابة اليمن على البحر الأحمر محافظة الحديدة، ليتوج بوسام الشهادة الذي لطالما ظل ينشده ويمني نفسه بالظفر به والحصول عليه، لقد أحب الحديدة وأحبته، ألفها وألفته، وشاءت إرادة الله عز وجل أن يرتقي شهيدا على أراضيها، بعد أن شحذ الهمم التهامية، للوثوب في وجه الغزاة ، وإظهار البأس التهامي اليماني الشديد، وكان لفاجعة استشهاده أثرها في نفوس أبناء الحديدة، وهو ما عكسه خروجهم المبهر في مسيرة البنادق وفاء لوصية الرئيس الشهيد الذي كان يمني النفس بالمشاركة فيها .
بالمختصر، المفيد الرئيس الشهيد صالح علي الصماد كان الحامي والحارس للحديدة، وظل حتى آخر لحظات حياته حاميا وحارسا لها ولأهلها، وجاد بروحه الطاهرة ورفاقه الأبطال في سبيل الله دفاعا عنها، وما من تضحية، وما من عطاء، وما من بذل، أغلى من التضحية والجود بالنفس .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الرئیس الشهید

إقرأ أيضاً:

 التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر وتأثيراتها على التجارة العالمية

أشارت الباحثة أيمن امتياز في تقريرها على موقع الدبلوماسية الحديثة إلى أن البحر الأحمر يعد من أهم الممرات البحرية على مستوى العالم، حيث يربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي عبر قناة السويس. ويمثل هذا الممر الحيوي نقطة اختناق رئيسية، إذ يسهل مرور حوالي 12% من التجارة العالمية.

ومع تزايد التوترات الجيوسياسية والصراعات، أصبح البحر الأحمر منطقة غير مستقرة، حيث حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق زبيغنيو بريجنسكي من أن أوراسيا تشهد صراعًا مستمرًا على السيادة العالمية، ويقع البحر الأحمر في مركز هذه الديناميكيات.

وقد بدأت آثار الأزمة الحالية في التأثير على التجارة والأمن الدوليين، مما غير حسابات القوى العالمية.

تاريخيًا، كان البحر الأحمر مركزًا للتجارة والصراعات الإمبراطورية، فطوال العصور تنافست دول مثل مصر والرومان والعثمانيين للسيطرة على موانئه. ومع افتتاح قناة السويس عام 1869، أصبح البحر الأحمر أهم طريق بحري مختصر. وبحلول القرن الحادي والعشرين، كانت نسبة كبيرة من التجارة العالمية وحركة الحاويات تمر عبر مياهه. ومع ذلك، تعاني الدول الساحلية من تحديات كبيرة في تأمين هذا الشريان المائي.

ويعتبر البحر الأحمر ممرًا جيوستراتيجيًا له أهمية اقتصادية وعسكرية، حيث تتنافس الدول المطلة عليه مثل مصر والسعودية مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة والصين. يُعتبر مضيق باب المندب أحد أهم المعابر البحرية، وأي اضطراب في المنطقة قد ينعكس سلبًا على الأسواق العالمية.

وتتعدد نقاط التوتر الجيوسياسية في البحر الأحمر، منها الصراع في اليمن حيث تهاجم الحوثيون المدعومون من إيران السفن، مما يزيد من المخاطر على التجارة العالمية. وقد ردت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها بزيادة العمليات الأمنية البحرية، لكن التهديدات المستمرة من الحوثيين تبقى قائمة.

أيضًا، هناك التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين، حيث أثار توسع الصين في البحر الأحمر من خلال قاعدتها في جيبوتي مخاوف الغرب. فالصين تُعتبر تحديًا للهيمنة الأمريكية في المنطقة، مما أدى إلى عسكرة البحر الأحمر وزيادة الدورية البحرية الأمريكية.

في سياق آخر، تلعب المملكة العربية السعودية ومصر دورًا محوريًا في تأمين البحر الأحمر، إذ تعتمد السعودية على مشاريعها المستقبلية على الاستقرار البحري، بينما تعتمد مصر على إيرادات قناة السويس.

وتشير التطورات الراهنة إلى أن التجارة العالمية تواجه تحديات بسبب التهديدات الأمنية، حيث ارتفعت أقساط التأمين على السفن بشكل كبير. كما أن العديد من شركات الشحن تُفكر في مسارات بديلة، مما يزيد من تكاليف النقل ويؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع.

ويعتبر البحر الأحمر نقطة حيوية لنقل شحنات النفط والغاز الطبيعي، وأي انقطاع قد يسبب تقلبات حادة في أسعار الطاقة. ومع وجود قوات عسكرية متعددة، فإن خطر التصعيد أو المواجهة العرضية مرتفع، مما يزيد من زعزعة استقرار التجارة العالمية.

ويتوقع أن يستمر المشهد الجيوسياسي في البحر الأحمر بالتطور، متأثرًا بصراعات القوى العالمية والإقليمية.

وقد تكون جهود الوساطة الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والحوثيين مفتاحًا لتحقيق الاستقرار، إلا أن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.

وتتطلب أزمة البحر الأحمر اهتمامًا دوليًا عاجلًا، سواء من خلال الدبلوماسية أو الاستراتيجيات العسكرية أو الحلول التكنولوجية، لضمان أمن هذا الممر المائي الحيوي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  •  التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر وتأثيراتها على التجارة العالمية
  • الرئيس المشاط: الأمريكي يمارس التضليل بشأن ما تعرضت له حاملة الطائرات “ترومان” في البحر الأحمر
  • سلسلة غارات أمريكية جديدة تستهدف الحديدة
  • أمريكا وسياستها في البحر الأحمر
  • السفير صلاح حليمة: زيارة الرئيس السيسي لجيبوتي منعطف كبير في التعاون بين البلدين
  • حزب المؤتمر: زيارة الرئيس السيسي إلى جيبوتي تدشن ‏شراكة استراتيجية جديدة
  • حزب المؤتمر: زيارة الرئيس السيسي إلى جيبوتي تعزز الحضور المصري في القرن الإفريقي
  • الرئيس السيسي: نرفض تهديد أمن وحرية الملاحة فى البحر الأحمر
  • رفض تهجير الفلسطينيين وأمن البحر الأحمر.. رسائل الرئيس السيسي خلال لقاء نظيره الجيبوتي
  • تسلّيم مشروع مياه مديرية المراوعة في محافظة الحديدة