جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-07@06:49:04 GMT

عُمان.. صوت الحق

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

عُمان.. صوت الحق

 

د. أحمد بن علي العمري

 

في يوم الجمعة 13 شعبان 1445هـ الموافق 23 من فبراير 2024، صدح صوت الحق العُماني بأعلى نبراته وأقصى درجات مداه، التي وصلت للعالم أجمع، ناطقًا بكلمة حق عجز آن ينطق بها الكثيرون في العالم من دعاة الحرية والانسانية وحقوق الانسان.. صدح الصوت العُماني المُجلْجِل في قاعة محكمة العدل الدولية في لاهاي بمملكة نيذرلاندز، بلسان سعادة سفير سلطنة عُمان لدى المملكة، وذلك عبر المرافعة الشفهية التي طالب فيها بوضع حدٍ للمارسات الاسرائيلية، وذلك بالتزامن مع دعوة معالي بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية لعقد مؤتمر دولي طارئ للسلام، ومناقشة القضية الفلسطينية.

نطق سفيرنا أمام المحكمة، بصوت الحق، ليتحدث عن أرض اغتُصِبت وشعب تهجّر منذ 75 عامًا، لكنه مازال يحمل مفاتيح العودة ويتوارثها جيلًا بعد جيل، وكل جيل يُسلِّم مفاتيح الديار للجيل الذي يليه، وسوف يعودون يومًا بإذن رب العالمين، شاء من شاء وابى من ابى!

وامام غطرسة الصهاينة وحرب الإبادة الجماعية في حق 2.3 مليون إنسان في قطاع غزه، نرى الديار تهدم على رؤوس سكانها من شيوخ ونساء وأطفال أبرياء عزل، كما تُقصف المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد وتُدك البنية التحتية بالكامل؛ بل وصلت الأمور لنبش القبور والتنكيل بالأموات، كل هذا والعالم المنافِق يقول إن من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها!!

الساسة الاسرائيليون يُصرِّحون على الملأ بأن لا قيمة للفلسطينيين، بينما العالم المنافق يجرّم معاداة السامية، فأيُ نفاق وأيُ زيف وأيُ مغالطات وأيُ تنكيل وقتل وذبح ووقاحة أبشع وأوضح من هذا.

‘ننا لا نعادي اليهودية كدين، لكننا نُعادي الصهيونية؛ لأن الصهيونية تكتل او تحالف يضم يهود ومسيحيين وحتى علمانيين، وهو بالتأكيد بعيد عن الدين وحتى عن اليهودية.. لهذا رأت سلطنة عُمان أنه من واجبها ومن منطلق مبادئها الراسخة وإيمانها القوي وأخلاقها الثابتة أنها لا بُد ان تقف وتُسمِع العالم صوت الحق.

ولقد أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وفي اكثر من موقف وأكثر من خطاب، على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، والعيش في أمن وسلام.

إن هذا المنهج وهذا التوجه يجعل كل عُماني يفتخر وبكل عزة وكرامة بسلطانه وبلاده؛ بل ويفتخر معنا كل مقيم على هذه التربة الطيبة وفي جميع أصقاع العالم.

إننا نؤكدها دومًا نعم للسلام ولا للحروب، نعم للعدالة الدولية، ولا لازدواجية المعايير، نعم للتفاهم والانسجام بين شعوب العالم.

ولو نحن حافظنا على مبادئنا وقيمنا واخلاقنا وشيمنا ونخوتنا وعزنا وكرامتنا، سنكون بالفعل خير أمة أخرجت للناس.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فلسطين قضية عادلة

بقناعة راسخة وبإيمان حقيقى بالعدالة كقيمة عظيمة للبشرية، درست القانون واخترت مهنة المُحاماة، وبذلت فى سبيلها الوقت والجهد والكد.

وكُنت وما زلت أرى أن أعظم قيمة يُمكن للشعوب والأمم العظيمة أن تكافح فى سبيلها، هى قيمة العدالة، بمعنى منح صاحب الحق حقه ولو بعد حين، وإزالة الظُلم بعد التبرؤ منه، وانصاف مَن يستحق الانصاف.

وهذا فى ظنى هو سبب صلابة وحيوية القضية الفلسطينية وأحد مبررات بقائها نابضة بالحياة رغم مرور أكثر من قرن على بدايات الاستيطان الصهيونى، ونحو ثمانية عقود على شرعنة الاحتلال الإسرائيلى وتحوله إلى كيان رسمى بإعلان قيام دولة إسرائيل.

فقضية فلسطين هى قضية عدالة فى المقام الأول، بمعنى أن التمسك بالدولة الفلسطينية، والتصدى للجرائم الإسرائيلية، ومكافحة طمس الحقيقة، وتزوير الواقع هو سعى حثيث من أجل العدالة بغض النظر عن الانتماء العرقى أو الدينى.

وما حدث فى فلسطين، هو مُسلسل من الجرائم المتتالية فى حق الإنسان فى العيش على أرضه، وبين أهله، ووفق ما ورثه عن أجداده من تقاليد وأعراف وثقافة. فالخلاف ليس على حدود ومكاسب مادية وعينية بقدر ما هو على حق مسلوب ينافح أصحاب الضمائر لإعادته إلى أصحابه.

وهذا ما يغيب عن السيد دونالد ترامب، الرئيس الأمريكى، الذى يُحكّم معايير التجارة والمنافع المتبادلة والمصالح دون أى اعتبار لعدل وظلم، أو حق وباطل، أو صواب وخطأ. يجهل الرجل المُمثل لرأسمالية متوحشة، ومادية صماء لا تعترف بقيم أو تراعى مبادئ، أن قضية فلسطين ليست سوى قضية عدالة منشودة، وأنه لا يُمكن محو القضية أو طمسها بجرة قلم أو قرار سلطوى أو حتى حرب إبادة، لأنها تحيى فى نفوس ملايين البشر، ليس فقط المنتمين للشعب الفلسطينى العظيم، وإنما الشعوب العربية كلها وكافة أصحاب الضمائر الحية، والمقاومين للظلم والطغيان فى كل مكان.

وانطلاقا من العدل المنشود، فإن موقف مصر استند مُنذ البدايات على هذا المعنى أولا، فالشعب الفلسطينى كان وما زال هو الضحية، والمجنى عليه، وهو الذى تعرّض للعدوان والاستيلاء على حقوقه. ومن أجل هذا الحق خاضت مصر حروبًا قاسية، وقدمت شهداء من خيرة بنيها، ومنحت تضحيات عظيمة عن طيب خاطر.

لذا، أتفهم بشكل واضح عبارة السيد رئيس الجمهورية فى إطار رده على دعوات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، والتى يقول فيها «إن مصر لن تشارك فى ظُلم الشعب الفلسطيني». فمصر منذ فجر التاريخ لم تقف إلى جوار طغيان، ولم تشارك فى إبادة شعب، ولم تساند ظلمًا أو عدوانًا ضد أبرياء، واتسقت كل مواقفها مع قيمها العظيمة وقيم شعبها فى صون العدالة وتحرى الإنصاف.

إن العدل يتحقق ولو بعد حين، ولا يضيح حق وراء مُطالب، فكل سعى حثيث وحقيقى ومخلص من أجل الحق لا يضيع هباءً، وكافة الحقوق تصل لمستحقيها بالمثابرة والاصرار والتكتل والسعى الدائم، واكتساب التعاطف. وهذا ما يجعلنى متفائلًا بمستقبل القضية الفلسطينية، مؤمنًا أنه لن يتحقق السلام إلا بحل الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. وهذا هو الموقف المصرى الواضح كالشمس.

وسلامٌ على الأمة المصرية

 

مقالات مشابهة

  • فلسطين قضية عادلة
  • انعكاسات السياسات التجارية العالمية على الاقتصاد العُماني
  • الرحبي: مشاركة عمان في معرض الكتاب فرصةً لاستعراض المشهد الثقافي العُماني وتجسيد روح التواصل مع مصر
  • ميناء متعدد الأغراض بمصيرة و20 مبنى مدرسيا بمختلف المحافظات.. إسناد مناقصات بأكثر من 145 مليون ريال عُماني
  • النعُماني يبحث مع رئيس الأركان التركي تعزيز التعاون الثنائي
  • اليوم.. سلاح الجو السلطاني العُماني ينفذ تمرين استجابة في جنوب الباطنة
  • "جميع التحركات ليست حدثًا حقيقيًا".. تنويه من سلاح الجو السلطاني العُماني
  • "جميع التحركات ليست حدثًا حقيقيًا".. تنويه من سلاح الجو السلطان العُماني
  • النصر يعزز «الصدارة الخليجية» بثنائية أمام ظفار العُماني
  • عقيص: الأخلاق السياسية المجاهَرة بقول الحق