المستشفى السلطاني يجري 80 عملية جراحية خارج مسقط
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
أجرى المستشفى السلطاني ٨٠ حالة جراحة خارج محافظة مسقط، حيث تمت معاينة المرضى في مناطقهم، وذلك في إطار مبادرات ينفذها المستشفى للتقليل من عناء سفر المرضى ومرافقيهم لمحافظة مسقط، وتحقيق اللامركزية في تقديم هذه الخدمات تماشيا مع رؤية «عمان ٢٠٤٠».
وقال الدكتور عامد بن خميس العريمي المدير العام المساعد للشؤون الطبية بالمستشفى السلطاني: إن المبادرة نجحت في توفير ١١٠ ساعات لعمليات جراحية في المستشفى السلطاني لاستيعاب أعداد أخرى من المرضى على قوائم الانتظار.
وأوضح أن المبادرة تتم وفق عدة إجراءات منها إجراء الفحوصات للمرضى في مناطقهم ثم حجز مواعيد العمليات لهم في المستشفيات نفسها بعد نقاش الحالات مع الأطباء الزائرين، وفي يوم العمليات يتوجه الجراح من المستشفى السلطاني إلى تلك المستشفيات من أجل إجراء الجراحات وتدريب الكوادر هناك على إجراء مثل هذه التدخلات.
وبين العريمي أن المبادرة نجحت في تخفيف قوائم الانتظار الطويلة في المستشفى السلطاني التي حدثت بسبب تأثر النظام الصحي خلال فترة كوفيد ـ 19، كما هو الحال مع الكثير من الأنظمة الصحية حول العالم، مشيرا إلى وجود قوائم تصل إلى أكثر من ١٠٠٠ حالة في بعض التخصصات، وذلك يشكل تحديا كبيرا على المستشفى السلطاني.
وللتعامل مع هذا التحدي، قام المستشفى بفتح غرف عمليات خلال الفترة المسائية وعطلة نهاية الأسبوع من أجل تخفيف هذه القوائم، وفي الوقت ذاته تم فتح شراكة مع القطاع الصحي الخاص وتحويل الكثير من المرضى إلى القطاع الصحي الخاص إضافة إلى ذلك تم دعم الخدمات الصحية في مختلف المحافظات من أجل توطين الخدمات والتخفيف من الضغط المتزايد على المستشفى السلطاني سواء في العيادات أو التدخلات الطبية أو العمليات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المستشفى السلطانی
إقرأ أيضاً:
مستشفى النيل للتأمين الصحى.. مقبرة المرضى
الرعاية الصحية غائبة.. والحق فى العلاج معركة يومية يخوضها الفقراء ضد بيروقراطية مستعصية وإهمال بلا نهايةالمرضى: نتعرض لسوء معاملة من الأطباء والإداريين وأفراد الأمن وعمال النظافةمشاهد من داخل المستشفى: مصاب يوقف نزيف الدم بيديه بعد تركه ساعات دون تلقى الخدمة الطبية.. ومسن ينام على الكرسى بعد طول انتظار تلقى العلاج!طوابير المرضى الطويلة والانتظار اللانهائى أحد المعالم الرئيسية للمستشفى.. وكبار السن أول الضحاياالكوادر الطبية تفتقر إلى الإحساس بالمسئولية.. والمتسولون يطاردون المرضى فى عنابر العلاج!
فى ميدان المؤسسة أحد أشهر ميادين القليوبية، يقف مستشفى النيل للتأمين الصحى.. اسمه وحده يثير الإحساس بالعطاء، فمن فى مصر أكثر عطاء من نهر النيل العظيم..
مبانى المستشفى من الخارج فخمة وما إن ينتهى تطويرها وتجديدها حتى يبدأ تطوير جديد..
ولكن إذا ما تجاوزنا الاسم العظيم والمبنى المتجدد باستمرار، لا تجد إلا واقعا مؤلما لمرضى يواجهون الموت دون محاولة إنقاذ أو تقديم أدنى رعاية طبية!..مشهد يتكرر يوميًا فى أرجاء المستشفى، لمرضى وذويهم يعانون منظومة صحية متدهورة تغيب فيها الرعاية الإنسانية والصحة، ويتحول الحق في العلاج إلى معركة يخوضها الفقراء ضد بيروقراطية مستعصية، وإهمال لا مبرر له، وكوادر طبية تفتقر إلى الإحساس بالمسئولية. كان من المفترض أن يكون مستشفى النيل للتأمين الصحى أحد أكبر معاقل تقديم الرعاية الصحية لأبناء شبرا الخيمة والمحافظات المجاورة، ولكنه صار بؤرة للإهمال والفوضى ويجد المترددون عليه من المرضى أنفسهم بين مطرقة البيروقراطية وسندان الإهمال الطبى الصارخ، ولا يقتصر الأمر على نقص الكوادر الطبية، بل تجاوز ذلك إلى غياب الرقابة والإشراف على سير العمل داخل المستشفى. تروى بعض الحالات التى مرت بهذا المستشفى قصصًا تفوق الخيال فى فظاعتها، فالمواطنون الذين يحتاجون إلى تدخلات طبية عاجلة يتركون ساعات، بل فى بعض الأحيان أياما، دون أن يلتفت إليهم أحد، الطاقم الطبى يبدو إما منشغلًا بأمور شخصية وإما غارقا فى الروتين الإدارى الذى يقتل أرواح المرضى ببطء، أصبحت الطوابير الطويلة والانتظار اللانهائى مشهدًا يوميًا فى المستشفى، حيث يتجمع المرضى على الكراسى، ينتظرون دورهم وسط تدهور أحوالهم الصحية. الحالات التى رصدها محرر الوفد ليست حالات فردية، إنها نمط متكرر داخل المستشفى حيث المعاناة ليست مقتصرة على فرد أو اثنين، بل هى حالة عامة تطول الجميع، وعلى رأسهم كبار السن، الذين يفترض أن يكونوا على رأس أولويات الرعاية الطبية بسبب ضعف حيلتهم واحتياجهم إلى علاج فورى، وأدنى إهمال طبى يجعلهم وجها لوجه أمام الموت. الكثير من المرضى أشاروا إلى أنهم تعرضوا لسوء معاملة من جميع العاملين فى المستشفى، سواء من الطاقم الطبى أو الإداريين، وأفراد الأمن وعمال النظافة.. الشكاوى المقدمة من المرضى لا تلقى أى استجابة، حيث يبدو أن هناك اتفاقا غير مكتوب بين الموظفين على تجاهل معاناة الناس، النتيجة هى أن المستشفى أصبح مكانا يتجنب الكثيرون الذهاب إليه خوفا من التدهور الصحى بدلاً من العلاج. فى جولة ميدانية لمحرر الوفد، رصد مشاهد مؤلمة وصرخات متتالية ووقائع من داخل وخارج مستشفى النيل تعكس حقيقة مريرة عن مستوى الخدمة الطبية المقدمة للمرضى وكبار السن، أول المشاهد كان لرجل مصاب بجروح وكسور مضاعفة فى ساقه، يجلس على السلالم الخارجية للمستشفى محاولًا بيديه العاريتين إيقاف نزيف جروحه بمواد أولية لا تكاد تحميه من العدوى القاتلة.
مشهد آخر لرجل يصرخ من شدة الألم يجلس على الرصيف، مهملًا من الطاقم الطبى الذى من المفترض أن يتدخل لإنقاذه وتقديم الرعاية اللازمة له، هذا المشهد يجسد فشل المستشفى فى القيام بأبسط واجباته وهو تقديم العلاج السريع والفعال للمصابين.
مشهد آخر يجسد الإهمال الصارخ داخل الصرح الطبى، نرى موظفتين، الأولى طبيبة والثانية عاملة تجلسان فى مكتب صغير، متكئتين على مكتبيهما فى حالة من اللامبالاة والكسل، وهكذا تبدو الكوادر الطبية فى استرخاء بينما المرضى خارج الغرفة يتألمون وينتظرون بصبر يعكس الفجوة الشاسعة بين ما يتوقعه المواطنون من المستشفى، وبين ما يواجهونه على أرض الواقع، إنها صورة تعكس حجم التراخى والتقاعس فى أداء الواجب المهنى، حيث يتضح أن الرعاية الطبية أصبحت آخر اهتمامات القائمين على المستشفى.
ونرى رجلاً مسنا جالسا فى ردهة الانتظار، متكئا على عصاه، تبدو عليه ملامح الإنهاك الشديد واليأس الصارخ من الإهمال المتفشى داخل مستشفى النيل للتأمين الصحى، قد يكون انتظر ساعات طويلة، إن لم يكن أياما، لتلقى العلاج، لكنه على ما يبدو ترك ليواجه ألمه وحده فى طابور طويل من الانتظار المجهول والأوجاع الصارخة.
وفى مشهد يعكس قسوة الإهمال الطبى بمستشفى النيل للتأمين الصحى، يظهر رجل مسن، يرتدى سماعة أذن طبية منهكا من الآلام، وهو جالس على كرسى الانتظار، جاء طالبا العلاج، ولكنه وجد نفسه مضطرًا للانتظار ساعات طويلة دون أى رعاية، فغلبه التعب ونام وهو جالس وسط المرضى.
المشهد يعكس الواقع المأساوى الذى يعيشه المرضى المترددون على المستشفى، حيث يترك كبار السن الذين هم فى أمس الحاجة إلى العلاج الفورى ليواجهوا مصيرهم فى انتظار غير معلوم النهاية.
الإهمال الطبى فى «النيل للتأمين الصحى» ليس مجرد تأخير فى تقديم العلاج، بل هو إهدار كامل لحقوق المواطنين فى تلقى الرعاية الصحية، كبار السن، الذين يفترض أن يعاملوا بأولوية ورعاية خاصة، يتركون فى ردهات المستشفيات بدون أى اهتمام، ليست حالة فردية، بل هو واقع يعانى منه مئات المرضى الذين يعانون يوميا بسبب التكدس فى المستشفى، وغياب الكوادر الطبية المؤهلة التى تهتم بحالاتهم الحرجة.
ما يفاقم المأساة هو غياب الرقابة والإشراف على سير العمل داخل المستشفى، حيث أصبحت تلك المواقف اليومية مشاهد عادية فى ظل تجاهل المسئولين للمرضى الذين يتركون ساعات طويلة فى الانتظار، بينما الطاقم الطبى منشغل بأمور أخرى، دون أى إحساس بالمسئولية تجاه من يحتاجون إلى علاج سريع، هذه المشاهد المروعة يجب أن تكون ناقوس خطر يستدعى تحركا فوريا من الجهات المعنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يصبح مستشفى النيل رمزا لفشل الرعاية الصحية فى مصر.
متسولون فى المستشفى!
وصل الحال بالصورة القاتمة للمستشفى إلى انتشار التسول داخل المستشفى، أحد المتسولين طفل لا يتجاوز عمره 15 عاما، يقف بجرأة على درجات السلم الداخلى للمستشفى، يحصى نقودًا تبدو «مكرمشة»، قد تتجاوز 3000 جنيه، جمعها من جيوب المرضى وذويهم الذين بالكاد يملكون ما يكفيهم للعيش فى ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة والمريرة.
هذا الوضع يتجاوز مجرد حالة تسول عابرة، إذ يكشف عن تساهل مروع تجاه هذه الممارسات، ما يعكس غيابا تاما لأى نوع من الرقابة أو الإشراف على المنظومة الصحية، ما جعل طفلا يقوم بجمع مثل هذه المبالغ دون أدنى شعور بالخوف أو الخجل، ودون أن يلتفت له أحد من العاملين أو الأمن، هو مؤشر خطير على حالة الفوضى التى يعيشها مستشفى النيل للتأمين الصحى بشبرا الخيمة، المكان الذى يفترض أن يكون ملاذًا للمرضى أصبح مركزًا لهذه الأنشطة غير المشروعة، دون أى رادع أو متابعة من مدير المستشفى والذى طالب المرضى بإقالته بسبب الإهمال المتفشى من داخل المستشفى، فكيف يترك طفل فى سن المراهقة يتنقل بحرية بين المرضى والمرافقين، يجمع المال كما لو كان فى سوق شعبى؟ وما دور الأمن الداخلى للمستشفى فى التصدى لمثل هذه التجاوزات التى جعلت المرضى لا يواجهون فقط معاناة الحصول على العلاج، بل أيضًا تعرضوا لمواقف مهينة بسبب التسول المستشرى داخل المستشفى.
استمرار مثل هذه الممارسات داخل المؤسسات الصحية يلقى بظلال قاتمة على مصداقية المنظومة الصحية داخل المستشفى، ويضع علامات استفهام ضخمة حول مسئولية الجهات الرقابية والصحية، التى سمحت بانتشار التسول داخل الأماكن التى تفترض أن تكون مقرا للدواء والعلاج والشفاء!