جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-23@18:17:19 GMT

المُلهِم

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

المُلهِم

 

عائض الأحمد

الظهور ليس بالضرورة أن يكون مُلفتًا للجميع، ولن تكون آثاره الصخب سمة تُحسب لك أو عليك؛ فالموقف هنا صنيعة نفسه محاطًا بمن يستقبله وبأي عين تراه، واختلاف الأشياء وتعدد مشاربها نعمة من خالقها لتسع الجميع، ولن تستطيع أن تفرض طريقًا واحدًا يسلكه كل هؤلاء مهما فعلت، ولو كانوا إخوة من بيئة واحدة.

سنة الحياة تقول "المُلهِم" فقط هو من يصنع أتباعه، لا تظن أنه اختارهم، بل هم من اختاروه، دون أن يجلس خلف تلك الطاولة المستديرة ليحدثهم، اطلاقًا ليست كذلك. قد يكون في الشرق وهم في الغرب، لكنه وصل لهم واستقبلوه استقبال الفاتحين بصدور الناهجين المتميزين في لغة العصر وبناء الشخصيات واستثمار العقول.

من يأتيك دون أن تسعى له يعطيك روحًا أخّاذة لاحدود لها.

الملهم سلطته خفية تتسرب إلى مريديها، فتنير طريقًا يظُن أغلب الحاضرين أن نهايته مسدودة، عكس المُبدع الذي يفكر خارج تلك القاعة وينفذ دون أن يجد صعوبة توقفه، وإن وجدت تكفّل بها. تجمعهم صفة واحدة هي التأثير وليس التأثر بسقطات من سبقهم في إدارة الازمات، والتماهي مع الأحداث؛ اتفق أو اختلف.. فالأهداف لا تنتظر قدوم احد او غيابه.

الإلهام والشغف والإبداع ليست مرادفات يظنها البعض نتيجة حتمية لعمل ما، لكنها صفات إنسانية شخصية ومَلَكَة وهبها الله لأناس صقلتها بالعلم والمعرفة، ووجدت من يهبها فرصة واحدة فقط، وأعني ذلك؛ فهؤلاء لا يحتاجون أكثر من ذلك ولمرة واحدة هي كفيلة بأن تصنع التاريخ وترسم حدوده.

المقال لا يتسع للأمثلة، والتي قد تحصره، فيخرج عن سياق مبتغاه إلى سير شخصية يعلمها معظم الناس، وصدور المؤلفات تأتي عليها حين استحضار القادة والمؤثرين، ومن تَرَك أثرًا، اقتدى به شخص واحد، أيًّا كان موقعه.

يقول أحدهم: مررت بحديقة غناء وإذا بفلاح بسيط يعتني بها ويرويها ويتعامل مع كل ما فيها بحب، وكأنه يُحدِّث أزهارها ويشكي لتراب أرضها، ثم يقف على قدميه لينفض طينها، وما علق به، ويرفع رأسه إلى السماء قائلًا: "الحمدلله رب العالمين"، وينتقل إلى طرفها الاخر ليُكمل عمله. وكُلما استحضرته احتقرتُ من يملكها وسألتُ نفسي ماذا فعلتْ؟ الشعور بالرضا لا يُعادله غير القناعة بما أنت عليه.

المثالية ونشر الفضيلة ليست فيما تشاهدوه أو تقرأوه، وإنما فيما تخفيه خلف ستار "أنا رقيب ما جهلتموه وليس ما ترونه".

ختامًا.. يعتقد أغلب الناس أن المال يشتري السعادة، ونسوا أن الوهم نصف الحقيقة!

شيء من ذاته: تشابهت الأيام والفصول وسارت الرياح بما كنا ننتظره، فارتوت أرض واخضرَّت وتصحرت أرض وتشققت.. قليل من كثير كان يكفيها، فبخلت حتى عجزت عن كبح جماح فوضويتها، وهي لا تعلم أنها أراقت ما بقي لي من كرامة.

سمة: تصالحتُ مع ذاتي، ففزع منى الأقربون، وتقرَّبتُ من نفسي.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قيادة الدولة “ليست بجائزة”

بقلم: دانيال حنفى

القاهرة (زمان التركية)ــ في حديث لرئيس لإدارات الحالية في سوريا أحمد الشرع الى إحدى وسائل الإعلام قال إنه “من غير المقبول أن يأخذ الناس العدالة بأيديهم ويقتصوا لأنفسهم بأنفسهم فى الشوارع، لأن هناك قوانين وهناك محاكم يمكن اللجوء إليها”.

وأضاف أحمد الشرع: أن عقل الثورة يصلح لاسقاط حكم ، ولكن عقل الثورة لا يصلح لإقامة دولة”، وقد أصاب الرجل -في اعتقادى الشخصى- في كلا النقطتين؛ فمن غير المقبول أن يقتص الناس لأنفسهم من الغير أو من الدولة سواء فى الشارع أو فى غير الشارع . كما أن عقل الثورة الذى سعى الى إسقاط نظام الدولة والتخلص منه قد يعجز عن إقامة الدولة؛ فهذا وهذا طريق . متفقون ويبقى السؤال الهام الذى يحتاج إلى إجابة شجاعة وينتظر الإجابة : هل تستطيع الثورة ذاتها والقائمون عليها التخلص من عقل الثورة واستبداله بعقل الدولة ؟ هل تستطيع الإدارة السورية الحالية إقناع الناس أجمعين بأن من خرجوا على النظام وقاموا بالثورة وهدموا النظام تبدلوا ويمكنهم التحول الى رجال دولة ومن حقهم أن يصبحوا رجال الدولة اليوم بعد أن كانوا رجال الثورة بالأمس؟
السوريون فرحون بالخلاص من بلطجة الأسد الذى أساء إلى ملك الغابة صاحب الهامة والهيبة والمقام العالى ، ويشعرون بالامتنان الحقيقى لمن وضع حياته رهنا لكل المخاطر حتى يسقط بشار السوء الذى جثم على صدور العباد هو وأبوه وعائلته لأكثر من نصف قرن من الزمن. ولذلك، يعتقد السوريون أن من حق من أنقذهم من ويلات الأسرة الحاكمة المجرمة أن يمنح فرصة ليحاول فيها إثبات نفسه وليحاول تحقيق حلمه ، مثلما حقق حلما غاليا للسوريين. ولذلك، ينادى البعض فى الشرق والغرب بمنح الرجل فرصة تاريخية لعل أحمد الشرع ينجح ولا يخزى، مبررين دعوتهم بأنه لطالما وقع الكثيرون من الشخصيات العالمية المعروفة فى جرائم وفى ممارسات أنكرها العالم وأدانها ووصمها ومرتكبيها بالارهاب والإرهابيين. ومن بعد الإدانة العالمية لتلك الشخصيات وما لهذه الإدانة من ثقل ومن تبعات غائرة عاد العالم ومنح هولاء الإرهابيين فرصة عظيمة وكريمة- في ضوء ما قدمت أيدى هولاء الإرهابيين السابقين من أعمال أعتبرها العالم تغيرا حقيقيا وبناء ويعزز من الأمن والسلام والاستقرار فى العالم- بل وكرمهم العالم ومنح بعضهم جائزة نوبل للسلام مثل الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات.
أن عقل الثورة ليس عقل الدولة، ولكن من الضرورة أيضا الإقرار بأن قيادة الدولة “ليست بجائزة” لأحد ولا لأفراد عائلة الحاكم يتولونها تباعا أو بتوارثونها ، وإنما هو عمل عظيم يستحق من يستطيع القيام به وتحمل تبعاته العائلة. وليس بالضرورة أن تكون مكافأة الثورة ومن يقومون بها أن تستولى الثورة وأن يستولي الثوار على قيادة الدولة ، لأن الثورات قامت وتقوم لإعادة الأمور إلى نصابها والى الميزان القسطاس.
أن حكم الدولة ليس بالجائزة، وإنما هو عمل عظيم ينبغي أن يساق فى اطار خواصه وفى اطار محدداته، ويلزم أن يضطلع به من يستطيع أن يقوم به على أساس من صيانة واحترام المشاركة الشعبية واحترام مبدأ المساءلة ومبدأ تداول السلطة بالطرق السلمية ، من أجل تحقيق السلام الاجتماعي المستدام وتحقيق النمو المستدام  والوصول إلى التطور المستدام.

Tags: احمد الشرعسوريا

مقالات مشابهة

  • في مهلة ساعة واحدة... إسرائيل تُنذر أحد المزارعين
  • جمال عارف: ليست كل مرة تسلم الجرة
  • مُهتز نفسيًا يعتدي على مواطن بسلاح أبيض في الأقصر
  • وزارة الداخلية: ضبط مضطرب نفسيًا قتل مواطنا بسكين فى الأقصر
  • أنغام: أرى دائما نفسي صوت مصر حتى قبل أن أحققه
  • فيما الارتباك يحاصر “نتنياهو”.. صوت النصر يملأ فضاء غزة
  • قيادة الدولة “ليست بجائزة”
  • البرلمان يصوت على القوانين الجدلية بسلة واحدة
  • محافظ الشرقية يكلف مديري المديريات بالإستجابة لطلبات المواطنين فيما يسمح به القانون
  • طبيب نفسي: الخطوبة ليست لاختبار الشخص الآخر بل لتقييم العلاقة (فيديو)