جناح "الرؤيا" في معرض مسقط الدولي للكتاب يُثري المشهد الثقافي بإصدارات تاريخية وأدبية وقصصية
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
الرؤية- مدرين المكتومية
يزخر جناح "الرؤيا" في معرض مسقط الدولي للكتاب 2024 بمجموعة متنوعة من الإصدارات والأعمال، لا سيما الإصدارات التاريخية والثقافية والأدبية، بالإضافة إلى ألبومات الصور وكتب الأطفال.
عُمان السلام
وتتضمن قائمة الإصدارات كتاب "عُمان السلام" من تأليف حاتم الطائي وقدَّمه معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، والذي قال في مُقدمته "لقد استطاعت سلطنة عُمان -التي تقف اليوم بشموخ هويتها المتفردة في الركن الجنوبي الشرقي لشبه الجزيرة العربية، ممثلة أقصى امتداد لليابسة العربية صوب شبه القارة الهندية، واقترابها من سواحل شرق إفريقيا، وإستراتيجية موقعها كمدخل لمنطقة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية- أن تكسب رهان الحياد الإيجابي المُؤمن تماماً بضرورة تضافر جهود الجميع لإحلال السلام وإرساء نظام عادل لتبادل المنافع والمصالح، وتشييد أسس ودعائم الاستقرار، مع مراعاة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، أو الحيدة عن ثوابتنا في القضايا الكبرى الإقليمية والدولية مهما اختلفت الظروف، فمواقفنا قناعات راسخة لا تتبدل، وسياستنا لا تنحرف عن مساراتها المرسومة".
ويضم كتاب "عمان السلام" 7 أبواب مختلفة، حيث يحمل الباب الأول عنوان "عمان السلام.. تاريخ وحضارة" ويركز على عُمان السلام بين الأمم، والعمانيون دعاة سلام، بالإضافة إلى السلام والتنمية: رسالية ومسؤولية، وعمان والمؤتلف الإنساني، في حين جاء الباب الثاني بعنوان "فلسفة السلام ونهج الحياد الإيجابي" والذي يتناول فلسفة السلام والحياد الاستراتيجي، ومبادئ السلام ودبلوماسية الحكمة، إلى جانب الحياد العماني الإيجابي رسالة سلام، وغيرها من المواضيع.
ويحمل الباب الثالث عنوان "عمان وسيناريوهات الحرب والسلام" والذي يتضمن: السلام بين فكي صفقة القرن، والفيتو يقوض جهود السلام، والسلام في مواجهة الانفصال، وسلام على اليمن "غير السعيد"، في حين جاء الباب الرابع بعنوان "لماذا سقطت ألوية السلام" ويضم عسكرة العالم في مواجهة السلام، السلام ومخاض نظام عالمي جديد، السلام وصناعة الموت، السلام والركود الاقتصادي، النفط ومحورية الصراع، أما الباب الخامس فحمل عنوان "الطريق إلى السلام من أين يبدأ" والذي يضم: إنقاذ الخليج من المغامرات الأمريكية، إنقاذ التاريخ من التزييف الغربي، إنقاذ أمريكا من اللوبيات الصهيونية.
وحمل الباب السادس عنوان "السلام وإعادة هيكلة العالم" والذي يتناول: السلام والأزمة المزمنة للرأسمالية، انهيار الهيمنة الأمريكية، إعادة بناء عالم ما بعد أمريكا، إصدار وثيقة عالمية للسلام، أما الباب السابع فجاء تحت عنوان "فلسطين .. سراب السلام وكابوس الحرب" والذي يتناول: المقاومة وتركيع إسرائيل، انتصار المقاومة يمهد للسلام، البيان الشعبي للقمة العربية.
قاضي قضاة مسقط
ويضم جناج الرؤيا أيضًا كتاب "قاضي قضاة مسقط الشيخ عيسى بن صالح الطائي- 1889-1943" للمؤلف الدكتور محمد بن حمد العريمي، ومن تقديم حاتم بن حمد الطائي، ويضم الكتاب 6 فصول حملت عناوين: الأسر الطائية"، الشيخ عيسى بن صالح الطائي وذريته، سيرة الشيخ عيسى بن صالح الطائي في التراجم، الشيخ عيسى بن صالح الطائي في الوثائق الأجنبية"، الشيخ عيسى بن صالح الطائي في الصحافة العربية، مخطوط.. كشف الستار عن حالة ظفار.
وجاء في مُقدمة الكتاب: تكمن أهمية الكتاب في أنه يسلط الضوء على مرحلة مُهمة من مراحل التاريخ العماني خلال القرن العشرين، وبالأخص الحياة الفكرية والسياسية خلال تلك الفترة، وأبرز الأحداث السياسية والاجتماعية التي صاحبتها، كما يقترب الكتاب من العمل الإداري والقضائي في سلطنة عمان من خلال استعراض الأعمال والأنشطة التي قام بها القاضي الشيخ عيسى بن صالح الطائي خلال الفترة منذ عام 1928 وحتى وفاته في 1943، ومن بينها دوره في حل بعض الأزمات والقضايا القبلية وإرساله كمبعوث من قبل السلاطين في عدد من القضايا الخارجية والداخلية ومرافقته للسلاطين في رحلاتهم داخل وخارج عمان".
الطائيون في عمان
ويضم الجناح أيضًا كتاب "الطائيون في عمان" حيث ساهم في تحرير الكتاب كل من سماء عيسى وناصر أبوعون وأحمد بن عبدالله الكندي والسموأل بن عيسى الطائي، وأشرف عليه وحرره وليد بن أحمد الطائي.
وجاء كتاب "الطائيون في عمان" ليضم بابين، الأول "سيرة المكان وشجرة الأنساب" والتي تتناول مخططا جامعا لشجرة الأنساب: الطائيون والقحطانيون والطائيون الأوائل.. ذاكرة المكان، أما الباب الثاني فهو بعنوان "الأجيال والأعلام" والذي يتناول "الفقهاء الأجداد.. الجيل الأول" و"الطائيون الفقهاء الآباء.. الجيل الثاني" و"الطائيون القضاة والأدباء الأبناء.. الجيل الثالث"، ويتناول أيضاً سيرة الطائيين القضاة الشعراء والطائيون في شرق أفريقيا وبلاد الهجرة.
النجاح في البزنس
كما يضم جناح الرؤيا كتاباً تحت "النجاح في البزنس في كل الأسواق" للمؤلفين فهد الهوتي وبراين تريسي، والذي يتناول سيكولوجية البيع، وبناء مشروع تجاري ناجح من خلال مبادئ تبادل النفع، وسر النجاح طويل الأمد ومخاطر الأمن السيبراني، والقيادة العاطفية للثورة الاجتماعية وقانون سلامة رأس المال.
الطائيات
ومن بيض الإصدارات أيضًا كتاب "الطائيات"، وهو ديوان الشيخ حمد بن عيسى بن صالح الطائي (1933- 1999)، حيث أشرف على الديوان وقدمه حاتم الطائي، والدراسة النقدية كانت بقلم ناصر أبوعون، في حين قام بعمل المقابلات أحمد بن عبدالله الكندي، وقام مرشد بن محمد الخصيبي بقراءة تاريخية للديوان.
وكتب حاتم الطائي في مقدمته للكتاب: "إنَّ القصائد الأولى للشيخ حمد الطائي، كانت تنبئ عن شاعر واعد يقبض على جمر الكلمة فولدت ناصعة البلاغة، صافية الأوزان، ورصينة الألفاظ غير أنَّ انخراطه في الوظيفة الحكومية ومن بعدها داخل أروقة رجال المال والأعمال ورحلاته الاقتصادية المكوكية شرقا وغربا أخذته من بيت القصيد إلى بيت المال".
ويضم الديوان في فهرسه تاريخ عُمان في مسيرة الشيخ حمد الطائي، والاتجاه الوطني والقومي في شعر الشيخ حمد ودوره الفاعل في النهضة العمانية، البنية الإيقاعية والنظام الصوتي، الاتجاه الوطني والنزعة الإنسانية، فن الرثاء في شعر حمد الطائي، قراءة في تفاصيل رحلة الحياة والشعر، رفيقة الدرب أسماء الكندية.
أرنوب وأرنوبة
يأتي كتاب "أرنوب وأرنوبة" ضمن إصدارات الأطفال في جناح الرؤيا بمعرض الكتاب، للكاتبة آمال بنت فخري بن علي، في حين نفذت الرسومات والتصاميم هبة الزيتوني.
مجموعات قصصية
وصدر للكاتب سعود الطائي مجموعة قصصية بعنوان "الساعة الزمنية" في 104 صفحات تضم عدداً من القصص المنوعة مثل: راعي أغنام الجبل، الساعة الزمنية، وسائق التاكسي، وأمطار في الميناء، والمدير العام، وغيرها من القصص التي تلهم الأطفال.
كما صدر له أيضاً مجموعة قصصية تحت عنوان "الوردة البيضاء" والذي جاء في 117 صفحة، وحمل في طياته عناوين مختلفة مثل: أمنية علي الأخيرة، وسائق المزرعة، وبائع الليمون، والمحاسب الأمين، الطبيب القاتل وغيرها.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الموج مسقط يحتضن معرضًا فنيًا يجمع 31 فنانًا تشكيليًا في تظاهرة فنية إبداعية
يحتضن الموج مسقط معرضًا فنيًا يشارك فيه 27 فنانًا تشكيليًا و 4 مصورين، مقدمين 41 عملاً فنياً عكس تجاربهم الإبداعية في المعرض الذي يشكل فرصة لمحبي الفنون للاستمتاع بالأعمال المعروضة والتفاعل مع الفنانين حول تقنياتهم وأساليبهم الفنية، حيث يضم المعرض مجموعة من الأعمال التي تتناول مواضيع مختلفة بأساليب تعبيرية متعددة، مما يجعله فرصة مميزة لعشاق الفنون للاطلاع على التنوع الإبداعي في المشهد التشكيلي العماني.
أكدت الفنانة التشكيلية طاهرة فداء أن مشاركتها في معرض "الموج فن" جاءت بدعوة من الفنانة تريني، التي أسست مجموعة فنية تحمل الاسم ذاته، وأوضحت أن المجموعة اجتمعت عدة مرات في أحد المقاهي، حيث كان الفنانون يرسمون أمام الجمهور مباشرة، مما ألهم فكرة إقامة المعرض، وأضافت طاهرة: "دعمنا تريني في تنفيذ الفكرة، حيث قامت باختيار اللوحات والفنانين وتنظيم المعرض.
وأشارت طاهرة الى ان أكثر ما أعجبها في هذه التجربة هو أنهم خرجوا بالفن إلى الناس بدلاً من انتظارهم في صالات العرض، حيث تفتقر شريحة كبيرة من المجتمع إلى الاهتمام بالفن أو حتى زيارته، فإقامة المعرض في منطقة سياحية راقية كالموج أتاح للزوار والمقيمين فرصة للتعرف على الفن العماني واقتناء أعمال محلية أصيلة بدلاً من المنتجات المستوردة.
وأشادت الفنانة بجهود التنظيم، مشيرة إلى أن المعرض قدّم تجربة متكاملة للزوار، حيث تم إعداد نبذات تعريفية لكل فنان، وإضافة رموز الاستجابة السريعة (QR Codes) التي تتيح للجمهور تصفح المزيد من أعمال الفنانين والتواصل معهم مباشرة لاقتناء الأعمال الفنية.
وعن عملها الفني المشارك في المعرض، أوضحت طاهرة أن لوحتها "لغة الكهوف" مستوحاة من الرموز القديمة التي سبقت نشأة اللغات المكتوبة، وتحديدًا تلك الموجودة على الأختام الأسطوانية المحفوظة في المتحف الوطني، وأضافت "بحثت في هذه الرموز وسعيت إلى خلق لغة بصرية منها، متسائلة كيف كان الإنسان القديم يتواصل من خلال هذه الإشارات، مشيرةً الى أن هذا العمل الفني هو محاولة لإعادة تشكيل هذه اللغة وتقديمها برؤية حديثة."
وأوضحت أنها استخدمت تقنيات التعتيق لإضفاء الطابع التاريخي على اللوحة، حيث اعتمدت على تقنيات قديمة استُخدمت في الفنون العراقية والمصرية، واستعانت بمواد خاصة جلبتها من الخارج لتحقيق التأثير المطلوب، موضحةً بأنها لم تستخدم الفرشاة التقليدية، بل لجأت إلى أسلوب الصب لإعطاء العمل إحساسًا بالكهوف والقدم، كما اعتمدت على تقنية الاستنسل وأدوات الإغاثة (Relief) لإبراز الرموز بحسّ ثلاثي الأبعاد.
وأعربت طاهرة عن أملها في استمرار مثل هذه الفعاليات لتعزيز حضور الفن العماني والترويج له محليًا وعالميًا، مشيدةً بمعرض "الموج فن" الذي قدم أعمالهم الفنية للجمهور.
وشاركت الفنانة التشكيلية والأكاديمية نائلة حمد المعمرية في المعرض بلوحتين من أعمالها الفنية التي تنتمي إلى سلسلة "عنصر الدائرة"، وهي دراسة بصرية تستكشف هذا العنصر في مختلف تجليات الطبيعة، سواء في عالم الحيوان أو النبات أو البحار، حيث أشارت المعمرية إلى أن هذه المجموعة تضم 22 لوحة، كانت جزءًا من معرضها الشخصي الرابع الذي أقامته في البحرين، موضحةً أن اللوحات المقدمة تمثل دراسات منفصلة، وليس عملاً فنياً واحداً، إذ إن كل لوحة تستقل بذاتها لتعكس رؤية خاصة مستلهمة من أشكال وتكوينات دائرية طبيعية، مثل الكائنات الرخوية البحرية، التي تستوحي منها ألوانها وتكويناتها بأسلوبها الفني الخاص، وتؤكد أن عنصر الدائرة يحمل معاني عميقة مرتبطة بالحيوية والاستمرارية، حيث إن الكون بأسره يسير وفق حركة دائرية، بما في ذلك المجرات وكوكب الأرض وحتى الزمن نفسه.
أما فيما يتعلق بالأسلوب الفني، أشارت المعمرية إلى انها تركز في أعمالها على أهمية التوازن البصري، موضحة أنها تعتمد على توزيع الكتل اللونية والمساحات الفارغة بعناية، لضمان راحة العين ومنحها حرية التنقل بين عناصر التكوين دون الإحساس بالازدحام البصري.
حول المدة الزمنية التي تستغرقها في إنجاز اللوحة، أكدت المعمرية أنها تعتمد على تفاعلها مع العمل الفني، إذ قد يستغرق بعضها أياماً قليلة، بينما يحتاج البعض الآخر إلى أسابيع، وفقاً لتعقيدات التكوين والتفاصيل، وأضافت أن بعض اللوحات تتطلب مجهوداً أكبر، حيث تفرض عليها تطورات غير متوقعة أثناء التنفيذ، مما يدفعها إلى إعادة صياغة العناصر للوصول إلى التكوين النهائي الذي يتماشى مع رؤيتها.
وعبرت المعمرية عن رغبتها في عودة الزخم التشكيلي إلى سابق عهده، مشيرة إلى أن قلة الفعاليات والمسابقات الفنية أثرت على الحراك التشكيلي في سلطنة عمان، مؤكدةً أن إقامة المعارض والمنافسات يسهم في تحفيز الفنانين على الإنتاج والبحث والتجديد، كما أنه يمنح المبتدئين فرصة لاكتساب الخبرات وتنمية مهاراتهم البصرية ، وشددت المعمرية على أهمية إعادة إحياء الفعاليات الكبرى، مثل معرض الشباب للفنانين الناشئين والمعرض السنوي للفنانين التشكيليين، والتي كانت تُنظم سابقاً من قبل الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية، مشيرة إلى أن هذه المسابقات كانت تساهم في تحفيز الفنانين على تطوير تجاربهم الفنية.
وأوضح الفنان التشكيلي سامي سالم السيابي بأن لوحته المشارك بها تتمحور حول اللباس العُماني التقليدي، وتركز على مدى اهتمام المرأة العُمانية بالأزياء التراثية، لا سيما في بعض المناطق مثل الداخلية والوسطى، حيث يتميز كل إقليم برموز وأنماط خاصة في أزيائه، مما يعكس التنوع الثقافي الغني في السلطنة، مستلهماً فكرتها من تجربة سابقة في رسم الأزياء العُمانية، مشيراً الى انه سبق وأن فاز بكأس جلالة السلطان على مستوى السلطنة في مجال الرسم، وكانت لوحته التشكيلية حينها تدور حول "الشيلة العُمانية" وتصاميم الأقمشة التقليدية، ومنذ ذلك الحين، تعمق أكثر في دراسة الأزياء التراثية وأهميتها، وهو ما دفعه إلى إبراز جمالياتها في أعماله التشكيلية.
وأكد السيابي بأنه اعتمد في اللوحة على الأسلوب الواقعي، بالرغم من انه يمارس أيضاً فن السريالية. مشيراً الى انه اختار الألوان الفاقعة، مثل الأصفر والأزرق، نظراً لحضورها القوي في الملابس العُمانية، كما أن تناسق هذه الألوان مستوحى من دائرة الألوان الفنية، حيث يحقق اللون الأزرق انسجاماً بصرياً مع اللون الأصفر، مما يضفي على العمل توازنًا جماليًا يعكس أصالة الزي العُماني.
وعن أهمية المعارض الفنية، أوضح السيابي بأنها تمثل منصة حيوية للفنانين العُمانيين، حيث تتيح لهم الفرصة للالتقاء بالنقاد والكتاب، والتعريف بأعمالهم على نطاق أوسع، كما أن المشاركة في مثل هذه الفعاليات تسهم في التعرف على فنانين من دول أخرى، مما يعزز من فرص تبادل الخبرات، واكتساب رؤى وأساليب جديدة في الفن.