جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-28@10:01:13 GMT

المُلهِم

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

المُلهِم

 

عائض الأحمد

الظهور ليس بالضرورة أن يكون مُلفتًا للجميع، ولن تكون آثاره الصخب سمة تُحسب لك أو عليك؛ فالموقف هنا صنيعة نفسه محاطًا بمن يستقبله وبأي عين تراه، واختلاف الأشياء وتعدد مشاربها نعمة من خالقها لتسع الجميع، ولن تستطيع أن تفرض طريقًا واحدًا يسلكه كل هؤلاء مهما فعلت، ولو كانوا إخوة من بيئة واحدة.

سنة الحياة تقول "المُلهِم" فقط هو من يصنع أتباعه، لا تظن أنه اختارهم، بل هم من اختاروه، دون أن يجلس خلف تلك الطاولة المستديرة ليحدثهم، اطلاقًا ليست كذلك. قد يكون في الشرق وهم في الغرب، لكنه وصل لهم واستقبلوه استقبال الفاتحين بصدور الناهجين المتميزين في لغة العصر وبناء الشخصيات واستثمار العقول.

من يأتيك دون أن تسعى له يعطيك روحًا أخّاذة لاحدود لها.

الملهم سلطته خفية تتسرب إلى مريديها، فتنير طريقًا يظُن أغلب الحاضرين أن نهايته مسدودة، عكس المُبدع الذي يفكر خارج تلك القاعة وينفذ دون أن يجد صعوبة توقفه، وإن وجدت تكفّل بها. تجمعهم صفة واحدة هي التأثير وليس التأثر بسقطات من سبقهم في إدارة الازمات، والتماهي مع الأحداث؛ اتفق أو اختلف.. فالأهداف لا تنتظر قدوم احد او غيابه.

الإلهام والشغف والإبداع ليست مرادفات يظنها البعض نتيجة حتمية لعمل ما، لكنها صفات إنسانية شخصية ومَلَكَة وهبها الله لأناس صقلتها بالعلم والمعرفة، ووجدت من يهبها فرصة واحدة فقط، وأعني ذلك؛ فهؤلاء لا يحتاجون أكثر من ذلك ولمرة واحدة هي كفيلة بأن تصنع التاريخ وترسم حدوده.

المقال لا يتسع للأمثلة، والتي قد تحصره، فيخرج عن سياق مبتغاه إلى سير شخصية يعلمها معظم الناس، وصدور المؤلفات تأتي عليها حين استحضار القادة والمؤثرين، ومن تَرَك أثرًا، اقتدى به شخص واحد، أيًّا كان موقعه.

يقول أحدهم: مررت بحديقة غناء وإذا بفلاح بسيط يعتني بها ويرويها ويتعامل مع كل ما فيها بحب، وكأنه يُحدِّث أزهارها ويشكي لتراب أرضها، ثم يقف على قدميه لينفض طينها، وما علق به، ويرفع رأسه إلى السماء قائلًا: "الحمدلله رب العالمين"، وينتقل إلى طرفها الاخر ليُكمل عمله. وكُلما استحضرته احتقرتُ من يملكها وسألتُ نفسي ماذا فعلتْ؟ الشعور بالرضا لا يُعادله غير القناعة بما أنت عليه.

المثالية ونشر الفضيلة ليست فيما تشاهدوه أو تقرأوه، وإنما فيما تخفيه خلف ستار "أنا رقيب ما جهلتموه وليس ما ترونه".

ختامًا.. يعتقد أغلب الناس أن المال يشتري السعادة، ونسوا أن الوهم نصف الحقيقة!

شيء من ذاته: تشابهت الأيام والفصول وسارت الرياح بما كنا ننتظره، فارتوت أرض واخضرَّت وتصحرت أرض وتشققت.. قليل من كثير كان يكفيها، فبخلت حتى عجزت عن كبح جماح فوضويتها، وهي لا تعلم أنها أراقت ما بقي لي من كرامة.

سمة: تصالحتُ مع ذاتي، ففزع منى الأقربون، وتقرَّبتُ من نفسي.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أستاذ طب نفسي في «أرجوك بلاش»: ربوا أولادكم على التفرقة بين السعي والرزق

حذر الدكتور مهاب مجاهد، أستاذ الطب النفسي، الآباء من التعامل مع الأبناء من خلال النتائج، كأن يقول الأب لابنه الجملة الشهيرة «بيني وبينك يوم النتيجة»، موضحا أن هذه التعامل خطأ فادح، حيث يجب تربية الأبناء على التفرقة بين السعي والرزق، وأن الرزق والنتيجة تكون بالسعي.

الطفل مسؤول عن بذل المجهود وليس تحقيق النتيجة

وأوضح «مجاهد»، خلال بودكاست «أرجوك بلاش» إنتاج الشركة المتحدة، برعاية البنك الأهلي المصري، أنه لابد من تعليم الطفل أنه مسؤول على بذل المجهود وليس عن تحقيق النتيجة: «دا درس مهما قولناه للناس الكبار للأسف لما يبقى اتربى عمره كله على غير ذلك عمره ماهيصدقنا ولايشعر بمعنى الكلام الذي نتحدث به».

وتابع أستاذ الطب النفسي، أنه لابد من زرع مفاهيم كثير في عقول أولادنا، لكي يكونوا أكثر صلابة نفسية في مواجهة إحباطات الحياة إللي لايمكن أن يتجنبوها العمر كله، قائلا «إحنا بنلاعب أولادنا الرياضة عشان صحتهم النفسية قبل الجسدية، ويكون لديه عقلية البطل الذي يمتلك تركيزا عاليا».

مقالات مشابهة

  • ترامب: نحقق تقدما فيما يخص اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا
  • استشاري نفسي: ساعات صيام الطفل يجب أن تتناسب مع عمره
  • لينا الطهطاوي: مجال المراسلة كان يهيمن عليه الرجال.. فرضت نفسي بالاجتهاد
  • دعاء الرزق في العمل.. «اللهم بارك لنا فيما أعطيتنا»
  • دعاء عيد ميلادي.. «اللهم اغفر لي ما مضى واكتب لي الخير فيما هو آت»
  • أستاذ طب نفسي في «أرجوك بلاش»: ربوا أولادكم على التفرقة بين السعي والرزق
  • استشاري نفسي يوضح دور التوازن والتسامح في شهر رمضان
  • استشاري نفسي: الاكتئاب يصبح مرضا نفسيا عندما يتفاقم
  • سوسن بدر: لم أتخيل نفسي في مهنة غير التمثيل.. وتمنيت أكون مربية أطفال
  • يعقوبيان: هذه الحكومة ليست ما كنا نتمناه