يمانيون../

يعيشُ المواطنون في المحافظاتِ اليمنيةِ الجنوبيةِ والشرقيةِ الواقعةِ تحت سيطرةِ الاحتلالِ الإماراتيِّ السعوديِّ تحتِ خَطِّ الفقر.. المرضُ والجوعُ يحاصِرُهم من كُـلّ جانب، والوباءُ كابوسٌ لا يستطيعون الفرارَ منه.

وتواصلُ حكومةُ المرتزِقة حربَها الاقتصادية على اليمنيين، وفي مقدمة ذلك الانهيار المتسارع للعملة المزيفة؛ ما تسبب في ارتفاع الأسعار، وتعميق مأساة المواطنين المعيشية هناك.

ويبرُزُ التساؤُلُ الرئيسُ هنا: ما وراء التدهور المتواصل للعُملة اليمنية في المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال؟ ولماذا لا تتدخل حكومة المرتزِقة والاحتلال الإماراتي السعوديّ لوقف نزيفها؟

يرى وكيل وزارة المالية والكاتب والباحث في الشؤون الاقتصادية، الدكتور يحيى السقاف، أن “مؤشرات الأزمة الاقتصادية بتداعياتها المختلفة في المحافظات المحتلّة، تدفع نحو انهيار شامل؛ بسَببِ الحرب الاقتصادية التي تمارسها دول العدوان وحكومة المرتزِقة، منذ تسع سنوات، والتي خلَّفت الكثيرَ من الأزمات المالية والنقدية والاقتصادية، وأدت إلى ظهور تعقيدات كثيرة أمام الأنشطة الاقتصادية، وإلى تضييق الخِنَاق على القطاعَينِ التجاري والمصرفي، وكذلك على التبادلات التجارية الداخلية والخارجية؛ وهو أمر يؤكّـده نسبة تراجع حجم هذه التبادلات، حَيثُ وصلت إلى أكثر من 40 %؛ ولهذا فقد أَدَّت السياسات المالية والنقدية الفاشلة في حكومة المرتزِقة إلى تقويض استقرار الاقتصاد الكلي في المحافظات المحتلّة، وشكلت غطاء لفسادهم الرسمي”.

ويشير في تصريح لصحيفة “المسيرة” إلى أن “معظمَ تقارير الخبراء في الأمم المتحدة وجهت اتّهامات صريحة لحكومة المرتزِقة وفرع البنك المركزي في عدن، بتحويل موارد البلاد الاقتصادية والمالية عن مسارها بشكل غير قانوني؛ مِن أجل تحقيق أهدافها ومصالحها الخَاصَّة وفتحت باباً للمضاربة بالعملة، كما أَدَّت إلى تدهور الأوضاع المعيشية، وتردي الخدمات العامة في المحافظات المحتلّة، التي أصبح المواطن يعيش فيها ظروفاً صعبة؛ بسَببِ الفساد الذي تمارسه حكومة المرتزِقة؛ الأمر الذي جعل المواطن يطالب بطرد الاحتلال ومحاسبة مسؤولي حكومة المرتزِقة التي تقف وراء نهب موارد وثروات اليمن وقامت بطباعة العملة المزورة، التي كانت السبب الرئيسي في سوء الخدمات وتعقيدات الحياة اليومية التي تزايدت؛ بسَببِ موجة الغلاء والتضخم في أسعار السلع والخدمات الناتجة عن تهاوي قيمة العملة الوطنية”.

وبالإضافة إلى قيام حكومة المرتزِقة بنهب المساعدات التي تلقتها من منظمات دولية؛ وما يؤكّـد ذلك ما جاء في تقارير الأمم المتحدة، والكلام للدكتور السقاف.

 تداعيات كارثية:

وحول الانهيار الاقتصادي الحاصل في المحافظات المحتلّة، وتداعياته، يؤكّـد الدكتور السقاف أن “لذلك الانهيار أسباباً كثيرة، أبرزها: الانهيار المُستمرّ للعملة الوطنية، ولا شك في أن لذلك الانهيار تداعيات وآثاراً كارثية في جميع الجوانب؛ فسياسيًّا من المتوقع أن تشهد تلك المناطق وبدرجات متفاوتة احتجاجات ومظاهرات ضد سلطات حكومة المرتزِقة ولن يكون الانهيار الاقتصادي في صالح أجندات ومخطّطات دول تحالف العدوان ومرتزِقتهم؛ إذ ستكون له نتائج سلبية أَيْـضاً على مختلف الأصعدة، وهذه النتائج ستتفاوت في درجتها وحدتها وسيجد العديد من الأطراف والمليشيات الموجودة في المناطق المحتلّة في ذلك فرصة للتصعيد ضد حكومة المرتزِقة؛ وهو ما يجعل من دول العدوان أن تتخذ قرارات في تغيير قيادات عليا من مرتزِقتها لامتصاص غضب الشارع اليمني في المناطق المحتلّة من قيام ثورة شعبيّة لطردهم وإنهاء الاحتلال”، لافتاً إلى أن “هذا ما حدث فعلاً في الفترة الأخيرة، بتغيير رئيس حكومة المرتزِقة معين عبد الملك وتعيين العميل المرتزِق ابن مبارك بدلاً عنه”.

ومن ضمن تلك التداعيات أمنيًّا -بحسب الدكتور السقاف- من المتوقع أن تتجه الأوضاع الأمنية في المناطق المحتلّة للمزيد من التدهور، وأن تنتشر الجريمة، وسيتحول جزء كبير من السكان إلى ممارسة الجريمة وأنشطة أُخرى غير مشروعة وتتحول تلك المناطق إلى بؤرة لتهريب الأسلحة والمخدرات وغسيل الأموال.

وبالنظر إلى واقع حال حكومة المرتزِقة يقول السقاف: إن “تلك الحكومة أصبحت دمية بيد دول العدوان، وهذا بات جليًّا، ويكشف عن حقيقة زعم العدوان المتمثل في إعادة تلك الشرعية الزائفة، وخُصُوصاً ما أوردته التقارير الدولية والأممية، وكيف عاثت دول العدوان في الأرض فساداً وتسلطاً واستغلالاً لثروات الشعب، واحتلال الجزر والموانئ اليمنية”، موضحًا أن “أمريكا وحلفاءها يسعون إلى شن الحروب ضد خصومهم في العالم، ويستخدمون من خلال ذلك نفوذهم الاقتصادي عن طريق فرض عقوبات اقتصادية، من خلال إقرار حصار اقتصادي، وعدة إجراءات وفرض القيود على الصادرات والواردات، وتجميد الاحتياطيات من النقد الأجنبي في البنوك الخارجية، وذلك عبر أدواتها في البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، وهي عبارة عن هيئات دولية تخضع في تسيير أعمالها لإملاءات وتوجيهات من دول الاستكبار والشر، أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا، حَيثُ تختص تلك الهيئات في تدمير الدول التي تتعامل معها عبر تنفيذ مخطّطات تآمرية تسعى لانهيار اقتصاديات الدول المناهضة لها، تحت غطاء كاذب وعناوين زائفة، وهي القيام بتنفيذ برامج إصلاح مالي وإداري، ومكافحة الفساد، وهي بالأَسَاس تعمل على تدمير ممنهج مالي واقتصادي وتكرس عملية تفشي ظاهرة الفساد في أوسع نطاق في تلك الدول الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي ومنها اليمن”.

وبالإضافة إلى ذلك “تقوم أمريكا –كما يقول الدكتور السقاف- بانتهاك سيادة الدولة اليمنية، بدلاً عن صونها، وفقدان السيطرة الفعلية بدلاً عن تكريسها، وتفشي الإرهاب وتوظيفه خلافاً لمزاعم محاربته، وإنشاء الكيانات التابعة من أحزمة ونخب أمنية وعسكرية تعمل بالوكالة لدول العدوان، وتحقيق مصالحها الخَاصَّة وتقويض السلطات المفترضة لتلك الحكومات المزعومة، وفقدانها للقيادة والسيطرة وتواجدها الدائم في فنادق الرياض وعجزها الدائم تأمين موضع قدم لوزرائها في تلك المناطق التي تصفها بالمحرّرة”.

  رفع سعر الرسوم الجمركية:

وبخصوص السياسات الفاشلة التي تمارسها حكومة المرتزِقة؛ جراء الحرب الاقتصادية التي تحمل أوجهاً متعددة، وأدت إلى أزمة خانقة يقول الخبير الاقتصادي سليم الجعدبي: إن “من تلك السياسات قرارات حكومة المرتزِقة برفع سعر الدولار للرسوم الجمركية والضريبة على أسعار السلع والخدمات والتي كان آخر هذه الإجراءات قيام المرتزِقة برفع سعر الدولار الجمركي من 250 إلى 500 ريال، وكذا رفع ضريبة الدخل بنسبة 200 % كما صرَّحَ بذلك الإخوة في الغرفة التجارية والصناعية بصنعاء”.

ويقول في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: “وبالتالي أَدَّى ذلك إلى رفع فاتورة الاستيراد، واستمرار تدهور العملة في المحافظات المحتلّة ولها عدة تداعيات منها أن الزيادة في حجم النقد المحلي سوف يستخدم لغرض المضاربة بالعملة وسحب النقد الأجنبي وتحويله إلى البنوك الخارجية في الرياض، وبالتالي زيادة العرض من النقد المحلي، والذي يؤثر على انخفاض القوة الشرائية للعملة المحلية وانهيارها”.

ومن تلك التداعيات أَيْـضاً الآثارُ الكارثيةُ لرفع سعر التكلفة الجمركية التي تؤدي إلى الزيادة في قيمة مدخلات الإنتاج للمنتجات الصناعية والزراعية، وبالتالي زيادة سعر المنتج الذي يؤدي إلى عدم قدرة المواطن على شراء احتياجاته الضرورية للعيش.

ويؤكّـد الجعدبي أن “أوجه الحرب الاقتصادية التي تشهدها المحافظات المحتلّة تمثلت في: نقل وظائف البنك المركزي إلى فرع عدن، والتحكم بواردات الشعب اليمني، وإلزام المستوردين بالاستيراد عبر آلية موضوعة في الموقع الرسمي لبنك عدن، وتلك الآلية من ضمن إجراءات فتح الاعتماد المستندية هو التواصل مع وزارة الخزينة السعوديّة، وبالتالي أصبح العدوان السعوديّ هو من يتحكم بعملية الاستيراد”.

 ويضيف أن “عليها الكثير من الأعباء بغرض رفع فاتورة الاستيراد وتحميل المواطن الكثير من الأعباء، وبالتالي ارتفاع الأسعار للوصول بالاقتصاد اليمني إلى مرحلة الركود الاقتصادي، وعدم قدرة المواطن على الشراء”.

ويوضح الجعدبي أن “البنك المركزي يمثل في أية دولة صمام الأمان الاقتصادي؛ كونه المسؤول عن رسم وتنفيذ السياسات النقدية للبلد؛ ولهذا فَــإنَّ انقسام البنك المركزي كان ضمن أهداف العدوان الأمريكي السعوديّ، والمتمثلة في تدمير السياسة النقدية للبلد، من خلال عملية نقل وظائف البنك المركزي، وبالتالي دخول البلد في فوضى نقدية تتمثل في الطباعة المفرطة، والتلاعب بأسعار الصرف من خلال المزادات العلنية، التي يقوم بها بنك عدن أسبوعياً لبيع 30 مليون دولار عبر مزاد بسعر أعلى من السعر السائد في السوق، إضافة إلى إقحام البلد في قروض بفوائد مرتفعة وآخرها ما حصل عليه من قروض ووحدات سحب خاص، وبالتالي أصبح بنك عدن للأسف الآن ذراعَ العدوان لتدمير اقتصاد اليمن”.

 طباعة العملة ونهب الثروة:

وبالإضافة إلى الطباعة المفرطة للعملة التي تعتبر في حكم (المزوَّرة) والتي “وصلت كما صرَّحَ بذلك الإخوة في البنك المركزي إلى قرابة 5300 مليار ريال، وبالتالي أَدَّى ذلك إلى انخفاض القوة الشرائية (التضخم)، وتوجيه هذه الأموال من قبل المرتزِقة إلى شراء الدولار، ورفع سعره؛ الأمر الذي انعكس سلباً على أسعار السلع والخدمات، وأدَّى أَيْـضاً إلى الركود”.

ووفقاً للجعدبي فَــإنَّه “ضمن أوجه الحرب الاقتصادية نهب ثروات اليمن من النفط الخام، والتي تصل وفق التقارير الدولية وحتى تقارير المرتزِقة أنفسهم إلى قرابة 4 مليارات دولار سنوياً، بمعنى نتحدث عن 36 مليار دولار كانت ستكفي لدفع مرتبات الشعب اليمني في الشمال والجنوب لمدة 9 سنوات، وبنفس القوة الشرائية لمرحلة ما قبل نقل وظائف البنك المركزي، ناهيكم عن تعطيل مشروع الغاز المسال الذي لو تم تمكين اليمن من تشغيله لحقّق إيرادات سنوية تتعدى 5 مليارات دولار سنوياً خَاصَّة في ظل ارتفاع أسعار الغاز عالميًّا والتسارع المحموم للحصول عليه”.

ويؤكّـد الخبير الاقتصادي الجعدبي أن “إقحام اليمن في قروض خارجية وبشروط مجحفة للحصول على ودائع وقروض وسحب من وحدات السحب الخَاصَّة أحد الأسباب الرئيسية في الأزمة الاقتصادية”.

 ووفق موقع البنك الدولي فَــإنَّ الدين الخارجي للجمهورية اليمنية مرشح للارتفاع بنهاية 2025 م إلى 43 مليار دولار بعد أن كان قبل نقل وظائف البنك المركزي قرابة 7 مليارات دولار فقط، ونهب ذهب وثروات اليمن التعدينية التي وصلت وفق تقارير دولية للفترة من (2015-2019) إلى قرابة 34 طناً من الذهب، بالإضافة إلى تدمير منشآت الوطن (مصافي عدن –ميناء عدن –الحقول النفطية ونهبها –تسليم الجزر اليمنية للمحتلّ الإماراتي والصهاينة من خلفهم)، تعد ضمن الحرب الاقتصادية التي تمارس على اليمن.

ولم يكتفِ الكيانُ السعوديّ بفرض الحرب الاقتصادية على المواطنين داخل اليمن، وإنما امتد الأذى ليصلَ إلى المغترب اليمني، حَيثُ قامت حكومة بني سعود بفرض مبالغ سنوية على كُـلّ مغترب يمني تصل إلى 12 ألف ريال سعوديّ؛ بمعنى نتحدث عن حرمان الاقتصاد اليمني من تدفق سنوي داخلي يصل إلى 10 مليارات دولار، وأصبح المغترب اليمني يعيش وضعاً اقتصاديًّا لا يقل سوءاً عن الوضع الاقتصادي داخل الوطن الناجم عن الحرب الاقتصادية التي شنها العدوان ومرتزِقته على بلدنا.

ولهذا فَــإنَّ الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها المحافظات المحتلّة تندرج تحت الآثار الناجمة عن العدوان على بلدنا والحرب الاقتصادية الشرسة التي توجّـهها دول العدوان باتّجاه الاقتصاد اليمني، وقد اتضح ذلك جليًّا من السنة الأولى للعدوان عندما تحدث السفير الأمريكي لرئيس الوفد المفاوض، “بأننا سنجعل الريال اليمني لا يساوي قيمة الحبر المطبوع عليه”.

لذا تعتبر الحربُ الاقتصادية تأتي وفق سيناريو أمريكي سعوديّ تنفّذه حكومة المرتزِقة، حَيثُ تبدو الورقة الاقتصادية هي آخرَ الأوراق التي يعمل عليها العدوانُ الأمريكي السعوديّ والهدف من وراء ذلك هو تركيع المواطنين في المناطق المحتلّة.

نقلا عن المسيرة نت # الحرب الاقتصادية على اليمن#انهيار العملة في المناطق المحتلة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الحرب الاقتصادیة التی فی المحافظات المحتل ة فی المناطق المحتل ة ملیارات دولار دول العدوان وبالتالی أ من خلال رفع سعر ف ــإن ة التی

إقرأ أيضاً:

إسقاط 22 من طائرات “MQ-9” يكشف المأزق الحقيقي لأمريكا في اليمن

يمانيون/ تقارير

العميد مجيب شمسان.. خبير عسكري: الدفاعات الجوية اليمنية في تنامٍ مستمر وتطور لافت رغم الحصار الشامل من قبل العدو الأمريكي، وهو ما يترجم مصاديق وعود السيد القائد يحفظه الله حينما أكد أن كل تصعيد أمريكي يقابله خلق المزيد من الفرص لتطوير القدرات العسكرية اليمنية، وجعلها مواكبة للتحديات.  اللواء خالد غراب.. خبير عسكري: الدفاعات الجوية اليمنية أنتجت ثلاثة أنظمة لمنظومات صاروخية نوعية للدفاع الجوي بثلاثة أنماط لملاحقة واصطياد الأهداف الجوية المعادية، واحد منها حراري، ونمطان أتحفظ عن ذكرهما حالياً.

 

تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير جدا على الطائرات المسيرة إم كيو9 أثناء حروبها ضد الدول كما فعلت في أفغانستان والعراق وسوريا ومؤخرا اليمن، وذلك لقيامها بمهام متعددة أبرزها رصد المعلومات والرقابة وضرب الأهداف، وكذا استخدامها كقاذفة للصواريخ في ميدان القتال، وهو ما جعل الجيش الأمريكي يصفها بالطائرة المفترسة.

وتستخدمها وكالة الاستخبارات الأمريكية بكثرة لجمع المعلومات ورصد الأهداف وتحديد المواقع العسكرية، وهو ما جعلها تضحي بعشرات الطائرات من هذا النوع في الأجواء اليمنية خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.

ووفق بيانات القوات المسلحة اليمنية فإن الدفاع الجوي تمكن من إسقاط قرابة 22 طائرة أمريكية من طراز ام كيو9؛ أربع طائرات جراء إسقاطها أثناء التصدي لتكالب العدوان السعودي الإماراتي، وثماني عشرة طائرة خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس نصرة لغزة، لتسجل أعلى رقم يتم إسقاطه طيلة الحروب التاريخية التي خاضتها أمريكا.

وبالعودة إلى الإصرار الأمريكي على استخدام طائرات إم كيو9 في الأجواء اليمنية فإن ذلك يقودنا إلى العديد من التساؤلات والاستفسارات، وهي: لمَ الإصرار الأمريكي على استخدام هذه التقنية دون غيرها بالرغم من معرفته بتعرضها للخطر؟

عجز واشنطن الاستخباراتي 

في هذا السياق يؤكد الخبير في الشؤون العسكرية العميد مجيب شمسان أن العدو الأمريكي يعاني من نقص كبير في جمع المعلومات وتحديد الأهداف أثناء عدوانه على اليمن.

ويوضح -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أنه وبالرغم من إدراك الجيش الأمريكي بأن استخدام طائرات إم كيو9 في الأجواء اليمنية يعرضها للمخاطر، ويزيد من حجم الخسائر الاقتصادية نظرا لكلفة السعر التي تصل إلى 40 مليون دولار أمريكي، غير أنها تظل الوسيلة الأولى والوحيدة التي يمكن من خلالها تحديد الأهداف وجمع المعلومات.

ويبين شمسان أن العدو الأمريكي يدرك جيدا أن هناك دفاعات جوية متطورة بمقدورها إسقاط طائرات إم كيو9 غير أن احتياجه الشديد للمعلومة ولتحديد الأهداف دفعه للتضحية بطائرات أم كيو9.

ويثبت السقوط المتكرر لطائرات إم كيو 9 المأزق الشديد والتوتر العالي للعدو الأمريكي في معركته الحالية ضد اليمن، إضافة إلى تلقي العدو الأمريكي ضغوطات شديدة من الداخل الأمريكي نظرا لكلفة الحرب الباهظة التي يشنها الجيش الأمريكي ضد اليمن دون تحقيق نتائج مثمرة وفق ما ذكرته وسائل الإعلام الأمريكية.

ويؤكد شمسان أن سقوط عشرات الطائرات من طراز إم كيو9 أثر بشكل كبير على الشركة المصنعة، مستدلا بتراجع دولة الهند عن شراء صفقة من الطائرات، موضحا أن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس أسهمت بشكل فاعل في التأثير بسمعة السلاح الأمريكي.

وفي المقابل فإن تمكن الدفاعات الجوية اليمنية من إسقاط عشرات الطائرات يعكس التطور النوعي واللافت للدفاعات الجوية، والتي حيدت أحدث الطائرات المسيرة التابعة للقوات الأمريكية.

ووفق شمسان فإن الدفاعات الجوية اليمنية في تنامٍ مستمر وتطور لافت رغم الحصار الشامل من قبل العدو الأمريكي، وهو ما يترجم مصاديق وعود السيد القائد يحفظه الله حينما أكد أن كل تصعيد أمريكي يقابله خلق المزيد من الفرص لتطوير القدرات العسكرية اليمنية، وجعلها مواكبة للتحديات.

 

وتخوض القوات المسلحة اليمنية معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ضد العدو الأمريكي والصهيوني معتمدة في المواجهة على استراتيجية امتصاص الاندفاع الأمريكي واستنزاف قدراته العسكرية.

وحول هذا يؤكد العميد شمسان أن القوات المسلحة اليمنية تخوض المعركة ضمن هدف استراتيجي بعيد المدى، وهو ما يجعله يستمر في حالة استنزاف للقدرات الأمريكية والتي سيعقبها خيارات أخرى تسهم في المزيد من الإضرار بالقوات الأمريكية.

ويشير إلى أن تمكن القوات المسلحة اليمنية من الحفاظ على قرارها في منع الملاحة الصهيونية وقصف العمق الصهيوني وكذا مواجهة العدوان الأمريكي على حد سواء يثبت المرونة العالية للقوات المسلحة اليمنية بمختلف تشكيلاتها.

ويلفت شمسان إلى أن العدو الأمريكي استنزف خياراته العسكرية كلها ضد اليمن، وفشل فشلا ذريعا ومدويا في مواجهة اليمنيين، مؤكدا أن استمرار المواجهة يراكم الانتصارات لليمن، في حين يراكم الهزائم والخسائر للعدو الأمريكي.

 

خطوات حثيثة لتأمين سماء اليمن بشكل كلي

وبالعودة إلى مسار التصنيع الحربي بمختلف أنواعه وأقسامه فإن سقوط طائرات إم كيو9 يعكس مستوى التقدم الفعال الذي وصل إليه سلاح الدفاع الجوي اليمني.

وحول هذا يؤكد الخبير في الشؤون العسكرية اللواء خالد غراب أن الدفاعات الجوية تمتلك منظومة صاروخية حديثة ومتطورة ابتكرت بأيدٍ يمنية بحته.

ويقول -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- “منظومة الدفاع الجوي المتطورة تأتي نتيجة التحديات والتهديدات المعادية لا سيما الأمريكية”.

ويضيف “الدفاعات الجوية اليمنية أنتجت ثلاثة أنظمة لمنظومات صاروخية نوعية للدفاع الجوي بثلاثة أنماط لملاحقة واصطياد الأهداف الجوية المعادية، واحد منها حراري، ونمطان أتحفظ عن ذكرهما حالياً”.

ويؤكد غراب أن هناك أجيالاً من هذه المنظومات مستحدثة خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، جعلت الدفاع الجوي اليمني يؤمن ثلاثة مستويات للدفاع الجوي وهي (1- الدفاع الجوي المنخفض 2- الدفاع الجوي المتوسط 3- الدفاع الجوي العالي إلى مستوى من 30 إلى 35 ألف قدم).

ونتيجة لوجود هذه القوات الردعية للدفاع الجوي، أصبح العدو يعتمد في هجماته الجوية على بلادنا على طائراته الإستراتيجية (B – 52) والشبحية (B – 2) والنصف شبحية (F – 35)، وعلى طائراته ذات القدرات التي تمكنها من الاستهداف من المسافات البعيدة ومن الارتفاعات العالية.

ويشير غراب إلى أن طائرات الـ(F15  F16) أصبحت من الماضي في اليمن تحديدا، وكذلك طائرات الاستطلاع المسلح المقاتلة (MQ – 9) فخر الصناعات العسكرية الأمريكية الأكثر تطوراً.

ويلفت غراب إلى أن الدفاعات الجوية اليمنية تسعى للوصول بفضل الله وتوفيقه إلى آخر مستوى وآخر طبقة من طبقات الجو الأكثر علواً، مؤكدا أن الدفاعات الجوية ستتمكن بعون الله من التأمين الكامل لسماء اليمن.

ويشدد بأن دائرة التصنيع الحربي في عمل دؤوب ومستمر لتصنيع الأسلحة الاستراتيجية ذات القدرات العالية والفاعلة في مواجهة الترسانة الحربية للقوات الأمريكية والغربية بمختلف أنواعها الدفاعية والهجومية.

وينوه غراب إلى أن استمرار التهديدات والتحديات يخلق المزيد من الفرص لتطوير القدرات العسكرية والارتقاء بأدائها، والتي تحظى باهتمام بالغ وكبير من قبل السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله.

ويعكس السقوط المتواصل لطائرات إم كيو9 التخبط الأمريكي والعجز الاستخباراتي في معركته ضد اليمن، وهو ما يجعل العدو الأمريكي يغطي على هزيمته المدوية من خلال الإمعان في استهداف الأحياء السكنية وقتل المدنيين.

وبالرغم من ارتقاء المئات من الشهداء والجرحى المدنيين إزاء الغارات الأمريكية الهستيرية، إلا أن ثبات اليمنيين على موقفهم الإيماني والأخلاقي المناصر لغزة يمثل تحديا إضافيا للعدو الأمريكي، ويفشل رهانه المتمثل في الضغط على الشعب اليمني بهدف تحقيق أهدافه التي عجز عن تحقيقها في ميدان المواجهة.

وفي حين يتلقى العدو الأمريكي ضغوطات عالية وشديدة من الداخل الأمريكي إزاء معركته ضد اليمن والتي كلفت الخزانة الأمريكية قرابة مليار دولار لشهر من المواجهة، تمضي القوات المسلحة اليمنية في تطوير قدراتها العسكرية والدفاعية، ما يسهم في تعزيز الانتصار اليمني، وبالتالي تكريس الهزيمة الأمريكية وإسقاط هيبتها في المنطقة.

وتبقى القدرات العسكرية اليمنية التحدي الأكبر للعدو الصهيوني وحليفه الاستراتيجي أمريكا.

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • القوات المسلحة اليمنية تستهدف قاعدة صاروخية ومطار بن غوريون للكيان الصهيوني
  • بيان ثان للقوات المسلحة اليمنية خلال الساعات القادمة
  • جيش العدو:إطلاق صاروخ من اليمن على وسط الكيان المحتل
  • حكومة التغيير والبناء: اليمن لن يتراجع عن نصرة غزة
  • حكومة التغيير والبناء: اليمن قيادة وحكومة وشعبًا لن يتزحزح عن موقفه الداعم والمناصر لغزة
  • إسقاط 22 من طائرات MQ-9 يكشف المأزق الحقيقي لأمريكا في اليمن
  • إسقاط 22 من طائرات “MQ-9” يكشف المأزق الحقيقي لأمريكا في اليمن
  • شركات الطيران تهدّدُ بالمغادرة.. جبهة الإسناد اليمنية تضاعفُ ضغوطَها الاقتصادية على العدو الصهيوني
  • في ظل الطلب الكبير على الذهب: كيف تميز بين الذهب الحقيقي والمزيف؟
  • من الانهيار الاقتصادي إلى جحيم الفوضى ..المحافظات المحتلة تئن تحت وطأة الانفلات والتجويع !!