أين الحرية والعدل؟ رئيس جامعة الأزهر يستنكر إبادة الأطفال والنساء في غزة
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
استنكر الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، الإبادة التي يتعرض لها الأطفال والنساء في غزة منذ ما يربو على خمسة أشهر من العدوان الصهيوني الغاشم؛ جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي السادس عشر الذي تنظمه كلية الهندسة بنين جامعة الأزهر بالقاهرة برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبحضور فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور محمد المحرصاوي رئيس الجامعة السابق،نائب رئيس مجلس ادارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمد مهنى، عميد كلية الهندسة بنين بالقاهرة رئيس المؤتمر، والذي يقام تحت عنوان: (التطبيقات الهندسية الحديثة والذكاء الاصطناعي لتحقيق الاستدامة).
قدم رئيس الجامعة التهنئة للحضور جميعًا والعالم الإسلامي بليلة النصف من شعبان التي ينزل فيها ربنا إلى السماء الدنيا فيغفر لكل مستغفر إلا المشرك والمشاحن، فأروا الله تعالى من أنفسكم خيرًا.
كما قدم التهنئة بقرب حلول شهر رمضان المبارك، داعيًا المولى -عز وجل- أن يبارك لنا في رجب وشعبان وأن يبلغنا رمضان.
ونقل رئيس الجامعة للحضور تحيات فضيلة الإمام الأكبر، ودعواته الصادقة للمؤتمر بالتوفيق والسداد.
وقال فضيلة الدكتور سلامة داود: إن التطور العلمي الذي يشهده العالم ينبغي أن يكون معينًا للإنسان على عمارة الكون والانتفاع بما أودع الله فيه من نعم ظاهرة وباطنة، وهي أوسع من أن تُحصى، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها﴾ وقوله تعالى: ﴿وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة﴾ لافتًا إلى أن من أجل نعم المولى -عز وجل- على الإنسان نعمة العقل؛ مؤكدًا أنه لولا العقل ما قامت الحضارات ولا تقدمت البشرية؛ لأن العقل هو منتج المعرفة وقائدها ورائدها، وتفاوت العقول آية من آيات الله تدل على عظيم نعمته، فلولا العقل لبقيت العلوم كامنة في مستودعات المجهول.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن خلق الإنسان معجزة إلهية تحدى الله تعالى بها البشرية؛ ولذا كثر في آي الذكر الحكيم التذكيرُ بهذه النعمة؛ لأنها من عطاء الأعلى، والأعلى هو الله الذي جعل سورة من القرآن الكريم بهذا الاسم، فقال جل وعلا: ﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾ وأول ما ذكر من صفات الأعلى ونعمه قوله: ﴿الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى﴾، وقال جل وعلا: ﴿هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه﴾.
وبين رئيس جامعة الأزهر أن كل ما اخترعه الإنسان على مر التاريخ من نتاج العقل ومن ثماره وحصاده، والعقل من صنع ربي، لم يدَّع أحدٌ أنه خلق العقل الذي بهر العالم بمنجزاته، كما لم يدَّع أحدٌ أنه خلق الإنسان، قائلًا: إنه عِز الربوبية وسلطان الألوهية الذي يقول للشيء كن فيكون، خلق السماوات والأرض بكلمة واحدة وهي ﴿كن﴾ وخلق الإنسان بكلمة واحدة وهي ﴿كن﴾ وخلق كل شىء بكلمة واحدة وهي ﴿كن﴾؛ إنه الله الذي تحار العقول في صنعه، وتسجد القلوب والأفكار خاشعة في محراب ملكه وملكوته، هو الذي قال للسماء والأرض: ﴿ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها﴾.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن الذكاء الاصطناعي ذكاءٌ صنعه العقل البشري، ذكاءٌ صنعه الذكاءُ البشري، والذكاء البشري صنعةُ الله وآيتُه ومعجزتُه وحكمتُه، قائلًا: أعذروني أني كررت التنبيه على ذلك؛ حتى لا ننخدع بمنجزات العقل البشري وننسى أن هذه المنجزات ما كانت لتكون لولا هذا العقل البشري الذي هو نعمة الله وصنعته وآية قدرته وعنوان ربوبيته ودليل ألوهيته، مشيرًا بأن عقول الخير تنتج للإنسانية الخير والسعادة، وعقول الشر تنتج للإنسانية الشر والدمار.
وتعجب رئيس جامعة الأزهر مما تناقلته وسائل التواصل صباح اليوم من أن وزيرة المساواة الاجتماعية ماي غولان تقول: إنها فخورة بالدمار الذي أحدثه الجيش الإسرائيلي في غزة، هذه هي العقول الشيطانية التي اتخذها إبليس جنودًا؛ عقول انطفأت فيها أنوار الحق والعدل والرحمة، وأوقدت فيها نيران الحقد والكراهية، فكان ما كان من التدمير والقتل والدماء، وإذا كان هذا تفكير وزيرة المساوة الاجتماعية فأقم على المساواة مأتمًا وعويلًا.
كما أوضح رئيس جامعة الأزهر أن نحو خمسة أشهر مضت على أهل غزة وهم في طواحين الإبادة الجماعية التي حكمت عليهم بها إسرائيل وصدقت على هذا الحكم أمريكا، لافتًا أن أصوات دعاة السلام في العالم بُحت دون فائدة، وإنا نجأر إلى الله الذي ﴿أهلك عادًا الأولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى﴾ نجأر إليه -جل جلاله- أن يهلك عادًا الثانية وأعوانها وأبناءها وحفدتها وأن يصب عليهم سوط عذاب؛ لأنهم طغوا في البلاد.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر أن عجز منظمة الأمم المتحدة عن اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار جعل أحرار العالم ينادون بتغيير هذا النظام العالمي الذي لا يستطيع نصر الضعيف وكبح عدوان الظالم؛ فهو نظام ينبغي تغييره إلى نظام آخر يستطيع أن يرد الظالم ويوقف عدوانه على الأبرياء.
وتساءل رئيس جامعة الأزهر:
ما ذنب الآلاف من أطفال غزة أن يقتلوا؟ ما ذنب آلاف النساء أن يقتلوا؟ ما هذا العدوان الهمجي الذي لم يشهد له العالم مثيلًا؟ أين الحرية التي صدعنا العالم الحر بها على مدار العقود الماضية؟ أين العدل الذي أقيمت له محكمة قاصرة عاجزة عن تطبيقه؟
وقال رئيس جامعة الأزهر:
لنعد إلى ما نحن فيه، وإن كان ما يحدث في غزة يلغي كل حديث ويجعل طعمه مرًّا كريهًا؛ لأننا نتكلم والرصاص الحي يخترق القلوب، والمتفجرات تفجر الأشلاء والضحايا وتمزقهم تمزيقًا.
لنعد إلى الذكاء الاصطناعي، إن الذكاء الاصطناعي طفرة في الذكاء البشري في مجال علوم الكمبيوتر، يقوم على تغذية هذا العقل الصناعي بكميات كبيرة من المعلومات والبيانات والإحصاءات؛ للإفادة منها في حل المشكلات واتخاذ القرارات، وقد بدأ الحديث عنه في العالم منذ عام 1950م، ولا يزال البحث مستمرًّا في هذا النوع من الذكاء إلى يومنا هذا، حتى توصل الإنسان في ضوئه إلى صناعة طائرات بدون طيار، وصناعة إنسان آلي يتدخل في تفجير الألغام وإزالتها، وكان له دور بارز في جائحة كورونا حين كان الاقتراب من المصاب بها أو الميت خطرًا عظيمًا، ولا تزال العقول تكتشف جديدًا كل يوم.
وخاطب رئيس جامعة الأزهر الحضور قائلًا: ينبغي أن توضع لهذا الذكاء الاصطناعي ضوابطه الأخلاقية؛ حتى لا ينفلت؛ فكل ما عاد على الإنسان والحياة بالخير فهو خير ومرغوب فيه، وكل ما عاد على الإنسان والحياة بالشر فهو شر، وينبغي أن لا يستغل الذكاء الاصطناعي في التجسس على الآخرين وانتهاك حرياتهم.
وأكد رئيس الجامعة أن جامعة الأزهر التي تسند ظهرها لأكثر من ألف وثلاثة وثمانين عامًا مضت من عمر الزمن تفتح ذراعيها لكل علم يعود بالخير على البشرية؛ تحقيقًا لإرادة المولى -عز وجل- نحو عمارة الأرض.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی رئیس الجامعة الأزهر ا فی غزة
إقرأ أيضاً:
لمحو الأمية التكنولوجية.. فريق بجامعة الأزهر يقدم كورسات مجانية للطلاب
في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي يشهده العالم، ومعه اختلاف متطلبات سوق العمل ومقاييس التميُز التي يتم بناءً عليها اختيار شخص ما لوظيفة وترك الآخر، أصبح من الضروري بالنسبة للطلاب الجامعيين وحديثي التخرج اتقان المهارات التكنولوجية المختلفة التي تؤهلهم للحصول على فرصة عمل، وهو ما أدركه فريق «MSP» الشريك الطلابي لشركة Microsoft بجامعة الأزهر؛ فراح يقدم وِرشا تدريبية مجانًا للطلاب تهدف في مجملها إلى محو الأمية التكنولوجية.
محو الأمية التكنولوجية لدى الطلاب الجامعيين«إحنا نشاط طلابي تطوعي وغير هادف للربح، فكرة الفريق أن كلنا طلاب بنساعد بعض لو حد فاهم في مجال أكتر من الباقيين، بمعنى أوضح (من الطالب للطالب) علشان نستعد كلنا لسوق العمل».. قالتها هبة الله عبد الرحيم، طالبة بالفرقة الثانية كلية التجارة جامعة الأزهر، وإحدى أعضاء قسم العلاقات العامة بالفريق، موضحة أنها وزملائها يعملون على محو الأمية التكنولوجية لدى الطلاب الجامعيين من خلال تقديم بعض الورش التدريبية بشكل مجاني تمامًا.
ورش تدريبية في مجالات مختلفةومن المجالات التي يوفر لها فريق «MSP» ورش تدريبية مجانًا للطلاب، حسب توضيح «هبة الله»، صاحبة الـ20 عامًا، خلال حديثها لـ«الوطن»:
- Office 365
- Marketing
- HR
- Photoshop
- Voice Over
- Front end
- Back end
- Flutter
- Java
- Python
- Embedded system
- Cyber security
عدد الطلاب المستفيدين من الورش التدريبيةتأسس فريق «MSP» جامعة الأزهر عام 2011، وطوال الـ13 عامًا الماضية نظَّم عديد من الفاعليات والوِرش التدريبية التي استفاد بها نحو 10 آلاف طالب وطالبة: «الكورسيز بتكون أوف لاين أو أون لاين حسب احتياج كل كورس علشان الطالب يقدر يستفاد بشكل كامل»، حسب «هبة الله»، وأنه على الرغم من كون أغلب الطلاب المستفيدين من هذه الوِرش من جامعة الأزهر نتيجة مراعاة البُعد الجغرافي، فإنه يمكن لجميع الطلاب بمختلف الجامعات المصرية التقديم والحجز للاستفادة من هذه الوِرش، وذلك من خلال منصة «msp-alazhar.tech» الخاصة بالفريق، أو الصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
وتجنبًا لزيادة الضغط والعبء على الطلاب، أجَّل فريق «MSP» جامعة الأزهر تقديم الوِرش التدريبية خلال الفترة الحالية، على أن يستأنف تقديمها مرة أخرى في مارس المقبل: «إن شاء الله هيكون في كورسيز كتير تفيد الطلاب وتلبي احتياجاتهم»، وأنه يتم الترويج للفريق وأهدافه من خلال تسخير منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، فضلًا عن الاستعانة بالمواقع الصحفية؛ بما يزيد في النهاية من أعداد الطلاب المستفيدين.